الثورة نت:
2025-04-26@04:52:17 GMT

جلال السيرة النبوية

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

 

كان – صلى الله عليه وآله وسلم – يسير في الناس كأحد الناس، لا يميزه عنهم إلا ذلك الخُلق العظيم الذي أحدث ضجّة في الأرض، لفتت الأنظار، وحوّلت مجرى الليل والنهار، وذلك المنهج القويم الذي ربط به الأرض بالسماء، والماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل، وقَرَن العمل بالجزاء، والدنيا بالآخرة، فشعر الإنسان بالطمأنينة والراحة، حينما وجد نفسه حراً طليقاً ومخلوقاً أنيقاً لا يعنيه من أمر دنياه إلا التنقل والتطور بين تلك النواحي المرتبطة ببعضها فكرياً وروحياً، فجعل ينظر في ملكوت السموات والأرض، ويأخذ من ماضيه لحاضره، ويعمل في دنياه لآخرته.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – جديداً على الزمن، وحدثاً طارئاً علــى التاريخ وذلك بالنسبة للفترة الماضية التي توعك فيها العقل البشري بين جاهلية جهلاء، وعنجهية رعنــاء، لو نظر إلى خلفه لم يجد وراءه آثارةٌ مــن علـــم أو أثراً لرسول.

وكان – صلى الله عليه وسلم – عنصراً لطيفاً خارقاً للمألوف البشري وهو من جنسه وعنصره، لأنه كان قلباً لهذا الكون مليئاً بالرحمة والجبروتية يساومه القوم بدعوته فلا ينحني، ويقاومونه فلا ينثني.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – يخطو فــي حياتــــه الأولــــى خطــوات موجــزة لم يعرف لها تفصيلاً من بعد إلا فــي حياة الرسالة.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – فـي جميع مواقفه الحرجة وظروفه القاسية وفي مجتمعه العاتي العنيد مرفوع الرأس مهيب الجانب محاطاً بالعناية الإلهية التي تركت حباً فـي قلوب أنصاره ورعباً في قلوب خصومه وأعاديه فلم يقف يوماً من الأيام موقفاً مهيناً، أبداً قط، لأن موقفه مع ربه أكبر من موقفه مع نفسه، وموقفه مع نفسه أخطر من موقفه مع الناس.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – هو الواسطة العظمى التي لا ينال الإنسان سعادة الدنيا والآخرة إلا به، لأنه كان في المجتمعات البشرية بمنزلة الرأس من الجسد فلا تستقيم حياته إلا به، ولا يتلقى أغذيته الروحية والجسدية إلا منه.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – واقفاً بدعوته إلى الله بين أمرين خطيرين إجبارياً محضاً، واختيارياً بحتاً، وهما الوحي والتبليغ، يتلقى العلوم الإلهية من عالم الغيب بصورة إجبارية {اقْرَأْ} قال: ما أنا بقارئ؟

ثم يفضي بها إلى عالم الشهادة بطريقة اختيارية {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} فيبلغ ما تلقاه من الوحي الإلهي المنقسم بمقتضى الحكمة الإلهية أقساماً ثلاثة: (منطقياً، وإلهامياً، وفطرياً).

فالوحي المنطقي هو : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }.

والإلهامي هو: عناية الله التي تنير آفاق القلب، فيتدارك ما فاته أن يقول، أو يلزمه أن يفعل.

والفطري: مراعاة أذواق الأمم ومخاطبتها بقدر ما تفهم.

وكان – صلى الله عليه وآله وسلم – ينقل بدعوته للأرض تحيات السماء، ويعلن للعالمين ذلك البيان الخالد والقول الفصل، الذي نراه اليوم في صفحات الأيام سطوراً وضاءةً وحروفاً نيّرة، ونسمع منه في أفواه الطبيعة نغمات أزلية، وأهازيج قدسية تهتز لها مشاعر النفوس، وتخشع لها القلوب التي في الصدور.

وكان _صلى الله عليه وسلم _يعالج بنفسه المشاكل الاجتماعية، ويعمل وحده أعمالاً جذرية، فيقلع من وجه الأرض جميع الشرور والآثام، ويبذر فيها هذه الغروس اليانعة التي نتفيأ اليوم ظلالها، ونجني ثمارها وأزهارها.

وكان_ صلى الله عليه وآله وسلم_ يقود بسياسته الحكيمة جموع البشرية بين ذلك الظلام الحالك، وتلك الزوابع الطائشة، فنجا من كوارثها قومه، وسلم من زوابعها مصباحه حتى وصل بهم إلى فجر السلامة والنور الذي نجد منه اليوم في جميع الحركات والخواطر دليلاً قاطعاً ومصباحاً لامعاً.

