الجزيرة:
2024-11-24@21:16:11 GMT

بالفيديو.. تعرف على مونترو والريفييرا في سويسرا

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

بالفيديو.. تعرف على مونترو والريفييرا في سويسرا

تتميز مدينة مونترو السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة جنيف بمناظر طبيعية خلابة لجبال الألب المهيبة، ويرتبط اسمها بمهرجان مونترو لموسيقى الجاز المشهور عالميا، فضلا عن معالم سياحية مثل قلعة شيلون التاريخية واحتضانها أصغر متحف في العالم.

وعلى الرغم من صغر مساحتها، فإن مونترو اكتسبت لقب "لؤلؤة بحيرة ليمان" عن جدارة وتتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، الذي يتيح المجال أمام أشجار الصنوبر وأشجار السرو والنخيل لتزيين كل ركن فيها وإضفاء جمالية على الريفييرا السويسرية بأكملها (مناطق في جنوبي البلاد مطلة على بحيرات).

وتعدّ مدينتا مونترو وفيفي من كبرى المدن في منطقة فود ريفييرا (تقع ضمن الريفييرا السويسرية)، والتي تشتهر باستقطاب الفنانين والمشاهير للاستقرار فيها والباحثين عن الجمال الطبيعي والإلهام منذ مدة طويلة، من فيكتور هيغو إلى فريدي ميركوري، وشارلي شابلن، وكلارا هاسكيل وغيرهم.

جانب من منطقة الريفييرا السويسرية يُرى من جبال الألب (الجزيرة) مونترو وضواحيها

كانت مدينة مونترو عبارة عن مجموعة من القرى الصغيرة يعود تاريخ بعضها إلى العصر الروماني، ثم شهدت المنطقة تطورا استثنائيا في القرن الماضي بفضل الملاحة في بحيرة جنيف ووصول السكك الحديدية.

وفتحت بيوت الضيافة أبوابها منذ عام 1815، وأسهم العديد من الكتاب والفنانين الذين استقروا في الريفييرا السويسرية في التعريف بجمال المكان والسكينة والخصوصية التي يبحث عنها المشاهير.

وعلى الرغم من التقلبات التي فرضتها الحربان العالميتان في القرن العشرين، فإن السياحة ظلت المصدر الرئيسي للدخل لمونترو.

وبفضل جوها المعتدل على مدى السنة، تعد مونترو بيئة مناسبة لزراعة الزهور والنباتات الاستوائية، ووجهة مثالية للتنزه والاستكشاف على طول أرصفة الميناء المنمقة.

ويتوافد إليها مئات الآلاف من عشاق موسيقى الجاز منذ عام 1967 حتى أصبح مهرجان الجاز حدثا سنويا لا يمكن تفويته على ضفاف بحيرة جنيف، فهو الأكبر في أوروبا، فضلا عن الهندسة المعمارية لعصر "بيل إيبوك" التي تميز المدينة والتي لا يمكن مقاومة سحرها.

حديقة بالقمة

ومن مونترو يمكن ركوب القطار المتجه إلى "روشيه دو ناي" لمشاهدة جبال الألب على جانب الحدود بين سويسرا وفرنسا، وذلك على ارتفاع يتجاوز 2000 متر عن سطح البحر. كما يمكن التوقف عند بلدة فيفي لاكتشاف الحياة البسيطة في الريفييرا الهادئة.

وبعد رحلة تستغرق أقل من ساعة بالقطار، سيبهرك نقاء الهواء والجو الهادئ الذي يشجع على المشي والاكتشاف، مع إطلالة بانورامية خلابة على النباتات الجبلية في حديقة "ألبان لارامبيرسيا" (Alpin La Rambertia garden)، التي تضم حوالي ألف نوع من النباتات جلبت من مناطق جبلية مختلفة في سويسرا وأوروبا وقارات أخرى.

وتزهر العديد من نباتات جبال الألب بين أواخر يونيو/حزيران ومنتصف أغسطس/آب، وهي أيضا فترة العطلة الصيفية التي تستقبل فيها الحديقة أكبر عدد من الزوار. ويُمنع ركوب الدراجات في الحديقة التي أقيمت عام 1896 أو قطف الزهور، كما يحظر استخدام الطائرات المسيرة لأن عددا كبيرا من الطيور ترتاد الموقع.

