“فلسطين 2” اليمني وجبهة لبنان.. أي أبعاد ورسائل؟
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في الوقت الذي ارتفعت فيه نبرة تهديدات نتنياهو للبنان، بتنفيذ عملية عسكرية صاعقة، تغيّر الوضع على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وتنهي قدرات حزب الله وبنيته الدفاعية، أو على الأقل تُبعد تأثيرات صواريخه عن مستوطنات الجليل وعن قواعد العدو العسكرية، جاءت الضربة الصاعقة لكيان الاحتلال من اليمن، من خلال استهداف عمقه الحيوي والإستراتيجي في محيط “تل أبيب”، بصاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، والذي انفجر بالقرب من محطة قطارات رئيسية تبعد أقل من 6 كلم عن مطار “بن غوريون”.
فهل يمكن القول، إن هناك ارتباطاً ما بين تهديدات نتنياهو للبنان وبين استهداف “تل أبيب” بهذا الصاروخ اليمني، في نفس توقيت ارتفاع ذروة تلك التهديدات؟ أم أن هذا الاستهداف الاستثنائي بصاروخ “فرط صوتي”، والذي أطلقته القوة الصاروخية في صنعاء للمرة الأولى، يدخل في إطار مناورة الإسناد اليمنية دعمًا لفلسطين ولغزة ضد عدوان ومجازر العدو “الإسرائيلي”، حيث يمكن أن يكون تحديدًا، ردًا على العدوان الصهيوني الواسع على منشآت الطاقة والنفط في الحديدة؟
في الواقع، وقبل الإجابة ومحاولة تحديد تفسير معين لعملية الاستهداف الصاروخي هذه لأبعادها ولرسائلها، من الضروري الإضاءة على عملية الإطلاق من الناحية التقنية العسكرية، وعلى مميزات الصاروخ وقدراته الاستثنائية.
– فلسطين 2 صاروخ “فرط صوتي” يمني الصنع، يبلغ مداه الأقصى 2250 كلم، من الواضح أن تسميته ( فلسطين 2)، مع المدى الذي يمكن أن يصل إليه، مرتبطة بأهدافه التي يفترض أن تكون لمواقع ونقاط الاحتلال داخل فلسطين المحتلة.
– بعد أن قطع مسافة طبوغرافية (المسافة الجغرافية المباشرة من نقطة الإطلاق حتى الهدف) نحو 2040 كلم بتوقيت لم يتعد الاثنتي عشرة دقيقة، يمكن تحديد سرعته بأكثر من 10 “ماخ” ( سرعة الصوت)، خاصة أن مساره المقوّس والذي لامس الفضاء الخارجي ( مثل اغلب الصواريخ الباليستية ) تعدى الثلاثة آلاف كلم.
– أن يتجاوز بنجاح منطقتي البحر الأحمر وأجواء السعودية والأردن وأجواء فلسطين المحتلة، حيث كل هذه المناطق اليوم، تعجّ بمروحة واسعة من القطع البحرية الغربية وبالقواعد العسكرية المزودة بأحدث بطاريات وأنظمة الدفاع الجوي، والمكلفة حاليًا بتنفيذ مهمة اعتراض صواريخ ومسيرات الوحدات اليمنية، فذلك يؤشر إلى أن هذا الصاروخ ( فلسطين 2) يمتلك مميزات متقدمة جدًا في مجالات التغلب على أحدث منظومات الدفاع الجوي الغربية و”الإسرائيلية” وتجاوزها.
– من طبيعة انتشار وتبدد شظايا الصاروخ، وتوزع الحرائق التي سببها، مع التدمير الواضح من المشاهد، لقسم غير بسيط من إحدى سكك الحديد المعلقة على جسر داخل محطة القطارات المستهدفة، يمكن الاستنتاج أن للصاروخ قدرة تدميرية كبيرة، ليست بأقل من ٥٠٠ كلغ من المواد شديدة الانفجار.
أما لناحية رسائل الصاروخ والأبعاد المرتبطة بتوقيت إطلاقه وبمكان سقوطه، يمكن الإشارة إلى الآتي:
– لم يعلن اليمنيون أن عملية الإطلاق هذه، رد على العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة، والتي كانوا قد أكدوا سابقًا أنهم سوف يردون حتمًا عليها، الأمر الذي يُبعد احتمال أن تكون عملية الإطلاق هي الرد المنتظر.
