هاتفني صاحبي (ع الغفاري) وقال (اقتشط اليوم)، عرفت انه المولد النبوي الشريف وبالفعل كان قد وضع برنامجاً لزيارة صنعاء القديمة، كانت الساعة التاسعة صباحاً..
دلفنا إلى باب السبح واخترقنا السائلة ومن ثم العلمي والخراز وشوارع وأزقة أخرى أفضت بنا إلى سوق الملح..
استقبلتنا روائح الطيب من البخور والعودة حتى تنفسنا عبق التاريخ وناطحات السحاب (المنازل) الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
في مكان منزو يقعد شيخ طاعن في السن على كرسي من الخشب القديم رمقنا بعين الفراسة .. موجها كلامه لنا خذا كأسين وإملآهما بالفيمتو وصليا على النبي المختار..
مضينا في السوق والأصوات تتداخل بالتواشيح والأناشيد والقران الكريم، وإذا بأحد التجار الشباب يوزع أكياس(جعالة وعصائر وأنواع أخرى من المكسرات) وكلما مد يده بكيس إلى الزائر يقول(صلى على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم).
امتزج الذكر بالصلاة على النبي، فاطمأنت القلوب بينما الأطفال يتجمعون في باب كل دكان ليظفروا بما تجود به نفس صاحب الدكان والجميع يصلي على الرسول الأعظم..
وهذه عادة صنعاء الأصالة والتاريخ منذ دخول اليمنيين الإسلام برسالة..
هاتفت صاحبي يحيى المقيم هناك وكان رده أن اليوم هو اليوم الثالث للاحتفالية بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكانت الفرحة الثانية هدية إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم التي قدمها اليمانيون الأنصار في ذكرى مولده الكريم باستهداف تل أبيب بصاروخ يماني (كروز فرط صوتي) الذي جعل اكثر من مليوني مستوطن يهودي يهرعون إلى الملاجئ رعباً من القادم اليماني…
انتقلنا إلى مسجد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- لنصلي ركعتين كذكر وهدية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهى بنا المطاف إلى صلاة الظهر في الجامع الكبير الذي قبلته نحو جبل ضين المتجه نحو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة..
اليوم اصبحت لليمن واليماني سمعة فاقت اسم كل الدول العربية والإسلامية وأصبحت لها صولات وجولات تحدث عنها السيد حسن نصرالله وأبو عبيدة وباركتها حماس والجهاد وحزب الله والشعبية لتحرير فلسطين وكل الأطياف الفلسطينية الذين اكتووا على مدى 360 يوماً من نيران العدو الإسرائيلي الأمريكي الغربي المنكسر أمام صمود الجبارين وجبهات الإسناد…
هذا هو صاروخ واحد يجعل الفئران تلتجئ إلى مخابئها، فأبهر العالم بالقول والفعل كما قال السيد عبدالملك وأصبح نتنياهو يتخبط كالأعمى في ظل الفشل الذريع والهزيمة النكراء على يد المقاومة الفلسطينية ومن يساندها، ورغم أن الكيان له إسناد لوجستي وعسكري غربي وأمريكي.. عتاده وعدته وجيشه المهزوز المهزوم الذي جعل من نتنياهو يتجه نحو عسكرة الافارقة مقابل الإقامة الطويلة، وما خفي كان أعظم.
إما الخروج المشرف اليمني، فقد تجاوز وفاق تصور العالمين العربي والإسلامي.. وكل عام وانتم بخير…
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل يسامح الله من تاب عن أذية الناس؟.. أمين الإفتاء يجيب
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أساء إلى أحد الأشخاص في الماضي، ثم ندم على فعلته وانقطع تواصله مع هذا الشخص، فباب التوبة والمغفرة مفتوح ما دام الإنسان صادقًا في توبته وساعيًا في تصحيح خطئه.
وقال "الورداني"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "السؤال عن الإساءة للغير والقلق من العقوبة يوم القيامة يدل على حياة القلب وصدق التوبة، ولكن يجب أن نُحذر من أن يتحول هذا الندم إلى جلد للذات، فجلد الذات مرفوض شرعًا، لأنه نوع من أنواع عدم الرضا بمراد الله في التوبة والمغفرة".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه على من أساء في الماضي أن يستغفر الله بصدق، ويدعو لمن أساء إليه، وإذا استطاع أن يبلغه أو يحسن إليه فليفعل، فالحسنات يذهبن السيئات، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية "الأهم هو أن يكون هدفك هو رضا الله عنك، مش رضاك أنت عن نفسك. لو ركزت إن ربنا يرضى عنك، هتبدأ تعبد وتُقبل عليه بإخلاص، وتُحسن لمن حولك، بدل ما تفضل تعذب نفسك بالندم والتأنيب".
وتابع: "ربنا غفور رحيم، والتوبة ميثاق بين العبد وربه، وإن لم تستطع رد الحق ماديًا، فادع لمن ظلمته، واستغفر له، وابحث عن فرص لفعل الخير باسمه أو نيابة عنه".
هل يجوز الذهاب لعرفات مباشرة وترك المبيت يوم التروية؟.. الإفتاء تجيب
هل الصلاة بدون وضوء بعد الاغتسال من الجنابة باطلة؟.. الإفتاء تجيب
وكان الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عرّف التوبة النصوح بأنها هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع.
وأوضح علي جمعة من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته عبر فيسبوك، مفهوم التوبة النصوح قائلاً: قيل هي: "الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود".
وأشار إلى أنه لا بد من المراجعة الدائمة لأنها عظيمة النفع في ترقي الإنسان وخلاصه من الدنايا، ولقد ضرب لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مثلًا من نفسه؛ حيث قال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة».. [رواه الترمذي].
وأوضح المفتي السابق أن سُنة الله في طبيعة البشر اقتضت أن تكون تلك التوبة والمراجعة دائمة، فلا ينبغي أن نمل من كثرة التوبة إلى الله، ولا نمل من مصارحة النفس بالعيوب والقصور، ولا نمل من الإقلاع بهمة متجددة لرب العالمين، والله يحب من عبده إذا أخطأ أن يرجع عن خطئه، حتى لو تكرر الخطأ أو الخطيئة، فهو يقبل التوبة من عبادة ويعفو عن كثير.
واستشهد فضيلته بما جاء بالحديث النبوي الشريف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».. [رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك].
وأوضح جمعة أن التوبة تخرج الإنسان من ذنوبه، وكأنه لم يفعل ذنبا قط، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :«التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ».. [رواه ابن ماجه].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار والتوبة إليه ليترقى في درجات القرب، وليعلمنا كثرة الاستغفار، فقال -صلى الله عليه وسلم- : « إِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً ».. [رواه ابن ماجة في سننه].
وأضاف فضيلته أن التوبة منها توبة عن المعاصي والذنوب، ومنها الإنابة وهي أعلى من التوبة، حيث يخرج الإنسان كل ما سوى الله من قلبه، فيفرغ قلبه من السوى، وينشغل بالله سبحانه وتعالى وحده، ثم تترقى الإنابة إلى أن تكون أوابا، والأوبة هي الرجوع التام إلى الله سبحانه وتعالى، ويتأتى ذلك بإقامة الدين في النفس، قال تعالى : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.. [الروم : 30 -36].