سواليف:
2024-11-22@05:34:40 GMT

حلمي الأسمر يكتب .. وهم الإصلاح في الأردن وغيره

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

#سواليف

#وهم_الإصلاح في #الأردن وغيره

#حلمي_الاسمر

افترشت التعقيبات والتعليقات، التي تُحلّل نتائج الانتخابات النيابية في الأردن وتقرأها، مساحةً غيرَ قليلةٍ، ليس في الأردن فحسب، بل في غير مكان من الإقليم، وربّما في أكثر من بقعة في العالم، خاصّةً تلك الساحات التي ترقب ما يجري في بلادنا. وزاد من اهتمام هؤلاء وأولئك ما انتهت إليه الانتخابات من فوز لافت للإخوان المسلمين، عبر ذراعهم السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي، إذ اختار نحو نصف مليون من الناخبين 31 إسلامياً أعضاء في مجلس النواب الأردني العشرين، وبدا كأن زلزالاً أصاب عقول بعضهم، لأنّهم لم يقرأوا الحدث في سياقاته التاريخية.

مقالات ذات صلة وسائل إعلام لبنانية: القبض على عميل لإسرائيل 2024/09/20

بدايةً، لا يكاد يختلف اثنان في العالم العربي، وربّما في العالم كلّه، في أنّ “الإخوان” سيفوزون في أيّ انتخابات حقيقية ونزيهة تجري، ليس في الأردن فقط، بل ربّما في أيّ بلد فيه جالية عربية مسلمة، حتّى لو كانت في بلاد الفرنجة، وتلك حكاية شديدة التعقيد يصعب على من يسمّون “رموز الثورة المضادّة” بلعها أو استيعابها، ناهيك عن فهمها، خاصّة أنّهم أنفقوا مليارات الدولارات لتكفين ما يسمونه “الإسلام السياسي”، خاصّةً بعد ما أفرزه “الربيع العربي” من تغييرات جذرية، لم يزل كثيرون يعتقدون أنّها “صناعة غربية”، ربّما لأنّهم لا يريدون أن يصدّقوا أنّ الشعوب يمكن أن تتحرّك لصناعة مستقبلها. وفي المحصّلة، لا يحسب هذا الميل “الفطري” إلى الإخوان فقط، بقدر ما هو تعبير عن تجذّر الإيمان بالإسلام ومن يمثّله في الضمير الجمعي العربي والمسلم، وبمعنى آخر، لو قيّض للشعوب العربية والإسلامية أن تختار رموزها وقادتها بحرّية حقيقية، فإنّها ستختار أكثرهم تديّناً وإيماناً، ولهذا ربّما نأت غالبية الأنظمة العربية عن “بلاء” الانتخابات بوصفها رجساً من عمل الشيطان، وشُيطِنت العملية الديمقراطية بوصفها حتّى منتجاً غربياً لا يصلح للمسلمين، وزاد بعضهم سبباً آخرَ على نبذها تحت عنوان: “شعوبنا ليست جاهزة أو ناضجة بما يكفي لممارسة الديمقراطية”. والخلاصة هنا، أنّ فوز إخوان الأردن هو من تحصيل الحاصل، ولم يكن مفاجئاً، إنّما كان المفاجئ إجراء الانتخابات بجرعة غير معهودة من النزاهة، لم يعتد عليها الأردنيون ولا غيرهم، منذ انتخابات 1989، التي جاءت ببرلمان شبيه بالبرلمان العشرين، وهنا مفارقة لافتة، فقد انطلقت بعض الأقلام متغزّلة بالنزاهة وبالحياد، اللذين سادا عملية الانتخاب والفرز، واعتبرها بعضهم منحة كُبرى، وقراراً “جريئاً” من صاحب القرار، يستدعي “ردّ التحية بأحسن منها”، على اعتبار أنّ السمة اللصيقة والطبيعية هي التزوير والهندسة والتعيين، وربّما يكون هؤلاء معذورين فيما ذهبوا إليه، بعد أن تحوّلت الانتخابات النيابية نوعاً من المسرحية المملّة، وكلّ من خاض في هذا الأمر تذكّر ما قيل صراحة على لسان مسؤول كبيرعن “تعيين” 70 نائباً ذات انتخابات مضت، أو ما هو مشهور عن البرلماني المُخضرم، عبد الكريم الدغمي، قوله في حوار في فضائية المملكة (الحكومية)، إنّ النواب مُجرَّد ديكور(!)

الإصلاح الحقيقي يحتاج آليةَ عملٍ وقراراتٍ بالغة، ربّما لم يبلغها بعد الأردن وأي بلد عربي

ربّما يغيب عن أذهان متابعين كثيرين للحدث الأردني ما جرى قبل قرار الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهو ما يتمثّل بسلسلة كثيفة من تعديلات للدستور أعادت ترسيم العلاقة بين السلطات الثلاث، على نحو حجّم (وربّما حطّم) دور السلطة التشريعية إلى حدّ مثير، وعظّم دور السلطة التنفيذية، بل أعاد إنتاج ما تسمّى “الولاية العامّة”، وسحبتها حتّى من بين أيدي السلطة التنفيذية ذاتها لصالح القصر، وهو ما جعل كاتباً ومُحلّلاً سياسياً معتدلاً وغير معارض، منذر الحوارات، يقول لموقع “الجزيرة نت”، “إنّ التعديلات الدستورية جاءت للحدّ من صلاحيات السلطة التنفيذية القادمة، ولتقييد ولايتها العامّة، خاصّةً عند الحديث عن تأسيس مجلسٍ للأمن القومي يُعنى بالسياسة الخارجية والأمن وملفّات داخلية”. وإنّ “التخويف من الأحزاب السياسية الصاعدة من التدخّل في هياكل البنية الأمنية والمؤسّساتية، وأنّ تصبّغها بالصبغة الحزبية، وتدخّلها بالعمل السياسي، هو كلام يتنافى مع الديمقراطية وحرّية الاختيار”، كما رأى أنّ التشكيك في القوى السياسية المحلّية معناه “القناعة الأكيدة بعدم أهلية المجتمع المدني بأن يفرز مؤسّساته التي تقود البلد، ما يُؤشّر إلى أنّ هذه الخطوة شكلية”.

ويعني هذا الكلام أنّ ما قيل عن الإصلاحات السياسية، التي “اتّفقت” عليها لجنة مَلَكية، وكانت قاعدةً لسلسلة من التعديلات الدستورية والقانونية، كان الهدف منها تمهيد الأرض لاستزراع أحزاب يمكن أن تشكّل حكوماتٍ برلمانيةً (بعد سنوات طبعاً)، ولكن “منزوعة الدَسَم” لجهة عدم قدرتها على العمل بولاية عامّةٍ كاملةٍ غير منقوصة، وبتعبير آخر، وُضِعت سقوف للعمل البرلماني، ليبقى بعيداً عن ممارسة أيّ دور سياسي سيادي خارج دوره الذي اعتدنا عليه سنوات طويلة خلت، ولهذا لم يعد ثمّة أيّ خوف من إجراء انتخابات برلمانية حقيقية، وليفز فيها من يفوز، ما دامت صلاحياته تحت السيطرة، وضمن المُرتّب له دستورياً وقانونياً، وبوسع من يريد معرفة ما فعلته التعديلات الدستورية المتلاحقة من تجريف للحياة السياسية في الأردن، إعادة قراءة هذه التعديلات بتأنٍّ واستبطانٍ ليعرف مغزى هذا الكلام.

هذا ليس تقليلاً من أهمّية ما جرى في الأردن، ولكن محاولةً لوضعه في سياقه الحقيقي، فالإصلاح الحقيقي يحتاج آليةَ عملٍ وقراراتٍ بالغة التعقيد، ربّما لم يبلغها بعدُ الأردن ولا أي بلد عربي آخر، ما يجعل قصّة الإصلاح مُجرَّد وهم أو حلم بعيد المنال.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف وهم الإصلاح الأردن فی الأردن

إقرأ أيضاً:

سيف الإسلام القذافي: حققنا انتصارا ساحقا في انتخابات المجالس البلدية

أصدر سيف الإسلام القذافي، المرشح لانتخابات الرئاسة الليبية، بيانا أكد فيه تحقيق "انتصار ساحق" في انتخابات المجالس البلدية، مشددا على أن محاولات الطعن في هذا النجاح لن تؤتي ثمارها. 

