أسلوب الصراخ والتوبيخ يؤدي إلى عزوف الطفل عن الاستجابة

النشاط اليومي يسهم في غرس ثقافة الاعتماد على النفس

تتزايد الدعوات بأهمية متابعة ما يسند للطفل من عمل والحرص على تنمية حس المسؤولية لديه، مما يجعله يشق طريق النجاح في حياته المستقبلية، ويؤكد بعض الآباء والأمهات على سعيهم لتحفيز وتعويد أبنائهم للاعتماد على أنفسهم في أمور عدة بما يتناسب مع سنهم، وترسيخ القدرة على تحمل المسؤولية في أذهانهم.

تقول سعاد بنت سالم الإسماعيلية (أم لثلاثة أطفال): من الضرورة تعويد الأطفال وتدريبهم للاعتماد على أنفسهم لا على غيرهم وبذلك يكون الطفل مستقلا بذاته في القيام بواجباته، هذا مبدئي في تربيتي لأبنائي، حيث عادة ما أسند إليهم بعض المهام المنزلية التي تناسب سنهم وقدرتهم على القيام بها لأعزز لديهم ثقتهم بأنفسهم.

ويقول هيثم بن راشد الساعدي (أب لطفلين): يقع الوالدان أحيانا في خطأ الإفراط في تدليل الأبناء، فمن المفترض أن نترك لهم مساحة للتصرف في بعض المواقف بمفردهم دون تدخل، إلا في وقت الشدة، بالإضافة إلى توجيه وإرشاد الأبناء بما يجب فعله وبما لا يجب فعله حتى يدرك الابن قيمة المسؤولية التي يجب أن يتحملها وما هي العواقب المترتبة عليه في حال الخطأ.

أما رقية بنت خليفة اليحيائية فتقول: دائما ما أشجع أبنائي وأحفزهم بشكل مستمر على أن يقوموا بقضاء متطلباتهم واحتياجاتهم بأنفسهم وألا يعتمدوا كثيرا على العاملة في المنزل، مثل تحضير الطعام وترتيب غرفة نومهم وغيرها من الأمور المنزلية، كما أنني أثني عليهم بالمدح على سلوكياتهم الصحيحة، لما لذلك من دور في تعزيز وترسيخ الثقة بأنفسهم وبما أنجزوه من سلوكيات إيجابية.

أساليب تحفيزية

وتشير فاطمة بنت سعيد الزعابية (باحثة تربوية) قائلة: تعبر المسؤولية عن تقدير الذات والوعي بما تستطيع تحقيقه وما تحتاج لتطويره؛ لذلك من المهم أن تكون المسؤولية من اللبنات الأولى في شخصية الفرد، وذلك يعني أنك تربي إنسانا ناجحا منجزا وسعيدا وبالتالي قادرا على بناء مستقبله والمشاركة في بناء وطنه.

وتضيف: من أفضل الأساليب في تربية الأطفال على تحمل المسؤولية هي إيجاد القدوة، فبقدر تحمل الوالدين لمسؤولياتهما العائلية وتنظيمهما لأعمالهما ينعكس ذلك على سلوك أبنائهم، بشرط حسن توزيع المهام والأعمال وأدائها بمتعة دون تكلف، مؤكدة على أهمية متابعة ما يسند للطفل من عمل، والحرص على تحفيزه وتشجيعه، بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي والتدريب لتطوير وتحسين قدرته على القيام بمسؤولياته.

وتدعو الزعابية المربي سواء الأب أو الأم أن يكون واعيا لانتقاء الأعمال المناسبة لخصائص ابنه الجسدية والعقلية، وتقديمها بصورة ممتعة غير مكلفة مما يساعد الطفل للإقبال عليها، ومن الطبيعي أن نتوقع ألا يجيد الطفل العمل بين ليلة وضحاها لذلك من المهم الصبر والتدرج حتى تصبح ضمن عاداته وسلوكياته.

الأخطاء وعواقبها

وتوضح في حديثها أن الكثير من المربين اليوم من يشتكي من عدم تحمل أبنائهم مسؤولية أصغر الأمور وعدم مشاركتهم الأسرة في الأعمال وهذا نتيجة العديد من الأخطاء التي يرتكبها المربي أثناء تربية الطفل والتي من بينها حرصه على أطفاله من التعب أو الحوادث المختلفة من جراء قيامه بمثل هذه الأعمال، مما يدفعه للقيام بجميع الأعمال، فيقدم للطفل كل ما يحتاجه دون تعب أو جهد.

كما أن من الأخطاء التي يرتكبها المربي توقع النتائج العالية من الطفل، وهذا عائد لخصائص مرحلته واستعداده وقدرته على أداء ما طلب منه، لذلك من المهم أن يعي المربي أن تشكيل طفل يسعد بالمعاونة وتحمل المسؤولية أهم من إنجاز العمل. وأيضا إصدار الأحكام في حالة ارتكاب الطفل للخطأ، مما يدفعه إلى أن يكون في موقف للدفاع عن نفسه بدل السعي لإصلاح الأمر، فردة الفعل التي تصدر من المربي في المواقف المختلفة لها دور في تنمية حس المسؤولية، وقد يلجأ البعض إلى استخدام الصراخ في إعلام الطفل بمسؤولياته بسبب ضيق الوقت أو كثرة الأعمال أو تأخر الطفل في الاستجابة، مما يسبب عزوف الطفل عن المشاركة في المرات القادمة.

غرس المسؤولية

وبينت بقولها: من جانب آخر ينظر بعض المربين لأبنائهم بأنهم غير مستعدين لتحمل المسؤولية بسبب صغر سنهم، بينما يمكن البدء في غرس حس المسؤولية لدى الطفل منذ السنوات الأولى عندما يلح في تناول طعامه، واستكشاف كيفية ارتداء الملابس، وجمع ألعابه، فأبسط الأنشطة المرتبطة بحياته اليومية تسهم بشكل فعّال في غرس المسؤولية، داعية المربين إلى منح الطفل فرصا متكررة لتدبير أمر أعماله والقيام بمسؤولياته مهما كان عمره وصفاته الجسدية واستعداده العقلي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تحمل المسؤولیة لذلک من

إقرأ أيضاً:

خطوة مهمة ولكن

التعديل والتحديث في الأنظمة والقوانين ومراجعتها سنويا أمران في غاية الأهمية ويسهمان في معالجة السلبيات والارتقاء بالإيجابيات للأفضل.. وفي الأيام الماضية شهدت اجتماعات متواصلة للجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية كان الهدف منها هو تعديل مسودة النظام الأساسي الموحد للاتحادات الرياضية المدعومة حكوميا.

وشهدت بعض هذه الاجتماعات مناقشات مثيرة وتساؤلات حول التعديلات الجديدة في النظام الأساسي كان أبرزها الشهادة الجامعية للمترشح لعضوية الاتحادات الرياضية وإلزام المترشح أن يكون حاصلا على مؤهل جامعي لا يقل عن البكالوريوس معترفا به من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان وسيقطع هذا الشرط الإلزامي الذي أضيف في النظام الأساسي على العديد من الراغبين في الترشح لانتخابات الاتحادات الرياضية والتي لم يتبق على موعدها سوى أشهر معدودة حتى الآن فإن التحركات لخوض هذه الانتخابات لم تعد كما كانت في السابق.

في اجتماع الجمعية العمومية للهوكي طرحت هذه القضية بقوة للنقاش وبين مؤيد ومعارض حول شرط الشهادة الجامعية، ويطالب المعارضون أن يبدأ تطبيق هذا الشرط في انتخابات الأندية الرياضية كون أن المترشحين للاتحادات الرياضية يأتون من الأندية وكان من الأجدر أن يتم البدء بها في الأندية الرياضية، والمؤيدون للقرار يرون أنها خطوة مهمة وإيجابية أن يكون المترشحون للاتحادات الرياضية من أصحاب الكفاءات العالية.

قد نختلف أو نتفق مع المؤيدين أو المعارضين لهذه الخطوة ولكن الأمر أيضا ينطبق على انتخاب مقعد المرأة الإلزامي وكذلك على الرياضيين، رغم أن تعريف الرياضيين يكتنفه الغموض، وهل يشمل كل من مارس الرياضية كلاعب هاو أو محترف أو دولي، أو حكم أو إداري أو صحفي أو إعلامي رياضي أو مصور أو طبيب أو مدلك أو أخصاصي علاج وغيرها من المسميات التي يندرج تحتها تعريف الرياضيين ونفس ما ينطبق على عضو مجلس الإدارة ينطبق على العضو الرياضي الذي سيمثل الرياضيين في مجلس الإدارة.

الجمعية العمومية للاتحاد العماني لكرة القدم في اجتماعها نهاية الشهر التي يحضرها 50 ناديا وهي أكبر جمعية عمومية للاتحادات الرياضية عليها أن تدرس التعديلات المقترحة في مسودة النظام الأساسي وأن تبدي ملاحظاتها مبكرا قبل أن يتم التصويت على مسودة النظام بشكل نهائي وحتى لا يكون هناك لغط في تفسير أي بند من بنود مسودة النظام الأساسي، والوقت ما زال باكرا أمام الأندية في إبداء ملاحظاتها التي يمكن الرد عليها وشرحها بشكل مفصل من قبل المعنين بالأمر.

ناصر درويش صحفي رياضي عماني

مقالات مشابهة

  • خطوة مهمة ولكن
  • تقرير يبرئ الشناقة من التسبب في رفع أثمنة الأضاحي ويحمل المسؤولية لوزارة الفلاحة
  • الانتخابات الإيرانية والتنظيم المؤسسي والدستوري
  • رواد أعمال يشقون طريق النجاح ويسعون للتطوير والتوسع
  • السيسي: أتمنى للحكومة الجديدة النجاح والشكر للأعضاء والمحافظين السابقين
  • بدر ثمن مبادرة السعودية: خطوة تؤكد مجددا عمق العلاقات الأخوية
  • موزة العفيفية: المعارض التسويقية محطة لاكتساب المعارف وتبادل الخبرات
  • ألعاب AAA على أجهزة آيفون وiPad تفشل في تحقيق النجاح المتوقع
  • مصر.. أول ظهور للسيدة المتهمة بمحاولة اختطاف طفل أمام والدته
  • تأكيد الحاجة لإيجاد آلية فعالة تربط بين نسب الزواج والطلاق