بوابة الوفد:
2024-09-19@22:59:18 GMT

النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

كان رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) نعم القدوة لأمته وللإنسانية جمعاء ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (الأحزاب : 21)، وكانت حياته (صلى الله عليه وسلم) ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم، فعَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) , فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ «(رواه أحمد).


ولنأخذ بعض النماذج من سيرته (صلى الله عليه وسلم) في الدعوة إلى الله (عز وجل) معلما ومربيا بالحكمة والموعظة الحسنة ، منها :
١- ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) عندما قام أعرابي حديث عهد بالإسلام فبال في المسجد وهمَّ به بعض الحاضرين ، فَقَالَ لَهُمْ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ« (متفق عليه) .
٢- عن أبي أمامة (رضي الله عنه) قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا : مَهْ, مَهْ, فَقَالَ: «ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا», قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟« قَالَ : لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ» قَالَ : «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟« قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ« قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟« قَالَ : لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ«، قَالَ : «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟« قَالَ : لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟« قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ , قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ« قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ« (مسند أحمد), فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.
٣- عن معاوية بن الحكم السلمي (رضي الله عنه) قال : بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ ، فَقُلْتُ : وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ؛ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي ، لَكِنِّي سَكَتُّ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي ؛ مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ ؛ فَوَاللَّهِ : مَا كَهَرَنِي، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ : إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» (صحيح مسلم) .
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم القدوة، ونعم المعلم، ونعم المربي، وما أحوجنا إلى التأسيّ به واتباع هديه وسنته صلى الله عليه وسلم.

الأستاذ بجامعة الأزهر
وعضو مجمع البحوث الإسلامية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية صلى الله علیه وسلم ج ع ل ن ی الل ل ا الن ل ا و الل ى الله ع

إقرأ أيضاً:

عمر هاشم: نقابة الأشراف تدعو إلى الله وتنشر سيرة الرسول خير خلق الله

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة العلمية بنقابة السادة الأشراف، إن دور نقابة الأشراف هي الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه ونشر أشرف وأعظم سيرة في الدنيا وهي سيرة سيدنا وجدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأضاف خلال احتفال نقابة السادة الأشراف، الخميس، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أن هذا الاحتفال يأتي لإحياء الذكرى لخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، نلتقي اليوم على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ احب إليه من والده وولده والناس أجمعين.

وأشار إلى أن محبة الرسول واجبة بل هي من صميم العقيدة الإسلامية وتتجانس محبته في طاعته وهي دالة على محبة الله سبحانه وتعالى الذي قال قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ومعلوم أن رسول الله أُرسل رحمة للعالمين كما قال الله سبحانه وتعالي ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

ولفت إلى أن نقابة السادة الأشراف تغتنم هذه الفرصة وهذه المناسبة الكريمة لتؤكد لأبناء الأشراف في مشارق الأرض ومغاربها أن يتمسكوا بهدي جدهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تدعوهم إلى الى أهمية الاقتداء به في عباداته ومعاملاته وأخلاقه التي وصفه الله بها في قوله سبحانه وتعالى لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا كما أوصيكم بكثرة الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه ألف صلاة)).

وتابع:"أدعو الله أن يحفظ مصر وبلاد العالم الإسلامي، وأن يوفق الأمة الإسلامية إلى الاقتداء بخاتم الأنبياء والمرسلين لتكون بحق خير أمة أخرجت للناس".

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم: محبة النبي من صميم العقيدة الإسلامية
  • عمر هاشم: نقابة الأشراف تدعو إلى الله وتنشر سيرة الرسول خير خلق الله
  • وزير الأوقاف: نحن مأمورون بالفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
  • من هم أبناء رسول الله وأحفاده ؟
  • في ربيع الأنوار.. مرضعات وإِخوة وحواضن رسول الله
  • كيف بذل رسول الله الحب وعلمه لأصحابه؟
  • خاتم النبي.. منقوش بثلاث كلمات ووسادته من الليف الخشن
  • أشعر بالخجل يوم ميلاد النبي
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم