ما رسائل نصر الله بعد تفجيرات البيجر؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون وعسكريون على أن خطاب الأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات بلبنان كان متوازنا وغامضا، وأجمعوا على أنه حمل رسائل ودلالات محلية وإقليمية.
ووفق الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور حسام مطر، رفع نصر الله الرهانات لحدها الأقصى بتأكيده الاستمرار في جبهة الإسناد لغزة وإن كان خطرها الحرب الشاملة، مؤكدا أن الخطاب يعكس ثقة ويؤكد استيعاب الحزب الضربة الكبيرة.
وأوضح مطر -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن نصر الله أرسل 3 رسائل للإسرائيليين، محاولا رسم شكل معركة الاستنزاف، وهي خضوع إسرائيل لجبهات الإسناد أو التصعيد ناريا دون حرب، أو التصعيد مع مناورة برية.
وأشار إلى أن حزب الله معني بالحفاظ على هامش المناورة بين استمرار جبهة الإسناد وتجنب خوض شاملة، لافتا إلى أن الحزب يريد القول إنه جاهز للتكيف مع الأثمان التي يتكبدها في سبيل منع عودة المستوطنين للشمال قبل وقف حرب غزة.
ووفق مطر، هناك تعديلات على الإستراتيجية الأساسية لحزب الله القائمة على التكيف مع الأثمان ومواكبة التصعيد الإسرائيلي وإبقاء حالة من التوازن، وسط قناعته بأنه قد يكون هناك ارتقاء في الرد من داخل منطقة الاستنزاف والإسناد.
وعن الغموض في خطاب نصر الله، قال الباحث في العلاقات الدولية إن الأمر ليس بجديد، فقد حدث سابقا بعد قصف إسرائيل قنصلية إيران في دمشق واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر.
وخلص إلى أن إسرائيل تنزلق إلى حرب استنزاف إقليمية طويلة المدى بعدما أضحت في وضعية إستراتيجية سيئة، رغم بعض إنجازاتها التكتيكية.
مرحلة جديدة
بدوره، قال الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أقر بأن إسرائيل أمام مرحلة جديدة في الجبهة الشمالية، في حين رفض نصر الله توقف جبهة الإسناد شمالا ما لم تتوقف الحرب جنوبا.
وأكد يزبك أن تصريحات نصر الله تعدّ تحديا لإسرائيل خاصة أن البعض اعتقد أن الأخيرة ذاهبة لعملية مباغتة ضد حزب الله توسع رقعة الحرب لكنها لم تفعل في وقت وسع فيثه حزب الله الهجوم، ليؤكد أن منظومته للقيادة والسيطرة لم تتضرر بعد تفجيرات البيجر.
وأعرب عن اعتقاده أن تفجيرات أجهزة اتصالات بلبنان لم يكن مخططا لها في الفترة الحالية، مرجحا أن تكون جاءت ردا على الصاروخ اليمني الذي أحرج القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية خاصة في ظل عدم الثقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات الجيش.
وخلص إلى أن نتنياهو "لن يقبل بحل دبلوماسي ولا يريد وقفا للحرب ولا يريد ترك كرسي الحكم".
إستراتيجية حزب الله
من جانبه، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن إسرائيل كانت أكثر وضوحا من خطاب نصر الله بتأكيدها أن عودة المستوطنين شمالا باتت هدفا حربيا بموازاة حشدها وتصعيدها عسكريا واستهدافها قيادات الحزب.
وأشار حنا إلى أن خطاب نصر الله طمأن جمهور المقاومة وأكد على العناوين الإستراتيجية بعدم الفصل بين الجبهات، كما أنه لا يعطي حجة لنتنياهو لشن حرب يريدها.