– انطلاقًا من استبعاد أن يكون الإطلاق ردًا على الاعتداء على الحديدة، يمكن أن ترتفع فرضية أن يكون هناك ارتباطًا ما، بين استهداف محيط “تل أبيب” بصاروخ “فلسطين 2” اليمني، وبين التهديدات “الإسرائيلية” الاخيرة للبنان، خاصة أن اليمنيين كانوا قد أعلنوا منذ عدة أشهر عن امتلاكهم لصواريخ “فرط صوتية” مثل “فلسطين 2″، وأن الاشتباك الدائر بينهم وبين كيان الاحتلال، على خلفية إسناد غزة والشعب الفلسطيني، وصل منذ فترة غير بسيطة، إلى مستويات مرتفعة وخطرة، وكان يمكن أن يخلق هذا الاشتباك، أكثر من حاجة أو فرصة يمنية مناسبة لإطلاق قدرات صاروخية مؤثرة في الكيان، شبيهة بعملية إطلاق “فلسطين 2″ هذه.
انطلاقاً مما سبق، يمكن القول إن استهداف اليمنيين لـ”تل أبيب” بصاروخ “فلسطين 2” الباليستي “الفرط صوتي”، يرتبط بارتفاع مستوى الاشتباك بين محور المقاومة وبين كيان الاحتلال، ويمكن وضعه في خانة الرسالة اليمنية الصاعقة لهذا الكيان، بما يمكن أن تكون عليه الأمور، فيما لو تطورت المواجهة بينه وبين أطراف المحور، وتحديدًا في ما لو غامر بتنفيذ عدوان واسع على لبنان.
———————————————————————-
– العهد الاخباري / شارل أبي نادر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فلسطین 2 تل أبیب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
توتر جديد لدى الاحتلال بسبب الكشف عن تفاصيل سرية عن عملية “البيجر”
#سواليف
أفاد تقرير عبري، بأن المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال، فوجئت بكشف رئيس وزراء #الاحتلال والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين #نتنياهو، #تفاصيل_سرية عن عملية الـ” #بيجرز ” ضد #حزب_الله، دون تنسيق مسبق مع الجهات المعنية.
وأثناء مشاركته في مؤتمر نظمته وكالة Jewish News Syndicate مساء الأحد الماضي، كشف نتنياهو أن “إسرائيل” قصفت جهاز مسح ضوئي كانت إيران قد أرسلته إلى لبنان بعد أن شك حزب الله بأن أجهزته مفخخة، وأكد أن #جيش_الاحتلال استهدف الجهاز ومشغله أيضا.
وقال نتنياهو: “علمنا أن حزب الله أرسل ثلاثة أجهزة نداء لفحصها في #إيران. كنا قد قصفنا سابقا جهاز المسح الذي كانوا يخططون لجلبه، فتخلصنا منه ومن الرجل الذي يديره”.
مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي: تعرض مركبة من موكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لحادث سير في القدس (صورة) 2025/04/29وأضاف أن قرار تفعيل الأجهزة جاء بعد هذا التطور، إذ لم يكن هناك مبرر للمزيد من الانتظار.
وذكرت القناة 12 العبرية، أن هذه التفاصيل خضعت في السابق للرقابة الأمنية الصارمة، نظرا لحساسيتها الشديدة ولما قد تحمله من خطر على مصادر الاستخبارات وعملياتها.
ورغم أن القانون يمنح رئيس وزراء الاحتلال صلاحية الكشف عن معلومات سرية، إلا أن العرف السياسي والأمني لدى الاحتلال يقضي بأن يتم هذا النوع من التصريحات الحساسة بالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية المختصة، وهو ما لم يحدث هذه المرة.
ويأتي هذا الجدل في وقت يواجه فيه مكتب نتنياهو بالفعل أزمات أخرى تتعلق بتسريب وثائق سرية.
ففي نوفمبر الماضي، وجهت إلى إيلي فيلدشتاين، المتحدث باسم نتنياهو، تهمة الإضرار بالأمن القومي في قضية تتعلق بسرقة وتسريب مادة من وثيقة سرية تابعة لجيش الاحتلال إلى صحيفة “بيلد” الألمانية، في محاولة لتشكيل رأي عام مؤيد لنتنياهو.
كما أن فيلدشتاين متورط، إلى جانب اثنين من كبار مساعدي نتنياهو، في ما يعرف إعلاميا بـ”قطرغيت”، حيث يشتبه بتورطهم في عدد من المخالفات المرتبطة بعملهم مع شركة ضغط موالية لقطر، من بينها الاتصال بوكيل أجنبي، إضافة إلى سلسلة من تهم الفساد التي تشمل التعامل مع جماعات ضغط ورجال أعمال.
يذكر أنه في السابع عشر من سبتمبر، انفجرت آلاف أجهزة النداء اللاسلكية التي كان يستخدمها عناصر حزب الله في مختلف أنحاء لبنان، ما أدى إلى إصابة من كانوا يحملونها واستشهاد أكثر من عشرين شخصا.