الثورة نت:
2024-11-05@14:03:45 GMT

جلال السيرة النبوية

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

 

كان – صلى الله عليه وآله وسلم – يسير في الناس كأحد الناس، لا يميزه عنهم إلا ذلك الخُلق العظيم الذي أحدث ضجّة في الأرض، لفتت الأنظار، وحوّلت مجرى الليل والنهار، وذلك المنهج القويم الذي ربط به الأرض بالسماء، والماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل، وقَرَن العمل بالجزاء، والدنيا بالآخرة، فشعر الإنسان بالطمأنينة والراحة، حينما وجد نفسه حراً طليقاً ومخلوقاً أنيقاً لا يعنيه من أمر دنياه إلا التنقل والتطور بين تلك النواحي المرتبطة ببعضها فكرياً وروحياً، فجعل ينظر في ملكوت السموات والأرض، ويأخذ من ماضيه لحاضره، ويعمل في دنياه لآخرته.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – جديداً على الزمن، وحدثاً طارئاً علــى التاريخ وذلك بالنسبة للفترة الماضية التي توعك فيها العقل البشري بين جاهلية جهلاء، وعنجهية رعنــاء، لو نظر إلى خلفه لم يجد وراءه آثارةٌ مــن علـــم أو أثراً لرسول.

وكان – صلى الله عليه وسلم – عنصراً لطيفاً خارقاً للمألوف البشري وهو من جنسه وعنصره، لأنه كان قلباً لهذا الكون مليئاً بالرحمة والجبروتية يساومه القوم بدعوته فلا ينحني، ويقاومونه فلا ينثني.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – يخطو فــي حياتــــه الأولــــى خطــوات موجــزة لم يعرف لها تفصيلاً من بعد إلا فــي حياة الرسالة.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – فـي جميع مواقفه الحرجة وظروفه القاسية وفي مجتمعه العاتي العنيد مرفوع الرأس مهيب الجانب محاطاً بالعناية الإلهية التي تركت حباً فـي قلوب أنصاره ورعباً في قلوب خصومه وأعاديه فلم يقف يوماً من الأيام موقفاً مهيناً، أبداً قط، لأن موقفه مع ربه أكبر من موقفه مع نفسه، وموقفه مع نفسه أخطر من موقفه مع الناس.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – هو الواسطة العظمى التي لا ينال الإنسان سعادة الدنيا والآخرة إلا به، لأنه كان في المجتمعات البشرية بمنزلة الرأس من الجسد فلا تستقيم حياته إلا به، ولا يتلقى أغذيته الروحية والجسدية إلا منه.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – واقفاً بدعوته إلى الله بين أمرين خطيرين إجبارياً محضاً، واختيارياً بحتاً، وهما الوحي والتبليغ، يتلقى العلوم الإلهية من عالم الغيب بصورة إجبارية {اقْرَأْ} قال: ما أنا بقارئ؟

ثم يفضي بها إلى عالم الشهادة بطريقة اختيارية {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} فيبلغ ما تلقاه من الوحي الإلهي المنقسم بمقتضى الحكمة الإلهية أقساماً ثلاثة: (منطقياً، وإلهامياً، وفطرياً).

فالوحي المنطقي هو : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }.

والإلهامي هو: عناية الله التي تنير آفاق القلب، فيتدارك ما فاته أن يقول، أو يلزمه أن يفعل.

والفطري: مراعاة أذواق الأمم ومخاطبتها بقدر ما تفهم.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – ينقل بدعوته للأرض تحيات السماء، ويعلن للعالمين ذلك البيان الخالد والقول الفصل، الذي نراه اليوم في صفحات الأيام سطوراً وضاءةً وحروفاً نيّرة، ونسمع منه في أفواه الطبيعة نغمات أزلية، وأهازيج قدسية تهتز لها مشاعر النفوس، وتخشع لها القلوب التي في الصدور.

وكان _صلى الله عليه وسلم _يعالج بنفسه المشاكل الاجتماعية، ويعمل وحده أعمالاً جذرية، فيقلع من وجه الأرض جميع الشرور والآثام، ويبذر فيها هذه الغروس اليانعة التي نتفيأ اليوم ظلالها، ونجني ثمارها وأزهارها.

وكان_ صلى الله عليه وآله وسلم_ يقود بسياسته الحكيمة جموع البشرية بين ذلك الظلام الحالك، وتلك الزوابع الطائشة، فنجا من كوارثها قومه، وسلم من زوابعها مصباحه حتى وصل بهم إلى فجر السلامة والنور الذي نجد منه اليوم في جميع الحركات والخواطر دليلاً قاطعاً ومصباحاً لامعاً.

وكان صلى الله عليه وسلم يرسم في حياته لبني الإنسان المناهج الواضحة في دينهم ودنياهم والتوجيهات القيمة التي نسير عليها اليوم بعقائد صحيحة لا يطرأ عليها الشك، ولا تجد الأوهام إليها سبيلاً.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يمر بدعوته بين تلك الصفوف البغيضة المعادية، ويلاقي منهم كل يوم أنواع المتاعب والمهازل، وضروب المكايد والمؤامرات في جو مليء بالتناقضات العقلية والفكرية، وحروب مع الأهواء والغرائز والطبائع ونزاع الصفوف وقراع السيوف، فأحبط كل ما دبروا، وأحرز في كل خطوة من خطواته هذا الانتصار الرائع الذي لم تسكت ولن تسكت الأفواه والأقلام عن مدحه والإشادة به والتنديد بخصومه ومناوئيه حتى ظهر دينه على كل دين ورسخ حبه في كل قلب إلى أبد الآبدين.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يفاجئ الدنيا كلها بتاريخها الكامل الممتد بين الأزل والأبد، ليدخل بالإنسان من أوسع أبوابه، فيخبر عن الماضي، ويتنبأ للمستقبل ثم يحاول أن يأخذ في نفس الوقت من أخبار الأمم الغابرة، وأنباء الأجيال القادمة، بما يدفع أمته تلقائياً إلى توحيد سلوكهم، وتطوير مجتمعهم والنهوض بهم إلى هذا المستوى الذي نعيش فيه اليوم هانئين مغتبطين مؤمنين بالغيب متفائلين بالسعادة الأبدية، نسير في ركبه وإلى رضى ربه.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصارع التاريخ الذي وقف موقفاً مضاداً، فيتخوله أحياناً بالموعظة والحكمة، ويتوعده تارةً بالعذاب والنقمة، حتى بهره بحكمته وقهره بسطوته، فخاطبه وجهاً لوجه، وألقى في أذنه من هداية الله ما ألقى في أذنه، وأفرغ في روعه من خوف الله ما أفرغ في روعه، ونفش في صدره من الأسرار والحكم، ولم يضن عليه بشيء مما أوحي إليه أو يعامله بشيء مما وجهه من اللوم عليه، لأنه حريص على إسعاده، وبالمؤمنين رؤوف رحيم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السيرة الذاتية لـ الإمام السيد أحمد بن إدريس الإدريسي الحسني

