تنمية حس المسؤولية لدى الأبناء خطوة في طريق النجاح
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أسلوب الصراخ والتوبيخ يؤدي إلى عزوف الطفل عن الاستجابة
النشاط اليومي يسهم في غرس ثقافة الاعتماد على النفس
تتزايد الدعوات بأهمية متابعة ما يسند للطفل من عمل والحرص على تنمية حس المسؤولية لديه، مما يجعله يشق طريق النجاح في حياته المستقبلية، ويؤكد بعض الآباء والأمهات على سعيهم لتحفيز وتعويد أبنائهم للاعتماد على أنفسهم في أمور عدة بما يتناسب مع سنهم، وترسيخ القدرة على تحمل المسؤولية في أذهانهم.
تقول سعاد بنت سالم الإسماعيلية (أم لثلاثة أطفال): من الضرورة تعويد الأطفال وتدريبهم للاعتماد على أنفسهم لا على غيرهم وبذلك يكون الطفل مستقلا بذاته في القيام بواجباته، هذا مبدئي في تربيتي لأبنائي، حيث عادة ما أسند إليهم بعض المهام المنزلية التي تناسب سنهم وقدرتهم على القيام بها لأعزز لديهم ثقتهم بأنفسهم.
ويقول هيثم بن راشد الساعدي (أب لطفلين): يقع الوالدان أحيانا في خطأ الإفراط في تدليل الأبناء، فمن المفترض أن نترك لهم مساحة للتصرف في بعض المواقف بمفردهم دون تدخل، إلا في وقت الشدة، بالإضافة إلى توجيه وإرشاد الأبناء بما يجب فعله وبما لا يجب فعله حتى يدرك الابن قيمة المسؤولية التي يجب أن يتحملها وما هي العواقب المترتبة عليه في حال الخطأ.
أما رقية بنت خليفة اليحيائية فتقول: دائما ما أشجع أبنائي وأحفزهم بشكل مستمر على أن يقوموا بقضاء متطلباتهم واحتياجاتهم بأنفسهم وألا يعتمدوا كثيرا على العاملة في المنزل، مثل تحضير الطعام وترتيب غرفة نومهم وغيرها من الأمور المنزلية، كما أنني أثني عليهم بالمدح على سلوكياتهم الصحيحة، لما لذلك من دور في تعزيز وترسيخ الثقة بأنفسهم وبما أنجزوه من سلوكيات إيجابية.
أساليب تحفيزية
وتشير فاطمة بنت سعيد الزعابية (باحثة تربوية) قائلة: تعبر المسؤولية عن تقدير الذات والوعي بما تستطيع تحقيقه وما تحتاج لتطويره؛ لذلك من المهم أن تكون المسؤولية من اللبنات الأولى في شخصية الفرد، وذلك يعني أنك تربي إنسانا ناجحا منجزا وسعيدا وبالتالي قادرا على بناء مستقبله والمشاركة في بناء وطنه.
وتضيف: من أفضل الأساليب في تربية الأطفال على تحمل المسؤولية هي إيجاد القدوة، فبقدر تحمل الوالدين لمسؤولياتهما العائلية وتنظيمهما لأعمالهما ينعكس ذلك على سلوك أبنائهم، بشرط حسن توزيع المهام والأعمال وأدائها بمتعة دون تكلف، مؤكدة على أهمية متابعة ما يسند للطفل من عمل، والحرص على تحفيزه وتشجيعه، بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي والتدريب لتطوير وتحسين قدرته على القيام بمسؤولياته.
وتدعو الزعابية المربي سواء الأب أو الأم أن يكون واعيا لانتقاء الأعمال المناسبة لخصائص ابنه الجسدية والعقلية، وتقديمها بصورة ممتعة غير مكلفة مما يساعد الطفل للإقبال عليها، ومن الطبيعي أن نتوقع ألا يجيد الطفل العمل بين ليلة وضحاها لذلك من المهم الصبر والتدرج حتى تصبح ضمن عاداته وسلوكياته.
الأخطاء وعواقبها
وتوضح في حديثها أن الكثير من المربين اليوم من يشتكي من عدم تحمل أبنائهم مسؤولية أصغر الأمور وعدم مشاركتهم الأسرة في الأعمال وهذا نتيجة العديد من الأخطاء التي يرتكبها المربي أثناء تربية الطفل والتي من بينها حرصه على أطفاله من التعب أو الحوادث المختلفة من جراء قيامه بمثل هذه الأعمال، مما يدفعه للقيام بجميع الأعمال، فيقدم للطفل كل ما يحتاجه دون تعب أو جهد.
كما أن من الأخطاء التي يرتكبها المربي توقع النتائج العالية من الطفل، وهذا عائد لخصائص مرحلته واستعداده وقدرته على أداء ما طلب منه، لذلك من المهم أن يعي المربي أن تشكيل طفل يسعد بالمعاونة وتحمل المسؤولية أهم من إنجاز العمل. وأيضا إصدار الأحكام في حالة ارتكاب الطفل للخطأ، مما يدفعه إلى أن يكون في موقف للدفاع عن نفسه بدل السعي لإصلاح الأمر، فردة الفعل التي تصدر من المربي في المواقف المختلفة لها دور في تنمية حس المسؤولية، وقد يلجأ البعض إلى استخدام الصراخ في إعلام الطفل بمسؤولياته بسبب ضيق الوقت أو كثرة الأعمال أو تأخر الطفل في الاستجابة، مما يسبب عزوف الطفل عن المشاركة في المرات القادمة.
غرس المسؤولية
وبينت بقولها: من جانب آخر ينظر بعض المربين لأبنائهم بأنهم غير مستعدين لتحمل المسؤولية بسبب صغر سنهم، بينما يمكن البدء في غرس حس المسؤولية لدى الطفل منذ السنوات الأولى عندما يلح في تناول طعامه، واستكشاف كيفية ارتداء الملابس، وجمع ألعابه، فأبسط الأنشطة المرتبطة بحياته اليومية تسهم بشكل فعّال في غرس المسؤولية، داعية المربين إلى منح الطفل فرصا متكررة لتدبير أمر أعماله والقيام بمسؤولياته مهما كان عمره وصفاته الجسدية واستعداده العقلي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تحمل المسؤولیة لذلک من
إقرأ أيضاً:
فضل دعاء الوالدين للأبناء والأدعية المستحبة
يُعتبر دعاء الوالدين للأبناء من أعظم أسباب البركة والنجاح في حياة الأبناء، فهو دعاء نابع من قلوب محبة ومخلصة، مليئة بالشفقة والرحمة، ما يجعله أقرب للإجابة عند الله سبحانه وتعالى، فالوالدان هما الأكثر حرصًا على مصلحة أبنائهما، ودعاؤهما يعكس تلك الرغبة الصادقة في رؤية الأبناء في أفضل حال.
أهمية دعاء الوالدينوأوضحت دار الافتاء عبر موقعها أنه ورد في السنة النبوية الشريفة التأكيد على أهمية دعاء الوالدين، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم» (رواه أبو داود والترمذي)، وهذا يدل على أن دعاء الوالدين يحمل طابعًا خاصًا عند الله، ويُستجاب بإذنه.
الدعاء للأبناءوأشارت إلى أن دعاء الوالدين من الأسباب في توفيق الأبناء في حياتهم العملية والدينية، وحمايتهم من الشرور، وفتح أبواب الخير أمامهم، كما يُعتبر وسيلة للتواصل الروحي بين الأجيال، حيث يشعر الأبناء بمحبة والديهم ودعمهما المستمر حتى في غيابهما، ومن أعظم البر أن يحرص الأبناء على طاعة والديهم، ما يجعل دعاءهم يحمل مزيدًا من البركة، لذلك، ينبغي للوالدين ألا يغفلوا عن الدعاء لأبنائهم بالهداية والصلاح والتوفيق، فهو خير إرث يُقدمونه لأبنائهم في الدنيا والآخرة.
ومن الأدعية المستحبة:
- اللهم اهدِ أبنائي، وثبّتهم على الصلاة، وأقمهم في طريق الطاعة.
- اللهم اجعل أبنائي هُداةً مُهتدين، وارضَ عنهم، واغفر لهم، وأصلح حالهم.
- اللهم إنّي أسألك أن تهدي أولادي وأن تفتح لهم طُرق الخير، وتُرشدهم إلى سُبل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.
-اللهم اهدني وأبنائي فيمن هديت وعافني وإيّاهم فيمن عافيت، وتولّني وإيّاهم فيمن تولّيت، وقِنا شرّ ما قضيت، تباركت ربّنا وتعاليت.
- من أجمل الأدعية اللهم بارك لي في أبنائي، وارزقهم تقواك وخشيتك، وأقرّ عيني بصلاحهم وهدايتهم والتزامهم بصراطك المستقيم.
- اللهم اجعل أولادي من الهداة المهتدين المتمسّكين بسنّة نبيّهم عليه أفضل الصلاة والسلام.
- اللهم اكتب لأولادي النجاح والتفوّق في دراستهم، وأفْرح قلوبهم وقلبي بحصولهم على أعلى الدرجات والمراتب.
- اللهم إنّي أسألك أن تُعين أبنائي في دراستهم، وترزقهم قوة الحفظ وسعة الفهم، وتنوّر بصرهم وبصيرتهم، وأن تُكلّل جهودهم بالنجاح والتفوّق.
- اللهم كن لأبنائي عونًا في اختباراتهم واشرح صدرهم ونوّر عقولهم، واجعل مسيرتهم العلمية عامرة بالتفوّق والنجاح والتميّز.
- اللهم انفع أبنائي بعلمهم وانفع بهم المسلمين، واجعلهم ذخرًا للإسلام"