وكان صلى الله عليه وسلم يرسم في حياته لبني الإنسان المناهج الواضحة في دينهم ودنياهم والتوجيهات القيمة التي نسير عليها اليوم بعقائد صحيحة لا يطرأ عليها الشك، ولا تجد الأوهام إليها سبيلاً.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يمر بدعوته بين تلك الصفوف البغيضة المعادية، ويلاقي منهم كل يوم أنواع المتاعب والمهازل، وضروب المكايد والمؤامرات في جو مليء بالتناقضات العقلية والفكرية، وحروب مع الأهواء والغرائز والطبائع ونزاع الصفوف وقراع السيوف، فأحبط كل ما دبروا، وأحرز في كل خطوة من خطواته هذا الانتصار الرائع الذي لم تسكت ولن تسكت الأفواه والأقلام عن مدحه والإشادة به والتنديد بخصومه ومناوئيه حتى ظهر دينه على كل دين ورسخ حبه في كل قلب إلى أبد الآبدين.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يفاجئ الدنيا كلها بتاريخها الكامل الممتد بين الأزل والأبد، ليدخل بالإنسان من أوسع أبوابه، فيخبر عن الماضي، ويتنبأ للمستقبل ثم يحاول أن يأخذ في نفس الوقت من أخبار الأمم الغابرة، وأنباء الأجيال القادمة، بما يدفع أمته تلقائياً إلى توحيد سلوكهم، وتطوير مجتمعهم والنهوض بهم إلى هذا المستوى الذي نعيش فيه اليوم هانئين مغتبطين مؤمنين بالغيب متفائلين بالسعادة الأبدية، نسير في ركبه وإلى رضى ربه.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصارع التاريخ الذي وقف موقفاً مضاداً، فيتخوله أحياناً بالموعظة والحكمة، ويتوعده تارةً بالعذاب والنقمة، حتى بهره بحكمته وقهره بسطوته، فخاطبه وجهاً لوجه، وألقى في أذنه من هداية الله ما ألقى في أذنه، وأفرغ في روعه من خوف الله ما أفرغ في روعه، ونفش في صدره من الأسرار والحكم، ولم يضن عليه بشيء مما أوحي إليه أو يعامله بشيء مما وجهه من اللوم عليه، لأنه حريص على إسعاده، وبالمؤمنين رؤوف رحيم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب

ينبغي على كل مسلم إنّه يحرص على الدعاء وقت السحر أو عند الفجر، لإنه وقت تُرجى فيه الإجابة بإذن الله، سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، وكان دائمًا يبدأ يومه بعد الفجر وما ينامش بعدها، وهذا يعني أن السعي للرزق من بداية اليوم يكون فيه بركة من الله سبحانه وتعالى.

ونصح النبي عليه الصلاة والسلام، ابنته السيدة فاطمة، وقال لها: "قومي يا فاطمة اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس"، وهذا الحديث الحديث رواه البيهقي.

ومن أجمل الأدعية اللي ممكن يدعي بيها المسلم وقت الفجر طلبًا للرزق:

دعاء الفجر للرزق
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمّن سواك.
اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، وافتح لي أبواب رزقك من غير تعب ولا كد.
اللهم بشرني بما يسرني، وادفع عني ما يضرني، وأبعد عني كل أذى.
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، إنا إلى الله راغبون.
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت.

دعاء الفجر للرزق والفرج
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.
اللهم اقض دَيني، واغنني من الفقر، واكتب لي الفرج القريب والرزق الحلال الطيب.

هل الدعاء يُزيد الرزق؟.. انسى الفقر نهائيًا بـ3 أعمال وآيةأفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليهأفضل 150 دعاء للميت.. ينير قبره ويضمن له الجنةدعاء سورة قل هو الله أحد.. ردده ولن يعرف الفقر والنكد عنوانك

دعاء للرزق قوي جدًا
اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كد، ولا تحملني ما لا طاقة لي به.
اللهم يا رازق السائلين، ويا أرحم الراحمين، ويا ذا القوة المتين، اجعل لي من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا، ومن كل بلاء عافية.
اللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين، ووفقني لما تحب وترضى، واغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.

دعاء الفجر مستجاب
اللهم يا مسهل الشديد، وملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في شأن جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق.
اللهم بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بك.
يا رب لا تردني خائبًا، ولا تكلني إلى نفسي، وارزقني من فضلك العظيم، واغفر لي، فإنك أنت الغفور الرحيم.

 أذكار الفجر:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،
و"اللهم أجرني من النار" 7 مرات بعد صلاة الفجر، فإنها بإذن الله حرزٌ من النار إن مات العبد في يومه.

احرص على هذه الأدعية، فإنها مفتاح للرزق والفرج، ووسيلة للثبات والسكينة في يومك.

مقالات مشابهة

  • تغلق كل شر.. علي جمعة: 3 أعمال تفتح لك أبواب الغفران والخير
  • ماذا أصلي بعد طلوع الشمس الفجر أم الصبح؟.. لا تخالف السنة
  • ما حكم ترديد الصلاة على النبي أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • دار الإفتاء تكشف حكم سجود التلاوة بدون وضوء
  • هل الحج يغني عن الصلاة الفائتة لشخص كان لا يصلي؟.. الإفتاء ترد
  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر نموذج عملي للأخذ بأسباب النصر
  • هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