الكشف المبكر عن مرض السرطان من الأمور المهمة التى تخدم بشكل كبير الهدف الدوائى، وتسهل سرعة الاستجابة له، كما أنه يؤدى إلى تقليل التكاليف المالية التى ينفقها المرضى للعلاج، لأن تكلفة التعامل مع المرض فى مراحله الأولى أقل بكثير من مراحله المتأخرة التى غالباً ما تنتهى بالوفاة لصعوبة التعامل معها طبياً.

يرجع سبب حدوث السرطان إلى طفرات الحمض النووى داخل خلايا الجسم، والذى يحتوى على عدة تعليمات يمكن من خلالها التحكم فى وظائف الخلية ونموها وانقسامها، وبسبب وقوع أخطاء فى تلك التعليمات تتحول الخلية إلى سرطانية، وبحسب الأطباء يولد الإنسان أحياناً بانحراف جينى، قد يسبب المرض، وهذا لا يعنى أن هذا الانحراف جينى فقط، بل قد يحدث لدى بعض الأشخاص نتيجة قوى أخرى داخل الجسم مثل الهرمونات، وفى كثير من الأحيان تكون عوامل البيئة الخارجية هى من أكثر مسببات السرطان.

«ذكرى»: آلاف المصابين بلا أعراض

السرطان يصيب جميع الفئات ولا يستثنى أحداً، بحسب الدكتور ذكرى خالد ذكرى، استشارى أورام، الذى يشير إلى أن هناك العديد من المسببات التى تؤدى إلى الإصابة بالمرض، من بينها تلوث البيئة وكذلك المبيدات الحشرية والإشعاع وغيرها، مؤكداً أن المبادرة الرئاسية تسهم بشكل كبير فى إنقاذ حياة آلاف المرضى ممن يعانون من أورام لم تظهر لها أعراض، وهو ما يكون سبباً فى عدم اكتشاف المرض فى مراحله الأولى، ولكن مع مبادرة الكشف المبكر عن الأورام يمكن تشخيص حالات السرطان حتى وإن لم تكن تظهر على المريض أعراض المرض: «اكتشاف المرض فى مراحله الأولى بيساعد فى زيادة نسب الاستجابة للعلاج، وكمان تكاليف العلاج فى المراحل المتأخرة لا يمكن تحملها وحتى وإن تم توفيرها فبتكون نسب الشفاء منعدمة، علشان كده بعتبر المبادرة من الخطوات الإيجابية اللى هتحمى آلاف المصريين من المرض، وهتقلل من إنفاق الدولة عليه».

«الزعيم»: الكشف المبكر عن الأورام يساعد فى إنقاذ حياة المواطنين

تنشأ خلايا الدم فى نخاع العظام وتنضج لتشكل أنواعاً مختلفة، منها سواء كانت تلك الخلايا حمراء أو بيضاء أو حتى صفائح، لتنتقل بعد ذلك إلى مجرى الدم، بحسب الدكتور إسلام الزعيم، أخصائى أمراض الدم، والذى يؤكد أن الكشف المبكر عن الأورام يساعد فى إنقاذ حياة المرضى ويحميهم من الدخول فى تبعات المرض، كذلك يساعد التشخيص المبكر الأطباء فى السيطرة على المرض، ولكن ربما تختلف تلك القاعدة نوعاً ما فى سرطان الدم لصعوبة تشخيصه مبكراً، وذلك لأن الإنسان الذى يعانى منه يبدأ نخاع عظامه بإنتاج العديد من خلايا الدم البيضاء الشاذة والتى تدخل إلى مجرى الدم وتزاحم خلايا الدم السليمة، وتمنعها من القيام بوظائفها بالشكل الصحيح.

«شريف»: تشمل إجراء فحوصات دورية

خطوات عديدة تساعد فى تشخيص الأورام مبكراً، من بينها تحسين الوعى العام بجميع أعراض المرض إلى جانب تشجيع المواطنين على طلب الرعاية الطبية حال ظهور تلك الأعراض عليهم، بحسب الدكتور محمد شريف استشارى أورام، والذى يؤكد أن عمل الدولة الآن على تعزيز الخدمات الصحية وتزويد المستشفيات بالمعدات اللازمة وتدريب الأطقم الطبية أسهم بشكل كبير فى نجاح المبادرة وتحقيق نتائجها المطلوبة منذ بدء إعلانها: «المبادرة كان هدفها من اليوم الأول تشجيع المرضى على إجراء فحوصات دورية حتى وإن لم تكن هناك أعراض ظاهرية تشير إلى الإصابة بالمرض».