ولفت إلى أن إسرائيل غارقة في معضلة سياسية، حيث ينتقل نتنياهو من مرحلة لمرحلة محاولا الهروب إلى الأمام، في حين ترتكز إستراتيجية حزب الله على الدفاع الإستراتيجي والهجوم التكتيكي القائم على الاستنزاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن إسرائیل حزب الله نصر الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل نأخذ تصريحات ترامب بشأن غزة على محمل الجد؟ خبراء أميركيون يجيبون
واشنطن- قدّم الرئيس دونالد ترامب الفكرة الأكثر تطرفا في تاريخ التناول الأميركي لقضية الشرق الأوسط، حين قال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة، وستمتلكه" على المدى الطويل وستعيد تطويره، حتى إنها تأمل تحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقال ترامب "لدينا فرصة للقيام بشيء يمكن أن يكون استثنائيا، ولا أريد أن أكون لطيفا، لا أريد أن أكون رجلا حكيما، لكن ريفييرا الشرق الأوسط.. يمكن أن يكون هذا رائعا للغاية".
وسبق ترامب تلك الكلمات بتكراره لفكرة تهجير أهل قطاع غزة لدول مجاورة، وخص الأردن ومصر، وهو ما رفضته الدولتان. وتسببت تصريحات ترامب بحالة من الارتباك في الدوائر الأميركية، حيث تناقضت وجهات النظر من بين أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.
وفي الوقت الذي رحبت فيه القاعدة الصلبة من مؤيدي ترامب الإنجيليين، إضافة للجماعات اليهودية الأميركية النافذة، بالطرح الجديد. فإن عددا من الخبراء والكتاب سخر من فكرة ترامب واعتبرها خيالية لا يجب أن تعبر رسميا عن سياسة الولايات المتحدة.
واستطلعت الجزيرة نت آراء عدد من الخبراء السياسيين في واشنطن، ووجهت لهم سؤالا مفاده "هل يجب أن نأخذ كلمات ترامب بشأن غزة على محمل الجد؟". وجاءت الإجابات على النحو التالي:
إعلان
نعم قلقون
يقول تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن والمحاضر بجامعة جورج واشنطن "يجب أن نأخذ كلمات ترامب على محمل الجد، لكنني قلق أكثر من موافقته الواضحة على التطهير العرقي في غزة أكثر من القلق من استيلاء الولايات المتحدة على أراضي القطاع.
وبرأي دان "هذا الأخير غير قابل للتنفيذ، لكن الأول ممكن للغاية، ويمكنني أن أرى ترامب يضغط ويعيد إحياء فكرة استقبال مصر والأردن للفلسطينيين".
أما السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير بالمجلس الأطلسي، فيقول "مثل العديد من المقترحات الأخرى التي عبّر عنها ترامب في السياسات الخارجية والداخلية، نحتاج إلى أن نكون واضحين للغاية بشأن معارضتنا لمثل هذه الأفكار. والأهم من ذلك، أن الدول العربية والإسلامية، والتي ستقع ضحية للاستيلاء الأميركي على الأراضي بالتزامن مع دعم ترامب للحكومة الإسرائيلية اليمينية، وتحتاج إلى الانضمام إلى معارضة موحدة".
وهذا يعني حسب ماك، أنه ينبغي عليها استخدام مواردها لإصلاح السلطة الفلسطينية وتجديدها حتى تتمكن من إدارة غزة والضفة الغربية لحماية السيادة الفلسطينية. و"إذا فعلوا ذلك، فسيدرك ترامب في النهاية أن مصالح عائلته ودائرة مؤيديه المقربين من الماليين والسياسيين ستعاني إذا كان ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها قوة استعمارية".
"مرفوضة شكلا وموضوعا".. الأمين العام المساعد للجامعة العربية تعليقا على تصريحات الرئيس ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين pic.twitter.com/ARNLdAU7cm
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 5, 2025
المقصود ضم الضفةبدوره، رأى حسين أبيش، كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، أن "الجانب الأكثر أهمية في المؤتمر الصحفي هو تصريح ترامب بأنه سيصدر إعلانا عن المطالبات الإسرائيلية بالسيادة في الضفة الغربية المحتلة في غضون 4 أسابيع.
