بوابة الوفد:
2025-02-02@13:54:24 GMT

مجازر مطلقة... وضمير العالم غائب

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

توقف ضمير العالم وغاب واكتفى صامتاً، عن المآسى والمجازر التى يرتكبها يومياً طغاة الحكم  لدولة الإحتلال الإسرائيلي، فى حق الضحايا الشهداء من المدنيين الأبرياء العزل فى قطاع غزة، وهم أصحاب أرض فلسطين المباركة مبعث الرسالات الإلهية، فيها كنيسة المهد مسقط رأس السيد المسيح «عيسى إبن مريم» عليه السلام، وإليها أسرى ليلاً نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، بصحبة سيدنا جبريل الأمين من بيت الله الحرام بمكة إلى بيت المقدس الشريف، وهذه المعجزة الإلهية ذكرها الله فى كتابه الكريم بقوله تعالى
«سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»سورة (الإسراء:1).


إن ما يحدث فى غزة الآن على يد جنود قوات بطش الاحتلال، من سفك للدماء والجوع والعطش وحرق الأرض والسعى فيها فسادا، والتهجير القسرى لأبنائها، وأن تأكل المجاعة فيما تبقى منهم أحياء على أرضها، فى حكم جرائم حرب، من عدو ضد السلام والإنسانية ، تتأصل فيه طباع غريزة القتل والتدمير والخراب، يصنع العوائق والأحداث لعرقلة الهدن لوقف نزيف الدماء، وينشئ الصراعات ولا يترك فرصة للحوار أو النقاش لدفع عجلة السلام إلى الأمام، إلا أنه يتحدث بلسان الغارات و القاذفات الصاروخية والقنابل العنقودية، للإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى الأعزل ، الساكن الآمن البرئ.
وفى المقابل يتواصل مسلسل المجازر الإسرائيلية دون توقف أو كبح جماحها، بعد أن شنت غاراتها العدوانية مساء العاشر من سبتمبر الجارى، على سكان مخيمات النازحين المدنيين فى منطقة المواصى بخان يونس جنوب غرب قطاع غزة، والتى عرفت إعلاميا «بمجزرة المواصى»، وقد أسفر هذا العدوان البربرى الوحشى عن استشهاد العشرات من الأبرياء وإصابة أكثر من مئة جريح، حتى أن وكالات الأنباء العالمية ذكرت، بأن هناك عائلات كاملة لم يعد لها أثر أو وجود نتيجة هذا القصف الصاروخى المدمر، والذى بفعله وشدة قوته اختفت  الأسر الساكنة المسالمة النائمة تحت الرمال،
من ينقذ صراخ آنين وآلام هذا الشعب المنكوب، منذ نكبته الأولى وضياع وطنه وأرضه،  بتصريح بالفور المشئوم عام 1917م، والذى أعطى «مالا يملك لمن لا يستحق»، لقد أصبح المجتمع الدولى مكتوف اليدين أمام شرور الطغيان وغطرسة قوته، حتى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، عاجزين ولا حيلة لهم فى تنفيذ قرارتهم أو أحكامهم، ضد جرائم العدوان الصهيونى المستمر على قطاع غزة، لأن هذا العدوان إذا لم يتوقف فسوف يكون لتداعياته أعمق الآثار وأخطر النتائج التى تهدد السلم والأمن الدوليين، بالإضافة إلى أثره الواضح الذى يعيشه العالم الآن، من إنهيار اقتصادى وجمود فى العلاقات السياسية الدولية، بسبب وقوف الدول الكبرى لإرضاء غرور وصلف وغطرسة دولة الكيان الصهيونى، وعلى رأسها أمريكا وحلفاءها الغربيين، وهذا التحالف الفاضح و المكشوف فى مساندة حكومة نتنياهو المستبدة ودعمها عسكريا واقتصاديا وتوفير القوة الناعمة لها، لكى تستخدمها كغطاءً لجرائمها الوحشية، وإن ما تتشدق به الولايات المتحدة الأمريكية فى دفاعها عن حقوق الإنسان ونشر ثقافة الديمقراطية، وحق الإنسان فى حرية التعبير عن رأيه، ما هو إلا وهم وبعيداً كل البعد عن الحقيقة وماهى إلا أقوال ومسببات مصطنعة، الغرض منها تجميل وجهها القبيح وتشويه الأنظمة والحكومات التى لا تسير فى كنفها ولا ترضى بسياساتها ذات «المعايير المزدوجة»، وموقفها المتخاذل فى عدم تدخلها لوقف نزيف بحور الدم كالسيل المنهمر والتى تنزفه قلوب أجساد الشعب العربى الفلسطينى، ضحايا جبروت قوات البغى والعدوان فى حرباً  تدور رحاها منذ ما يقرب من عاماً، ارتكبت فيها أبشع وأفظع المجازر التى سوف يسجلها التاريخ الإنساني، لهؤلاء أصحاب المذابح من تتار العصر الحديث المغتصبين لحقوق الشعب الفلسطينى، والذين يواصلون حصد الأرواح بآلة حربهم الطاحنة، مع تدمير كل شكل من أشكال الحياة والعمار على أرض فلسطين المحتلة، فى ظل حرباً فشل المجتمع الدولى فى أطفأء لهيب سعيرها، أو إنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الشعب الفلسطيني دولة الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية

