يعاني العديد من الأشخاص من مشاعر القلق والاكتئاب والتوتر في مراحل مختلفة من حياتهم، وعادة ما تكون هذه المشاعر مؤقتة وتزول دون أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم.

ومع ذلك، قد تطول هذه الفترات لدى البعض، مما يؤدي إلى مشاعر سلبية عميقة تصل بهم إلى حالة من اليأس التام من الحياة، وتجعلهم يتساءلون عن جدوى وجودهم.

هذا التحول في المشاعر يمكن أن يؤدي إلى أزمات وجودية عميقة تؤثر في قدرتهم على الاستمرار في الحياة والعمل والعلاقات الاجتماعية.

وتزايدت الأزمات الوجودية في العصر الحديث مع تزايد تنوع مسارات الحياة، إذ لم تعد الحياة تسير على نمط ثابت كما كان في السابق، وتعدد الخيارات المتاحة يضع الناس في حالة تفكير مستمر بشأن الأنسب لهم، وقد يؤدي الإفراط في التفكير إلى الوقوع في أزمات وجودية.

القلق الوجودي يظهر خلال الفترات الانتقالية في حياة الأفراد حين يشعرون بتزعزع الأسس التي تقوم عليها حياتهم (بيكسلز)

يظهر القلق الوجودي خلال الفترات الانتقالية في حياة الأفراد حين يشعرون بتزعزع الأسس التي تقوم عليها حياتهم، ويبدؤون في التساؤل عن معنى وجودهم.

وتترافق هذه الأزمات عادة مع فقدان الإحساس بالأمان، مثل حالات الانفصال الزوجي أو ابتعاد طالب جامعي عن منزله أو وفاة شخص مقرب.

ويمكن أن تظهر الأزمات الوجودية أيضا مع التقدم في العمر ودخول مراحل جديدة، مثل الأربعينيات أو الخمسينيات أو الستينيات، إذ يبدأ الناس في تقييم إنجازاتهم ويتساءلون عن مدى جدوى حياتهم.

وفي هذه الفترات قد يشعر البعض بالتباين بين ما يقومون به وما كانوا يأملون تحقيقه، وهذه الأزمات قد تدفع الأفراد إلى إعادة توجيه حياتهم نحو مسار يعزز التوافق بين طموحاتهم وأفعالهم ويحقق انسجاما أكبر بين ما يقولونه وما يفعلونه.

أعراض القلق الوجودي

يختلف القلق الوجودي عن الاكتئاب والقلق المرضي، فهو يشير إلى أفكار ومشاعر لا تصنف حالة طبية بحاجة إلى العلاج، وعلى عكس الاكتئاب والقلق المرضي الذي يحدث بدون مؤثر خارجي يحدث القلق الوجودي غالبا بسبب أحد المؤثرات الخارجية التي ذكرت سابقا.

أما أهم أعراض القلق الوجودي فهي الشعور بالوحدة طوال الوقت، وعدم وجود معنى في الحياة اليومية، والشعور بعدم القدرة على تغيير أي شيء في الحياة، وهناك أيضا بعض الأعراض الجسدية التي تصاحب الشعور بالقلق الوجودي، مثل اضطرابات النوم وانخفاض الشهية وعدم الاستمتاع بالأنشطة اليومية ونقص الطاقة وعدم الرغبة في الحركة، بالإضافة إلى انخفاض الدوافع التي تدفع الشخص للحياة أو إنجاز الأهداف المختلفة.

القلق الوجودي قد يتزامن مع بعض المشكلات العقلية والنفسية الأخرى (شترستوك)

قد يظهر القلق الوجودي أحيانا بالتزامن مع مشكلات عقلية ونفسية أخرى، مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الوسواس القهري واضطراب الشخصية الحدية، مما يعمق الأزمة الوجودية.

وفي هذه الحالات تصبح الأزمات الوجودية جزءا من أعراض اضطراب عقلي أو نفسي، وقد تتطور إلى ما يعرف بالاكتئاب الوجودي.