طفرات الحمض النووى تسمح بالنمو السريع للخلايا التى تحتوى جميعها على الطفرة ذاتها، كما أن الخلايا السرطانية تفقد أدوات السيطرة التى يمكن من خلالها التحكم فى النمو بشكل يضمن وجود عدد صحيح من كل أنواع الخلايا، وبسببها تستمر الخلايا السرطانية فى النمو وتتراكم، وعند محاولة بحث جينات إصلاح الحمض النووى عن الأخطاء الموجودة بالحمض النووى فى محاولة لإصلاحها ترتكب العديد من الأخطاء، وهو ما قد يؤدى إلى سرطنة الخلايا: «أسباب الطفرات الجينية كتيرة، لكن أبرزها الطفرات اللى بيتولد بها الإنسان واللى بيكون وارثها عن والديه، وده عامل مسئول عن نسبة قليلة من الإصابة بالسرطان، لكن معظم الطفرات الجينية بتحصل بعد الولادة، وده بسبب عوامل خارجية زى التدخين والفيروسات والإشعاع، والطفرات بتحصل عند نمو الخلايا بشكل طبيعى، والخلايا بيكون فيها نظام عمل بيصلح الأخطاء، لكن أوقات بتفشل الأنظمة دى فى التعرف على الأخطاء، ومن هنا بتصبح الخلية سرطانية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 100 مليون صحة مكافحة السرطان التحالف الوطني الکشف المبکر عن

إقرأ أيضاً:

بصيص أمل.. .اللياقة البدنية تقلل من خطر وفاة مرضى السرطان

كشفت دراسات أن المرضى الذين يتمتعون بقوة عضلية كبيرة ولياقة بدنية عالية تتراجع احتمالات وفاتهم من أي أسباب مرضية بنسبة تتراوح ما بين 31% و46%، ولوحظ هذا بشكل ملموس في إطالة عمر مرضى السرطان.

اللياقة البدنية تقلل من خطر وفاة مرضى السرطان

ومن خلال دراسة نشرتها الدورية العلمية «British Journal of Sports Medicine» المتخصصة في مجال الطب الرياضي، تم تقديم 42 ورقة بحثية منشورة عن أكثر من 47 ألف مريض مصابون بأنواع ودرجات مختلفة من السرطان، وأوضحت الدراسة أن المرضى الذين يتمتعون بقوة العضلات ولياقة عالية تتراجع احتمالات وفاتهم من أي أسباب مرضية بنسبة تتراوح ما بين 31% إلى 46%، كما أنهم احتفظوا بقوتهم البدنية مقارنة بغيرهم من المصابين بالسرطان الذين يمرون بالمراحل المتأخرة من المرض.

وأوضح الباحثون أن احتمالات الوفاة بسبب السرطان تقل بشكل خاص في حالة ارتفاع لياقة الجهازين القلبي والتنفسي.

اللياقة البدنية تقلل من خطر وفاة مرضى السرطان تنبؤات احتمالات وفاة مريض السرطان

ونشر الموقع الإلكتروني «هيلث داي»، المتخصص في الأبحاث الطبية، أن الفريق البحثي من جامعة ميدلساكس في إنجلترا، وجامعات ميلان وموليز في إيطاليا، وإيدث كوان وكوينزلاند في أستراليا، وكاسياس دو سول البرازيلية، أكدوا أن تقييم مستوى اللياقة البدنية والقوة العضلية يساعد في التنبؤ باحتمالات وفاة مريض السرطان.

وتؤكد نتائج هذه الدراسات أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعد في تقوية العضلات ورفع اللياقة البدنية، وإمكانية الاستفادة من ذلك في إطالة العمر المتوقع للمريض.

اقرأ أيضاً«تخفض خطر الوفاة».. دراسة تكشف علاقة اللياقة البدنية بالسرطان

فحص ٥٠٠٠ من منسوبي جامعة سوهاج مجانًا ضمن المبادرة الرئاسية للكشف عن الأورام السرطانية

مقالات مشابهة

  • الأشموني: المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" أحد أضخم المبادرات في تاريخ الدولة المصرية
  • الكشف المبكر على سرطان الثدي يزيد من نسبة الشفاء إلى ٩٨٪
  • قومي المرأة بأسوان يواصل تنظيم جلسات الدوار بقرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة
  • ماهي زوائد القولون.. ومتى تكون خطيرة على الصحة؟
  • أعراض نقص الكالسيوم التي قد تهدد صحتك ولا يجب تجاهلها
  • بصيص أمل.. .اللياقة البدنية تقلل من خطر وفاة مرضى السرطان
  • ما هي أعراض الغيبوبة الكبدية ؟.. وطرق تجنبها والاسعافات الأولية لها
  • اسمرار البشرة وزيادة الوزن.. اكتشف أعراض مقاومة الأنسولين
  • انتشار مرض غامض وفتاك في صنعاء
  • يسبب الاكتئاب والتنميل.. أعراض غير متوقعة لنقص الكالسيوم عند البالغين