ولأن حديقة لارامبيرسيا تستفيد من المنحدرات الجنوبية والشمالية، ولأن بعض النباتات تأتي من قارات أخرى، فإن فترة الإزهار عموما تستمر مدة أطول مقارنة بحدائق جبال الألب الأخرى، ويمتد موسم نمو هذه النباتات من نهاية مايو/أيار إلى منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

زيارة حديقة "ألبان لارامبيرسيا" تفتح أمامك مناظر بانورامية خلابة وأنت تتنفس هواءا نقيا (الجزيرة) أصغر متحف

وعند تجولك في القرى المحيطة بمونترو، سيخبرك السكان المحليون بفخر باستضافتهم أصغر متحف في العالم، وهو لقب مغرٍ سيجعلك بالتأكيد ترغب في التعرف عليه عن قرب.

ففي قرية كولي الصغيرة والمطلة على ضفاف بحيرة ليمان، يقع متحف "كونستال مارسيل دوشامب" "كي إم دي" (KMD)، والذي يقدم خمس تحف فنية يتم تغييرها كل مرة، وهي من أعمال فنانين هواة وآخرين معترف بهم دوليا.

هذه الكبسولة هي أصغر متحف في العالم وتوجد في قرية كولي المطلة على بحيرة ليمان (الجزيرة)

هذا المتحف الأصغر في العالم عبارة عن كبسولة صغيرة على ارتفاع متر ونصف المتر، وعرضها 45 سنتيمترا وطولها 75 سنتيمترا. ويمكن للعموم زيارته ومشاهدة تحفه الفنية المعروضة داخله على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.

وتأسس هذا المشروع الفني الفريد من نوعه على يد الفنانين كارولين باخمان وستيفان بانز في عام 2009 بمناسبة حدث دولي مخصص للفنان ولاعب الشطرنج الفرنسي الأميركي مارسيل دوشامب، والذي أمضى عدة أيام في كولي في عام 1946 وانبهر بجمال شلال فوريستاي، الذي رسمه في إحدى تحفه الفنية المحفوظة حتى الآن في متحف فيلادلفيا للفنون.

قلعة شيلون

وعلى بعد 3 كيلومترات تقريبا من مونترو وتحديدا في مدينة فايتو، نجد قلعة شيلون، وهي من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في سويسرا، فهي فرصة للغوص في التاريخ على جزيرة صخرية.

ويعود تاريخ تأسيس هذه القلعة إلى القرن الثالث عشر، وبنتها عائلة سافوي للسيطرة على الممر على طول بحيرة جنيف. وكانت القلعة بمثابة مخزن أسلحة وموقع دفاعي وسجن ومقر إقامة مؤقتة لكونتات سافوي (الحكام المحليين للمنطقة).

واكتسبت قلعة سيلون شهرتها على يد اللورد بايرون في قصيدته "سجين شيلون" المنشورة في عام 1816. واليوم، تستقبل 400 ألف زائر سنويا، 75% منهم من السياح الأجانب، مما يجعلها المعلم التاريخي الأكثر زيارة في البلاد.

ويمكن العودة إلى مونترو بواسطة القارب أو الحافلة (10 دقائق تقريبا)، أو سيرا على الأقدام، حيث يمكنك الاستمتاع بأشجار النخيل على طول الأرصفة، أو مشاهدة مزارع الكروم الشاسعة في لافو، وهي أكبر منطقة لزراعة العنب في سويسرا ومدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

مزارع الكروم بمنطقة لافو المدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو (الجزيرة)

ويوصى بالحجز عبر الإنترنت للزيارات الفردية أو الجماعية المجانية أو الإرشادية لقلعة سيلون، ويصل سعر التذكرة إلى 13.50 فرنكا سويسريا (15.8 دولارا) و7 فرنكات (8.2 دولارات) للأطفال، وينخفض السعر لفائدة للمجموعات (15 شخصا على الأقل) إلى 10.50 فرنكات (12.3 دولارا).

الإقامة والتنقل

وبمجرد الوصول إلى وجهتك، يُنصح باستلام بطاقة "مونترو ريفييرا" للحصول على تسهيلات عديدة أثناء فترة زيارتك، والتنقل مجانا باستخدام وسائل النقل العام عند حجز أي ليلة في فندق أو مكان مبيت أو شقة عطلات أو موقع تخييم في المنطقة، وسيتم تقديم البطاقة لك فور وصولك من قبل المضيف.

ويتم تمويل هذه البطاقة من خلال ضريبة السياحة، وتسمح للسائحين بالوصول إلى مناطق الجذب الرئيسية، مع الاستفادة من تخفيض الأسعار بنسبة تبلغ 50% على الأنشطة والمعالم السياحية أو الجولات المصحوبة بمرشدين.

فعلى سبيل المثال، بدلا من دفع السعر الكامل لزيارة متحف شارلي شابلن أو قلعة شيلون، يمكنك تقديم بطاقة "مونترو ريفييرا"، وسيطبق الخصم الخاص بك بشكل تلقائي للاستمتاع بالمنطقة بأسعار منخفضة.

وغالبا ما يستفيد الأطفال من الدخول المجاني للأماكن السياحية، مما يجعل زيارة مونترو وضواحيها رفقة العائلة فرصة لا تُفوت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جبال الألب فی العالم فی سویسرا متحف فی

إقرأ أيضاً:

هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟

في أعقاب الحروب النابليونية التي عصفت بأوروبا، اجتمع القادة الأوروبيون في مؤتمر كبير في فيينا عام 1815، وتقرر جعل سويسرا منطقة محايدة عازلة بين النمسا وفرنسا، ومن حينها عرفت البلد بحيادها تجاه القضايا الخارجية.

وحافظت سويسرا إلى حد كبير على سياسة الحياد خلال الكثير من الأحداث العالمية المعاصرة وخصوصا الحربين العالميتين بل دفعها حيادها إلى عدم الانخراط في التكتلات الأوروبية، فهي ليست حتى الساعة عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولم تنضم للأمم المتحدة إلا في عام 2002.

لكن حياد سويسرا يتعرض دائما لاختبار حقيقي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والقضية الفلسطينية، بل إن هذا الحياد يكاد يصبح من الماضي إزاء الحرب العدوانية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.

فقد ارتبط اسم البلد مبكرا بالصراع في الشرق الأوسط، حيث احتضنت المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل في أغسطس/آب 1897 والذي مثل النواة الأولى لعمليات تهجير اليهود إلى فلسطين تمهيدا لإقامة الكيان الإسرائيلي.

وبعد أسبوع من انعقاد ذلك المؤتمر، كتب صاحب مبادرة إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية ورئيس المؤتمر ثيودور هرتزل "في بازل أسّستُ الدولة اليهودية".

لكن سويسرا، بحسب دراسة للباحثين إيف شتاينر وساشا زالا بعنوان "سويسرا والصراع العربي الإسرائيلي"، ظلت تعلن على مدى تاريخ هذا الصراع تمسكها بسياسة متوازنة تجمع بين الحياد والالتزام الإنساني ودعم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط. فهل كانت حقا محايدة تجاه القضية الفلسطينية؟

