الأمم المتحدة: الاحتلال يرتكب انتهاكات جسيمة في غزة.. وزعماء العالم يجتمعون الأسبوع المقبل
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
عواصم «وكالات»: يجتمع أكثر من 130 من زعماء العالم في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل وسط تهديد باتساع نطاق الحروب في الشرق الأوسط وأوروبا وإحباط من بطء وتيرة الجهود الرامية لإنهاء تلك الصراعات، إضافة إلى تفاقم الأزمات المناخية والإنسانية.
وبينما من المتوقع أن يهيمن الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» في قطاع غزة وحرب روسيا في أوكرانيا على الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، يقول دبلوماسيون ومحللون: إنهم لا يتوقعون تحقيق تقدم نحو إقرار السلام.
وقال ريتشارد جوان مدير شؤون الأمم المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية: «ستكون الحروب في غزة وأوكرانيا والسودان الأزمات الثلاث الرئيسية التي ستركز عليها اجتماعات الجمعية العامة. ولا أرى أن من المرجح أن نشهد تقدمًا في أي منها».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأسبوع الماضي لرويترز: إن الحربين في غزة وأوكرانيا «عالقة دون أي حلول سلمية في الأفق».
وتصاعدت المخاوف من امتداد نطاق الصراع في غزة إلى منطقة الشرق الأوسط بعد أن اتهمت جماعة حزب الله اللبنانية إسرائيل بالوقوف وراء تفجير أجهزة اتصال لاسلكي (بيجر) وأجهزة اتصال لاسلكي محمولة في يومين من الهجمات القاتلة. ولم تعلق إسرائيل على الاتهام.
وقال جوتيريش للصحفيين أمس : «هناك خطر جدي لتصعيد كبير في لبنان ويجب بذل كل ما في وسعنا لتجنب هذا التصعيد».
وأشعل فتيل الحرب في قطاع غزة المحاصر هجوم شنّه مقاتلو حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مدنيين في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، بعد أسبوعين من اختتام الاجتماع السنوي لزعماء العالم العام الماضي.
ولم تنجح جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حتى الآن، كما ينفد صبر العالم بعد تسعة أشهر من مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بهدنة إنسانية، ومع تجاوز عدد الشهداء في غزة 41 ألفًا.
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتهم الأمم المتحدة منذ فترة طويلة بمعاداة إسرائيل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمتيهما أمام الجمعية العامة في 26 سبتمبر الجاري.
وفي شأن آخر، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، المجتمع الدولي بسرعة تنفيذ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار قدمته دولة فلسطين، يطالب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهرًا.
وطالبت الوزارة، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، بـ«الشروع الفوري في تنفيذ القرار بما يضمن إنهاء الاحتلال والاستعمار لأرض دولة فلسطين كمدخل وحيد لتحقيق السلام وأمن واستقرار المنطقة والعالم».
وأشارت إلى أنها «تتابع استيلاء الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية، مع الدول ومكونات المجتمع الدولي كافة ومع المحاكم الدولية المختصة كي تتحمل مسؤولياتها في وضع حد لجرائم الاحتلال وإفلاته المستمر من العقاب».
وأدانت الوزارة، «حملة الاستيلاء واسعة النطاق التي تواصلها سلطات الاحتلال بحق الأراضي الفلسطينية في عموم الضفة الغربية، كان آخرها الاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي طوباس وطولكرم والأغوار، والمغير وحوسان، إضافة لحملة التطهير العرقي المتواصلة في مسافر يطا وعموم المناطق المصنفة ج».
وحمّلت الوزارة «الحكومة الإسرائيلية ووزراءها المتطرفين المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التصعيد الخطير الذي ترتكبه في ظل الانشغال العالمي بحروب إسرائيل واعتداءاتها الاستعمارية بما في ذلك حرب الإبادة والتهجير على شعبنا».
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 124 عضوًا قرارًا يطالب بأن تنهي إسرائيل «وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهرًا، بناء على فتوى طلبتها الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات إسرائيل وممارستها في فلسطين، وعارض القرار 14 عضوًا بينما امتنع 43 عن التصويت.
الأمم المتحدة: الاحتلال انتهك
في غزة معاهدة عالمية لحماية الأطفال
من جهة أخرى، اتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة لاتفاقية حقوق الطفل، قائلة: إن عملياتها العسكرية منذ السابع من أكتوبر كان لها تأثير «كارثي» على الأطفال ومن أسوأ الانتهاكات في التاريخ الحديث.
تشير إحصاءات لوزارة الصحة في غزة إلى استشهاد أكثر من41 ألف شخص في القطاع منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية ردًا على هجوم عبر الحدود شنته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر.
وقالت سلطات الصحة الفلسطينية في وقت سابق من الأسبوع الجاري: إن 11355 من الشهداء في غزة هم من الأطفال، استنادًا إلى إحصاءات الوفيات الموثقة بالكامل فقط. وقال نائب رئيس اللجنة للصحفيين: «مقتل الأطفال على هذا النحو الفظيع أمر فريد من نوعه في التاريخ. إنها نقطة قاتمة للغاية في التاريخ».
وأضاف: «لا أعتقد أننا رأينا من قبل انتهاكًا بهذا الحجم الذي شهدناه في غزة. هذه انتهاكات خطيرة للغاية ولا نراها كثيرًا». وقال الوفد الإسرائيلي في سلسلة من جلسات الاستماع في الأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري: إن الاتفاقية لا تنطبق على غزة والضفة الغربية، وأضاف الوفد: إن إسرائيل ملتزمة باحترام القانون الدولي الإنساني.
