يمانيون – متابعات
لا يختلف اثنان على أن التفجيرات الأخيرة للأجهزة اللاسلكية في لبنان هو عمل إجرامي ناتج أولاً عن وجع صهيوني كبير وعميق ومؤلم بدرجة عالية من الإسناد الكبير من حزب الله لغزة، ومقاومتها على مدى قرابة العام، كما ينم عن عجز صهيوني عن إعادة سكان الشمال المحتل من الصهاينة الذين يقارب عددهم مئتي ألف مطرود.

كما لا يختلف اثنان أيضاً، على أنه عمل متوحش وجبان، وعلى أن كل الأوصاف القذرة والدنيئة تنطبق عليه، وعلى أنه جريمة موصوفة، تنم عن حقد فاعلها وبشاعته، وإجرامه، وعدائيته المفرطة، وخلوه من كل معاني الإنسانية وأدنى صفات بني البشر، وانعدام أي احترام للقواعد والأخلاق سواء الدينية أو الوضعية أو العرفية، وتجاوز لكل القوانين وحتى قوانين الغاب نفسها.

النقطة الثالثة في دلالات هذه الجريمة، ما تثيره من مخاوف من استخدام التكنولوجيا في القتل، صحيح أن القوى الاستكبارية مثل أمريكا والغرب عموماً وكذلك كيان العدو “الاسرائيلي”، تعتمد في ممارستها القتل بنحو كبير على هذه التكنولوجيا والتقنيات المتطورة، لكن المقصود هنا، هو استخدام التكنولوجيا النافعة والخدمية، في القتل، مثل استخدام أجهزة اللاسلكي، وهذا لم يقم به أحد إلى حد هذه اللحظة سوى كيان العدو “الإسرائيلي” بدعم أمريكي مؤكد لا يحتاج إلى أدلة.

من هنا، فإن فتح باب هذا النوع من الحروب خطير جدًا، وخصوصاً إذا رجحنا الفرضية التي تقول بإرسال “الموساد” “الإسرائيلي” برامج خبيثة، قام فيها الكيان، حسب الخبراء: “باستغلال نطاق تردي لتنفيذ هجوم سيبراني معقد ومتزامن؛ تسبّب في انفجار البطاريات الموجودة في داخل البيجرات”، من حيث أن تكرار هذه الحادثة وارتكاب هذه الجريمة مرة أخرى وفي أماكن أخرى، وفي حروب أخرى، قد يكون خياراً، وليس فقط للدول الإجرامية، و”الإرهابية”، ولكن حتى من قبل الهواة المجرمين الذين يعج بهم الغرب نفسه، والذين يرتكبون الجرائم فقط من أجل التسلية، فمن سيمنع هؤلاء من الوصول إلى هذه الأساليب “السيبرانية”، وقد نجح الهواة في أكبر عمليات الهجمات “السيبرانية”، إذ تشير التقارير إلى أن أغلبهم كان يستخدمها من أجل التسلية.

من هنا، فإن مواجهة هذه الجريمة يجب أن تكون مسؤولية عالمية، وألا تقتصر على لبنان أو المقاومة في لبنان، ممثلة بحزب الله، لأن فتح باب كهذا، يشكل تهديداً للبشرية بشكل عام ولا يقل خطورة عن القنابل النووية، أو الأسلحة الكيميائية.

بناء على حجم الجريمة وأسلوبها، والذي يجب أن يقلق العالم، ويدفع لاجتماع طارئ في مجلس الأمن، فإن سحب الاستغراب الكثيفة تخيم على الصمت الذي يبديه المجتمع الدولي، واعتبار أن ما جرى هو مجرد حرب، بين طرفين وهي وسيلة من وسائل تلك الحرب منذ ما يقارب العام.

نعلم أن العالم لا يهتم لشأننا نحن المسلمين، فليقتل منا أي رقم، ملايين، لا يهم، ليس الحديث الآن عن حماية المدنيين في لبنان أو فلسطين، وإن كان مهمًا، وواجبًا إنسانياً، لكن الأمر أخطر بكثير، نحن نتحدث عن إنقاذ الإنسانية، من خطورة هذه الوسيلة التي ينظر إليها، حسب متابعة المواقف، والصمت الرهيب، إلى أنها عادية.

لا . لا . لا .. هذه ليست وسيلة عادية، بل هي تتجاوز مفهوم الحرب والاشتباك الحاصل، وحتى تتجاوز ما يمكن توقعه من حرب إقليمية شاملة، لسبب بسيط، هو أنها تهديد خطير للبشرية، من يضمن ألا تكون كل أجهزة الخليوي، قابلة للتفجير بنفس تلك الطريقة، أو أجهزة “اللابتوب”، وكل جهاز يحمل بطارية. كل التقارير التقنية، تقول إن الأمر قابل للتطبيق على كل تلك الأجهزة، وهذا ما كشفته هذه العملية الإجرامية.