وقال القذافي: "لقد حققنا بفضل الله وعونه انتصاراً ساحقا في الانتخابات. نقول للذين يحاولون طمس هذه الحقيقة: لن تفلحوا (وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)".

جدل حول تأخير إعلان النتائج

جاء تصريح القذافي، بعد اتهامات طالت حكومة عبد الحميد الدبيبة بمحاولة تزوير نتائج الانتخابات البلدية. 

وأعلنت مفوضية الانتخابات، أنها ستصدر النتائج بعد أسبوع، وهو ما أثار الشكوك نظرا لعدم حدوث تأخير مماثل سابقا في الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية في ليبيا.

أمر اعتقال دولي متجدد

في ذات اليوم، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، تجديد أمر القبض بحق سيف الإسلام القذافي. 

وصرح خان ضمن تقرير قدمه لمجلس الأمن، أن مكتبه جمع معلومات موثوقة وواسعة النطاق حول تورط القذافي، في أعمال عنف ضد المتظاهرين والمعارضين لنظام والده في عام 2011.

وأشار خان، إلى أن التحقيقات شملت جرائم ارتكبت أثناء الاحتجاز، مؤكدا أن مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم في ليبيا تعد أولوية للمحكمة الجنائية الدولية. 

ولفت التقرير، إلى تعزيز مكتب المدعي العام جمع وتحليل الأدلة حول الجرائم المرتكبة في مرافق الاحتجاز بمناطق مختلفة من البلاد.

تعقيدات المشهد الانتخابي

تصريحات القذافي وأوامر المحكمة الجنائية الدولية تأتي وسط أجواء سياسية معقدة في ليبيا، حيث تعيش البلاد حالة من الانقسام بين الأطراف المتنافسة على السلطة.

ورغم تأكيد القذافي على انتصاره في الانتخابات البلدية، يظل موقفه القانوني والسياسي محفوفا بالتحديات، خاصة في ظل الاتهامات المتكررة والقرارات الدولية المتعلقة بملاحقته.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

وسام نصر الله كاتب وصحفي

كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.

الأحدثترند وفاة نجم "آراب آيدول" حازم عادل.. وهذه أمنيته الأخيرة قبل رحيله سيف الإسلام القذافي: حققنا "انتصارا ساحقا" في انتخابات المجالس البلدية تفسير حلم المدير المالي في المنام في حركة صادمة.. الرئيس الفرنسي يطالب نجم عالمي بالسكوت عن دعم فلسطين ما هي شروط حماس للموافقة على تشكيل لجنة لإدارة غزة؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان الأهلية تعلن إعداد الكشوف النهائية في الاتحادات الطلابية
  • جامعة حلوان الأهلية تعلن إعداد الكشوف النهائية فى انتخابات الاتحادات الطلابية
  • جامعة حلوان الأهلية تعلن الكشوف النهائية في انتخابات الاتحادات الطلابية
  • د. مروان المعشر يكتب .. ترامب والخيارات الأردنية
  • سيف الإسلام القذافي: حققنا انتصارا ساحقا في انتخابات المجالس البلدية
  • ائتلاف المالكي يستبعد إجراء انتخابات بنظام الدوائر المتعددة
  • العبدلي: نجاح الانتخابات البلدية دليل على جاهزية ليبيا للانتخابات العامة
  • الرئيس الصومالي يهنئ عبدالرحمن عرو بفوزه في انتخابات الرئاسة بصوماليالاند
  • بيلاروسيا تجري تدريبات قبل انتخابات الرئاسة
  • جمال الدويري يكتب .. النواب والحريات والزعبي