محطات تاريخية في علاقة سويسرا بالقضية الفلسطينية: في عام 1927 أنشأت سويسرا قنصلية لها في يافا التي كانت آنذاك مدينة فلسطينية ذات أغلبية عربية. بعد الحرب العالمية الثانية، ازدهرت العلاقات الاقتصادية والقنصلية بين سويسرا وفلسطين تحت الانتداب البريطاني مع إنشاء غرفة التجارة السويسرية الفلسطينية. بعد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين وإعلان قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 أرجأت الحكومة الفدرالية السويسرية اعترافها بالكيان الجديد، تجنّبا -حسب الدراسة المذكورة أعلاه- لتصنيفها منحازة إلى أحد طرفي الصراع. بعد توقيع اتفاقيات الهدنة التي أوقفت حرب 48 بين العرب والإسرائيليين، منحت سويسرا كلا من إسرائيل والأردن اعترافها الرسمي في يناير/كانون الثاني 1949. في عام 1956، تولت سويسرا نقل قوات حفظ السلام بواسطة الخطوط الجوية السويسرية إلى مصر وتحديدا منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. في عام 1964، وقعت سويسرا وإسرائيل اتفاقية إلغاء التأشيرة وهذا مكّن من زيارة العديد من الشخصيات الإسرائيلية إلى سويسرا، وتطوير العلاقات التجارية بين الطرفين. بعد حرب 1967 دعمت سويسرا بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة "إينيتسو"، فوفرت طائرات وساهمت في الإشراف على تبادل أسرى الحرب. بعد حرب 1973 تعرض حياد سويسرا لاختبار جديد حيث أبدت تعاطفها مع إسرائيل، وأوقفت دعمها المالي لليونسكو في أعقاب قرارات لتلك المنظمة الدولية أزعجت إسرائيل، لكن صحيفة تايم لاين السويسرية أرجعت ذلك الموقف إلى تأثر سويسرا حينها بهجمات نفذها مسلحون فلسطينيون على الأراضي السويسرية ضد أهداف إسرائيلية. ياسر عرفات أثناء مبادرة جنيف في سويسرا 2012 (الفرنسية) في نفس الفترة تحدثت مصادر صحيفة عن اتفاق سري بين سويسرا ومنظمة التحرير الفلسطينية وقعه بيير غرابر وفاروق القدومي يقضي بتقديم سويسرا الدعم الدبلوماسي للمنظمة مقابل ضمانات بعدم شنّ هجمات فلسطينية ضد المصالح الإسرائيلية على الأراضي السويسرية. في عام 1975، كان افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في جنيف. في عام 1979 دعمت سويسرا قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ليست لها أي شرعية قانونية. تزامنا مع مفاوضات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كونت سويسرا مجموعة من الدبلوماسيين مختصة في الصراع في الشرق الأوسط. في أكتوبر/تشرين الثاني 2003 أطلقت سويسرا "مبادرة جنيف" التي أشرف عليها الدبلوماسي السويسري ألكسيس كيلر وتضمنت مقترح اتفاق سلام يتناول قضايا الصراع الرئيسة (القدس، واللاجئون الفلسطينيون، وترسيم الحدود)، وتم التوقيع عليه من قبل شخصيات أكاديمية إسرائيلية وفلسطينية لكنها لا تمثل الجهات الرسمية، ورغم الدعم الدولي، ظلت تلك المبادرة تراوح مكانها من دون أن تحقق خرقا في مواقف الأطراف. بعد فوز حماس بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية في 2006، ظلت سويسرا على تواصل معها، حتى إن وفدا من حماس زار سويسرا عام 2012 لحضور جلسة للاتحاد البرلماني الدولي، ومقرّه جنيف، كما حضر الوفد مؤتمرا جامعيا حول غزة بعنوان "غزّة.. حتى لا ننسى". خلال الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة من 2008 إلى 2021، كان موقف سويسرا هو تقديم المساعدات الإنسانية والدعوة إلى وقف إطلاق النار، وامتنعت سويسرا تاريخيا عن تصنيف حماس منظمةً إرهابية. مشير المصري ترأس وفد حركة حماس الذي زار سويسرا  2012 لحضور جلسة للاتحاد البرلماني الدولي (الأناضول – أرشيف) 7 أكتوبر والتخلي عن الحياد

يعتبر الباحث فيليب بوجلين -في مقال في صحيفة "لي تامب" السويسرية- أن سويسرا تخلت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023 عن حيادها وتقاليدها الإنسانية، إذ أعلنت نيتها حظر حماس وحجبت التمويل عن وكالة اللاجئين الفلسطينية (الأونروا).

ويرى الباحث أنه إن كان حصل شبه إجماع من الأطراف السياسية على إدانة هجوم حماس على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي من بينهم اثنان يحملان الجنسية السويسرية، إلا أن هذا الإجماع النسبي تحطم بسرعة بسبب الرد الإسرائيلي الوحشي في غزة، والذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.

وفي صحيفة سلات الفرنسية يتساءل الباحث ليو بيير هل ما زالت سويسرا محايدة حقا على الساحة الدولية؟ إذ يعتبر أن البلد تمكنت بحيادها من لعب دور رائد في العديد من قضايا العالم، مثل دورها في توقيع اتفاقيات إيفيان بين فرنسا والجزائر عام 1962، وفي عملية إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم القوات الثورية الكولومبية (فارك)، وفي الوساطة بين تركيا وأرمينيا، إلا أن حياد سويسرا فضحه الصراع الروسي الأوكراني وفضحه بشكل أكبر الصراع في الشرق الأوسط.