فى عالم يتجه نحو التعددية القطبية واحترام سيادة الدول، يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما زال يعيش فى حقبة مختلفة، حيث يتصور نفسه «حاكماً بأمره» فى شئون دول أخرى. ترامب، الذى يعتقد أن بإمكانه فرض إرادته على الشعوب والحكومات، يغفل حقيقة أساسية: أن العالم لم يعد يتقبل منطق التهديدات والاستعلاء، وأن عهد الاستعمار والهيمنة المطلقة قد ولى منذ زمن طويل.
ترامب، الذى يعمل وفقاً لسياسة «أمريكا أولاً»، يتصرف كأن العالم ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية. لكنه ينسى أن لكل شعب حقاً فى تقرير مصيره، ورفض ما لا يتوافق مع مصالحه الوطنية. الشعوب اليوم ليست مستعدة للخضوع لإملاءات خارجية، خاصة عندما تأتى بشكل تهديدات واستعلاء.
فى قضية غزة، حاول ترامب فرض رؤيته الشخصية على مصر والأردن، متصوراً أن بإمكانه إجبارهما على استقبال لاجئين من غزة. لكن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى كان واضحاً فى رفضه القاطع لهذا الطرح. السيسى أكد أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، ولن تكون طرفاً فى أى مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. هذا الموقف يعكس إرادة شعبية راسخة، ترفض الانصياع لضغوط خارجية، مهما كان مصدرها.
ترامب، الذى اعتاد أسلوب التهديد، يبدو أنه لم يستوعب بعد أن هذا الأسلوب لم يعد يجدى نفعاً مع الشعوب التى تتمسك بسيادتها وكرامتها. مصر، كدولة ذات تاريخ عريق وإرادة قوية، لن تنكسر أمام تهديدات، ولن تسمح لأحد أن يفرض عليها ما يتعارض مع مصالحها الوطنية.
ترامب، الذى بدأ ولايته الرئاسية بموجة من القرارات المثيرة للجدل، لم يحصد سوى كراهية الشعوب حول العالم. من المكسيك إلى بنما، ومن الدنمارك إلى كولومبيا، توالت ردود الأفعال الرافضة لسياساته التهديدية والاستعلائية.
فى المكسيك، رفضت الحكومة استقبال طائرة محملة بالمهاجرين، وهددت بالتعامل مع الولايات المتحدة بالمثل. وفى بنما، رفض الرئيس خوسيه راؤول مولينو تصريحات ترامب التى طالبت بتبعية قناة بنما للولايات المتحدة، مؤكداً أن بنما دولة مستقلة ولن تقبل أى مساس بسيادتها.
أما فى الدنمارك، فقد رفضت رئيسة الوزراء ميتى فريدريكسن بشكل قاطع أى محاولة لشراء جزيرة جرينلاند، مؤكدة أن «جرينلاند ليست للبيع». وفى كولومبيا، وصف الرئيس جوستافو بيترو ترامب بأنه يمثل «عرقاً أدنى»، ورفض مصافحة «تجار الرقيق البيض»، فى إشارة إلى سياسات ترامب العنصرية.
حتى القضاء الأمريكي، رفض العديد من قرارات ترامب، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والمهاجرين. العالم بأسره، لأول مرة، يتفق على رفض سياسات ترامب، ما يعكس مدى العزلة التى يعيشها الرئيس الأمريكي.
ترامب، الذى يعتقد أنه قادر على فرض إرادته على العالم، يغفل حقيقة أن الشعوب لم تعد تقبل منطق التهديدات والاستعلاء. العالم اليوم مختلف، والسيادة الوطنية لم تعد مجرد شعارات، بل واقع يعيشه كل شعب. ترامب، الذى يحصد العداء من كل حدب وصوب، عليه أن يعيد النظر فى سياساته، وأن يدرك أن العالم ليس ملكاً لأحد، وأن الشعوب لن تقبل بأن تكون مجرد أدوات فى لعبة القوى العظمى.
فى النهاية، العالم يتجه نحو التعددية واحترام السيادة، وترامب، إن أراد أن يترك إرثاً إيجابياً، عليه أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد، بدلاً من الاستمرار فى سياسات عفا عليها الزمن.

مقالات مشابهة

  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47,487 شهيداً و111,588مصاباً
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 47 ألفا و487 شهيدا
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 47,487 منذ بدء العدوان الصهيوني
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 47,487 منذ بدء العدوان
  • 83 مليون دولار يوميا.. كشف إجمالي خسائر إسرائيل من العدوان على غزة
  • حزب الأمــــة القومـــي: القوات المسلحة والمليشيات المتحالفة معها ترتكب مجازر وإعدامات ميدانية بحق المواطنين في مدينة أم روابة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • نتحلى بالصبر.. موقف عراقي غائب بعد تنصيب الشرع رئيساً لسوريا
  • الرئيس المقاول