الجزيرة:
2024-12-23@03:27:00 GMT

طوفان الاستشهاديين سلاح حماس الذي تخشاه إسرائيل

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

طوفان الاستشهاديين سلاح حماس الذي تخشاه إسرائيل

القدس المحتلة– أبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خشيتها من عودة العمليات الاستشهادية إلى البلدات اليهودية داخل الخط الأخضر، وذلك في أعقاب الفيديو الذي نشرته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وظهر فيه الشهيد جعفر منى من نابلس، منفذ عملية تل أبيب التي وقعت خلال أغسطس/آب الماضي.

وتخشى تل أبيب عودة مشاهد العمليات الاستشهادية إلى العمق الإسرائيلي والأسواق التجارية، والحافلات، ومراكز الترفيه، بعد تهديد حركتي حماس والجهاد الإسلامي باللجوء إليها إذا استمرت الحرب على غزة، وهي مشاهد العمليات التي رافقت الانتفاضة الثانية عام 2000، والتي استمرت على مدار عامين، وكان آخرها في عام 2002.

وفي محاولة منها للتقليل من حالة الرعب والهواجس وتجنب المزيد من زعزعة الأمن القومي الجمعي والفردي للإسرائيليين، المتواصل منذ معركة "طوفان الأقصى"، تعمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم بث ونشر "فيديو الاستشهاديين".

وأظهر الفيديو مقطعا للشهيد منى وهو في طريقه لتنفيذ عملية تل أبيب، وتضمن كذلك مشاهد من عمليات استشهادية سابقة نفذتها المقاومة الفلسطينية في العمق الإسرائيلي، مثل عملية القدس عام 2001، وعملية تل أبيب عام 1994، وعمليتي صفد وعمانوئيل-الثانية اللتين وقعتا عام 2002، وصور منفذيها.

استهدفت عملية استشهادية حولون قرب تل أبيب مطلع أغسطس/آب الماضي (مواقع التواصل ) حرب نفسية

وتوافقت التقديرات الإسرائيلية بأن "فيديو الاستشهاديين" للقسام، يندرج في سياق الحرب النفسية التي تخوضها حماس ضد الإسرائيليين، ويحمل في طياته رسائل تهديد ينظر إليها بجدية وعين الريبة والخوف من عمليات قد تكرس حالة الرعب من المجهول التي يعيشها الإسرائيليون.

وأجمعت القراءات الإسرائيلية على أن العمليات "الانتحارية" تتطلب تجنيدا وبنية تحتية وإعدادا من مختلف الأجهزة الأمنية، وقدّرت أن مثل هذا التصعيد بمثل هذا النوع من العمليات، يثير الخوف لدى الإسرائيليين من العودة إلى الأيام الصعبة للانتفاضة الثانية.

حتى العملية الاستشهادية التي نفذها منى في تل أبيب في أغسطس/آب الماضي، لم تكن العمليات الاستشهادية مدرجة على جدول أعمال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي استبعدت حدوثها رغم استمرار الحرب على غزة، وحذرت من تصاعد استعمال العبوات الناسفة.

وحيال هذه التقديرات، أدرج قائد القيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي، آفي بيلوت، مفهوم المواد ذات الاستخدام المزدوج مثل الأسمدة والمبيدات الزراعية، ضمن قائمة الأهداف المطلوب إنجازها من خلال العملية العسكرية "المخيمات الصيفية" التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة.

تحديات جديدة

واستعرض مراسل الموقع الإلكتروني "واي نت" لشؤون الضفة الغربية، إليشع بن كيمون، معاني ودلالات فيديو القسام الذي ظهر فيه الشهيد منى منفذ العملية التي امتنعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن تصنيفها كـ"عملية انتحارية"، لتجنب المزيد من الهلع بصفوف الإسرائيليين.

ولفت كيمون أن فيديو القسام الذي يأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها حماس والتهديد بتنفيذ فصائل المقاومة عمليات "انتحارية" داخل إسرائيل، أتى ليقطع الشك باليقين بتصنيف الهجوم الذي وقع في تل أبيب على أنه "انتحاري".

وأشار إلى أن ذلك أحرج الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكون فيديو الرعب النفسي، يتوعد الإسرائيليين وعلى لسان منفذ عملية تل أبيب منى بالعودة إلى "العمليات الانتحارية"، بحسب تعبيره.

يعكس "فيديو الاستشهاديين" الفشل والإخفاق الاستخباراتي للأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعجزها عن مواجهة وإحباط العمليات الاستشهادية الفردية، وهو ما يضع المؤسسة الأمنية، كما يقول كيمون "أمام تحديات جديدة إذا تم التصعيد بالعمليات الانتحارية".

وبالعودة إلى التحقيقات التي أجرتها الشرطة الإسرائيلية بخصوص عملية تل أبيب، حيث أتى فيديو القسام الأخير لفك رموز الكثير من الأسرار، استذكر مراسل شؤون الضفة تصريحات قائد منطقة تل أبيب في الشرطة بيرتس عمار، الذي أكد أن "منى لم يكن شخصا موجودا في قواعد البيانات لأجهزة الاستخبارات".

وحتى إعلان حركتي حماس والجهاد الإسلامي عودة العمليات الاستشهادية عقب عملية تل أبيب في أغسطس/آب الماضي، أوضح المراسل الإسرائيلي أن "العمليات الانتحارية كانت غائبة عن أجندة المؤسسة الأمنية التي استبعدت حدوثها".