إعلانوقال أبيش "كل هذا الهراء حول سيطرة الولايات المتحدة على غزة بعد إخلائها من الفلسطينيين وتحويلها إلى ريفيرا شرق أوسطي للشعوب الدولية هو أمر سخيف ومهين للعقلاء".
ويعتقد الباحث أن مواقف ترامب من غزة والضفة تعكس "عدم وجود أي شعور بأن للفلسطينيين الحق في تقرير المصير أو حتى البقاء في بلدهم وأن ملكية الآخرين (الولايات المتحدة أو إسرائيل) أفضل للجميع". وقال "أشك بشدة في أن هذه المهزلة حول غزة تثير حقا سياسة أميركية جديدة تدعم الضم الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة".
لتشتيت انتباه الداخل
أما خبير الشؤون الإستراتيجية جورجيو كافيرو، فيعتقد أن السيطرة على قطاع غزة ستتطلب احتلال الجيش الأميركي للقطاع، والبقاء هناك، وهو ما سيواجه بمقاومة مسلحة شرسة.
وقال "يجب أن أفترض أنه سيكون هناك دعم ضئيل جدا لهذا من الشعب الأميركي، بما في ذلك من قاعدة ترامب. وأميل إلى الاعتقاد بأن كلمات ترامب عن غزة تتعلق أكثر بتشتيت الناس في الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي ينفذ فيه ترامب أجندته المحلية بسرعة ويقوم بالاستيلاء على السلطة الكبرى، تولد مثل هذه التصريحات الكثير من الضجيج وتشتت انتباه الناس، ولا أتوقع أن يسيطر الجيش الأميركي فعليا على غزة".
من ناحيته، يقول سيث بايندر، مدير الأبحاث في مركز ديمقراطية الشرق الأوسط "يجب أن نأخذ دائما كلمات أي رئيس على محمل الجد، ولكن بالنظر إلى الرفض الكبير الذي يحظى به الاقتراح غير القانوني بالفعل، يجب على المرء أيضا أن يتساءل عن الصفقة التي تأمل الإدارة في تحقيقها دون الاحتلال الأميركي".
وقال "نأمل أن يتوفر في الأسبوعين المقبلين، حيث يبدو أن قادة المنطقة يقومون برحلات إلى واشنطن، مزيدا من الأفكار حول ما قد يكون قيد الإعداد".
دعم يقود للضم والطردأما البروفيسور أسامة خليل، رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز، فرأى أنه "من غير المرجح أن تحتل الولايات المتحدة غزة لتهجير الفلسطينيين مباشرة كما اقترح الرئيس ترامب". ومع ذلك، يقول إن تعليقاته وتعليقات كبار مستشاريه حول الفلسطينيين الذين يغادرون غزة أو يطردون منها تعكس التوافق الوثيق بين ترامب وسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إعلانوخلال الحملة الرئاسية، يشير خليل إلى تقارير ظهرت وتفيد بأن المانحة الكبرى ميريام أديلسون سعت للحصول على وعد من ترامب بأنه سيعترف بضم إسرائيل للضفة الغربية وغزة مقابل دعمها المالي.
كما تفاخرت أديلسون علنا بأن ترامب أوفى بالوعود السابقة التي قطعها خلال فترة ولايته الأولى كرئيس، في دليل على أنه سيفعل ذلك مرة أخرى. وشمل ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، وإنهاء اتفاق البرنامج النووي مع إيران. وألمح ترامب، وفق خليل، إلى أنه سيتم الإعلان عن الضم في الأسابيع المقبلة.
دعمت إدارة ترامب انتهاكات إسرائيل المستمرة لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة، وكذلك الهجمات المستمرة على الضفة الغربية وسوريا.
لذلك، يقول خليل "حتى لو لم تنشر الولايات المتحدة قوات في غزة، يمكن لإدارة ترامب بسهولة وبشغف مواصلة الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي القوي الذي تلقته إسرائيل خلال الأشهر الـ15 الماضية، بما في ذلك تمويل أكثر من 70% من غزواتها لغزة ولبنان لتسهيل طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة".