مفتي الجمهورية: احتفالية نقابة الأشراف بالمولد النبوي فرصة لتجديد عهدنا مع الرسول الكريم
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، الشكر لنقيب الأشراف على إقامة حفل المولد النبوي الشريف، قائلا أن تزاد بهاء بالحديث عن الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي استطاع أن يعيد البشرية إلى صوابها ويعيد البشرية إلى رشدها.
وأضاف عياد في احتفال نقابة الأشراف بالمولد النبوي الشريف، الخميس، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أن هذا الاحتفال آية وعلامة لتجديد العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ظل تنازع الحروب يأتي هذا الاحتفال وكأنه رسالة لهذا العالم الذي طغت فيه المادة واختفت في المروءة لبعث رسالة لإعادة الموازين المقلوبة إلى صوابها وإعادة القيم الأخلاقية إلى صوابها.
واستشهد بقوله تعالى :"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، واستطاع النبي صلى الله عليه وسلم إعادة الحقوق إلى أهلها ورفض العدوان والاعتداء، فالواقع الذي نعيشه يؤكد أننا في أمس الحاجة لإعادة البشرية للصواب.
وقال إن بناء الإنسان هي دعوة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وترجمها وإذا كنا نبحث عن بناء الإنسان فما أحوجنا إلى أن نجعل هذه الليلة نقطة للإنطلاق لبناء الإنسان والقيم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المولد النبوى الشريف حفل المولد النبوي الشريف نقابة الأشراف مفتي الجمهورية صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي "حول دور الفتوى في تحصين الأفكار"
استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى فضيلتُه كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.
وقال المفتي عن تحصين الأفكار والفتاوي عددًا من المحاور كان من أبرزها:
- حديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد فضيلته بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.
وتحدث د. نظير عياد عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.
- وفي المحور الثالث أبرز مفتي الجمهورية حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين. ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي. لافتا إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.
وفي المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.
- وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.
- ثم أخيرًا ذكر مفتي الجمهورية أ.د نظير عياد إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان.
وعلى هامش الصالون تم تكريم المفتي أ.د. نظير محمد عيّاد، تقديرًا لدوره وجهوده في نشر صحيح الدين وإعلاء قيم التسامح.
جاء ذلك بحضور كل من: أ.د. فياض عبد المنعم وزير المالية السابق، والشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، والشيخ مصطفى عبد السلام إمام مسجد سيدنا الحسين، والشيخ عبد العزيز معروف من مشيخة الأزهر، والأستاذ حسين القاضي من وزارة الأوقاف.