ففي الحرب الإسرائيلية على غزة، لم تستطع سويسرا الخروج عن المواقف الغربية المشتركة مثل تعليق المساعدات للأونروا، وعدم الاعتراف بفلسطين؛ فعندما أتيحت فرصة التصويت لصالح انضمام فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة في العاشر من مايو/أيار 2024، فضلت سويسرا الامتناع عن التصويت.

وفي وقت تتزايد فيه الدعوات لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة يستمر التعاون العسكري بين سويسرا وإسرائيل وتتبادلان بيع المعدات العسكرية بعضهما البعض، حسب الباحث لييو بيير.

وفي ذات السياق، يرى أستاذ القانون الدولي الإنساني السويسري إيف ساندوز في مقال له أنه يجب على سويسرا إعادة التوازن إلى موقفها تجاه الصراع في الشرق الأوسط وأن تتصرف بموضوعية ونزاهة في الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وأن تعمل على وقف الأعمال العدائية الجارية في غزة التي تسببت في معاناة لا توصف للسكان وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

وأضاف ساندوز، أنه لا مراء في أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يأتي في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي وصفه بـ"المدان"، لكن أستاذ القانون الدولي الإنساني يرى أنه من الخطأ النظر إلى العدوان الإسرائيلي من زاوية الدفاع عن النفس، بل يجب اعتباره حلقة دموية من صراع لم يتوقف قط، وإنما ينفجر بوحشية على فترات منتظمة مثل بركان خامد.

ويخلص ساندوز أنه حتى لو نظرنا من زاوية الدفاع عن النفس، فإن الهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة يتجاوز كل الحدود التي وضعها القانون الدولي.

قانون حظر حماس

في سبتمبر/أيلول 2024، أقرت الحكومة السويسرية مشروع قانون يقضي بحظر حركة حماس ويعتبرها منظمة إرهابية، كما يحظر القانون كل المنظمات والجماعات التي تعمل نيابة عن حماس أو باسمها.

ويأتي إقرار القانون استجابة لعريضة وقعها برلمانيون ورؤساء أحزاب ومنظمات سويسرية موالية لإسرائيل تطالب بتصنيف حماس منظمة إرهابية، وتعتبر أن احتفاظ سويسرا باتصالات مع منظمة تهدف إلى تدمير "دولة ذات سيادة" أمر مزعج إلى أقصى حد ويضر بالسياسة الخارجية لسويسرا.

ورأت هذه الشخصيات السويسرية أن إلقاء نظرة على ميثاق حماس يكفي للتأكيد على أن أهدافها تتطابق من حيث المبدأ مع أهداف تنظيم الدولة الإسلامية "الله مرتكزها، والنبي قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها والموت في سبيل الله أغلى أمانيها".

وتضيف هذه الشخصيات أن حماس صنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى -بما فيها حتى دول عربية وإسلامية- على أنها "جماعة إرهابية، فكيف لا تفعلها سويسرا؟".

ووفقا للقانون الجديد الذي نشرت الصحف السويسرية بعض فقراته، فإن حركة حماس هي منظمة فلسطينية إسلامية تتألف من جناح سياسي وجناح مسلح تأسست بعد اندلاع الانتفاضة عام 1987 على يد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وحصلت حماس على أغلبية أصوات الفلسطينيين في الانتخابات التي أجريت في مناطق الحكم الذاتي عام 2006.

وفسر القانون ذلك النجاح بتنامي "التطرف" نتيجة استمرار الصراع في الشرق الأوسط لعقود من الزمن من دون حل، إضافة إلى ما وصفه بالالتزام الاجتماعي الذي ميز حماس في مقابل الفساد المستشري في حركة فتح.

وزعم القانون الجديد أن الميثاق التأسيسي لحركة حماس يدعو إلى قتل اليهود وتدمير دولة إسرائيل، كما ترفض حماس اتفاقات أوسلو وتعتبرها خيانة.

وإن كان القانون أشار إلى أن حماس عدلت ميثاقها عام 2017 بأن خففت موقفها تجاه إسرائيل، وتحدثت عن قبولها فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967، إلا أنه أوضح أن حماس ما تزال ترفض الاعتراف بإسرائيل وما زال قادتها يدعون إلى تدمير دولة إسرائيل.

