يمانيون متابعات
لايزال اليمن يتصدر الساحة العالمية في احياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه -أزكى الصلاة وأتم التسليم.

يتجلى ذلك بالخروج المليوني في عشرات الساحات اليمنية، احتفاء بهذه المناسبة، بزخم شعبي لا مثيل له في التاريخ.

وتتجلى ملامح الفرحة والسرور والابتهاج بهذه المناسبة على محيا الشعب اليمني، وزاد من ذلك الابتهاج تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية في عمق الكيان الصهيوني بصاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي.

ويؤكد وزير الإعلام في حكومة البناء والتغيير هاشم شرف الدين أن الشعب اليمني يحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أزكى السلام وأتم التسليم ليؤكد ارتباطه الوثيق بالرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

ويوضحف أن الشعب اليمني لا يمكن أن يتخلى عن الرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- مهما بلغت التضحيات والتحديات، مشيراً إلى أن الحرية والكرامة والعزة والأنفة والاستقلال الكامل الذي يتمتع به اليمنيون وقائدهم الحكيم، علامات على مصاديق الارتباط العملي بالرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

ويشير إلى أن احتفال اليمنيين بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام تتميز عن الأعوام الماضية، كونها تتزامن مع مناسبة فرائحيه كبرى تتمثل في ضرب العمق الصهيوني، لافتاً إلى أن اليمنيين يعيشون أجواء من الفرح والابتهاج بذكرى مولد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وأفراح مركبة تتمثل في الانتصارات العظيمة التي يحققها اليمنيون في معركتهم المقدسة معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد أعداء الله، وأعداء الأمة الإسلامية.

ويواصل وزير الإعلام: “من نعم الله تعالى علينا أننا نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف ونحن نلتزم بنهجه ونطبقه عملياً، فالله وجه نبيه الكريم في محكم كتابه قائلاً: [يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم] صدق الله العظيم، منوهاً إلى أن اليمنيين يجسدون التوجيه الإلهي عملياً على أرض الواقع ولمسنا ثماره الكبيرة.

ويضيف:”العالم أجمع مندهش من الموقف اليمني الخالد والمشرف في نصرة فلسطين والانتصار لمظلوميتها ، وبخروجنا المليوني الكبير، وغير المسبوق في احياء ذكرى المولد النبوي الشريف يجعلنا نتصدر الساحة العالمية ونلفت أنظار العالم سواء الرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- كونه الرسول الخاتم للبشرية ورحمة للعالمين”.

الرسول الأكرم منهج متكامل

بدوره يقول وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة صالح الخولاني:”نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أزكى الصلاة، وأتم التسليم لنستفيد العديد من الدروس، والعبر من حياته”.

ويضيف: “في ذكراه العطرة نستذكر كيف عمل على نشر الدعوة الإسلامية، متخذاً عدداً من المراحل ابتداء بالمرحلة السرية وصولاً إلى المرحلة العلنية ثم فتح مكة”.

ويوضح الخولاني أن الرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- مدرسة متكاملة من العلوم الدينية والثقافية وغيرها من مختلف العلوم الحياتية، مبيناً أن الرسول بنى دولة عظمى، وجعلها أنموذجاً ينتصر كل من عمل به واقتدى به.

ويذكر أن المسيرة القرآنية ممثلة بالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- ثم السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- اتخذت نهجاً محمدياً أصيلاً أثمر في عزة ورفعة وعلو اليمنيين والذين أصبحوا حالياً محط أنظار العالم أجمع.

ويبين الخولاني أن ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي لتذكر الناس بضرورة العودة الجادة إلى الرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- والعمل بنهجه النير، موضحاً أن المسلمين إذا ما عظموا الرسول الأكرم ومجدوه وقدسوه وأطاعوه واتبعوه حق الاتباع لحقق المسلمين انتصارات كبرى، ولأصبحوا قوة عظمى لا تقهر ولا تذل ولاتستهان.

ويصف الخولاني الارتباط بالمنهج المحمدي حصانة منيعة للبشرية من الخضوع والعبودية سواء للأصنام، أو الوثنية، أو البشر.

