الشئون الإسلامية: اجتزاء كلمة شيخ الأزهر باحتفالية المولد النبوي يعكس التربص به
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
قال الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في احتفالية المولد النبوي تم اجتزاؤها.
شيخ الأزهر: الصراع المسلح في شريعة الإسلام له قواعد وضوابط شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشتركوأضاف الدكتور عبدالغني هندي، خلال تصريحات تلفزيونية له ما تم اجتزاؤه كان حول عدم تفضيل رسالة عن أخرى ولا نبي على نبي آخر، وفي الحقيقية هذا الأمر لم يحدث مطلقا بدليل استدلال شيخ الأزهر بالآية الكريمة التي تشير إلى أن الله تعالى فضل بعض الرسل عن بعض وأنه فضل بعض الرسالات على بعض.
التربص بـ شيخ الأزهر
تابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولكن لا يمكن استخدام هذا التفضيل في صراعات ولكن اصطياد والتربص بشيخ الأزهر أمر لن ينتهي أبدا، والهدف منه معروف، هناك ثقة كبيرة جدا بين فضيلة الإمام الأكبر وبين الناس لا يمكن لأحد المساس بها وهذا الأمر يمثل خطرا كبيرا على التنظيمات والجماعات التي تريد كتم صوت شيخ الأزهر.
طالب الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر تجديد وعي الأمة بذاتها وتاريخها العريق المشرف، وقدراتها المادية والروحية، وطاقاتها الخلاقة، وأن تكون على يقين من أنها تملك دواءها إن أرادت، وأن تكون على ذكر دائم من قوله صلى الله عليه وسلم في شأن أمته: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها.."
كما طالب أن تبذل قصارى الجهد للتضامن مع أطفال غزة ونسائها وشبابها وشيوخها، ومع شعوبنا في السودان واليمن وغيرها، وأن نعلم أن ذلك ليس منة يمن بها على هذه الشعوب المعذبة في الأرض، وإنما هو واجب القرابة في الدين، وصلة الدم والرحم والمصير المشترك".
رسالة خاتمة للرسالات الإلهية
أوضح شيخ الأزهر خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذى نظمته وزارة الأوقاف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أن المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاقه ﷺ هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعا: إنسا وجنا، وزمانا ومكانا؛ بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.
وبين فضيلته أن أخلاق محمد ﷺ وإن تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل - فإن صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي: صفة «الرحمة» التي وصف بها ﷺ في قوله تعالى في آواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، حيث بعث فيهم رسولا منهم، وصفه بأنه حريص على هدايتهم، وأنه «رؤوف رحيم» بهم، ثم ذكرت صفة «الرحمة» مرة ثانية في قوله تعالى في آواخر سورة الأنبياء: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أن هذا الرسول اتحد ذاتا وأفعالا بصفة: «الرحمة» حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته.
وتابع شيخ الأزهر أنه ﷺ قد أكد اتصافه بالرحمة بقوله في سنته الشريفة: «إنما أنا رحمة مهداة»، وطبقه في كل تصرفاته مع البشر ومع جميع الكائنات والمخلوقات، وكان ينزع في كل تصرف من تصرفاته من معين هذه الرحمة التي فطره الله عليها، وألان بها قلبه، وكان ذلك من أقوى أسباب دخول المشركين في الإسلام: "فبما رحمة من الله لنت لهم.."، بل إنه كان رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة بين الأمم والشعوب.
وأشار فضيلته إلى أن أول ما يطالعنا من تجليات الرحمة النبوية في مواطن الحروب والاقتتال هو: أن القتال في شريعة الإسلام لا يباح للمسلمين إلا إذا كان لرد عدوان على حياتهم أو دينهم أو أرضهم أو عرضهم أو مالهم، أو غير ذلك مما يدخل تحت معنى: «العدوان» بمفهومه الواسع، أما القتال نفسه، أو حرب العدو، أو: الصراع المسلح، فله في شريعة الإسلام خطر وأي خطر، وله قواعد وضوابط وتشريعات شرعها الله تعالى!، وطبقها رسوله ﷺ تطبيقا عمليا وهو يقود بنفسه جيوش المسلمين في معاركهم مع أعدائهم، وأمر أمته بالتقيد بها كلما اضطرتهم ظروفهم وألجأتهم إلى مواجهة عدوهم..