والغريب أن القانون الذي يحظر حماس يؤكد أنه لا يحتمل في الوقت الحالي القيام بأي عمل إرهابي مخطط له من قبل حماس في سويسرا، وأنه ليس لدى جهاز المخابرات الفدرالية السويسرية أي معلومات تشير إلى أن حماس تمتلك الوسائل العملياتية لتنفيذ هجمات في سويسرا ولا في أوروبا كلها.

لكنه يضيف أن الوضع قد يتطور اعتمادا على الصراع، كما أن نقل أحداث الحرب الجارية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في سويسرا، قد يؤدي إلى ما وصفه القانون بزيادة الأعمال المعادية للسامية في البلاد.

وكانت وزيرة العدل السويسرية إليزابيت شنايدر أوضحت في تصريح سابق أن إقرار قانون حظر أنشطة حركة حماس من شأنه أن يسهّل طرد من وصفتهم بالأشخاص "الخطرين" ويسرع الإجراءات الجنائية ضد "الإرهابيين المحتملين".

كاسيس أثار غضب الفلسطينيين عام 2018 بإعلانه أن وكالة الأونروا تشكل عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط (غيتي)

وأضافت شنايدر أن الحكومة السويسرية تدرك أن حظر حركة ما يشكل اعتداء كبيرا على الحقوق الأساسية ويمكن أن يؤثر على مجال المناورة المتاح لسويسرا في السياسة الخارجية، غير أن الحكومة تعتبر مصالح الأمن الداخلي وضرورة مكافحة "تمويل الإرهاب" تعلو فوق الاعتبارات الأخرى.

اعتبر باحثون سويسريون أن حظر حماس خطأ كبير فهي لا تخضع لعقوبات من مجلس الأمن الدولي يمكن لسويسرا أن تستند إليها كما هو الحال مع تنظيمي القاعدة و"داعش".

ونقلت صحيفة "لا ليبرتي" السويسرية عن البروفيسور في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية في جنيف والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط ريكاردو بوكو أن سويسرا ترتكب "خطأ كبيرا وفادحا" بتصنيفها حركة حماس كمنظمة إرهابية، مضيفا أن مثل هذا الحظر سيقطع الحوار مع الفلسطينيين.

واعتبر بوكو أنه لا يفهم سبب رغبة سويسرا في اتخاذ موقف لصالح إسرائيل بعد أن كانت سويسرا الدولة المحايدة التي تعمل من أجل السلام في أحلك الظروف، مثلها في ذلك مثل النرويج التي ما تزال ترفض تصنيف حماس على قائمة الإرهاب.

ونقلت الصحيفة عن محللين سويسريين آخرين انتقادهم لسياسات وزير الخارجية الحالي إينياتسيو كاسيس، الذي يعتبرونه جزءا من مجموعة مؤثرة مؤيدة لإسرائيل، ويذكرون أنه كان قد أثار غضب الفلسطينيين عام 2018 بإعلانه أن وكالة الأونروا تشكل عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط.

أخيرا يتفق أغلب الباحثين أن المواقف الجديدة لسويسرا المنحازة لإسرائيل مدفوعة بالتأثير المتنامي للاتجاه اليميني في البلاد، وأن هذه المواقف ستؤدي إلى تآكل القوة الناعمة لسويسرا في المنطقة والعالم ككل، تلك القوة التي كانت تعتمد على سياسة الحياد وتمكنت من خلالها من لعب أدوار مختلفة على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • هالاند مهدد بالسجن في سويسرا بسبب 65 يورو
  • تعرف على القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي.. عنصرية وتعزز الاحتلال
  • تعرف على أشهر الكنائس التي تحمل اسم مارمينا
  • حملات للنظافة والتجميل وصيانة الإنارة بطريق بحيرة قارون السياحي
  • رومانوسكي من قلعة أربيل... ملتزمون بدعم كوردستان
  • بالفيديو.. لندن تشهد لقاء وتكريم أطول امرأة في العالم التركية روميسا التي تناولت الشاي مع أقصر امرأة بالعالم الهندية جيوتي
  • شاهد بالفيديو.. بقيادة الحسناء “لوشي”.. فتيات سودانيات بالإمارات يتحدثن اللهجة الخليجية ويثرن سخرية المتابعين: (الأموال التي دفعنها للميك آب وتعديل الصورة الأصلية كفيلة بإعانة مئات الأسر)
  • هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • دبي.. تعرف على معرض "أحلام الأرض" في متحف المستقبل