الكهرباء العراقية تتخذ إجراءات ذكية استعدادا للصيف المقبل
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، في التاسع عشر من سبتمبر الحالي، اتخاذها إجراءات جديدة لتحسين أداء شبكة نقل وتوزيع الطاقة استعدادا للصيف المقبل، مشيرة إلى التوجه نحو "التحول الذكي" للشبكة الكهربائية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد موسى، نقلا عن وكالة الأنباء العراقية، إن الوزارة تعمل منذ فترة على معالجة الإخفاقات السابقة في ملف الكهرباء، وزيادة الطاقات التوليدية وتأهيل شبكات التوزيع وإطلاق حملات لتدعيم شبكات التوزيع ونصب المحطات وتأهيل مسارات الخطوط استعدادا للصيف المقبل.
وتحدث موسى عن "التحول الذكي" في تأهيل شبكات التوزيع للحد من الضياعات والسيطرة على الأحمال العالية من خلال نصب العدادات الذكية التي ستعمل أيضا على منع أي زيادة بسعر التعرفة وستسهم بتنظيم آلية الخدمة وتجهيز الكهرباء على نحو أكثر من جيد، بحسب تعبيره.
ولفت موسى إلى، أن "التحول الذكي" سيمنع القراءة الخاطئة والقراءة التقديرية، وسيتيح للمواطن مراقبة ما يستهلكه من طاقة ودفع الأجور بشكل إلكتروني، منبهاً أن المرحلة الأولى ستشمل 13 منطقة بواقع نصف مليون مشترك وان الوزارة تتهيأ إلى المرحلة الثانية بواقع مليون مشترك بمناطق سيجري الإعلان عنها لاحقا، بحسب تعبيره.
ويعاني العراق من نقص في إنتاج الكهرباء لا يتناسب مع الطلب المتزايد، على الرغم من الإنفاق الكبير على قطاع الطاقة، والوعود الحكومية المتكررة بحل الأزمة التي تؤرق حياة المواطنين وتتفاقم خلال كل فصل الصيف، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تعبر حاجز نصف درجة الغليان.
ومنذ 2003، يقول خبراء إن العراق صرف مبالغ هائلة لإنتاج الطاقة الكهربائية لكن بدون فائدة كبيرة. ففي عام 2021، قال رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، إن العراق أنفق نحو 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء، لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة بشكل مستقر، بحسب تعبيره.
وتكبد قطاع الطاقة في العراق خلال العقود الماضية أضرار جسيمة بسبب الحروب والصراعات وتبعاتها من أزمات اقتصادية ومالية، فضلا عن شبهات فساد في عمل الجهات المعنية. وفي ظل هذه الأزمة، أعلن العراق مطلع شهر تموز الماضي وصول انتاج الكهرباء الى 27 ألف ميغا واط لأول مرة، لكن احتياجات البلاد تصل إلى 35 ألف ميغاواط، ما يؤشر الى استمرار اتساع الفجوة بين العرض والطلب.
وفي نهاية شهر مايو أيار الماضي، دعا وزير الكهرباء زياد علي فاضل، إلى استنفار الطاقات استعداداً لموسم الصيف. وأصدر توجيهات تهدف إلى تحقيق استقرار تجهيز الطاقة في العراق. لكن وبعد أقل من شهر، خرجت مظاهرات احتجاجية في جنوب العراق بسبب الانقطاع المستمر في الكهرباء، بالتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
معهد واشنطن ذكر في تقرير نشره في تموز عام 2023، ان حل مشكلة سد الفجوة بين العرض والطلب مرهون بوجود دعم سياسي، وان الخسائر والسرقة ستستمر في حال عدم تحديث البنية التحتية.
الحكومة العراقية ذكرت بدورها أنها في السنوات الأخيرة كثفت جهودها لاستثمار الغاز واستخدامه في محطات توليد الكهرباء، وانها تبحث عن حلول أخرى بينها اللجوء لمصادر الطاقة النظيفة، ووقعت بالفعل عقودا لمشاريع انتاج الطاقة الشمسية للاستفادة من حقيقة وهي أن العراق يتمتع بأكثر من ثلاثة آلاف ساعة من الشمس سنويا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ما موقف فصائل المقاومة العراقية من رسائل بلينكن؟
بغداد- مع استمرار الأحداث المتسارعة في سوريا وسقوط الرئيس بشار الأسد، أُثيرت مخاوف بشأن تدخل الفصائل العراقية في الشأن السوري، إذ وجهت الولايات المتحدة تحذيرات مباشرة للحكومة العراقية تطالبها بوقف هذا التدخل، وتسربت أنباء عن رسائل سرية تؤكد هذا المطلب الأميركي.
و كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قام بزيارة إلى العراق يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مما زاد من حدة التساؤلات عن موقف الحكومة العراقية والفصائل المسلحة من التطورات الإقليمية.
وحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن بلينكن أوصل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السوداني بشأن عدم التدخّل في الوضع السوري، فضلا عن دعوته إلى منع خوض الفصائل المدعومة من إيران مواجهة مسلّحة مع الفصائل السورية أو أن تتلاعب بأمن المنطقة.
هل ستلتزم الحكومة العراقية برسائل الولايات المتحدة؟ وما موقف فصائل المقاومة منها وكيف استقبلتها؟
رسائل إيجابيةاعتبر فادي الشمري، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى العراق كانت إيجابية وحملت رسائل تعكس عمق التعاون والشراكة بين البلدين.
إعلانوأكد الشمري، في حديث للجزيرة نت، أهمية الدور المحوري للعراق في الوساطة لمعالجة الأزمات الإقليمية بما يخدم مصالح جميع الأطراف، لا سيما الشعب العراقي، مشيرا إلى أن سيادة العراق وخصوصية قراراته تنسجم مع المصالح العليا للبلاد.
ويرى المتحدث ذاته أن الحكومة العراقية أكدت مرارا رفض العراق الانجرار إلى أي صراعات لا تخدم مصالح شعبه، واصفا الزيارة بأنها تأتي في إطار الحراك الدبلوماسي الدولي لمناقشة التطورات في سوريا، معربا عن دعم العراق لإحداث تغيير إيجابي في سوريا من خلال بناء نظام سياسي ديمقراطي يحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري ويضمن التعددية الاجتماعية ويولي احتراما للأماكن الدينية المقدسة.
وبيّن الشمري أن العراق يدعم أي مبادرة تهدف إلى حماية سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتحقق تطلعات الشعب السوري، مشددا على أهمية التنسيق مع بغداد لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
حرب نفسيةمن جهته، يرى عضو المكتب السياسي لحركة النجباء فراس الياسر أن التهديدات الأميركية التي تستهدف الفصائل العراقية لا تعدو كونها حربا نفسية.
وأشار الياسر -في حديث مع الجزيرة نت- إلى أن استمرار "الاحتلال الأميركي للعراق" يجعل من الحديث عن سلاح المقاومة أمرا صعبا، منبها على أن التهديدات الأميركية، في بعض جوانبها، تهدف إلى إرباك الأوضاع وخلق حالة من عدم الاستقرار.
وأوضح أن الدمار الذي تشهده سوريا نتيجة للعدوان الأميركي يؤكد أن المشروع الأميركي الحقيقي يهدف إلى تفتيت المنطقة وإضعافها، مشددا على ضرورة عدم الركون إلى أي من طلبات واشنطن.
وأكد استمرار المقاومة واستعدادها للرد على أي اعتداء، مضيفا أن قوة العراق تكمن في الحشد الشعبي والقوات الأمنية والمرجعية الدينية والمقاومة، وأن أي تنازل عن هذه الركائز يعني ضياع العراق برمته.
وأوضح الياسر أن تهديدات أميركا ليست جديدة، وأنها تسعى دائما إلى إضعاف الدول ونزع عوامل قوتها، كما حدث في سوريا، مؤكدا أن حرب لبنان الأخيرة أثبتت أن إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها إلا من خلال تفتيت الدول المجاورة.
إعلان
شأن داخلي
وأكد الشيخ كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، أن سلاح المقاومة أمر داخلي يخص الفصائل العراقية، وأنه من غير المقبول لأي طرف خارجي التدخل في هذا الشأن.
وقال الفرطوسي، في حديث مع الجزيرة نت، إن المطالبة الأميركية المتكررة بنزع سلاح المقاومة أمر غير منطقي، فمن غير المعقول أن يطلب الخصم من خصمه التخلي عن سلاحه، مشيرا إلى أن فصائل المقاومة تشكلت لمواجهة الاحتلال، وبالتالي فإن هذا الأمر يعتبر داخليا.
كما انتقد الفرطوسي السماح لأي طرف عراقي بالتدخل في الشأن الداخلي من قبل القوات الأميركية أو غيرها، واصفا ذلك بأنه أمر مخجل.
وأكد المتحدث ذاته أن موقف كتائب سيد الشهداء ثابت. ولفت لكون مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري وحده، وأن أي تدخل خارجي في الشأن السوري مرفوض.
أما بخصوص مخاوف استهداف فصائل المقاومة، فقال الفرطوسي "نحن نعيش في حالة حرب منذ زمن طويل، وكل الاحتمالات واردة، ولا نستغرب أن تستهدف الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل فصائلنا أو مواقع الحشد الشعبي أو قوات الداخلية والدفاع، فقد سبق لهما فعل ذلك مرارا وتكرارا".
وأضاف أن حديث واشنطن عن طلب الإذن لاستهداف الفصائل يثير الاستغراب "هذه محاولة بائسة لإخافتنا وتهويل الأمر".