وتشمل أبرز أعراض هذا النوع من الاكتئاب الشعور المستمر باليأس وصعوبة في إيجاد معنى للحياة والانشغال الدائم بأسئلة لا إجابات واضحة لها تتعلق بالموت وهدف الحياة.

تجاوز الأزمات الوجودية

يمكن أن تكون الأزمات الوجودية فرصة للتحول في حياة الأفراد، إذ تساعدهم على إعادة تقييم أهدافهم ومعنى الحياة الذي يسعون إليه.

وفي بعض الأحيان تدفع هذه الأزمات الشخص إلى إجراء تغييرات جذرية ليصبح أكثر انسجاما مع نفسه وقيمه، وتساهم في تجديد أهدافه.

الوعي بضرورة خلق المعنى في الحياة يمثل تحولا كبيرا لأولئك الذين يعانون من أزمات وجودية، والتركيز على الأشياء البسيطة التي تجعل الحياة تستحق العيش والشعور بالامتنان لها يعتبران من أهم وسائل التعافي.

كذلك، البحث عن هدف محدد للعمل عليه -سواء كان اجتماعيا أو عمليا أو ماديا- يعد وسيلة فعالة لتجاوز الأزمات الوجودية، إذ إن وجود هدف يحفز الشخص ويمنحه دافعا حقيقيا للحياة.

ومن الأساليب الأخرى لتجاوز الأزمات الوجودية عدم الإفراط في التفكير، وتحليل الأمور، والقبول بأن بعض الأسئلة في الحياة قد لا تكون لها إجابات نهائية.

مشاهير مروا بأزمات وجودية

من بين المشاهير الذين عانوا من الأزمات الوجودية الممثل الأميركي جيم كاري، وذلك بعد انتحار صديقته كاثريونا وايت.

وأحد مظاهر تلك الأزمة تجلى في مقطع صوتي خلال أسبوع الموضة، فقد رد على سؤال من مراسل قناة "آي نيوز" عن أحواله قائلا "لا معنى لكل هذا، لم أرتدِ ملابس أنيقة، وأنا لا وجود لي، هذه ليست حياتنا، نحن لا نهم".

ورغم أن الفيديو قد يبدو مضحكا في البداية فإنه كان يعكس بوضوح الأزمة التي كان يعيشها كاري، خاصة مع اعترافه العلني بصراعه مع الاكتئاب لسنوات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الحیاة

إقرأ أيضاً:

كيف تواجه القلق والضغوط النفسية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الجميع يمر بحالات من القلق والضغوط النفسية.. بعض الناس يستطيعون التحكم فيها وإدارة القلق والضغوط النفسية والتخلص منها ومتابعة الحياة بشكل طبيعي وهناك من تسيطر عليه حالة القلق ولا يستطيع التخلص منها وربما تسببت في مشاكل كثيرة في حياته وهناك تقنيات قد يتعلمها الشخص او موهبة يكتسبها من الحياة لإدارة قلقه والتحكم في الضغوط النفسية لأن اذا ترك الشخص تلك الحالة تسيطر عليه سيجد صعوبات كثيرة في الحياة منها الغضب والاكتئاب ومشاكل النوم وغيرها.

هناك عدة نصائح وتقنيات تساعد في التخلص من القلق واداة الضغوط النفسية.


  

-نصائح تفريغ الضغط النفسي:

*القضاء على القلق عن طريق ممارسة أي نشاط حيوي للتخلص من الضخ الإضافي لهرمون "الأدرينالين" في الجسم، ومن هذه النشاطات المشي السريع، أو التدريبات عالية الكثافة، وضع أنغام موسيقية، ومحاولة الرقص عليها، تأدية أعمال تحتاج إلى طاقة عالية، ممارسة اليوجا فتساعد هذه النشاطات على خفض مستوى هرمون "الأدرينالين" في الجسم.

*تقنيات التنفس حيث يؤثر الشعور بالضغوطات النفسية في معدل ضربات القلب، ويؤدي إلى انقباض الصدر، وهذا يجعل الفرد يشعر بدوار بسيط.

*قاوم رغبتك في العزلة عن المحيط، لأن التواصل مع الأهل والأصدقاء وسيلة رائعة للتخفيف من الضغوطات، والعودة إلى الحياة الطبيعية، ويساعد وجودهم حول الفرد على توفير دعم ومساعدة له.

 

-أسباب الضغوطات النفسية:

*الضغط البيئي أبسط أنواع الضغط النفسي، وينتج بوصفه ردة فعل على الإجهاد الذي يسببه وجود ضوضاء حول الفرد، أو الازدحام، أو التعرض لضغوطات العمل.

*الضغط الناتج عن العمل فقد يعاني الفرد من الضغط النفسي خلال ساعات العمل، وهذا ينتج بسبب مجموعة من الأمور أهمها وجود عمل يصعب على الفرد تأديته، العمل المستمر دون أخذ فترات استراحة، العمل عشوائيا دون إدارة الوقت، العمل لساعات طويلة باستمرار.

*الضغط الداخلي وينتج هذا النوع من حالة القلق أو التوتر تجاه فعل يجب على الفرد ألا يقلق تجاهه، وذلك عندما يستمر لفترات طويلة بالتفكير في أمر ما، إلى جانب شعوره الدائم بالقلق تجاه الفعل الذي لا يستطيع السيطرة عليه، ويعد هذا النوع من الأنواع سهل العلاج قبل تفاقم الحالة.

*الضغط الناتج بعد مواقف تهدد حياة الفرد ويظهر هذا النوع بعد نجاة الفرد من الموت، أو تعرضه لفعل يهدد حياته، أو بعد خروجه من مواقف خطرة ومقلقة، ويجب على الفرد مواجهة خوفه بشجاعة حتى يتخلص من هذا النوع من الضغوطات.


 -كيف تؤثر الضغوطات والقلق على حياة الشخص:

*تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، فهي تجعل الفرد يعيش في حالة من الأمان والاستقرار.

*لها تأثير على العلاقات الاجتماعية.

*تؤثر على تحقيق التوازن العاطفي.

*التخلص منها يساعد في تحسين جودة الحياة.

*يقلل من إنتاجية الفرد وأدائه في العمل.

*قد يصاب الفرد بأمراض جسدية خطيرة ومزمنة، كأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، بسبب التعرض للضغوطات النفسية المتكررة.


 -نصائح للتعامل مع الضغوطات النفسية:

*تعلم طريقة التنفس الصحيحة ومارسها يوميا.

*الابتسام والضحك والتعامل الاجتماعي مع اشخاص تحبهم.

*مارس رياضة معينة.

*استنشق روائح معطرة مهدئة واشعر بالامتنان.

*حاول النوم ساعات كافية يوميا.

*تناول طعام صحي.

*جرب ممارسة التأمل.

مقالات مشابهة

  • كين يكشف عن سر «القلق»!
  • الأقصى في موسم الخطر الوجودي الأكبر
  • أمير الحدود الشمالية: الخطاب الملكي خارطة طريق بمضامينه العميقة
  • تفاصيل من الحياة الزوجية لملكة جمال سويسرا التي قطعها زوجها بمنشار
  • لملس يناقش سير أعمال صيانة وتأهيل الطرق في عدن
  • أمير الحدود الشمالية: الخطاب الملكي خارطة طريق بمضامينه العميقة وأرقامه الدقيقة
  • كيف تواجه القلق والضغوط النفسية؟
  • بلينكن: ناقشت مع السيسي التهديد الوجودي لمصر وموضوع المياه
  • أفتتاح أول مدرسة متخصصة بتعليم المكفوفين في مأرب