ويعتبر السير على النهج المحمدي الأصيل عاملاً أساسيا في الحصول على الحياة الطيبة، والنجاة في الآخرة، فالحياة الطيبة تتمثل في العزة والحرية والكرامة والآباء بحسب ما يراه وكيل الارشاد الخولاني.

ويختتم الخولاني تصريحه بالقول: ” قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، و الشهيد القائد خير أنموذج، وأكبر دليل على ثمرة الإيمان الصادق، والإقتداء بالنهج المحمدي والذي أصبحت المسيرة اليوم مسيرة عالمية تنصر المستضعفين، وتواجه مستكبري دول العالم أمريكا وإسرائيل”.

ويضيف :” لم يتوقع أحد أن اليمن في يوم من الأيام سيهزم أكبر إمبراطورية العالم أمريكا التي أرعبت،، ومازالت ترعب دول العالم، فحين أصبحت في مواجهة اليمنيين بعد توكلهم على الله وتوليهم المطلق للسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أصبحت أمريكا هزيلة وضعيفة لا تقدر على شي، وأصبحت كما قال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أمريكا قشة وها هي اليوم قشة بالفعل.

العزة والرفعة ثمار التولي الصادق للرسول الأكرم

من جهته يؤكد وزير الشباب والرياضة محمد المولد أن لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف دلالات عدة أهما الارتباط العملي بالرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- ارتباطاً روحانياً وواقعياً وارتباطاً عملياً.

ويوضح في تصريح خاص “للمسيرة” أن الاحياء الكبير لذكرى المولد النبوي الشريف دليل عملي على العلاقة المتينة والقوية بين اليمنيين والرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

ويعتبر المولد أنشطة وبرامج الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف نموذجاً من نماذج الارتباط بالرسول الخاتم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

ويلفت إلى أن السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أنموذج مشرف وناجح في الاتباع المحمدي الأصيل والذي انعكست ثماره الطيبة والعظيمة في واقع الشعب اليمني الذي أصبح أعظم شعب في العالم احياء لذكرى الرسول الأعظم ومناصرة للشعب الفلسطيني المكلوم”.

ويشير إلى أن السير على منهج الرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- أهلت اليمنيين لهزيمة قوى الشر العالمي أمريكا وإسرائيل، مستدلاً بهزيمة أمريكا النكراء في البحر الأحمر وخليج عدن، وكذا انكسار منظومات الدفاع الصهيونية الحديثة، وعجزها في التصدي للعمليات اليمنية المساندة لغزة.
————————————————————-
– المسيرة: محمد الكامل / محمد حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بذکرى المولد النبوی الشریف عبد الملک بدر الدین الحوثی ذکرى المولد النبوی الشریف الشعب الیمنی الرسول محمد یحفظه الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

المناطق_واس

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي ، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

 

أخبار قد تهمك النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال 20 ديسمبر 2024 - 2:07 مساءً أمطار على مدينة جدة 20 ديسمبر 2024 - 1:59 مساءً

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : “إن مهمة الرسل الدعوة إلى الله تعالى، وتوحيده وإفراده بالعبادة، وإبلاغ الرسالة، وتبيين الشريعة، فقد بعثوا دعاة إلى الخير، وهداة للبشر، مبشرين من أطاع الله بعظيم الجزاء، ووافر العطاء، ومنذرين من عصاه بشديد العقاب، وسوء المآب: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾، ونبينا صلى الله عليه وسلم، خاتم الرسل وسيد ولد آدم، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين من ربه، فكان صلى الله عليه وسلم، يدعو أمته ليلًا ونهارًا، سرًا وجهارًا، لا يدع مناسبة، إلا ويغتنمها لإبلاغ الرسالة، فكان صلى الله عليه وسلم يذهب للمشركين في أسواقهم ومجامعهم، يدعوهم إلى ربهم، ويصبر على أذاهم وسفههم، وصدهم وإعراضهم “.

 

وأضاف أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحدو أمله، وتحمله ورحمته وشفقته، ليحيا الناس حياة طيبة في الدنيا، ونعيمًا أبديًا في الأخرى، فحرصه على أمته أشد من حرصهم هم على أنفسهم، حتى كان يتحسر ويحزن لإعراضهم، حسرة تكاد تفتك به وتهلكه، فنهاه ربه عن ذلك، رأفة ورحمة به، فقال: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾، أي: لعلك من شدة حرصك على هدايتهم، مُهْلِك نفسك يا محمد؛ وقال له ربه في آية أخرى: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾، بل شبه سبحانه حزنه عليهم، برجل فارقه أحبته، فهو يسير على آثارهم، حتى كاد يهلك، وجدًا وتلهفًا على فراقهم، فقال سبحانه: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾، وبين له سبحانه، أن التوفيق للهداية منه وحده، فقال: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.

 

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أنه من عجيب أمر كثير من الناس، مع حرصه صلى الله عليه وسلم على هدايتهم، إلا أنهم يقابلون ذلك بإعراضهم وصدهم، كما قال جل وعلا: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾، بل إن حرصه صلى الله عليه وسلم كان على أناس ما علموا بوسيلة تدخل الأذى والشر إليه، إلا سعوا إليها بكل حرص، فهم حريصون أشد الحرص، على أذيته بل على قتله، وهو صلى الله عليه وسلم، حريص أشد الحرص، على هدايتهم ونفعهم.

 

وأكد الدكتور المعيقلي، أنه من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، واهتمامه بأمرهم، كثرة دعائه لهم، وبكاءه لأجلهم؛ حرصًا عليهم، وخوفًا من عذابهم، ففي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم، رفع يديه يدعو لأمته، وقال: ((اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي، وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ))، وإن من عظيم حرصه صلى الله عليه وسلم، تتبعه شؤون أصحابه وأتباعه، فهو يواسي المحزون، ويعين المحتاج، ويفرج عن المكروب، ويرحم الصغير، ويوقر الكبير، ويكون مع الناس في أفراحهم وأتراحهم، وشؤونهم وأحوالهم، ومن دقيق وحسن سيرته، حرصه على مراعاة نفسيات أصحابه.

 

وبين فضيلته أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، بلغ الغاية في بيان شريعته، ممتثلًا أمر ربه: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾، فما من شيء يقرِّب الأمة من الجنة، ويزحزحهم عن النار؛ إلا وقد بيّنه صلى الله عليه وسلم، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾، والنبي صلى الله عليه وسلم، يريد الفوز العظيم لأمته، في الدنيا والآخرة، فما ترك صلى الله عليه وسلم بلاغ أمته، حتى وهو يجود بنفسه، وروحه تخرج من جسده، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَميصةٌ سَوْداءُ حينَ اشتَدَّ به وَجَعُه، قالَتْ: فهو يَضَعُها مرَّةً على وَجْهِه، ومرَّةً يَكشِفُها عنه، ويقولُ: ((قاتَلَ اللهُ قَومًا اتَّخَذوا قُبورَ أنْبيائِهم مَساجِدَ))، يُحَرِّمُ ذلك على أُمَّتِه.

 

 

وأفاد الشيخ المعيقلي أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على من اتّبعه من أمته، لا ينتهي بانتهاء الحياة الدنيا، فإذا انشغل الناس بأنفسهم يوم القيامة، حتى يقول الأنبياء عليهم السلام: نفسي نفسي، يقول صلى الله عليه وسلم: أمتي أمتي، ففي الصحيحين: قال ﷺ : (إذَا كانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ – ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء – قال: ((فَيَأْتُونِي، فأقُولُ: أنَا لَهَا، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، ويُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أحْمَدُهُ بهَا لا تَحْضُرُنِي الآنَ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي )، فسبحان الله! كم بين قول الرسل عليهم السلام: نفسي نفسي، وبين قول نبينا ﷺ : أمتي أمتي، من معانٍ عظيمة، ودلالات كريمة، تبين حرصه ﷺ على نجاة أمته، ويحضر عرصات يوم القيامة، ليكون شفيعًا لأمته؛ فتارة يقف عند الميزان، وتارة يقف على جنبات الصراط، يطلب لأمته السّلامة والنّجاة، فحري بنا أمة إسلام، أن نطيع أمره، ونقتفي أثره، ونذب عن ملته وشريعته، ونقابل حرصه علينا، باتباعنا لسنته، فأسعد الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، هم أشدهم اتباعًا له، وتمسكًا بسنته، وهم أهل محبته وولايته؛ لقوله تبارك اسمه: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾.

