وزير دفاع صنعاء: المرحلة الخامسة من التصعيد مليئة بالمفاجآت وستفتح باب الجحيم على “إسرائيل” وتدشن مرحلة جديدة من الحرب البرية
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
الجديد برس:
أكد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن العملية الصاروخية اليمنية الأخيرة على “تل أبيب” تحمل رسالة واضحة وقوية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن اليمن لن يتراجع عن موقفه الثابت من القضية الفلسطينية.
وقال العاطفي، خلال كلمة له في حفل تخرج دفعة من الأكاديمية العسكرية العليا في صنعاء: “إننا في الجيش اليمني نمتلك بإذن الله وتوفيقه مفاتيح النصر وأعددنا العدة وهيأنا الإرادات لخوض مواجهة طويلة الأمد ضد الكيان الصهيوني الغاصب ومن يواليه أو يدعمه، وكما حاصرناه بحرياً بالحديد والنار في البحر الأحمر والعربي والبحر المتوسط والمحيط الهندي، فإن الجهود متواصلة لوضع استراتيجية البر وإنجازها على أكمل وجه مثلما نجحنا في إنجاز استراتيجية الجو والبحر وليكونوا على ثقة بأن الثمن الذي سيدفعونه سيكون فوق طاقاتهم وأكبر من حساباتهم”.
وأضاف أن “مواجهة اليمن وقواته المسلحة ضد النازية الصهيونية هي استراتيجية لن نحيد عنها، ومبدأ مغروس في أعماقنا، لأننا ندرك أن هذا واجب ديني مقدس، كُتب علينا مهما كانت التضحيات ومهما استأسد العدو الصهيوني وحاول إبراز عضلاته، فإنه سيجد فينا قوة وشدة بأس قد ذاق جزء منها في الميادين”.
كما أكد العاطفي أن “استهداف القوة الصاروخية لعمق العدو بصاروخ فرط صوتي متجاوزاً الجغرافية بمسافاتها البعيدة، يشكل رسالة تأكيدية بأن اليمن وقواته المسلحة إذا وعدت بالرد، فإنها قادرة، وهذا العمل العسكري مدروس في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، التي ستكون مليئة بالمفاجآت وإيذاناً بفتح باب الجحيم على العدو ومرحلة جديدة من الحرب البرية”.
وذكر أن “استهداف القوة الصاروخية لمدينة (يافا) المحتلة، يمثل رسالة أوصلها اليمن وقواته المسلحة وذراعها الطولى، بأن زمن العربدة الصهيونية قد ولّى، وعليهم أن يتخلصوا من وهم القوة المفرطة، وإلا فإننا سنلحق بهم وجعاً لا تستوعبه عقولهم”.
وخاطب العاطفي النظام العالمي والقوى الإقليمية والدولية، قائلاً: “يجب أن يكونوا مدركين أن مرحلة جديدة من القوة والردع والتأثير وواقعاً جيوستراتيجياً بدأ اليمن يؤسس له في المنطقة، ولن نسمح لأي كان بالانتقاص من دورنا وقرارنا الإقليمي، وعليهم أن يعتادوا على هذه المعطيات وألا ينساقوا خلف المفاهيم السابقة التي لم يعد لها قبول في الاستراتيجية اليمنية الجديدة”.
كما خاطب التحالف السعودي الإماراتي، قائلاً: “على دول عواصم العدوان على اليمن ومن يدور في فلكها أن تعي بأن صمتنا عن بعض تجاوزاتهم وتصرفاتهم الرعناء وإعراضنا عن حربهم الاقتصادية والأمنية والمخابراتية، جاء نتيجة لانشغالنا في إسناد أهلنا بغزة والوقوف مع محور القدس والجهاد والمقاومة ضد عدو صهيوني أمريكي نازي. ولا نريد أن تنحرف الأنظار والاهتمامات عما يدور من حرب عدوانية متوحشة في غزة. لكن إذا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا ولحماية اقتصادنا، فإننا نمتلك الجاهزية والمعنوية القتالية العالية لخوض مواجهات قوية، ونمتلك الإرادة والقرار في خوض حرب لا هوادة فيها ولا نهاية لها، ستحرق الأخضر واليابس وسنكسر كل الخطوط”.
وتابع في رسالته للتحالف: “كونوا على يقين أننا ندرك تفاصيلكم ونعرف جيداً أين ومتى وكيف نوّجه ضرباتنا الموجعة، ونعي كل خاصرة رخوة في نظامكم، وقادرين على استهدافها بكل سهولة. احذروا إذا استمررتم في إثارة غضب وصبر الحليم”.
وحذر اللواء العاطفي فصائل التحالف في اليمن “من مغبة السير الأعمى خلف حسابات الأمريكي، البريطاني، الصهيوني الذين يسعون لإثارة الفتن والفوضى”، متابعاً: “نقول لقوى وجماعات الارتزاق: كونوا على ثقة أن أيدينا ستطالكم أينما كنتم، ولن تجدوا منا إلا ما تكرهون. ولا نقول ذلك من باب التفاخر، فالمفاجآت القادمة ستكون شاهدة على حقائق الإنجازات النوعية”.
