أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها، عن نجاحهم في السيطرة على شبكة تضم 260 ألف جهاز متصل بالإنترنت، تشمل كاميرات وأجهزة توجيه وغيرها من المعدات، كانت الحكومة الصينية تستخدمها للتجسس على منظمات حساسة في عدة دول، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

وجاءت هذه الخطوة في إطار عملية واسعة استهدفت تعطيل شبكة "فلاكس تايفون" (Flax Typhoon)، وهي "بوتنت" يُعتقد أنها تُدار من قِبل مقاول حكومي في بكين يُدعى "Integrity Technology Group"، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

والبوتنت (Botnet) هو مجموعة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، حيث يقوم كل جهاز منها بتشغيل واحد أو أكثر من برامج الروبوت (bots). يمكن استخدام البوتنت في تنفيذ هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS)، وسرقة البيانات، وإرسال البريد العشوائي (spam)، والسماح للمهاجم بالوصول إلى الجهاز واتصاله بالإنترنت.

البوتنت هي اختصارٌ لعبارة "ريبورت نتوورك" وهي شبكة من أجهزة الكمبيوتر المصابة ببرمجيات خبيثة تكون تحت سيطرة جهة مهاجمة واحدة تُعرف باسم "قائد البوتنت (bot-herder)" .

يستخدم هذا القائد الأجهزة المصابة لتنفيذ أنشطة ضارة مثل الهجمات السيبرانية أو سرقة البيانات دون علم أصحاب الأجهزة.، وفق موقع "بالوالتون نيتوورك".

وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وفق ما نقلت عنه "واشنطن بوست" أنه حصل على أمر قضائي يتيح له إرسال أوامر إلى الأجهزة المصابة لفصلها عن الشبكة.

وذكرت السلطات أن الجواسيس السيبرانيين استخدموا هذه الأجهزة كقواعد انطلاق لإخفاء آثارهم أثناء اختراقهم لمؤسسات حكومية وصناعية في الولايات المتحدة وتايوان ودول أخرى.

وتعتبر هذه العملية جزءاً من جهود أوسع لمكافحة التجسس الصيني على البنية التحتية الحيوية.

وأشار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، في تصريحات خلال قمة "Aspen Cyber Summit" في واشنطن، إلى أن العملية كانت "نجاحًا آخر في التعطيل"، ولكنه حذر قائلاً: "هذه مجرد جولة واحدة في معركة طويلة الأمد"، مشدداً على أن الحكومة الصينية ستواصل استهداف المؤسسات والبنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة ودول أخرى إما بشكل مباشر أو من خلال وكلائها.

وأضاف راي أن شبكة "فلاكس تايفون" استهدفت قطاعات حيوية تشمل الشركات والمؤسسات الإعلامية والجامعات والوكالات الحكومية، بهدف سرقة بيانات سرية، مؤكداً أن هذه الأنشطة تسببت في "ضرر حقيقي" للضحايا، حيث اضطرت بعض المؤسسات إلى بذل جهود كبيرة لاستبدال المعدات المصابة.

وأوضح أن إحدى المؤسسات في ولاية كاليفورنيا عانت من حادثة تسببت في توقف أجزاء كبيرة من عملياتها، ما أدى إلى خسائر مالية كبيرة.

كما أكد راي صحة التقارير التي تفيد بأن مجموعة "فولت تايفون" (Volt Typhoon)، المرتبطة بالجيش الصيني، كانت قد اخترقت سابقًا شركات اتصالات أميركية، مما أثار مخاوف من إمكانية استخدام هذه الهجمات لتنفيذ عمليات تخريبية.

من جانبها، أصدرت وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا تقريراً مشتركاً أفاد بأن حوالي نصف الأجهزة المصابة كانت في الولايات المتحدة، بينما تركزت البقية في دول مثل فيتنام وألمانيا.

وأشار التقرير إلى أن بعض هذه الأجهزة كانت دون دعم تقني لسنوات، ما جعلها عرضة للاختراق.

وذكرت شركة "Lumen Technologies" في تقرير لها أن "فلاكس تايفون" استهدفت قطاعات حيوية مثل الجيش والحكومة والتعليم العالي والاتصالات والصناعات الدفاعية، مضيفة أن الشبكة تُعد واحدة من أكبر شبكات التجسس التي ترعاها الحكومة الصينية وتتشكل أساساً من أجهزة توجيه.

وفي رد على هذه الاتهامات، نفت السفارة الصينية لدى واشنطن رواية وزارة العدل الأميركية، حيث وصف المتحدث باسم السفارة ليو بنغيو الاتهامات بأنها "تشويه للحقائق" و"اتهامات لا أساس لها من الصحة" وفق الصحيفة الأميركية ذاتها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

هل استخدمت صربيا الأسلحة الصوتية ضد المحتجين في بلغراد؟

يمكن استخدام أجهزة الأسلحة الصوتية لإرسال الرسائل من مئات الأمتار، ولكن أيضا لإنتاج أصوات حادة ومؤلمة للأذن البشرية، وقد استخدم هذا النظام في الولايات المتحدة ضد المحتجين ولتفريق الحشود كذلك، ولكنه لا يزال يتعرض لانتقادات شديدة بسبب العنف الذي ينطوي عليه.

