«الأم مدرسة».. مقولة راسخة في أذهاننا منذ الصغر، إذ تعلم أبنائها القيم والأخلاق وتعزز الهوية الدينية لديهم، بتحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم قواعد الإسلام والصلاة وغيرها من الثوابت، وبالتزامن مع ذلك تطلق «الوطن» حملة لتعزيز الهوية في المسارات الدينية.

وخلال رحلة الأم، تلجأ للعديد من الطرق والمناهج لتعليم الأبناء، على سبيل المثال تقول زينب محمد 43 عاما، أم لـ7 أبناء، في حديثها لـ«الوطن»، إنها حرصت على تعليم أبنائها القيم والأخلاق الدينية منذ عمر الـ 7 سنوات، إذ بدأت بتحفيظهن القرآن الكريم: «أنا كنت حريصة جدا على أني أعلم عيالي قواعد الدين واغرس الأخلاق الحسنة فيهم فلما بيكون عندهم 7 سنين بحفظهم القرآن الكريم».

تعزيز الهوية الدينية 

بعد تحفيظ «زينب» أبنائها القرآن الكريم، كانت تحرص على تعليمهم الصلاة وكيفية أدائها: «لما الواحد فيهم يبدأ يحفظ الآيات القرآنية بقيت اعلمه الصلاة وبقوله تعالى صلي معايا هنعمل كذا وكذا لغاية لما الحمد لله بقينا نصلي جماعة».

عندما كان يبلغ أبناء زينب عمر الـ 10 سنوات بدأت في تعليمهم الصوم، وفي البداية كانت تسمح لهم بالصوم على فترات متقطعة، من الفجر إلى آذان الظهر، ثم من الفجر إلى العصر، وصولا لصوم يوم كامل: «كنت دايما بشجعهم على الصوم وأفضل اقولهم ده بيعلمنا الصبر والعزيمة وأن ازاي الواحد يقدر يستحمل أنه مياكلش فترة طويلة وغيره من الأمثلة».

اتبعت «هدى علي» نفس قواعد زينب في تعزيز الهوية الدينية لدى أبنائها، إذ عندما كانوا في عمر الـ 7 سنوات بدأت تعليمهم قواعد الصلاة وفروضها: «كان عندي أهم حاجة الصلاة، وبقولهم  الصلاة والصوم هما اللي هيخلو في بركة في حياتكو ومن غيرهم مش هتعرفوا تعيشوا وكده»، بحسب حديثها.

وأكدت أنها كانت دائما تذكرهم بأداء الفروض: «لما أوقات بينسوا الصلاة، بقولهم قوموا صلوا الآذان آذن».

حفظ القرآن الكريم والتقرب إلى الله

أما فاطمة أحمد صاحب الـ 37 عاما، فبدورها أيضا كانت تحرص على تعليم أطفالها الصلاة وحفظ القرآن الكريم: «الحمد لله، زوجي شجعني على حفظ القرآن الكريم والتقرب من الله أكتر وبعدين أنا اللي علمت أولادي وعندي 3 أبناء ختموا القرآن الكريم».

وتحرص فاطمة على أداء صلاة الفجر جماعة مع أبنائها زوجها: «لما أولادي كبروا بقينا بنشجع بعض ونصلي الفجر جماعة وكل اللي كان يعرف معلومة دينية كان يقولها للتاني بحيث نفيد بعض».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن صلاة الفجر وحفظ القرآن الكريم تعزيز الهوية الدينية الهویة الدینیة القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

الحكمة من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم

قالت دار الإفتاء المصرية برئاسة الدكتور نظير عياد، إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ليتعبد به، ويتحدى بأقصر سورة منه، قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].

وأوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم هو الدستور السماوي الصالح لكل زمان ومكان الذي جمع الله فيه قصص السابقين؛ قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: 3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۝ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: 76-77].

فضل حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية الأخرى

وأضافت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية المقدمة؛ لأنّه الكتاب الخاتم الجامع لكل الكتب السابقة؛ ولأنَّ كل نبيّ كان يبعث إلى قومه خاصة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى الناس كافة، وكان يجمع أكثر من نبي في أماكن مختلفة في وقتٍ واحدٍ مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا لوط عليه السلام، فكان الكتاب -كصحف إبراهيم وموسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود- ينزل لفئة من الناس دون الآخرين، ولكن القرآن جاء لكل الناس العربي وغيره من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يأتي بعده حتى تقوم الساعة؛ فكان جديرًا بأن يُحفَظ دون سائر الكتب.

وأضافت الإفتاء قاشلة: أن الله تعالى شاءت حكمته أن يبتلي السابقين باستحفاظهم لكتبهم وعدم تحريفها وتغييرها، فلم يثبتوا ولم يوفوا إلا قليلًا ممَّن وفقه الله، فاحتفظ تعالى بهذا الكتاب الخالد لهذه الأمة المرحومة، وتكفَّل بحفظه تعالى؛ إكرامًا لهم، وإظهارًا لقدرهم عنده تعالى، وهو سبحانه يرفع مَن يشاء، ويضع مَن يشاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لفضله.

حكم قراءة القرآن والذكر جماعة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الذكر الجماعي أمر جائزٌ، والقول بأنَّ ذلك بدعة هو في نفسه بدعة مذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم، على أن الذكر في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب وأجمع للهمة وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى.

ومدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثابتة منقولة بالتواتر، أخذها الخلف عن السلف من غير نكير، وما زالت المدائح النبوية تُحَبِّبُ الناس في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر العصور، وتُرَغِّبُهُم في اتباعِ سنته والاقتداء بشمائله الشريفة وسجاياه الكريمة، وبها تَتَنَوَّر القلوب وتنشرح الصدور وتزكو النفوس، وهذه السنة من السنن المهجورة عند كثير من المسلمين.
 

مقالات مشابهة

  • بيان فضل التذكير بذكر الله وقراءة القرآن الكريم
  • الحكمة من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم
  • العثور على جثث مجهولة الهوية بالسيدة زينب في دمشق
  • سوريا.. العثور على جثث مجهولة الهوية في «السيدة زينب»
  • في اليوم العالمي للعربية .. اعرف أهم خصائص لغة القرآن الكريم
  • إعلام جامعة الأزهر تنظم ندوة: الإعلام واللغة العربية.. الحفاظ على الهوية وتعزيز الحضور الثقافي
  • أكاديميون سعوديون بمعرض جدة للكتاب يكشفون أهمية مسرح الطفل في صناعة الوعي وتعزيز القيم
  • «الدراما الوثائقية وتعزيز قيم الهوية الوطنية».. رسالة دكتوراه للباحثة ابتهال فاروق بجامعة الإسكندرية
  • أجواء روحانية.. تردد قناة مصر للقرآن الكريم على نايل سات
  • الأم الصالحة.. هذه هي صفاتها