ونصح العاطفي الأمريكان والبريطانيين، قائلاً: “السعي لإشعال الفتن وإثارة الفوضى وتسعير نيران الحروب الظالمة في المنطقة سيتحول إلى كارثة ستكتوي بنيرانها واشنطن ولندن ودول أوروبا، وهو بمثابة انتحار عسكري وجيوسياسي لهذه العواصم العدائية”.
وأشار إلى أن “قد أعدينا العدة والحسابات العسكرية القادرة على التعامل بقوة مع أي مواقف متهورة، وقد أعذر من أنذر. ومنظومة الصناعة العسكرية والتقنية للجمهورية اليمنية تشهد تطوراً كبيراً في مختلف صنوف وتشكيلات قواتنا المسلحة”.
وشدد على أن “القوات المسلحة تقف اليوم أكثر من أي وقت مضى في جهوزية عالية، وتمتلك كل عوامل القوة والاقتدار لمواجهة كافة التحديات والأزمات والمواقف الطارئة، والتصدي للتهديدات التي يكيدها الأعداء لليمن وشعبه العظيم”.
وأكد العاطفي أن “الجهود لم تتوقف يوماً، وميادين الإعداد والتدريب والتأهيل العلمي العسكري المواكب لمسارات التطوير والتحديث التي تشهدها مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية مستمرة، لتصل اليوم وخلال عقد من عمر ثورة الـ21 من سبتمبر إلى مستويات متقدمة من المهارة والكفاءة والاقتدار القتالي”.
كما أكد اللواء العاطفي أن “القوات المسلحة اليمنية غدت قوة مهابة ليس على المستوى الوطني فحسب، وإنما على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما بعد انتصاراتها الكبرى في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس) في إطار محور القدس والجهاد والمقاومة دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية الأمريكية البريطانية الغربية الفاشية غير المسبوقة في تاريخ الحروب”.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
تصريحات جديدة للحكومة اليمنية حول مستقبل السلام وإنهاء الحرب
استبعد وزير الخارجية اليمني، شايع الزنداني، التوصل لسلام في اليمن في المنظور القريب، مؤكدا أن البلاد لا تزال تشهد حرباً، في الوقت التي تواصل إيران دعم مليشيا الحوثي.
وقال الزنداني لصحيفة "ذا ناشيونال" إنه لا توجد "رؤية للسلام" في اليمن في ظل دعم إيران للحوثيين، رغم ضعف وكلائها في لبنان وتراجع دورها في سوريا.
وأضاف "أن إيران تُحكم قبضتها على اليمن ولن تتخلى عنها بسهولة، مشيرًا إلى أن الحوثيين استفادوا من الاستخبارات الإيرانية والمعرفة الفنية والتدريب للحفاظ على سلطتهم في شمال البلاد، حيث يتركز معظم السكان".
وتابع الزنداني، متحدثًا على هامش منتدى اليمن الدولي في العاصمة الأردنية عَمّان يوم الاثنين: "لن تتخلى إيران عن دعم الحوثيين إلا إذا أُجبرت على ذلك تمامًا".
وأكدت الصحيفة أن المحللين يتفقون على أن اليمن والوجود الحوثي فيه يشكل أهمية استراتيجية بالنسبة لإيران.
وذكرت "ذا ناشيونال" أنه وعلى الرغم من أن الأسلحة قد صمتت بشكلٍ كبير في اليمن منذ الاتفاق على الهدنة في أبريل/ نيسان 2022، والتي انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، إلا أن الوزير الزنداني يرى "أن اليمن لا يزال في حالة حرب".
وقال الوزير: "نعم، هناك وقف لإطلاق النار، والأنشطة العسكرية تراجعت بشكل كبير، لكن لا نرى نهاية قريبة للحرب. ولا توجد رؤية تتيح لنا القول إن السلام بات قريبًا".
وأضاف الزنداني أن المدنيين لا يزالون يعانون يوميًا من تبعات الحرب، لكن من خلال تعزيز العلاقات مع الجيران الإقليميين، تأمل وزارة الخارجية أن تتم خدمة المصالح الوطنية بشكل أفضل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي نهاية العام الماضي، كان الحوثيون يقتربون من اتفاق السلام، الذي توسطت فيه الرياض، لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن، غير أن قيام الحوثيين بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، أعاق التوقيع على الاتفاق الذي قالت إنه "كاد أن ينهار".
ويشهد اليمن منذ أكثر من عشر سنوات حرباً بين الحكومة اليمنية بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران وذلك على إثر انقلاب الحوثيين على السلطة وسيطرتها على عدد من المحافظات اليمنية بما في ذلك العاصمة صنعاء.