رحلة «العينة».. من جسد المريض مروراً بالفحص حتى ظهور النتائج
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
«الباثولوجى»، كما يعرفه العلماء هو أحد أفرع الطب، ويعنى دراسة التغيرات التركيبية والوظيفية التى ترتبط بالأمراض، كما أنه العلم الذى يختص برد الفعل الذى تُحدثه تلك الأمراض فى الأنسجة من تغييرات غريبة على الجسم، كما يشير أيضاً إلى دراسة طبيعة الأمراض التى تصيب الجسم فى محاولة لمعرفة ما يطرأ على النسيج من تغير ليجرى تحديد نوع الورم والطرق المثلى للتعامل معه.
داخل معمل «الباثولوجى» فى مستشفى دار السلام «هرمل سابقاً»، رصدت «الوطن» انشغال الأطباء بتجهيز العينات المسحوبة جراحياً من مرضى الأورام، تمهيداً لتحويلها إلى كبسولة طبية تتحول بعد ذلك إلى شريحة زجاجية يسهل التعامل معها وفحصها مجهرياً للوقوف على طبيعة التغير الحادث فى الأنسجة المصابة فى الجسم.
يمثل المعمل أولى مراحل معرفة طبيعة الورم وكيفية التعامل معه طبياً، ولذلك يتطلب دخول الفريق إلى معمل الباثولوجى ضرورة ارتداء كمامات طبية وقفازات والحرص على التعقيم الجيد حتى يتسنى لهم التعامل مع العينات التى يحصلون عليها لفحصها مجهرياً بعد تحويلها إلى شريحة يسهل التعامل معها تحت الميكروسكوب.
بحرص شديد يقوم الأطباء ومعهم الفنيون بتسلم العينات من أطقم التمريض مدون عليها كافة بيانات المريض بشكل دقيق إلى جانب «باركود» يستحيل معه خلط العينات وهو ما يضمن بعد ذلك صحة النتائج التى يحصل عليها الطبيب المعالج.
استشارى أورام: العينة جزء من الإنسان والعناية بها مسئوليتنا.. ونعرف منها طبيعة التغير بالجسممع كل صباح، تقوم د. لبنى عمر، استشارى الباثولوجى بالمستشفى، بتسلم عينات المرضى تمهيداً لفحصها للتحقق من الإصابة بمرض السرطان من عدمه، حيث يتم إبلاغ الطبيب الذى يتولى الحالة بالنتيجة فور معرفتها. عند أخذ عينات من المريض لفحصها لا بد من الاهتمام بشكل أساسى بضرورة ألا يجرى التخلص من العينة وإعدامها إلا فى حال عدم الحاجة إليها، حتى لا يضطر الطبيب المعالج إلى أخذ عينة أخرى، وهو ما يمثل إرهاقاً إضافياً للمريض: «العينة مش دم ممكن نسحبه فى أى وقت، دى جزء من جسم إنسان، علشان كده بنهتم بها جداً ونحفظها كويس علشان نقدر نفهم منها طبيعة التغير الموجود فى الجسم».
قسم الباثولوجى بمستشفى «هرمل» بحسب «عمر» هو الوحيد المعتمد دولياً فى مصر من كلية الباثولوجى الأمريكية، بعد التأكد من جاهزية بنيته التحتية بشكل كامل، ووجود أحدث الأجهزة به وفقاً للمعايير الدولية: «المعمل أصبح المتخصص الأول فى تشخيص الأورام وتحديداً أورام الثدى، وأكثر ما يميزه أنه مجهز بأحدث الأجهزة الطبية اللى من خلالها يمكن الحصول على نتائج شديدة الدقة».
مراحل عديدة تمر بها العينة لتحويلها لشريحة يسهل فحصها مجهرياً تبدأ بأخذها من المريض بواسطة طبيب الجراحة الذى يسلمها للتمريض ويقتصر دوره على توصيل العينة لمعمل الباثولوجى وتسليمها يداً بيد للأطباء هناك تحديداً دون غيرهم، لتبدأ مرحلة التقطيع بحسب «عمر» وهى من أكثر المراحل تعقيداً لما فيها من أهمية كبيرة لكونها المرحلة التى تسبق تحويل العينة لشريحة بواسطة فرق الفنيين العاملين بالقسم: «الأطباء بتقطعها وتطلعها فى حاجة اسمها كاساتا للفنيين علشان يحولوها لشريحة يتم استخدامها بعد كده تحت المجهر لفحصها وكتابة التقارير والتقطيع مهم جداً، ومينفعش الفنى يعمله، لازم طبيب متخصص علشان يكون فاهم كويس بيقطع إزاى».
فنى تحاليل: دورنا تجهيز العينات بدقة كبيرة وحفظها وتسهيل مهمة الطبيب فى الفحص المجهرىمنذ ما يزيد على 20 عاماً بدأت رحلة دعاء أمين، فنى تحاليل وأشعة بالمستشفى، مع تصنيع الشرائح التى يتم فحصها مجهرياً. بحرص شديد ودقة متناهية فى التقطيع تقوم «دعاء» بتجهيز العينات مستخدمة فى ذلك جهازاً به شفرات حادة دوره الأساسى تقطيع العينات بسُمك متناهى الصغر، ليتم وضع ما تم تقطيعه فى حوض صغير به ماء فاتر، حتى يتم فرد العينة بشكل طولى ليتضح كل ما بها من تفاصيل تخدم بعد ذلك الطبيب أثناء فحص الشريحة، بعد مرحلة الماء الدافئ يتم وضع الشرائح المقطوعة على شرائح أخرى ولكن زجاجية بهدف حفظها إلى جانب تسهيل مهمة الطبيب الذى يقوم بالفحص المجهرى.