ابوالعباس الإمام  السيد احمد بن ادريس  الإدريسي الحسني كان عالماً حجة ومحققاً مصلحاً دينياً وزعيماً روحياً داعياً الى الإسلام ,درس القرآن الكريم والحديث الشريف والتوحيد والفقه والنحو والتفسير وشتى العلوم وقد
اخذ عنه الفحول من الرجال من اهل المغرب ومصر والسودان والصومال والحرميين والشام وبلاد الترك واليمن وكثير من البلاد الإسلامية, ونجح تلاميذه في
الدعوة والإرشاد نجاحا عظيماً,وكان رضي الله عنه محترماً حيث مانزل مبجلاً من الجميع لما هو عليه من خلق حسن وتواضع وانتفع بعلومه خلق كثير رضي
الله عنه وأرضاه وجمعنا به في مستقر رحمته وفسيح جناته آمين
تربيته
نشاء وترعرع وشب على تربية صلاح واستقامة وورع وقد قام بتربيته اخوه السيد الشريف مولاي محمد يقول عنه سيدي احمد في بعض دروسه وعندما
يكشف رأسه فيرى بها اثر شجاج  هذا اثر شج أخي السيد محمد إنه إذا جاء الليل وقرأت عليه العشر وفاتني حفظه يضربني باللوح ويترضى عنه فيقول: جزاه
الله خيراً نفعني كما تولى تربيته اخوه السيد الشريف عبدالله بعد اخيه السيد الشريف محمد رضي الله عنهم اجمعين,وقد حفظ رضي الله عنه القرآن الكريم وبعض
المتون ومباديْ العلوم بمسقط رأسه  ميسور وكان يكنى بأبى العباس العرائشي كما كان يلقب عند السادة السنوسية بالشفاء
مولده ونشأته
ولد مولاي السيد الشريف احمد رضي الله عنه في عام (1163هـ) بقرية تسمى " ميزورا"  تبعد عن العرائش حوالي 35 كم
نسبه
وهوالسيد الشريف احمد بن ادريس المشيشي اليملحي الحسني من ذرية سيدي يملح بن مشميش العرائشي اسلافه كلهم بالعرائش وخرجوا منها على فتنة بن
منصور التى على اثرها احتلت اسبانيا العرائش فهاجر منها اكثر المسملين من بينهم اسلاف السيد احمد بن ادريس فنزلوا بميسور وهي بلدة عظيمة  وأول من
نزل بها السيد علي لجد الثاني للسيد احمد بن ادريس  وقد كتب نسب السيد احمد وقد ذكرت سلسلة نسب السيد احمد  في عدة وثائق (عربية و انجليزية) منها ما
كتب بخط سيادة الإمام الحسن بن علي الإدريسي (الإمام الثالث للإمارة الإدريسية في المخلاف السليماني (صبيا وتوابعها) وتهامة عسير)
كذلك كتب بخط السيد احمد الشريف السنوسي الإدريسي في كتابه مختصر الشموس المشارقة والمغاربة و  كتبه جده الإمام محمد بن علي السنوسي الإدريسي
(تلميذ السيد أحمد بن ادريس و مؤسس الحركة السنوسية في ليبيا وجد ملوكهم) في مخطوطه الشموس الشارقة في أثبات سادتنا  المغاربة والمشارقة وعمود
نبذة عن بعض اجداده رضي الله عنه
السيد الشريف محمد بن يملح بن مشيش ما بين القرن الخامس والسادس الهجري وهو الجد العاشر لسيدي احمد بن ادريس رضي الله عنه توفي والده في
ريعان شبابه وتربي يتيماً كفله عمه مولانا السيد الشريف عبدالسلام بن مشيش رضي الله عنه وقد تزوج رضي الله عنه ابنت عمه السيد عبدالسلام بعد خلاف
بينه وبين عمه السيد عبدالسلام في مسألة الزواج  تدخل عمه السيد موسى الرضي بحل هذا الإشكال  فتزوجها وانجب منها السيد عبد الغفار رضي الله عنه
والسيد عبدالجبار وهو جد سيدي احمد بن ادريس التاسع رضي الله عنهم جميعا.
صفاته
كان معتدل القامة.ابيض اللون مشرباً بحمرة خفيف اللحية ملتفها فصيح اللسان واسع العينيين قوي الجنان كامل الفطنة متوقد الذكاء رحب الصدر لايمله جليس
جواد كريم كثير الصمت الاعن ذكر الله تعالى صافي السرير صادق اللهجة قال عنه السيد محمد الحسن الميرغني الإبن الأكبر للسيد محمد عثمان الميرغني
مع شدة جماله كأنه سبيكة لجين
عاداته
كان يلبس العمامة على القلنسوة ويرسل لها عدية وكان يقصر الثياب وكان يتناول ماهو خفيف جداً كاللبن في الإفطار وكان عند ابتداء التدريس والمطالعة يبتديء