ولفت إلى أن جهاز الأمن العام "الشاباك"، أدرك قبل أشهر اتجاه هجمات العبوات الناسفة بالضفة، وحذر من أن طبيعة الهجمات على الإسرائيليين تتغير، وأن تهديد العبوات الناسفة يتزايد زخما.

بدورها، تعتقد مراسلة الشؤون العربية في القناة 12 الإسرائيلية سابير ليبكين، أن فيديو القسام الأخير يأتي استمرارا للبيان الصادر عن حركتي حماس والجهاد عقب عملية تل أبيب، مشيرة إلى أن الفيديو بمضامينه يؤكد أن الفصائل الفلسطينية تتجه نحو التصعيد في العمليات الانتحارية في قلب إسرائيل وإشعال التوتر بالضفة.

ورجحت ليبكين أن تصعيد حماس في الضفة والتهديد بعودة العمليات الانتحارية يهدف بحسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى زعزعة الأمن على الجبهة الداخلية وبصفوف الإسرائيليين، وللتأثير على سير الحرب على جبهتي غزة ولبنان، ووضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات جديدة قد تشغله عن جبهات القتال.

الخوف الأكبر

رغم امتناع وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نشر "فيديو الاستشهاديين"، فإن الأجهزة الأمنية بتل أبيب تأخذ على محمل الجد الفيديو وما يحمله من رسائل ومضامين، نحو التصعيد بالهجمات داخل المدن الإسرائيلية على وجه الخصوص، كما يقول دانيال هيرتس، مراسل الشؤون الأمنية في موقع "كيكار هشبات"، المحسوب على معسكر اليمين المتطرف.

وأوضح هيرتس أن فيديو القسام يعتبر نقطة تحول في حالة القتال المتواصلة منذ الهجوم المفاجئ الذي نفذته حركة حماس بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ورجح أن "الهجمات الانتحارية ستكون بمثابة خطوة أخرى في وتيرة الهجمات المسلحة".

وأشار إلى أن الخوف الأكبر هو عودة "الهجمات الانتحارية" في قلب إسرائيل، وخاصة قبل الأعياد اليهودية التي تبدأ في مطلع أكتوبر /تشرين الأول المقبل، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على الوضع الأمني بإسرائيل، وكذلك على سير الحرب على الجبهات المتعددة.

ويعتقد المتحدث ذاته أن الفيديو يندرج في سياق الحرب النفسية التي تشنها حماس، وتم نشره في هذه المرحلة من أجل ترويع وتخويف الإسرائيليين، عبر إعادتهم إلى مشاهد العمليات الانتحارية التي عاشتها إسرائيل بالماضي، مع إشارة إلى أن "انتحاريين" يوجدون في الأراضي الإسرائيلية ويمكن أن ينفذوا هجمات في قلب المدن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة العملیات الاستشهادیة العملیات الانتحاریة عملیة تل أبیب فیدیو القسام الحرب على إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يزعم حدوث خلل فني منع اعتراض صاروخ الحوثيين على تل أبيب

زعم سلاح جو الاحتلال، أن السبب وراء فشله في اعتراض صاروخ باليسيتي أطلق من اليمن السبت، وأصاب تل أبيب مباشرة، يعود إلى خلال في الصاروخ الاعتراضي الذي أطلقته منظومة الدفاع الجوي حيتس.

جاء ذلك وفق ما أورده سلاح الجو في تحقيقه النهائي بشأن فشله في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وسقط السبت في تل أبيب وأسفر عن إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة، وفق القناة 12 العبرية.

وبحسب نتائج التحقيق، فإن الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن سقط في تل أبيب "بسبب خلل موضعي في الصاروخ الاعتراضي وليس في منظومة الدفاع الجوي نفسها".

وقال سلاح الجو الإسرائيلي إن "المخاوف من أن يكون الصاروخ الحوثي مزودا برأس حربي قادر على المناور جرى استبعادها".

والسبت، برزت تكنهات بأن الرأس الحربي للصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون، كان رأسا حربيا مناورا أي أن محركها يغير المسار ما يجعل مهمة كشفه واعتراضه صعبة، وفق المصدر ذاته.



لكن وفق التحقيق الأخير، فإن خللا حدث في صاروخ "حيتس" الذي تم إطلاقه لاعتراض الصاروخ الباليتسي في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي، حسب القناة 12.

وصباح السبت، سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في منطقة تل أبيب مخلفا حفرة عمقها عدة أمتار وتسبب في إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة وتضرر عشرات الشقق بالمنطقة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.

وأعلنت جماعة "أنصار الله" مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه الاحتلال، وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها يحيى سريع.

وتضامنا مع غزة قامت جماعة الحوثي بعدة عمليات لاستهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيرات.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يزعم حدوث خلل فني منع اعتراض صاروخ الحوثيين على تل أبيب
  • لسببين.. فصيل عراقي بارز يعلن توقف العمليات ضد إسرائيل ويتمسك بوحدة الساحات
  • الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري
  • «وحشية وليست حربا».. بابا الفاتيكان يعلق على الغارات الإسرائيلية المستمرة في غزة
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • أول رد إسرائيلي على الصاروخ اليمني الذي سقط في تل أبيب
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع ضد سكان غزة (فيديو)
  • “أعذر من أنذر”.. غرفة العمليات العسكرية تمهل أهالي دمشق ساعة لتسليم أسلحتهم
  • ما قصة نسيم خليبات الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية الذي سلمه المغرب لإسرائيل؟