انطلاقا من هذه المقدمة تساءلت صحيفة لوباريزيان -في تقرير بقلم سالومي فينسيندون- هل استخدمت السلطات الصربية الأسلحة الصوتية لتفريق المتظاهرين السبت الماضي؟ مشيرة إلى أن صورا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمظاهرة كبيرة في العاصمة الصربية بلغراد، أظهرت حشدا ينقسم فجأة إلى نصفين، كما لو أن شيئا ما ألقي في الوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيلlist 2 of 2هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النارend of list

واتهم البعض الحكومة باستخدام الأسلحة الصوتية لتفريق الاحتجاجات التي اندلعت نهاية الأسبوع تنديدا بفساد السلطات، وذلك ما رفضته السلطات، وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش إنه طلب من القضاء التحقيق فيما إذا كان هذا النظام قد تم استخدامه السبت ومقاضاة المسؤولين عن استخدامه.

وأوضح الجنرال جيروم بيليستراندي للصحيفة أن الأسلحة الصوتية أجهزة "معروفة منذ زمن طويل"، وهي أنظمة "غير قاتلة"، مصممة لإبعاد الهدف "بالأصوات التي تصدرها"، وهي تستخدم "ترددات يمكن أن تزعج المتلقي بإحداث ألم في طبلة الأذن".

احتجاجات ببلغراد على خلفية تهم بالفساد للحكومة الصربية (شترستوك)

وأوضحت الصحيفة أن أشهر هذه الأجهزة هو نموذج "إل راد" (LRAD) وهو جهاز صوتي بعيد المدى له وظيفتان رئيسيتان، فهو يعمل كمدفع صوت حقيقي، يسمح بإرسال رسالة صوتية بقوة أكبر بكثير من مكبر الصوت، قد تصل إلى أكثر من 5 كيلومترات بوضوح استثنائي، ولكنها أيضا قادرة على إصدار أصوات حادة ومؤلمة للأذن البشرية.

إعلان

وقد تم تصميم هذه الأنظمة للسفن في أعقاب الهجوم على سفينة تابعة للبحرية الأميركية في ميناء عدن باليمن عام 2000، واستخدم ضد القراصنة الصوماليين، وهو يعمل "كسلاح صوتي" للدفاع، ويخلق تأثيرا يشبه الدرع حول السفينة، وهذا يؤدي إلى شل حركة الهدف، كما يقول الجنرال بيليستراندي.

ويمكن أن تتجاوز الأصوات التي تصدرها بعض الأجهزة 120 ديسيبلا، وهو مستوى من الترددات يمكن أن "يولد الألم ويؤدي على الفور إلى أضرار جسيمة وغير قابلة للإصلاح في طبلة الأذن والهياكل الهدبية للأذن الداخلية"، كما يوضح مرصد الضوضاء في فرنسا.

وعندما يتم استخدام جهاز إل راد "ضد الحشود فإن الهدف يكون إزعاج المتظاهرين" وتفريقهم، كما يوضح جيروم بيليستراندي، وقد استُخدم عدة مرات في الولايات المتحدة، كما أعلنت المملكة المتحدة نشره خلال دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012.

وتمتلك العديد من قوات الشرطة هذه الأجهزة، ولكنها تستخدمها بشكل أساسي لبث الرسائل الصوتية أثناء المظاهرات، وتقول شركة "جيناسيس" التي تنتجه إنه يستخدم في أكثر من 100 دولة حول العالم و550 مدينة أميركية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في كل الظروف
  • شخصيات سياسية وإعلامية موقوفة في أكبر عملية لمكافحة الفساد في إسطنبول
  • هل استخدمت صربيا الأسلحة الصوتية ضد المحتجين في بلغراد؟
  • سِرار إحدى شركات مجموعة stc تحصل على ترخيص المستوى الأول لخدمات مركز عمليات الأمن السيبراني المُدار
  • كل نجاح وراه نقطة تحول.. مدير إحدى شركات التجارة يكشف عن لحظة غيرت حياته
  • الحرب الساخنة بين الولايات المتحدة والصين
  • هل ترامب هو (غورباتشوف) الولايات المتحدة ؟؟
  • معارك البحر الأحمر تشتعل بين أنصار الله والولايات المتحدة.. ودعوات دولية للتهدئة والحوار
  • قرقاش: زيارة طحنون بن زايد إلى الولايات المتحدة تدعم أمن وازدهار المنطقة
  • أسعار النفط ترتفع مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والحوثيين