بالسواك وكان يكرم الوافدين ويعود المرضى وتلطف معهم ويدعو لهم وكان يعقد مجالس الصلح بين القبائل وكان ينتصر للمظلومين ويكاتب الأمراء ويراسلهم
في ذلك ومن ضمنها رسالته الى الامير على بن مجثل رحمه الله وهي تخص مظلمة السيد محمد بن ابي بكر صائم الدهر رحمه الله من بعض الولاة من طرف
الأمير ويبين قبح الظلم وكيف ان ظلم آل البيت اشد قبحاً لأنه قطع لمودة الرسول صلى الله عليه وسلم
مشايخه وسنده
درس على يد اخيه السيد محمد في ميسور بالمغرب
ما إن دخل الإمام السيد أحمد بن إدريس سن الشباب حتى لازم أهل العلم، وتتبع مجالس العلماء وتحمل الكثير من المشقة في سبيل تحصيل العلوم النافعة، والأسانيد
العلمية العالية، ومن كبار الشيوخ الذين أخذ عنهم علامة المغرب المحقق الشيخ محمد التاودي بن سودة المري (المتوفى سنة 1209هـ) وعنه روى الكثير من
الأسانيد، والشيخ محمد عبدالكريم بن علي الذهبي الشهير باليازقني (ت سنة 1199هـ) والعلامة أبو محمد عبدالقادر ابن شقرون( ت سنة 1219هـ) والعلامة
اللغوي محمد المجيدري الشنقيطي، والشيخ المعمر السيد عبدالوهاب التازي الحسني والشيخ أبو القاسم الفاسي الملقب بالوزير، وقد ذكر السيد أحمد بن مصطفى
الإدريسي في كتابه (من أعلام الصوفية) أن للإمام أحمد أسانيد من طرق أخرى على كثير من العلماء، وبعد أن أتم دراسة العلوم أذن له مشايخه بالتدريس
والفتوى فعقد مجالس العلم التي جلس له فيها بعض شيوخة الأوائل بالمغرب.
ودرس وتلقى العلم بمدينة فاس بجامع القرويين على كثير من العلماء سافر اليهم وقد بذل جهداً متحملاً كل مصاعب الوصول اليهم.
اما سنده فهو السيد عبدالوهاب التازي عن السيدعبدالعزيزالدباغ وسنده متصل ومعروف لأهل هذا العلم
رحلاته
"ودخل مكة  آخر عام 1213هـ ومكث في الحرمين الشريفين ما بين مكة والمدينة والطائف ما يقرب من ثلاثين سنة قضاها في التدريس ونفع العباد وإرشادهم إلى
الطريق المستقيم ودعوتهمإ لى العمل بما يحتمه عليهم دينهم الإسلامي وخرج من مكة إلى الصعيد بمصر مرتين – أو ثلاثاً – وقام بالدعوة إلى الله
وأخذ في الصعيد عن الشيخين الجليلين حسن بن حسن القنائي والشيخ محمود الكردي .ثم عاد إلى مكة المكرمة دون إقامة طويلة وإنما كانت في تلك المرتين
حوالي خمس سنوات فقط ولم يبق خلال هذه المدة عالم من علماء الحرمين
الشريفين أو ممن يفدون إلى الحرمين إلا وتتلمذ له وأخذ عنه
وفي مدة وجوده بمكة عام 1218هـ دخلها السعوديون وكانوا يطلقون عليهم الوهابيين لاتباعهم للشيخ محمد ابن عبد الوهاب داعية نجد ،
وكان أميرهم إذ ذاك الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود
عام 1220هـ وتولى ابنه الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ودخل الحجاز ثانياً عام 1221هـ ومكث السعوديون بالحجاز سبع سنوات ، ثم حاربهم حاكم مصر
محمد على باشا بأمر من الحكومة العثمانية وأخرجهم عام 1228هـ وكان أمير مكة إذ ذاك من الأشراف ذوي زيد واسمه الشريف غالب بن مساعد"
"وذكر في نفس المصدردخول الأمير سعود بن عبد العزيز لمكة واجتماع السيد أحمد بن إدريس به
كان للسيد أحمد بن إدريس أتباع كثيرون وكان بعضهم تصدي للرد والقدح في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلما قدر الله وجاءت الجيوش السعودية لاحتلال مكة قال هؤلاء العلماء للسيد أحمد بن إدريس أخرج بنا من مكة لأنهم إن وجدونا بطشوا بنا فقال لهم رحمه الله ورضي عنه
 : أنني لا آمر أحداً منكم بالخروج من مكة ولا أنهاه غير أنني أقول لكم من جلس فلا يلحقه إلا