بعد تجهيز العينة يتم وضعها داخل سلة مصنوعة من البلاستيك تمهيداً للصبغة بمحلول «الهيماتوكسيلين» والكحول وبعد الانتهاء من مرحلة الصبغة يتم شطفها بالماء: «التعامل لازم يكون بحرص لأن العينة دى جزء من إنسان دخل عملية علشان يتاخد منه العينة، علشان كدة قبل ما بنشتغل، الدكاترة بتقعد معانا علشان تعرّفنا خطورة الاستهانة بالعينة وضرورة الأمانة وإحنا بنحولها إلى شريحة».
داخل معمل الباثولوجى يتم استقبال العينات الجراحية المستأصلة وتسجيلها فى ملفات الفحص قبل أن يتم التعامل معها حتى يضمن القائمون على المعمل دقة النتائج، وعقب الوصول للمرحلة الشمعية يتم استقبال جميع البلوكات وكذلك الشرائح للمراجعة، حيث يتم تقسيم الشرائح ووضعها فى أماكن محددة بنظام يسمح بمراجعتها بسهولة عند الحاجة إليها وذلك لأن حفظ العينة فى شرائح يجعلها تحتفظ بكافة المعلومات الموجودة بالنسيج لفترة طويلة.
تجهيز العينات تمهيداً لفحصها لا بد أن يتم بشكل دقيق داخل قسم تحضير العينات والذى يتم داخله استقبال ما تم أخذه من المريض، تمهيداً لوضعها داخل جهاز تضمين العينات فى الشمع ما يُعرف بوحدة صب شمع البرافين، وبعد ذلك يتم تقطيعها بواسطة جهاز microtom لتنتهى العملية بوضع الشرائح فى جهاز صبغة العينة staining machine حتى تصبح جاهزة أخيراً لفحصها مجهرياً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: 100 مليون صحة مكافحة السرطان التحالف الوطني بعد ذلک
إقرأ أيضاً:
بتصريح غريب.. مدرب توتنهام يبرر النتائج الكارثية
أعرب المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، أنجي بوستيكوغلو، عن إحباطه من تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، مشيراً إلى أن مراجعات الفيديو أفسدت المباريات.
تأتي تصريحات بوستيكوغلو بعد إلغاء "الفار" هدف التعادل، الذي أحرزه فريقه في لقائه مع مضيفه تشيلسي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي انتهى بخسارة فريق المدرب الأسترالي 1-0.
وتم إلغاء الهدف الذي أحرزه بابي سار في الدقيقة 69 بسبب خطأ ارتكبه أثناء بناء الهجمة، واستغرق حكم الفيديو المساعد جاريد جيليت، ثم حكم الملعب كريغ باوسون، وقتاً طويلاً لاتخاذ قرار نهائي بشأن اللعبة.
وتسبب هذا التوقف الطويل في احتساب 12 دقيقة كوقت محتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني للمباراة، التي استضافها ملعب ستامفورد بريدج.
وتحدث بوستيكوغلو عن تقنية فار عقب المباراة، وقال: "انظروا إنه يفسد اللعبة، لم تعد المباريات كما كانت في السابق".
وأضاف: "لا أحد يعلم ما ينتظره، أنتم تقفون مكتوفين الأيدي، هذا يفسد المباراة، لكن لا أحد يبالي بذلك، أعتقد أن الجميع يحبون الدراما والجدل، أنا متأكد من أن نقاشا سيستمر ساعة حول هذا الأمر، أعتقد أن هذا ما يريده الجميع، إنه يفسد متعة المباريات".
وبدا بوستيكوغلو أكثر استياء من طول المدة التي استغرقها اتخاذ القرار، وليس من القرار نفسه.
وأشار مدرب توتنهام: "إذا رأى الحكم ذلك واحتاج إلى رؤيته لمدة ست دقائق، فأخبروني ما هو واضح وجلي بشأنه".
وتزايدت الفجوة بين بوستيكوغلو وجماهير توتنهام، ويقبع الفريق في المركز 14، ويفقد هويته الكروية.
وكانت هذه هي الخسارة الـ16 لتوتنهام من إجمالي 30 مباراة لعبها الفريق بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهو ما دفع مشجعو الفريق للهتاف ضد بوستيكوغلو حيث قالوا: "أنت لا تعرف ماذا تفعل؟"، عندما أشرك سار بدلاً من لوكاس بيرجفال.
ثم ظهر بوستيكوغلو وهو يواجه الجماهير ويضع يده على أذنه بعد أن سجل سار الهدف الذي ألغي لاحقاً.
وبرر بوستيكوجلو هذا الموقف وقال: "أردت أن يكونوا سعداء، سجلنا للتو هدفاً رائعاً، كنت أريد أن يهتفوا لأنهم لم يكن لديهم ما يفرحهم".
وتابع: "تعرض اللاعبون البدلاء في فريقي لصيحات استهجان، وهذه ليست المرة الأولى التي يسمح لهم بالقيام بذلك، لكنني أردت منهم أن يهتفوا لأنه كان هدفاً رائعاً".