 

 

كما تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي عن بذل الخير والسعي في إسعاد الناس ونفعهم، والتيسير على العباد، ودفع الضرر عنهم، والسعي في إصلاح ذات البين، امتثالاً لما حثّ عليه دين الإسلام، وبما جاء في كتاب الله جل وعلا، وهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من القول والعمل.

 

وأوضح الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي أن من هدي النبوة، ومن نور الرسالة الذي يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرًا وهدفًا، ويربط المسلم مجتمعه، ويجعله فاعلاً بينهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا) رواه الطبراني.

 

وبيّن أن هذا الحديث، يصحّح نظر المسلم للكون والخلق والحياة، ويقوّم المسار، ويوجه البوصلة، وهو جدير بأن نتأمل حروفه ونتبين مدلوله، ليتدفق في عروق الأفراد والمجتمعات طعم الإسلام، وحلاوة هذا الدين، خاصة حين تغلب روح الأنانية والفردية، ويتضخم حب الذات، وتجمد العواطف، وتذبل العلاقات، وينشغل المسلم عن واجبه تجاه أمته، وعن رسالته في حق وطنه، وعن دوره في مجتمعه.

 

 

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي بقوله، إن أعظم وسام يناله المسلم؛ أن يكون أحبّ الناس إلى الله، وأعظم تحفيز للمسارعين إلى الله وطالبي رضاه، زرع البسمة على الشفاه، وكشفُ الكربة عن المكروبين، وبذل العون للمحتاج، مبينًا أنه بمثل هذه التوجيهات الربانية والنبوية يربّي الإسلام أفراده على العطاء، ويجعل كل واحد منهم نبعًا يفيض بالخير والعطاء، فمن سلك هذا المسلك فإن حياته تتّسع، وصدره ينشرح، وتحلّ عليه البركة.

 

 

وأشار إلى أن أبواب النفع ليست محدودة في نطاق محصور، ولا في مجال ضيق، مشيرًا إلى وظيفة النبوة التي جُعلت لنفع الخلق وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام، فترك لنا الأنبياء والصالحون أمثلة عظيمة على المشاريع الحياتية التي كرّسوا حياتهم من أجلها، فقام كل نبيٍ بدعوة قومه لتوحيد الله، وأرسى معالم ومنارات اهتدى بها الناس من بعدهم.

 

وتابع قائلاً: فنبي الله نوح عليه السلام يبني سفينة النجاة لأمته، ونبي الله إبراهيم عليه السلام يلبّي نداء ربه ويمتثل أمره ببناء الكعبة لتكون قبله للتوحيد وللعبادة للأجيال القادمة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ويرسي فيها مكارم الأخلاق وقيم التربية ومحاسن الأمور، ولما رجع صلوات ربي وسلامه عليه من غار حراء قد عرته الدهشة للملك الذي جاءه في الغار، يقول لخديجة رضي الله عنها: “قد خشيت على نفسي” فقالت له: “كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” متفق عليه.

 

 

وأوضح أن هذه الأحوال كلها مشتملة على نفع متعدٍّ للآخرين، فكانت عاصمة له بإذن الله من أن يصيبه خزيٌ أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة من نبيهم هذا الدرس ووعوه جيدًا وضربوا أروع النماذج في النفع، واستثمر كل واحد منهم ما وهبه الله من قدرات ومواهب في مشاريع حياتية تركت آثارًا خالدة على الأمة الإسلامية.

 

 

وبين الشيخ الثبيتي أن نفع الأمة له أشكال عديدة، فتارة بنشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة بإغاثة الملهوفين، ودعم الفقراء والمساكين، ومرة ببناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية، ثم بنفع الوطن الذي عاش على ترابه واستنشق هواءه ونهل من معينه بالإسهام في بناء مؤسساته، والعمل على ازدهاره ورفع شأنه، والانخراط في تنميته والعمل على استقراره وتعزيز لحمته.