الخير إن شاء الله تعالى وأنا جالس ، فهرب بعضهم وجلس البعض
وبعد وصول الأمير سعود ودخوله مكة وكان شديداً ومتعصباً في مذهبه جاءه السيد أحمد بن إدريس حسب العادة للتهنئة والسلام عليه فقابله بحفاوة بالغة وأكرمه إكراماً عظيماً وألبسه مشلحا
بيده وقال له يا شيخ كنا أحق بزيارتك ولا كنت تكلفك نفسك ثم اصدر أوامره على كافة عماله بعدم التعدي على أحد ممكن ينتمي إلى السيد ، كما عفا عن أصحابه الذين كانوا يطعنون في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب
  وكان الإمام سعود الكبير هذا أمر بتقتيلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة فعفا عنهم وحقن دماءهم ،  فتعجب الناس لهذا التسخير الإلهي
ثم أن السيد أحمد بن إدريس أمر أتباعه بعدم المجادلة أو المناظرة مع أي إنسان ، وإذا سئلوا عن أي قول أو مذهب يقولون : لا إله إلا الله فقط . وصار هذا ديدنهم مدة وجود السعوديين بمكة
وهو من عام 1121هـ إلى غاية عام 1228هـ"
(المصدر: الفوائد الجلية في تاريخ العائلة السنوسية للشيخ عبد المالك بن علي)
وفي مقالة نشرت عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية بعنوان العلاقات الفكرية بين المغرب وإفريقيا جنوبي الصحراء عبر
العصور اشار جان هانويك أستاذ التاريخ بجامعة نورثويستيرن وهو صاحب المقالة بالتالي
 والواقع أن الطريقة التي اتخذت اسمه (الإدريسية)، لم تظهر ولم تعرف شهرتها ـ التي أصبحت عليها ـ إلا بعد وفاته، وذلك من خلال عدد من مريديه، الذين استقلوا
وأقاموا عدة زوايا باسمهم الخاص في نواحي مختلفة من إفريقيا؛ أشهرها، الطريقة السنوسية بليبيا
وتصدر طريقة الشيخ سيدي أحمد بن إدريس في سلوكها عن النهج النبوي، بحيث يتم تربية المريد على السنة النبوية بصرامة بالغة. وهذا ما جعل الطريقة تجد قبولا حتى
بين العلماء لمناهضين للتصوف والطرقية، باستثناء الوهابيين بالحجاز
العائلة الإدريسية في المخلاف السليماني و تهامة عسير  
خلف السيد أحمد بن إدريس من الأبناء:
السيد محمد المشهور بالغوث وهو جد الاسره التي حكمت سابقا في المخلاف السليماني (صبيا وتوابعها) وتهامة عسير
وأجزاء من اليمن و احفاده كلهم الان في الحجاز و هم محصورون في ابناء الامام محمد بن علي بن محمد الغوث الادريسي و ابناء اخيه الامام الحسن بن علي الادريسي
السيد عبدالعالي ويعرف بعبد المتعال في صعيد مصر   جد الفرع الموجود اكثرهم الان في مصروبالتحديد في قرية الزينية التابعة للأقصر بالصعيد وبعضهم في السودان و البعض منهم مع ابناء عمومتهم في المملكة العربية السعودية
 السيد مصطفى له بنتان توفيتا بعده
السيد الحـــسن (لم يعقب) و توفي عام 1267هـ
السيد عبدالجبار. (لم يعقب)
وأما السيد محمد (المولود في الطائف) فكان عمره حين وفاة والده 36 عاماً وعاش بعد والده 52 عاماً ، وخلف السيد محمد ولداً واحداً هو السيد على بن محمد بن أحمد بن إدريس الإدريسي
، كان عمره حين وفاة جده الإمام رضي الله عنه أربع سنوات فقط حيث كانت ولادته عام 1250هـ ثم عاش بعد جده 70 عاماً قضاها في عبادة الله والدعوة إليه وكان من أكابر الصالحين
وهو الذي أسس العائلة الإدريسية في تهامة عسير ورفع شأنها ونشر طريقة جده وأحيا ذكره ما بين المخاليف والقبائل وجمعهم والتفوا حوله واتبعوا دعوته ، وأنجب رحمه الله أربعة أولاد ذكور هم:
 السيد محمد بن على الإدريسي (مؤسس إمارة الأدارسة بتهامة عسير)
وله اربعة ابناء الإمام السيد علي الإمام الثاني بتهامة عسير والسيد عبدالوهاب والسيد عبدالعزيز والسيد محمدالحسن
 السيد الحسن بن على الإدريسي (الإمام الثالث للإمارة الإدريسية)

