الجزيرة:
2024-09-19@22:47:05 GMT

كاتب أميركي: ذهبت للتو إلى دارفور وهذا ما حطمني

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

كاتب أميركي: ذهبت للتو إلى دارفور وهذا ما حطمني

زار كاتب عمود الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، نيكولاس كريستوف، الحدود بين تشاد والسودان، ورسم من هناك صورة قاتمة لأوضاع اللاجئين الفارّين من جحيم الحرب في إقليم دارفور غربي السودان.

واستهل تقريره بما حدث في قرية بدارفور اجتاحتها مليشيا عربية العام الماضي، حيث أمر المسلّحون الرجال والفتيان بالاصطفاف وقتلوهم في مجزرة بشعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الجزيرة تكشف بتحقيق سري إمبراطورية عقارية لوزير مقرب من الشيخة حسينةlist 2 of 2واشنطن بوست: قريبا نشر نتائج التحقيقات بشأن نقل أسلحة أميركية لإسرائيلend of list

وذكر أن أحد قادة المليشيا قال لسكان القرية "لا نريد أن نرى أي شخص أسود"، مضيفا بسخرية "لا نريد حتى أن نرى أكياس قمامة سوداء". ولتحقيق وجهة نظره، أطلق النار على حمار لأنه أسود، وفق ما أفادت به إحدى القرويات تُدعى مريم سليمان لمراسل الصحيفة.

أعدموا إخوتي الخمسة

ثم أضافت أن أفراد المليشيا أعدموا رجالا وفتيانا ينتمون إلى مجموعات عرقية أفريقية سوداء، واصفة كيف أن شقيقها الأصغر نجا من الرصاصة الأولى، ونادى عليها "لقد أطلقوا النار على إخوتي الخمسة، واحدا تلو الآخر". ثم أطلق أحد أعضاء المليشيا النار على رأسه وسألها بسخرية كيف رأت ذلك؟

وقالت مريم إن المليشيا حاولت بشكل منهجي قتل جميع الذكور فوق سن العاشرة، كما قتلت بعض الأصغر سنا. وأضافت أن صبيًا عمره يوم واحد أُلقي على الأرض وقُتل، واُلقي طفل رضيع في بركة ليغرق.

وتابعت حديثها مع كريستوف قائلة إن المسلحين جمعوا النساء والفتيات في حظيرة لاغتصابهن. وتذكّرت "لقد اغتصبوا العديد من الفتيات". وقالت إن أحد الرجال حاول اغتصابها هي نفسها، وعندما فشل ضربها، وكانت حاملا فأجهضت.

لا مكان لكم في السودان

ونقلت مريم عن أفراد المليشيا قولهم "أنتم عبيد. لا مكان لكم أيها السود في السودان". لذلك فرّت مريم إلى تشاد المجاورة وهي واحدة من أكثر من 10 ملايين سوداني نزحوا قسرا منذ بدأت الحرب الأهلية العام الماضي في البلاد، وتسببت في مذابح ضد الجماعات العرقية الأفريقية السوداء مثلها، وفق تقرير كاتب العمود.

وأشار الكاتب إلى أن الفظائع التي تُرتكب في دارفور القريبة من الحدود مع تشاد هي صدى للإبادة الجماعية التي حدثت في الإقليم قبل عقدين من الزمان، مع اختلاف حاسم وهو أن زعماء العالم والمشاهير وطلاب الجامعات احتجوا في ذلك الوقت بقوة على المذابح ووحدوا قواهم لإنقاذ مئات الآلاف من الأرواح.

أما اليوم -يتابع كريستوف- فإن النقيض من ذلك حدث، حيث بدا العالم صامتا ومنشغلا بأمور أخرى، ولهذا فإن الإفلات من العقاب يسمح للعنف بالاستمرار دون رادع، مما يؤدي بدوره إلى إنتاج ما قد يصبح أسوأ مجاعة منذ نصف قرن أو أكثر.