 

 

وأفاد أن من بين الناس من يجعل حياته مشروعًا يحمل الخير للناس، يضع نصب عينيه تجاوز حدود الوقت والمكان، فيكون سببًا في نفع أجيال متعاقبة حتى بعد أن يودع هذه الدنيا، مبينًا أن هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة، الذين يبذلون حياتهم لمشروع واحد عظيم، وهدف سامٍ كبير يملأ حياتهم، ويملأ حياة الناس من بعدهم، فينتفع به الناس أيّما انتفاع، ويسعى دومًا بالارتقاء بشأن المجتمع بخدمة يقدمها في مجال العلم أو الاقتصاد أو الصحة أو أي مجال من مجالات الخير والتطوع والتطوير والبناء.

 

 

وقال الشيخ عبدالباري الثبيتي : إن مشروع الحياة حتى لو كان صغيرًا فإنه كبير بالنية الصادقة، وهي رسالة يحملها صاحبها طيلة حياته، يعمل من أجلها في كل لحظة من لحظات عمره، يبذل في سبيلها من جهده ووقته وماله؛ ليكون أثره ممتدًا بعد وفاته، ونفعه وأجره مدرارًا في ميزان حسناته، ومن أخلص النية وكان هدفه إرضاء ربه؛ نال مراده وبارك الله في جهده.

 

 

وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثنيهم العقبات، ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويمضون قدمًا بالصبر ومداومة العمل والعطاء وبذل الخير،مذكرًا بمن ساهموا في نفع الناس وتطوير المجتمعات بتأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات، وتطوير العلوم والمعارف، ونشر العلم، وغرس القيم والدعوة إلى الله، فخلّد التاريخ أسماءهم، وحفظ الرب أجرهم، لا لأنهم بحثوا عن المجد الشخصي، ولكن لأنهم اختاروا نفع الناس، والارتقاء بأمتهم ووطنهم، ولاينقطع أجرهم بوفاتهم.

 

 

واختتم فضيلته الخطبة داعيًا إلى استشعار هذه المفاهيم العظيمة في تطوير المجتمع، وتأسيس المبادرات التي تنهض بالوطن، وتعزز من قوة الأمة، مشيرًا إلى حاجة الأمة اليوم إلى كل جهد نافع، ولكل مشروع يحمل الخير للأجيال القادمة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 20 ديسمبر 2024 - 2:15 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:59 مساءًالصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:56 مساءً“مدن” تعلن موعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة “مدن للتميز” أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:42 مساءًمكافحة المخدرات تواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:18 مساءًمنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تمويل إعادة بناء النظام الصحي في لبنان أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:09 مساءًخفر السواحل في اليونان يعلن وفاة 8 وإنقاذ 18 إثر غرق قارب يقل مهاجرين قبالة جزيرة رودس20 ديسمبر 2024 - 1:59 مساءًالصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية20 ديسمبر 2024 - 1:56 مساءً“مدن” تعلن موعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة “مدن للتميز”20 ديسمبر 2024 - 1:42 مساءًمكافحة المخدرات تواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد20 ديسمبر 2024 - 1:18 مساءًمنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تمويل إعادة بناء النظام الصحي في لبنان20 ديسمبر 2024 - 1:09 مساءًخفر السواحل في اليونان يعلن وفاة 8 وإنقاذ 18 إثر غرق قارب يقل مهاجرين قبالة جزيرة رودس النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • فعالية خطابية للكادر النسائي بقطاع الأمن والشرطة بمناسبة ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • فعاليات للقطاع النسائي بمأرب بمناسبة ذكرى ميلاد الزهراء
  • فعالية ثقافية في حجة بمناسبة ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء عليها السلام
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • وصايا الرسول في تربية الأبناء.. فيديو
  • لماذا كان الرسول يقرأ السجدة والإنسان في فجر الجمعة؟.. حكم التكاسل عنهما
  • لجنة التراث تقيم احتفالية لإحياء ذكرى معركة وادي ماجد بمكتبة مصر العامة بمطروح
  • بيان من حزب الأمة القومي السوداني بمناسبة ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وذكري ثورة ديسمبر المجيدة
  • بيان بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر من تحالف القوى المدنية لشرق السودان
  • محافظ الجيزة يوجه بإزالة الإشغالات في محيط الكنائس بمناسبة أعياد الميلاد