وتقول إسرائيل: إن حملتها العسكرية في غزة تهدف إلى القضاء على حركة حماس التي تدير القطاع الفلسطيني، وإنها لا تستهدف المدنيين لكن المسلحين يختبئون بينهم، وهو ما تنفيه حماس.
وتضطلع اللجنة المكونة من أربعة أعضاء بمهمة مراقبة امتثال البلدان لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، وهي معاهدة تم اعتمادها على نطاق واسع تحمي من هم دون سن 18 عامًا من العنف وغيره من الانتهاكات.
استشهاد 11 فلسطينيًا وإصابة آخرين
وعلى الأرض، استشهد 11 فلسطينيًا وأصيب آخرون في هجمات إسرائيلية على مناطق مختلفة في قطاع غزة، بحسب مع أعلنت عنه مصادر فلسطينية اليوم الخميس.
وقال محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية: إن الجيش الإسرائيلي قتل حوالي سبعة فلسطينيين على الأقل خلال غارة جوية على منزل سكني في جباليا شمال قطاع غزة.
وأضاف: إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينيين آخرين على الأقل خلال غارة على منزل في مدينة خان يونس جنوب القطاع، مشيرًا إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل بينهم امرأة في قصف مدفعي استهدف مخيم البريج وسط غزة.
وأوضح بصل أن فرق الدفاع المدني تواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى الجرحى والضحايا بسبب قلة الإمكانيات المتوفرة لديهم وعدم تمكنهم من رفع الركام من فوق المصابين العالقين مما يساهم في ارتفاع عدد الشهداء، ويشن الجيش الإسرائيلي حربًا واسعة النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
القسام: تفجير واستهداف
3 ناقلات جند إسرائيلية في رفح
من جانب آخر، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم الخميس تفجير واستهداف ثلاث ناقلات جند إسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة.
وقالت القسام، في منشور أورده المركز الفلسطيني للإعلام على منصة إكس اليوم : إنه «بعد عودتهم من خطوط القتال أكد مجاهــدونا إيقاع رتل من الآليات الصهيونية في كمين مركب في محيط شركة الاتصالات غرب المستشفى الكويتي في مدينة رفح». وأضافت: «تمكن مجاهدونا من تفجير ناقلة جند صهيونية بعبوتي شواظ واستهداف ناقلتي جند أخريين بقذيفتي الياسين 105 والتاندوم».
إلى ذلك، اعتقلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الخميس 35 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم الخميس، بأنه «من بين المعتقلين امرأة وصحفي، ومواطن مريض بالسرطان، بالإضافة إلى معتقلين سابقين أفرج عنهم قبل فترة وجيزة، منهم المعتقل جمال الهندي الذي أمضى 22 عامًا في سجون الاحتلال».
ووفق البيان، «تركزت عمليات الاعتقال في محافظة قلقيلية، فيما توزعت بقيتها على محافظات، رام الله، بيت لحم، جنين، نابلس، والقدس».
وأشار إلى أن «عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا، بلغ أكثر من 10 آلاف و800 مواطن من الضفة بما فيها القدس».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العامة للأمم المتحدة السابع من أکتوبر الجمعیة العامة الأمم المتحدة الیوم الخمیس على الأقل قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الوعي يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
رحب حزب الوعي باعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية ساحقة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وقال الحزب في بيان صحفي إن هذا القرار بعد تصويت ١٧٢ دولة يعتبر ذلك تأكيد دولي على حق الشعب الفلسطيني ويعكس دعما واسعا للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية.
وطالب حزب الوعي بضرورة وقف الحرب فورا والإعداد لمؤتمر دولي لإعمار غزة وأحياء مسار مفاوضات السلام وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأعرب حزب الوعي عن كامل تضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل حريته وحقوقه المشروعة.
وشدد الحزب علي أهمية استمرار الضغط الدولي لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية علي الأراضي الفلسطينية والوقف الفوري لإطلاق النار وفتح المجال أمام تحقيق سلام عادل وشامل يستند الي قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، أكد النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس البرلمان العربي، أن استضافة مصر قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D8) يعكس دورها المحوري ومكانتها كجسر للتواصل بين الدول النامية، في إطار تعزيز الحوار الإقليمي والدولي.
وأشاد نصير بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا خلال القمة إلى تخصيص جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في فلسطين ولبنان. وأكد أن هذه الدعوة تُظهر حرص مصر على التصدي للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وكذلك على تسليط الضوء على تداعيات الحرب في لبنان، والتي تعكس ازدواجية المعايير الدولية وانتهاك قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأوضح نائب رئيس البرلمان العربي أن استمرار هذه الحروب يهدد باستمرار التصعيد في المنطقة، ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية تطال الجميع سياسيًا واقتصاديًا.
وأشار نصير إلى أن الرئيس السيسي لطالما حذر من اتساع رقعة الصراعات في المنطقة، لما تحمله من تهديد لأمن واستقرار العالم سياسيًا واقتصاديًا.
وطالب اللواء طارق نصير المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بقرارات مجلس الأمن، ووقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، والدخول في مفاوضات سلام، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.