لم نر مثله في حياتنا

وقال الكاتب إن المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، أخبرته أن ما يحدث في دارفور "يتجاوز أي شيء رأيناه من قبل على الإطلاق. إنها كارثة، ما لم نتمكن من إنجاز مهمتنا".

وأبدى كريستوف تشاؤمًا إزاء اجتماع زعماء العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. وقال إنه لا يتوقع منهم على الأرجح أن يتمكنوا من إنجاز المهمة.

وأشار إلى أن المطلوب الآن هو ممارسة ضغوط أشد بكثير لإنهاء الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية والمليشيات العربية المنافسة، مع دفع الأطراف المتحاربة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

واعتبر الكاتب أن كل الأطراف المتحاربة تتصرف بلا مسؤولية، لذا فإن 25 مليون شخص، هم أكثر من نصف سكان السودان، أصبحوا يعانون من سوء التغذية الحاد بالفعل، حسب زعمه.

لكنه قال إنه لا يستطيع تأكيد أن كارثة وشيكة بهذا المستوى ستقع، لافتا إلى أن الأطراف المتحاربة منعته من دخول المناطق السودانية التي تسيطر عليها، مما اضطره إلى تغطية الأحداث على طول الحدود بين تشاد والسودان.

"إن كل ما أستطيع قوله هو أنه سواء كانت المجاعة الكارثية محتملة أم لا، فهي تشكل خطرا كبيرا" على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

وسط المعارك والأمراض.. أطفال “يموتون جوعا” في بلدة سودانية شمال دارفور

مع استمرار المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فر عشرات الآلاف من عاصمة شمال دارفور، الفاشر المحاصرة والممزقة نتيجة الحرب، نحو بلدة صغيرة على بعد نحو 70 كيلومترا، حيث بدأت معاناة أخرى جراء نقص الطعام وعدم وجود رعاية صحية.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الفارين إلى بلدة طويلة، لا يعانون فقط من الجوع والعطش، بل من انتشار أمراض خطيرة أيضا مثل الملاريا والحصبة والسعال الديكي، مما أرهق كاهل العيادة الصحية الصغيرة والوحيدة الموجودة في تلك البقعة الفقيرة.

وفي هذا الصدد، قالت عائشة يعقوب، المسؤولة عن الصحة في الإدارة المدنية التي تدير بلدة طويلة، إن هناك "ما لا يقل عن 10 أطفال يموتون من الجوع كل يوم".

وأضافت: "نتوقع أن يكون العدد الدقيق للأطفال الذين يموتون من الجوع أعلى بكثير، حيث يعيش العديد من النازحين من الفاشر بعيدًا عن عيادتنا، وغير قادرين على الوصول إليها".

الرئيس الأميركي جو بايدن
بيان للرئيس الأميركي بشأن الوضع المتأزم في السودان
دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
وأوضحت حسين أنها "عرفت 19 امرأة توفين أثناء المخاض في الأسبوعين الأولين من شهر يوليو وحده"، لافتة إلى أنه "لا يزال المزيد من الناس يموتون بسبب الجروح غير المعالجة التي أصيبوا بها خلال القتال الدائر في محيط مخيمي اللاجئين بالقرب من الفاشر (مخيم أبو شوك ومخيم زمزم)".

ولا يصل الكثير من الفارين إلى بلدة طويلة، إذ أنهم يموتون وهم يسلكون الطريق الطويل والمرعب من الفاشر، عابرين العديد من الدروب التي تمر عبر القرى المحترقة، والتي تستهدفها ميليشيات مسلحة.

وقالت هديل إبراهيم (25 عامًا)، والتي دخلت ابنتها ريتال البالغة من العمر عامين إلى العيادة بسبب سوء التغذية، مما جعلها غير قادرة على المشي: "تركت زوجي في الفاشر وهربت إلى هنا مع طفلتي".

وزادت: "كانت طفلة نشيطة تركض وتلعب مع الأطفال الآخرين.. انظروا إلى حالها الآن. ليس لدي مال ولا توجد وظائف أو أعمال هنا".