وأوضح شيخ الأزهر أن أول ما يلفت النظر من قواعد الاقتتال لرد العدوان في الشريعة الإسلامية: قاعدة «العدل»، وهي قاعدة كلية بعيدة الغور في شريعة الإسلام، أمر الله بالالتزام بها في معاملة الصديق والعدو على السواء: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ثم إن قاعدة العدل هذه تستدعي قاعدة ثانية تلازمها ولا تفارقها في أي تطبيق، وهي قاعدة: «المعاملة بالمثل» والتي تعني أول ما تعني حرمة تجاوز حدود العدل إلى حدود الظلم والعدوان على الغير، يتبين ذلك من قوله تعالى: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر أحمد الطيب شيخ الأزهر كلمة شيخ الأزهر المولد النبوي بوابة الوفد شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
مجمع البحوث الإسلامية يعقد ندوة «الإنسان والقيم في التصور الإسلامي» بجامعة الزقازيق
أكد الدكتور محمد عبدالدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال كلمته في الأسبوع الدعوي الرابع المنعقد بجامعة الزقازيق، والذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، بعنوان «الإنسان والقيم في التصور الإسلامي»، أن الإنسان يحيى بمنهج رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" ومنهج جميع الأنبياء، في حفظ كرامة الإنسان، حيث تقتضي قضية الاستخلاف في الأرض تكريم الإنسان، وحفظه من الإهانة، وعلى الإنسان التحقق من الاقتداء بأخلاق رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ليتحقق له ذلك، لافتًا أن الشباب هم أمل المستقبل وأساس الحضارة والاستخلاف في الأرض، موصيًا إياهم بضرورة اغتنام وقتهم وعدم التغافل والبعد عن اتباع الهوى، وهو ما يمكنهم من تحقيق الاستخلاف في الأرض كما أمرنا الله تعالى به.
البحوث الإسلامية: الانتشار الميداني الفعال بين الناس ضرورة للحفاظ على الوعي البحوث الإسلامية يعلن انطلاق فعاليات الأسبوع الرابع للدعوة الإسلاميَّة غدًا بجامعة الزقازيق
وأوضح أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن تكريم الإنسان له معايير وضوابط، من أهمها اتصال القلب برسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم"، ولن يأتي ذلك إلا بمعرفته معرفة تامة بالقراءة في سيرته "صلى الله عليه وسلم"، لكي تتحقق في القلب المحبة الصادقة له، وبما يسهم في توفير الحماية والتحصين لقلوبنا من كل ما يحيط بها من فتن الحياة ومغرياتها، وبذلك تتحقق للإنسان الكرامة، التي هي من مقتضيات الاستخلاف.
وأكد فضيلته أن السيرة النبوية مليئة بالكثير من قصص الحب الصادق لنبينا "صلى الله عليه وسلم"، ومنها قصة الصحابي الجليل سواد، "حيث روي عنه "صلى الله عليه وسلم" أنه كان يهم بتعديل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية، حليف بني عدي بن النجار - وهو متقدم من الصف - فطعن في بطنه بالقدح، وقال: استو يا سواد فقال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، قال: فأقدني، فكشف رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عن بطنه، وقال: استقد، قال: فاعتنقه فقبل بطنه: فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله "صلى الله عليه وسلم بخير"، في حب صادق لنبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم"، مطالبا الشباب بضرورة إعمال العقل والتفكير السليم والبعد عن الغضب، وجميعها من مقتضيات التكريم للإنسان.
