عملت أطقم الإنقاذ 18 يوما لتفريغ النفط من الناقلة صافر في منطقة نزاع ساحلية مليئة بالألغام البحرية، وسط درجات حرارة عالية في الصيف وتيارات قوية.

أعلنت الأمم المتّحدة اليوم الجمعة (11 أغسطس/ آب 2023) انتهاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط "صافر" المتداعية قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، مشيرة إلى سحب أكثر من مليون برميل نفط منها وبالتالي زوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب.

مختارات بدء سحب النفط من "القنبلة العائمة" صافر قبالة اليمن إرسال سفينة بديلة لناقلة "صافر" المتهالكة أمام اليمن إلى أين وصلت جهود منع انفجار "القنبلة العائمة" في البحر الأحمر؟ برلين تشارك في المهمة.. انطلاق عملية إنقاذ سفينة "صافر" اليمنية بعد انفجار بيروت.. "خزان صافر" كارثة مؤجلة تهدد اليمن والإقليم

وكانت الناقلة المتهالكة تحمل 1,14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف، ما يوازي أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت على متن "إكسون فالديز" وأحدث تسرّبها كارثة بيئية عام 1989 قبالة آلاسكا.

وعملت أطقم الإنقاذ 18 يوما لتفريغ النفط من السفينة في منطقة نزاع ساحلية مليئة بالألغام البحرية، وسط درجات حرارة عالية في الصيف وتيارات قوية.

 وقالت المنظمة الدولية في بيان إنّ أمينها العام أنطونيو غوتيريش "يرحّب بالأنباء التي تفيد بأنّ نقل النفط من الناقلة "صافر" إلى السفينة البديلة "اليمن" انتهى بأمان اليوم، مجنّباً (المنطقة) ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية وإنسانية ضخمة".

ونُقلت حُمولة صافر إلى سفينة أصغر اشترتها الأمم المتحدة في آذار/مارس الماضي وأطلق عليها اسم "اليمن".
 ومنذ بدء سحب النفط من صافر في 25 تمّوز/يوليو، حذّر خبراء من أن نجاح هذه العملية ليس مؤكّدًا، إذ إن درجات الحرارة المرتفعة والأنابيب القديمة وغيرها من العوامل تشكّل تهديدات محتملة.
وحذر مسؤولو الأمم المتحدة على مدى سنوات من أن ساحل البحر الأحمر بأكمله كان في خطر حيث كان من الممكن أن تنفجر الناقلة وربما تتسرب كمية من النفط تتجاوز بأربعة أمثال كارثة إكسون فالديز.

تكلفة "زهيدة" مقارنة بالخسائر في حالة تسرب النفط 

وتسببت الحرب في اليمن في توقف عمليات الصيانة في صافر عام 2015. وتستخدم السفينة للتخزين وهي راسية قبالة اليمن منذ أكثر من 30 عاما.

في المجمل، تقول الأمم المتحدة إنّ كلفة العملية تبلغ 143 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بكلفة التنظيف في حال حصول تسرّب نفطي والتي تُقدّر بـ20 مليار دولار.
ونظرًا إلى موقع "صافر" في البحر الأحمر، فإن تسرّبًا كبيرًا كان سيتسبب أيضًا بخسارة مليارات الدولارات يوميًا نتيجة تعطّل حركة الملاحة التجارية عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس لفترة طويلة.
 كما أنّ كارثة بيئية مماثلة كانت ستُلحق ضررًا كبيرًا بالنظم البيئية للبحر الأحمر وبمرافئ حيوية ومجتمعات كاملة تعتمد على الصيد للعيش. ولا يزال ينقص الأمم المتحدة نحو 20 مليون دولار من كلفة العملية.

في المجمل، تقول الأمم المتحدة إنّ كلفة العملية تبلغ 143 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بكلفة التنظيف في حال حصول تسرّب نفطي والتي تُقدّر بـ20 مليار دولار.


في انتظار أفضل نهاية للقصة!

وقال أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي نسق الجهود المعقدة لسحب النفط من السفينة "إنها لحظة مهمة تم فيها تجنب كارثة محتملة".

وقال شتاينر إن الأمم المتحدة جمعت أكثر من 120 مليون دولار للعملية التي تطلبت شراء ناقلة ثانية لتفريغ الخام فيها، وطائرة تنتظر على أهبة الاستعداد لضخ مواد كيميائية لتبديد النفط في حالة التسرب، ووثائق مع أكثر من اثنتي عشرة شركة للتأمين على العملية.

وقال شتاينر "كنا نعتبر بالفعل، حتى اللحظات الأخيرة، أن هذه العملية يتعين أن تتوافر لها أعلى درجات الاستعداد لتخفيف المخاطر".

وأضاف "أفضل نهاية للقصة حين يباع هذا النفط بالفعل ويغادر المنطقة تماما".

ولا يوجد اتفاق حول كيفية المضي قدما في مثل هذه الصفقة. وسيبدأ مسؤولو الأمم المتحدة في اليمن قريبا مفاوضات مع الجماعات المتصارعة في البلاد في محاولة للاتفاق على كيفية تقاسم عائدات بيع النفط الذي تمتلك حصة الأغلبية فيه شركة صافر المملوكة للدولة اليمينة.

ص.ش/ف.ي (رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: ناقلة النفط صافر سواحل اليمن الأمم المتحدة كارثة بيئية ناقلة النفط صافر سواحل اليمن الأمم المتحدة كارثة بيئية الأمم المتحدة البحر الأحمر سحب النفط من ملیون دولار أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء مقتل عشرات المهاجرين في غارة أمريكية على اليمن

أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلقه وحزنه البالغين إزاء مقتل عشرات المهاجرين في غارات جوية أمريكية على مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة اليمنية، حيث قٌتل 68 مهاجرا وجُرح 48 آخرون.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال دوجاريك إن عدد الخسائر المأساوية في الأرواح، قابلة للازدياد مع استمرار جهود البحث والإنقاذ.

وأضاف: "على الرغم من أن زملاءنا في المنظمة الدولية للهجرة لم يعملوا في هذا المرفق تحديدا، إلا أنهم ما زالوا ملتزمين بمراقبة الوضع عن كثب، وهم على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم عند الحاجة".

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى أن المستشفيات في المنطقة مكتظة بسبب محدودية قدرتها الاستيعابية، حيث استقبل مستشفيان قريبان أكثر من 50 جريحا، العديد منهم في حالة حرجة.

وقال دوجاريك إن هذه الضربات تشكل خطرا متزايدا على السكان المدنيين في اليمن. مضيفا أن الأمم المتحدة تلقت أيضا تقارير عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة ستة آخرين، بينهم نساء وأطفال، في مديرية بني الحارث بمحافظة صنعاء. وقال: نواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تحث ترامب على إعفاء الدول الأشد فقرا من التعريفات الجمركية

الأمم المتحدة تحذر من أوضاع إنسانية صعبة للغاية في اليمن

مقالات مشابهة

  • وكالة: أكثر من 200 مليون دولار خسائر واشنطن في اليمن
  • اللافي يبحث مع المبعوثة الأممية تطورات العملية السياسية
  • تصعيد مقلق.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن الغارات الأمريكية في اليمن
  • «أونروا»: تجويع ممنهج في غزة يهدد حياة مليون طفل
  • مرافعة مصر أمام العدل الدولية: احتلال إسرائيل غير شرعي وحصار غزة كارثة إنسانية
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء مقتل عشرات المهاجرين في غارة أمريكية على اليمن
  • واشنطن خسرت في اليمن منذ آذار/مارس سبع مسيّرات سعر الواحدة منها 30 مليون دولار
  • واشنطن خسرت في اليمن منذ مارس سبع مسيّرات سعر الواحدة منها 30 مليون دولار
  • الأمم المتحدة: الضربات الأمريكية تشكل خطرا متزايدا على المدنيين في اليمن
  • قسم شرطة حلب الجديدة يستعيد مسروقات بقيمة 20 ألف دولار أمريكي و35 مليون ليرة سورية