وله ثلاثة ابناء السيد احمد والسيد محمدالشريف والسيد علي
 السيد أحمد بن على الإدريسي
 السيد الحسين بن على الإدريسي
فأما السيد أحمد فكبر وتوفي قبل أن يتزوج ولم يعقب وكذلك السيد الحسين، أما السيد محمد اشتغل أولاً بطلب العلم في صبيا ثم انتقل منها إلى مكة وطلب بها العلم ، ثم انتقل إلى الأزهر
بالقاهرة وتمم فيه دراسته ونال قسطاً وافراً من العلوم وبرع فيها ثم رحل من مصر إلى ليبيا و بالتحديد مدينتي الجعبوب و الكفرة حيث إقامة الإمام السيد محمد المهدي السنوسي الإدريسي
وزاره بها ومكث عنده مدة وأخذ عنه ثم عاد إلى صعيد مصر وزار أبناء عمومته آل السيد عبد العالي الإدريسي بالزينية ، وفي عام 1323هـ عاد إلى صبيا موقع رأسه قبل وفاة والده
وكانت عودته بطلب ملح وسريع من والده ومن مريدي ومحبي والده وشيوخ القبائل ، وبعد عودته بقي مع والده قريباً من سنة ونصف ثم توفي والده رحمه الله تعالى وقام هو مقام والده
بالدعوة إلى الله والإرشاد فغار منه الأتراك الموجودون بجيزان وعسير والحديدة وأرادوا أن يكيدوا له ويقبضوا عليه ويرسلوه إلى استانبول مركز الخلافة فحال دونه أهل تهامة قاطبة
وحاربوا الأتراك حتى أجلوهم من تلك الجهة ، وأقاموا أميراً عليهم ، وبذلك تأسست الإمارة الإدريسية وتوسعت حتى جبال " فيفا " في ناحية نجران وحتى الحديدة.
رسائله واثاره
له رسائل عديده الى اصحابه ومريديه كانت علميه   كرد على اسئلة وبعضها ارشاديه وممن وجدت رسائلهم وراسلهم الشريف عبدالله بن محمد,الأمير على بن
مجثل,الشيخمحمد بن جعفر,القاضي حسن بن احمدعاكش,الشيخ عربي الهواري,السيدالشريف عبدالرحمن الأهدل مفتي زبيد,السيد الشريف عبدالرحمن بن صائم
الدهر,السيد محمد بن عثمان الميرغني, الشيخ مكي بن عبدالعزيز , الشيخ محمد المجدوب كما توجد رسائل لتلميذه السيدالشريف  محمد بن علي السنوسي بمكتبة
السيدالشريف عبدالمنعم المأمون  الإدريسي رحمه الله كما توجد رسائل منه رضي الله عنه الى الشيخ على عبدالحق القوصي وله رضي الله عنه اثار في مكه
المكرمة مسجد الشوشان  والجعفرية وزاوبة جبل ابي قبيس وفي جدة مبنى لإقامة الحجاج  كان يقوم عليه رجل برقاوي يدعى ظلمة ثم خلفه رجل يدعى عبدالله
وهو ماوجد مكتوب بوثيقة بدار الوثائق المركزية بالخرطوم وفي صبيا مسجد بصبيا حيث كان يقيم وفي مصر مسجد  بقرية الزينية قبلى مركز الأقصر مسجد
بقرية  ديراسنا مركز اسنا مصلى بشارع الأمة بالقاهرة
ذريته
خلف من الأبناء (1) السيد محمد المشهور بالغوث(2) السيد عبدالعالي(3) السيد مصطفى(4) السيد الحـــسن (5)السيد عبدالجبار
وله رضي الله عنه ثلاث شريفات
وقد انحصرت ذرية السيد احمد في إبنه الإمام السيد محمد(الغوث)  والإمام السيد عبدالعالي اما السيد الحسن
فقد توفي عام 1267هـ ولم يكن له ذرية وكذلك السيد عبدالجبار اما السيد  مصطفي فكان له بنتين توفيتا بعده
مرضه ووفاته
مرضى رضي الله عنه مرضاً الزمه الفراش وكانت تقوم بتمريضه زوجاته لاسيماوالدة نجله السيد الشريف  عبد العالي كما ذكر السيد الشريف الإمام محمد بن
الإمام علي الإدريسي في كتابه الأوراد الإدريسية ولما توفي الى رحمة الله تعالي وكان ذلك ليلة السبت بين المغرب والعشاء في 21من رجب سنة 1253هـ
وتولى غسله تلميذه الصالح الشيخ احمد عثمان العقيلي وصلى على جثمانه العلامة الولي السيد الشريف  يحي بن محسن النعمي السليماني الحسني بتقديم
السيدالشريف  محمد بن الإمام له وذفن بصبيا بتهامة عسير قال فيه القاضي حسن الشوكاني: (صفاء قلبه على وجهه يلوح ونوافح مسك الحكمة من فيه تفوح
وقال السيدالشريف  محمد بن علي السنوسي: (ماتخدناه شيخاً وإماماً  أياماً معلومة مقيدة بالحياة وإنما أتخذناه شيخاً وإماماً وحجة فيما بيننا وبين الله دنيا وآخر)
قال الشيخ ابراهيم الرشيدي: (اللهم لاتجعل لي مع سيدي احمد إسماً ولارسماً قال القاضي حسن بن عاكش: (إنه ملك العلم بأزمته والعرفان بكليته وجزئيته وإن الله
الذي خلقه في أحسن تقويم وحباه بالفضل العظيم) وقال السيد الشريف  عبدالرحمن الأهدل: (تتلمذ له كل عالم نحرير وكانت كفه للفتوى عوضاً عن التحرير

مقالات مشابهة

  • حكم صلاة الجماعة في مكان غير المسجد
  • حكم الأضحية عن الميت.. الإفتاء توضح
  • حكم التسمية بـ طه وياسين .. الإفتاء توضح
  • مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟
  • السيرة الذاتية لـ الإمام السيد أحمد بن إدريس الإدريسي الحسني
  • وضّاح خنفر وقراءته السياسية والاستراتيجية في السيرة النبوية.. كتاب ومسار
  • الظلم والمظلوم في السنة النبوية.. تحذير ودعوة للرحمة
  • مع احتفالات الفلانتين.. هل الحب حرام؟.. الإفتاء تُجيب
  • حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف
  • أجر رفع الأذان للصلاة في الإسلام .. أمر عظيم يوم القيامة