هل هناك من يضمن ألا يحصل شيء مشابه، في الصين، في روسيا، في أي بلد في العالم، أو ألا يتم استخدام هذه الطريقة المتوحشة، في التنافس التجاري بين الشركات؟

في الحقيقة، إن أسلوب الحرب، وآلته الجديدة التي ابتدعها الصهاينة، لن تتوقف بخطورتها عند حد، إلا إذا وقف العالم أجمع في وجه العدو الصهيوني واعتباره عدواً للإنسانية، وهذا ما أكد عليه سماحة السيد القائد في خطاباته الأخيرة، ويركز عليه منذ بدء طوفان الأقصى، وفي آخرها، أكد أن الحل مع هؤلاء هو الجهاد فقط، والعودة إلى مبدأ التضحية في سبيل الله، لإنقاذ الأمة، وإنقاذ البشرية، من عدو وفئة تنظر لهذه البشرية على أنها مجرد حيوانات خلقت في صورة آدمية، لتسهيل خدمة بني “إسرائيل”، حسب النظرة التلمودية الخطيرة.
—————————————————*
– موقع العهد الاخباري/ علي الدرواني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

إنفوغراف24| ما الذي نعرفه عن تفجيرات "البيجر" في لبنان؟

قُتل 12 شخصاً على الأقل، وأُصيب نحو 3 آلاف آخرين، جراء تفجيرات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكية "بيجر" يستخدمها عناصر من جماعة حزب الله، بما في ذلك المقاتلون والمسعفون، في لبنان.

متى وأين؟

بدأت انفجارات أجهزة البيجر في حوالي الساعة 3:30 بالتوقيت المحلي، في الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع بشرق لبنان، وهما من معاقل جماعة حزب الله المسلحة المعادية لإسرائيل.

واستمرت موجة الانفجارات نحو ساعة، وقال شهود وسكان الضاحية الجنوبية إنهم سمعوا الانفجارات حتى الساعة 4:30 بالتوقيت المحلي. ووفقاً لمصادر أمنية ولقطات فيديو، وقعت بعض التفجيرات عقب رنين أجهزة البيجر، مما دفع حامليها إلى الإمساك بها أو تقريبها من وجوههم لتفقد الشاشة.

كيف نجحت إسرائيل في تفخيخ 5 آلاف "بيجر" لضرب حزب الله؟https://t.co/pSMyhYixOE

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024 مدى ضخامة الانفجارات

أظهرت مقاطع الفيديو التي تم مراجعتها، أن التفجيرات كانت محدودة النطاق نسبياً. وأظهر مقطعان منفصلان التقطتهما كاميرات مراقبة في متجرين، أن التفجيرات أصابت فيما يبدو الشخص الذي يحمل جهاز البيجر أو القريبين منه.

وأظهر أيضاً مقطع فيديو مصور في مستشفيات وجرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أفراداً بترت أصابعهم أو مصابين بجروح في الوجه، أو عند الخصر حيث يوضع جهاز البيجر عادة. ولم تحدث التفجيرات فيما يبدو أضراراً جسيمة أو تسفر عن نشوب أي حرائق.

نوع الأجهزة المتفجرة

وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز بيجر تايواني الصنع، طلبها حزب الله قبل أشهر.

وذكر المصدر اللبناني أن الجماعة طلبت أجهزة بيجر من صنع شركة "جولد أبوللو" التايوانية، والتي تقول عدة مصادر إنها دخلت البلاد في وقت سابق من هذا العام. وقدم المصدر صورة لجهاز البيجر وهو من طراز (إيه.بي924).

وأظهرت صور لأجهزة بيجر مدمرة، ملصقات في ظهر الأجهزة تتسق مع تلك التي تصنّعها شركة جولد أبوللو ومقرها تايوان. ولم يرد حزب الله بعد على أسئلة حول نوع أجهزة البيجر. وقال مؤسس جولد أبوللو إن "الشركة لم تصنع أجهزة البيجر التي تعرضت للانفجار في لبنان، لكنها من إنتاج شركة في أوروبا لها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية".

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله، إن "مقاتلي الجماعة يستخدمون أجهزة البيجر لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم"، وقالت 3 مصادر أمنية إن "الأجهزة التي انفجرت كانت أحدث طراز اشتراه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية".

سبب الانفجار 

وقالت جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران، إنها تجري تحقيقاً ‏أمنياً وعلمياً في أسباب التفجيرات، وتوعدت إسرائيل بأنها ستنال "القصاص العادل". وتكهنت مصادر دبلوماسية وأمنية بأن سبب التفجيرات ربما يكون انفجار بطاريات الأجهزة نتيجة ارتفاع محتمل في درجة حرارتها.

ولكن آخرين قالوا إن إسرائيل ربما تكون قد اخترقت سلسلة توريد الأجهزة لحزب الله. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر من بينها مسؤولون أمريكيون القول، إن إسرائيل زرعت مواد متفجرة ضمن دفعة جديدة من الأجهزة قبل تصديرها إلى لبنان.

وقال العديد من الخبراء إنهم يشكون في أن البطارية وحدها ستكون كافية لإحداث انفجارات.

      View this post on Instagram      

A post shared by 24.ae (@20fourmedia)

وذكر بول كريستينسن، الخبير في سلامة بطاريات الليثيوم أيون في جامعة نيوكاسل، أن الأضرار الناجمة عن انفجار أجهزة البيجر يبدو أنها لا تتسق مع الحالات السابقة لتلف البطاريات المماثلة. وأضاف "ما نتحدث عنه هو بطارية صغيرة نسبياً، تتحول إلى لهب. لا نتحدث عن تفجير قاتل هنا... حدسي يخبرني بأن هذا غير مرجح".

وقال أوفوديك إيزيكوي أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة تكساس في أوستن، إن سبباً آخر للشك في أن الانفجارات ناجمة عن ارتفاع درجة حرارة البطاريات، هو أن البطارية المشحونة بالكامل هي فقط التي يمكن أن تشتعل فيها النيران أو تنفجر.

وأضاف "عند شحن أقل من 50% ستتولد غازات وأبخرة، لكن لن تحدث حرائق أو انفجارات. ومن المستبعد للغاية أن تكون جميع بطاريات الأجهزة التي انفجرت مشحونة بالكامل".

ووفقاً لكتاب "رايز اند كيل فيرست" الصادر عام 2018، فقد سبق أن زرعت المخابرات الإسرائيلية متفجرات في هواتف شخصية لاستهداف أعداء. كما يمكن لمخترقي الأنظمة الإلكترونية إدخال برمجيات خبيثة في أجهزة شخصية مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارتها وانفجارها في بعض الحالات.

الفوضى تضرب صفوف حزب الله بعد تفجيرات "البيجر"https://t.co/UEj9HQiUI1

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024 ما تقوله السلطات

وصفت وزارة الخارجية اللبنانية الانفجارات بأنها "هجوم إلكتروني إسرائيلي"، لكنها لم تقدم تفاصيل حول كيفية التوصل إلى هذا الاستنتاج.

وقال وزير الإعلام اللبناني إن "الهجوم اعتداء على سيادة لبنان". وأحجم الجيش الإسرائيلي عن الرد على أسئلة بشأن الانفجارات.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تجمع معلومات وإنها ليست متورطة. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه لن يكون هناك تغيير في وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في أعقاب الانفجارات.

تداعيات الصراع بين إسرائيل وحزب الله

ويرى محللون أن هناك احتمالاً للتصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله، اللتين تتبادلان إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. إلا أن الخبراء أكثر تشككاً، في الوقت الراهن، بشأن احتمال نشوب حرب وشيكة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.

وتسعى الولايات المتحدة لمنع اندلاع مثل هذه الحرب وترى أن الطرفين لا يريدانها. وقال ماثيو ليفيت المسؤول الأمريكي السابق ومؤلف كتاب عن حزب الله إن "انفجارات أجهزة الاتصال قد تعطل عمليات الجماعة لبعض الوقت".

وقال جوناثان بانيكوف المسؤول الأمريكي السابق إن "جماعة حزب الله قد تقلل من شأن أكبر فشل لها في مجال مكافحة التجسس منذ عقود، إلا أن التوتر المتزايد قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب واسعة النطاق إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية".

مقالات مشابهة

  • تفجيرات البيجر واللاسلكي في لبنان.. كيف تمت من الناحية التقنية؟
  • تفجيرات “البيجر” في لبنان: هل الموساد وراء استهداف حزب الله؟
  • بعد تفجيرات لبنان.. ماذا تعرف عن أجهزة “البيجر”؟
  • مجلس الأمن يعقد اجتماعا الجمعة بشأن تفجيرات “البيجر” في لبنان
  • إنفوغراف24| ما الذي نعرفه عن تفجيرات "البيجر" في لبنان؟
  • تفجيرات أجهزة “البيجر” في لبنان: لعبة مخابرات أم خطأ كارثي؟
  • “تفجيرات البيجر”.. كيف تمكنت “إسرائيل” من تنفيذ هجوم سيبراني بهذا الحجم على لبنان؟
  • “تفجيرات البيجر”.. لبنان يباشر تحضير شكوى إلى مجلس الأمن
  • تفجيرات البيجر… ما الذي جرى في لبنان؟ 8 نقاط تشرح الحدث