الثورة نت:
2024-09-20@04:27:23 GMT

من قلب الخيام.. الغزيون يكافحون لأجل التعليم

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

من قلب الخيام.. الغزيون يكافحون لأجل التعليم

الثورة /وكالات

بملابسها البالية وبدون حذاء، تجلس الطفلة سجى أبو معليق (8 أعوام) في داخل خيمة أهلها في مواصي خانيونس، ممسكة بقلم رصاص، تكتب فيه بعضًا من الحروف، والكلمات، محاولةً الالتحاق بقطار التعليم الذي تحاول إسرائيل اغتياله للعام الثاني مع استمرار حرب الإبادة.

وفي جهة مقابلة، والدها الجريح نائم على ما يشبه الفراش، وفي الخارج أشقائها الأصغر، يلهون تحت أشعة الشمس الحارقة، عائلة مكونة من 6 أفراد محشورة في خيمة بالية لا تتجاوز مساحتها الـ18 مترًا.

الواقع مؤلم جدًا، لا يمكن اختزاله بكلمات، 18 مترًا هي الملجأ فيها وفيها يتناولون الطعام والشرب والنوم والدراسة والاستحمام، ووضع الحاجيات فيها، هي كابوس، كابوس يعيشه قرابة مليوني فلسطيني منذ 11 شهرًا، ولا تزال تداعياته تتوالى وتتفاقم يومًا بعد يوم.

عام دراسي ضائع

والدة سجى تقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إن العام الماضي ضاع على ابنتها، وعندما سمعت أن وزارة التربية والتعليم أطلقت التعليم الافتراضي، سارعت لتسجيل ابنتها، رغم عِظم الصعاب.

تضيف أنها اضطرت للذهاب إلى منطقة يتوفر فيها الإنترنت، تبعد عن خيمتها قرابة كليو مترين، لتسجيل ابنتها في الصفوف الافتراضية، ومن ثم العودة، لتبدأ الوالدة رحلة البحث عن بعض ما تيسر من أوراق وأقلام لتبدأ معها رحلة التعليم.

تتابع في حديثها: الأمر جدًا صعب، لا يمكن لأحدكم أن يتخيل، أن التعليم سيسير في ظل هذه الظروف، خيمة ونزوح، وقصف، وعدم توفر مقومات أساسية للحياة.

إلا أنها استدركت، “لا سبيل لنا إلا التعليم، حتى لو نحت في الصخر، وصعدت الجبال، سأبذل كل جهدي لوضع ابنتي سجى على سلم الدراسة، رغم ما أعيه من حجم التحديات الكبيرة، من إنترنت، ووضع نفسي، والبيئة المناسبة، وغيرها”.

رحلة الماجستير

وفي خيمة على شاطئ بحر مدينة دير البلح، يجلس الشاب علاء الخطيب على حصيرة فوق الرمال، ويضع جهاز الحاسوب الخاص به بين قدميه، وينهمك في كتابة سطور معدودة، في رسالة الماجستير الخاصة به.

الخطيب المُسجل في برنامج الماجستير في جامعة الأزهر تخصص إدارة الأعمال، يقول إن حرب الإبادة طال أمدها، وليس أمامه خيار سوى العودة لإنجاز رسالة الماجستير الخاصة به.

يضيف في حديث لمراسلنا: الأمر صعب، ولا يمكن لعقل أن يستوعبه، لكن بالإرادة والتصميم، يمكن أن يحدث.

“أمضي ساعات طويلة، وأنا أبحث عن مصدر للطاقة، وساعات أخرى، وأنا أبحث عن الإنترنت، وبدون الأمرين لا يمكن أن أكتب أو أنجز شيئًا من رسالتي، وبصراحة هذه مسألة مرهقة”، يقول الخطيب.

تعليم افتراضي

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور: إن الوزارة شرعت بتنفيذ تدخلات تعليمية لطلبة قطاع غزة تشمل إطلاق مدارس افتراضية عبر روابط خاصة يلتحق بها الطلبة، وتركز على المباحث الأساسية لكل صف.

وأوضح الخضور، أن نظام التعليم الافتراضي يتم بالرزم، بحيث يتم إعطاء مواد تعليمية مكثفة تركز على المهارات الأساسية لكل مبحث، وتؤسس لتعلم سابق، وآخر لاحق، وعندما يتم ترفيع الطالب للصف الذي يليه، فإننا نتيقن أنه امتلك المعارف والمهارات التي تتيح له الصعود إلى الصف التالي.

وأضاف، أن النصف الأول من هذا العام سيخصص للتعامل مع استحقاقات العام الدراسي الماضي جراء العدوان على القطاع، أما النصف الثاني فسيخصص للصف الذي يُفترض أن يكون فيه الطالب، أي أننا نسعى إلى دمج عامين دراسيين في عام واحد، مشيرا إلى أن الوزارة تُصدر يومياً روابط خاصة للتعليم الافتراضي إلى حين تجهيز منصات ثابتة يتم إلحاق الطلبة بها، وهذه الروابط تخدم كل صف على حدة، ويقوم معلمون من الضفة بتدريس المواد الأساسية الساعة الثالثة عصراً، ويمكن للطالب العودة إلى الحصص متى أراد، لوجود خاصية الحصص المسجلة، وذلك لعدم توفر ضمانات دون تقطع الإنترنت.

استهداف التعليم

ووفق معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم العالي، تسببت حرب الإبادة على غزة في استشهاد وجرح أكثر من 25 ألف طفل، منهم ما يزيد على 10 آلاف من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عددها 307 مدارس.

وبينت أن أكثر من 630 ألف طالب وطالبة محرومون من حقهم في التعليم منذ 7 أكتوبر الماضي، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفاً يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفاً ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة.

وبحسب معطيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فإن 200 مدرسة تمثل 70% من مواقعها التعليمية تعرضت للتدمير الكلي والجزئي بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، مؤكدة أن أكثر من 600 ألف طفل يعانون من صدمة عميقة، ويعيشون تحت الأنقاض، وما زالوا محرومين من التعلم والتعليم، حيث كان نصفهم في مدارس الأونروا.

وتعرضت جميع الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة -والبالغ عددها 12 جامعة- لتدمير كامل أو أضرار جسيمة، وذلك بفعل الغارات الجوية أو القصف المدفعي أو حتى بنسفها عبر المتفجرات.

ووفقًا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، فإن هجمات الاحتلال ضد قطاع غزة أدّت إلى تدمير البنية التحتية للتعليم العالي.

ويُقدر المرصد أن الأضرار التي لحقت بالجامعات تبلغ كلفتها أكثر من 200 مليون يورو، وأن ما لا يقل عن ثلاثة رؤساء جامعات وأكثر من 95 عميدًا وأستاذًا جامعيين، قُتلوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما اضطر نحو 88 ألف طالب إلى تعليق دراستهم، ولم يتمكن 555 طالبًا آخرون من حاملي المنح الدولية من السفر إلى الخارج بسبب الانتهاكات.

وأوضح المرصد أن الجيش الإسرائيلي “نفذ هجمات متعمدة ومحددة ضد شخصيات أكاديمية وعلمية وفكرية في قطاع غزة، العشرات منهم قتلوا في غارات مباشرة استهدفت منازلهم دون سابق إنذار، ليقتلوا سحقًا تحت الأنقاض مع أفراد عائلاتهم أو عائلات أخرى نزحت إليهم أو نزحوا إليها”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قطاع غزة أکثر من لا یمکن

إقرأ أيضاً:

انطلاق مؤتمر الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير التعليم

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الحكومة تعمل على دفع الشراكة مع القطاع الخاص في مختلف المجالات، في ظل دوره الحيوي في دفع النمو الشامل والمستدام، وتحقيق التنمية الاقتصادية.

جاء ذلك خلال مشاركتها في مؤتمر إطلاق الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير التعليم، الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالشراكة مع شركة «نكست إيرا»، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيدة/ هيرو مصطفى غارغ، السفيرة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وغيرهم من مسئولي شركات القطاع الخاص، ورواد الأعمال، والمؤسسات المعنية بقطاع التعليم.

وأضافت «المشاط»، أن تحقيق التنمية الاقتصادية والاستدامة لن يتحقق بدون الاستثمار في رأس المال البشري، وعلى رأسه الاستثمار في مجال التعليم وتنشئة أجيال قادرة على قيادة المستقبل، موضحة أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في قطاع التعليم في ظل ما توليه الدولة من أهمية كُبرى بهذا القطاع.

وأشارت إلى أن سد الفجوة التنموية في أي قطاع يتطلب شراكات بناءة بين الحكومة والقطاع الخاص، وتكامل مع شركاء التنمية، والمؤسسات الدولية، والأطراف ذات الصلة، ولذلك فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل على تنفيذ السياسات التنموية القائمة على الأدلة، ودفع الشراكات مع القطاع الخاص من خلال الإصلاحات الهيكلية، وتعزيز الشراكات الدولية من أجل سد فجوات التنمية في مختلف القطاعات وفقًا لأولويات ورؤية الدولة.

ونوهت بأن الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، تدفع نحو نماذج مبتكرة للتنمية خاصة في قطاع التعليم الذي يعزز الاستثمار في رأس المال البشري.

من جانب آخر، تطرقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، التي ترأسها طبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء، موضحة أنه من خلال تلك المجموعة الوزارية وبالتعاون مع مختلف الأطراف والجهات المعنية، سيتم العمل على دفع وتنمية قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة، في ظل ما تمتلكه مصر من إمكانيات ضخمة على مستوى البنية التحتية والعنصر البشري يجعلها دولة رائدة في ريادة الأعمال.

وتناولت «المشاط»، ما تمتلكه مصر من بنية تحتية تكنولوجية متطورة، ونمو مستمر في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يعد دافعًا نحو تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في القطاعات المختلفة، ومحفزًا لمشهد ريادة الأعمال، بما يحقق النمو الشامل والمستدام.

وفي ختام كلمتها، أكدت أن الفجوات التنموية في القطاعات المختلفة دائمًا ما تمنح مساحة للابتكار والبحث عن الحلول المستدامة.

ومع ختام فعاليات المؤتمر، شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، توقيع شراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وشركة «نكست إيرا»، فضلًا عن توقيع اتفاقيات شراكة بين شركة «نكست إيرا» وعدد من الجامعات الدولية.

مقالات مشابهة

  • انطلاق اختبار قبول طلاب الماجستير في العلاقات الدولية ببنغازي
  • خبير: التعليم التكنولوجي هو ما يمكن أي دولة من تحقيق النمو في جميع مجالاتها
  • الإمارات.. هل يمكن تقديم أكثر من عرض عمل للموظف من منشآت مختلفة؟
  • انطلاق مؤتمر الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير التعليم
  • وزير التعليم: يمكن للمعلم زيادة راتبه 2000 جنيه من خلال الحصص الإضافية
  • وزير التعليم: يمكن للمعلم أن يضيف لمرتبه 2000 جنيه في هذه الحالة
  • أمجد الشوا: التعليم من أشكال صمود الشعب الفلسطيني.. ونستخدم الخيام
  • غوتيريش: مستوى المعاناة في قطاع غزة لا يمكن تصوره
  • وزير الثقافة: نعقد شراكات مع التعليم والتعليم العالي والشباب والرياضة للوصول لتكاملية الإنسان المصري