من جهته، قال الدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية، إن الشباب يأتي على رأس أولويات فضيلة الإمام الأكبر ودائمًا ما يوصي بهم، والعمل على بذل كل الجهد لتوعيتهم من كل يتهددهم من مخاطر العصر وتحصينهم من الفكر المتطرف، موضحًا أن الله تعالى استخلف الإنسان في إدارة الكون، وهي درجة وسط بين المستخلٍف، وهو الله تعالى، وبين من لم يستخلف، كالجمادات وغيرها، وهذا هو مقام التكريم، موضحًا أن الله تعالى قد وهبنا الحياة لعبادته، مصداقًا لقوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، والعبودية ليست فقط الصيام والصلاة والحج وغيرها، بل أن يكون عملك كله خالصًا لله تعالى، أن تحب لله، وتكره لله، وتضحك لله، وتبكي لله، وبهذا الإخلاص يتحقق المعنى المراد من الاستخلاف في قوله تعالى "إني جاعل في الأرض خليفة".
وأضاف فضيلته أن الجزئية الثانية هي التكريم، فالكليات الخمس في الشريعة الإسلامية التي هي حفظ النفس، وحفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، فالإسلام أمرنا بحفظ النفس، ليس فقط بتحريم القتل وسفك الدماء، بل ارتقى الإسلام لما هو أعلى من ذلك بكثير، فجعل لهذا الجسد ما يحقق له إنسانيته، بمهاراته القلبية والجسدية التي تجعله مناط الاستخلاف، ثم حفظ العقل ليس فقط من المسكرات والمخدرات التي تغيبه، بل نظر الإسلام إلى ما هو أبعد من ذلك، فحفظ العقل من التزييف، والتحريف، وإمداده بما يبني الوعي الرشيد، ليصبح عقلًا مفكرًا، قادرًا على تحصيل العلوم، ، فعندما نغييب عقولنا ونحن أصحاب هذا المجتمع، فمن هو الذي سيدافع عنه ويعمل على تطويره ورفعته، فالإسلام فتح للعقل آفاقًا بعيدة يستشرف من خلالها المستقبل ومكن له في الأرض، بما يتحقق معه كرامته واستخلافه، وأيضًا حفظ الدين، بما يضبط حركة الحياة، فالوازع الديني هو الذي يحفظ للإنسان حياته وبه تستقيم جميع جوانبها، فالدين هو الذي يمنعني من أكل الحرام وارتكاب المحرمات، ثم حفظ المال بما في ذلك من خير ورفعة للمجتمع، ففي حفظ المال نماء له، وتلبية لاحتياجات الفقراء فيه، وبما يؤكد أن الكليات الخمس في الشريعة الإسلامية قد جاءت لتكفل للإنسان كرامته.
وأكد الدكتور حسن يحيى أن الرؤية الإسلامية لتحقيق الاستخلاف وما يترتب عليه من العمران والتقدم والنهضة للوطن تقوم على ست ركائز هي دين متبع، وسلطان قاهر - أي دولة قوية ذات سيادة-، ونفوذ، وعدل شامل، وأمن عام، وخصب دائم، وأمل فسيح، تمكن الإنسان من تحقيق الغاية من استخلاف الله تعالى له في الأرض دون غيره من المخلوقات.
وفي ختام المحاضرة، استمع علماء الأزهر لأسئلة الطلاب، حيث تم فتح باب النقاش والأسئلة، والتي أكد خلالها الدكتور الجندي على ضرورة أن ينتبه الشباب ويحذر لما يتم الترويج له في المجتمع من مصطلحات وسلوكيات لا تتناسب مع مجتمعاتنا تحت مفهوم الحب، مؤكدًا أن الإسلام لا يرفض الحب ولكن يضع له الضوابط والمحددات الشرعية التي يجب الالتزام بها حتى تستقيم الحياة، كما أكد الدكتور الجندي على أهمية وعي الشباب بمخاطر وتحديات المرحلة الراهنة، وأن يحافظوا على وقتهم ويستثمروه فيما يسهم في تطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، مع الحذر مما يحيطهم من فتن ومغريات، لكي يساهموا في نهضة الوطن ورفعته.
حضر الندوة الدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس جامعة الزقازيق، الذي رحب بعلماء الأزهر، معربًا عن سعادته بتواجدهم في رحاب الجامعة لتحصين شبابها من الفكر المتطرف، كما حضر الندوة لفيف من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة وعلماء الأزهر الشريف، وأدار الندوة الأستاذ محمد الديسطي عضو المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر.
تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الرابع، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة الزقازيق، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.