من جانبها، أوضحت عمة إبراهيم، التي فرت من الفاشر قبلها، وطلبت عدم الكشف عن هويتها: "لا يوجد طعام هنا، ومحظوظ من يحصل على وجبة واحدة في اليوم"، مردفة: "كانت لدينا حياة هانئة في الفاشر، والآن فقدنا كل شيء".

في فيلمها الوثائقي "السودان تذكرنا" (Sudan, Remember Us)، تواجه المخرجة هند مدب، مهمة صعبة، حيث سعت لسرد قصة أربع سنوات محورية في تاريخ السودان من خلال وجوه وشهادات مجموعة من الشباب.
وحسب الصحيفة البريطانية، فإن مدينة طويلة وقعت تحت حصار دام لأشهر من قبل قوات الدعم السريع، حيث كانت المنطقة مسرحًا لمعارك عنيفة في العام الماضي، وهي أقرب مكان آمن للاجئين الذين تمكنوا من الفرار عبر البوابة الغربية للفاشر، طريق الخروج المفتوح الوحيد للمدينة.

"جحيم على الأرض"
وفي وقت سابق من هذه السنة، غادرت وكالات الأمم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية الدولية، باستثناء منظمة أطباء بلا حدود، الفاشر بسبب انعدام الأمن.

وفي هذا المنحى، وصف نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، توبي هاروارد، الوضع في طويلة والفاشر والبلدات المجاورة بأنه "كارثة إنسانية" تتفاقم يوميا.

وقال هاروارد الذي زار المنطقة مؤخرا: "مئات الآلاف من الأبرياء في خطر داهم. والمنطقة بأكملها أشبه بالجحيم على الأرض".

وفي أغسطس، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن اثنتين من شاحناتها التي تحمل إمدادات للأشخاص في مخيم زمزم، أوقفتهما قوات الدعم السريع في كبكابية، غربي طويلة، مما منع عمال الإغاثة من إكمال رحلتهم.

الفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
السودان.. معارك عنيفة في الفاشر بعد هجوم "الدعم السريع"
تجدّدت المعارك العنيفة، السبت، في الفاشر في جنوب غرب السودان حيث تشن قوات الدعم السريع "هجوما" دانته واشنطن، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.
وفي المقابل، قال مستشار من قوات الدعم السريع، إن الشاحنات "سُمح لها بمغادرة كبكابية لاحقا، لكنها علقت نتيجة للظروف السيئة على الطريق إلى الفاشر بسبب موسم الأمطار".

كما وجهت اتهامات للجيش السوداني بـ"وضع العراقيل" أمام المساعدات، وفق تقرير صحيفة "غارديان".

ففي فبراير، أمر الجيش السوداني وكالات الإغاثة بالتوقف عن استخدام معبر أدري في تشاد لنقل المساعدات إلى دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الغالب.

وفي الشهر الماضي، ألغى الأمر مؤقتًا لمدة 3 أشهر، لكن وكالات الإغاثة تقول إن "جزءًا ضئيلًا فقط من المساعدات المطلوبة يصل".

وذكرت الصحيفة البريطانية أنها حاولت الحصول على تعقيب من الجيش السوداني، دون أن تتمكن من ذلك، بيد أن القوات المسلحة السودانية نفت سابقا "عرقلة" تسليم المساعدات الإنسانية.

الحرة / ترجمات - دبي  

مقالات مشابهة

  • ???? بدأ العد التنازلي لنهاية الحرب في السودان ونهاية المليشيا معا
  • هل تكتمل النبوءة ؟!
  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • بايدن يدعو الأطراف المتصارعة في السودان إلى استئناف المفاوضات لإنهاء الحرب
  • وردنا للتو| بيان هام وعاجل من العاصمة صنعاء.. وهذا ما جاء فيه (تفاصيل)
  • وسط المعارك والأمراض.. أطفال “يموتون جوعا” في بلدة سودانية شمال دارفور
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تشاد إلى 487 شخصًا
  • امتحانات الشهادة السودانية ستنعقد (قريبا جدا)
  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان