انفجارات أجهزة البيجر المروعة التى شهدها لبنان الثلاثاء الماضى، وتوالت الأربعاء حيث انفجرت أجهزة لاسلكية وأنظمة للطاقة الشمسية، تم شراؤها ضمن الصفقة المشبوهة، تثير مخاوف أمنية جديدة فى ظل الدخول فى دوامة الحروب غير التقليدية.
الهجمات الفريدة من نوعها أظهرت قدرات إسرائيل الاستخباراتية فى مواجهة حزب الله الذى يعانى من القيود المالية واللوجستية.
دولة الاحتلال استخدمت سلاحاً نوعياً جديداً، وربما كشفت الأيام المقبلة عن أسلحة أخرى أكثر فتكا وتدميرا لتنفيذ خطط الاحتلال الاستعمارية وتوسيع بؤر الصراع فى المنطقة.
العمليات السرية التى تقوم بها إسرائيل ومن بينها صفقة الموت الأخيرة كثيرة ومتنوعة، لكنها خشيت مؤخرا من اكتشاف حزب الله لصفقة البيجر، فقررت سرعة الانتقال إلى النقطة صفر وتفجير الأجهزة قبل اكتشافها.
أجهزة الاستقبال البيجر التى تم تفخيخها مسبقا من قبل دولة الاحتلال قبل تسليمها لحزب الله، تكشف اختراقها أجهزة إيران وأذرعها فى المنطقة.
إسرائيل البلطجى المدلل لأمريكا فى الشرق الأوسط بل فى العالم أجمع، لا تستطيع القيام بعملية بهذا الحجم دون الإذن من أمريكا والحصول على مباركتها ودعمها قبل وبعد العملية.
الأمر يدفعنا إلى البحث فى كيفية تفجير هذه الأجهزة والتحكم فيها، وهو ما تم تنفيذه عن طريق طائرة حرب إلكترونية أمريكية «أواكس» كانت تحوم فى سماء لبنان وقامت بالاتصال بطريقة إلكترونية وتقنية بالشحنات المتفجرة الموجودة بالأجهزة وتفجيرها عبر شرائح مدمجة.
أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية نفذت العملية لبث الرعب فى قلوب حزب الله والشعب اللبنانى وإضعاف الروح المعنوية فى ضربة مفاجئة تمهيدا لاجتياح لبنان.
وفى ظل تصاعد وتيرة الحرب، قرر مجلس الحرب الإسرائيلى خلال اجتماع طارئ عقده أمس الأول الأربعاء، إعطاء الصلاحية الكاملة فى ملف الحرب على لبنان لكل من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع جالانت دون الرجوع لأعضاء المجلس.
وكشف وزير الدفاع الإسرائيلى فى نبأ عاجل أن مركز ثقل جيش الاحتلال ينتقل شمالا تجاه لبنان، مؤكدا أنهم فى بداية مرحلة جديدة من الحرب.
الزحف التدريجى لجيش الاحتلال من الجنوب فى غزة إلى الشمال حيث الحدود اللبنانية، هو تمهيد لاجتياح برى يُدخل المنطقة فى نفق مظلم جديد.
باختصار الموجة الأولى والثانية التى قامت بها إسرائيل عبر الحرب السيبرانية على لبنان حتى كتابة هذه السطور، والتى وصلت من أجهزة البيجر حتى أجهزة البصمة، مرورا بأجهزة الهوكى توكى واللاسلكى، تفتح باب التخوف من حرب شاملة غير متكافئة بالمرة خاصة إذا تعرض لبنان لموجة ثالثة لا يعلم مدى نتائجها إلا الله.
أعداد الشهداء والمصابين الحقيقية جراء العملية الغادرة فاقت الأرقام المعلنة بمراحل، ومرشحة للزيادة بسبب الإصابات البليغة للمصابين.
تبقى كلمة.. لغز أجهزة البيجر المفخخة التى استوردها حزب الله منذ خمسة أشهر من شركة «جولد أبولو» التايوانية، كشفت الشركة أنها غير مسئولة عنها، وأن أحد الوكلاء التابعين لها قد اشترى خط تصنيع الجهاز منذ ثلاث سنوات فى بودابست وتدعى شركة BAC والحقيقة أن جهاز الموساد الإسرائيلى هو من أنشأ هذه الشركة وهو من قام بتفخيخ الأجهزة ووضع المواد المتفجرة بداخلها، وأوصل هذه الشحنة إلى بيروت وربما إلى مناطق أخرى فى الشرق الأوسط لتفخيخ بؤر صراع جديدة ينزع فتيلها لاحقا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جهاز الموساد الإسرائيلي ملف الحرب على لبنان باختصار حزب الله
إقرأ أيضاً:
"هجوم البيجر" ضد حزب الله.. عملاء موساد يكشفون أسراراً جديدة
أدلى اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين بتفاصيل جديدة عن عملية سرية قاتلة كانت تخطط لها إسرائيل على مدار سنوات، واستهدفت قبل 3 أشهر، مقاتلي حزب الله في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة نداء "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية "ووكي توكي" مفخخة.
وتحدث العميلان مع برنامج "60 دقيقة" على قناة سي بي إس ، في جزء من تقرير تم بثه مساء أمس الأحد، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما.
وقال أحد العملاء إن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك حزب الله أنه كان يشتريها من إسرائيل.
ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
وأضاف الضابط الذي أطلق عليه اسم "مايكل": "أنشأنا عالماً وهمياً".
أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم جهاز الموساد الإسرائيلي أن حزب الله كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان، كما ذكر العميل الثاني.
وزعم أنه كان لابد من جعل أجهزة "البيجر" أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين.
كما اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه.
وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم "غابرييل"، إن إقناع حزب الله بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، جزئياً باستخدام إعلانات مزيفة على يوتيوب تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل.
كما وصف استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة "جولد أبولو" التايوانية لدفعها بشكل غير واع للتعاون مع الموساد.
وكان حزب الله أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل.
وقال غابرييل: "عندما يشترون منا، ليس لديهم أي فكرة أنهم يشترون من الموساد. كنا نبدو مثل "ترومان شو"، كل شيء تحت السيطرة من وراء الكواليس. في تجربتهم، كل شيء طبيعي. كل شيء كان 100% طبيعياً، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء".
وبحلول سبتمبر(أيلول)، كان لدى مقاتلي حزب الله 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم.
وشنت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر(أيلول)، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن. وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة.
وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل تفجير أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات حوالي 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.
وقال غابرييل إن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل مقاتلي حزب الله.
وفي الأيام التي تلت الهجوم، ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل الآلاف. وتم اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، عندما ألقت إسرائيل قنابل على ملجأه.
وقال العميل الذي استخدم اسم "مايكل" إن اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، كان الناس في لبنان يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً. وأضاف: "كان هناك خوف حقيقي".
???????????????? REVEALED: HOW MOSSAD'S PAGER PLOT DECIMATED HEZBOLLAH
In a covert operation, Israeli spies tricked Hezbollah fighters into wearing booby-trapped devices—a modern Trojan horse that helped topple Assad regime and weaken Iran's regional influence.
Two masked ex-Mossad agents… pic.twitter.com/lDKm24MZ3E
وعند سؤاله إذا كان ذلك مقصوداً، قال: "نريدهم أن يشعروا بالضعف، وهم كذلك. لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل. لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي. وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي".