صحيفة صدى:
2025-01-31@03:13:54 GMT

الفن والحقيقة

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

الفن والحقيقة

أبهرتني عبارة كُتِبت بيد خطاط مُبدع تقول : ” لو لم يخترع البشر الفن كانوا من الممكن أن يموتوا من الحقيقة “..

فعلاً (الفن) يُجمّل الحقيقة ويخفف من وطأت جورها ويغطي عيوبها ويُلطّف قسوتها ويعيننا على تقبل مرارتها ويدفعنا لمواجهتها ويُلبسنا حُلل الصبر والحِكمة للوقوف بكل صرامة أمام قوتها ..

نحن في معركة هذه الحياة وحقيقتها الصعبة ، بين مُناضلٍ مُكافحٍ مُحاربٍ يرجوا النجاة منها بأقل الخسائر ، وبين مزعوج ومكتئب وحزين يبحث عن السلام الداخلي ، ناهيك عن المتبلّد الذي طحنته حقيقة الحياة وبرمجته على الروتين اليومي وحولته كمحركٍ يعمل منذُ ظهور الضوء لعتمة الليل.

.
.
ثم يأتي (الفن) على هيئة سُلّم موسيقي ونغمة شادية ، جابراً للخواطر ، أو ريشة فنان تلوّن المُعتم من الحياة ، أو قصبة خطاط سطّرت حروفاً من ذهب لتنير فكر مخنوق ، أو شاعر مُلهِم ينظمُ عقوداً من دُرر لتطوق روح متعبة ، أو كتاب يحوي رواية خيالية تُحلّق بقارئها بعيداً عن الحقيقة الموحشة ، أو خاطرة تُفرّج قلب مهموم ، أو نُكتة تُروّح النفس وترسم البسمة على الشفاه الحزينة أو مسرحيّة تسخر من الواقع وتجعلهُ صغير في عين الخائف..

(الفن) بكل صنوفه وأنواعه يُهذّب الروح ويروّض السلوك ويفتح ما أُغلق من مدارك العقل ويحارب طغيان النفس ويغتال العدوانية والتسلُّط في البشر وينشر الحب والسلام..
.
السلام وكل التحايا والحب والامتنان والعرفان ، على من أخترع الفن وأعاننا على تحمُّل حقيقة هذه الحياة..

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر

يصدق قول الشاعر حينما يقول: «يا راحلين، قد اشتقنا لرؤيتكم.. وما لنا حيلة في الوصل والنظر.. عزاؤنا أنكم من بعد غيبتكم في ذمة الله، لا في ذمة البشر».

في هذه الحياة نفقد الكثير من القوة بفعل النوازل والمحن التي نتعرض لها دائما، خسارة هنا، وفقد هناك، ومرض يأتي، وآخر يلوح في الأفق، نعزي أنفسنا فيمن نحب، ونعلم بأن الله قد استرد أمانته، كلها ابتلاءات من الله سبحانه وتعالى، والإنسان مبتلى في كل أموره ما دام على ظهر الدنيا حيا يرجو رحمة ربه، فقدان الأحبة أمر صعب، نحتاج إلى وقت ليس بقليل لنستطيع تقبله، فرحم الله أرواحا غالية على قلوبنا توسدت الثرى، ونسأل الله تعالى أن يسكنها فسيح جناته.

كل من يبحث عن مخرج أو عصا يتكئ عليها ليمشي خطوات نحو بوابات الخروج من بوتقة الحزن والأسى عليه أن يعلم بأن لكل شيء أجلا ونهاية، وأن الإنسان يشعر بمشقة عالية عندما تداهمه الخطوب من كل صوب وحدب، وفي وقت الشدة وقمة المحنة العظيمة ليس لنا إلا أن نذكر الله ونقول لمن أصابته الخطوب: «عليك بذكر الله، ثم الصبر على البلاء فَأجره عظيم»، ولنحاول قدر استطاعتنا أن نعزي أنفسنا ومن هم بقربنا قائلين: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»، ثم حاول أن تحتسب الأجر والثواب من الله عز وجل، فكل نفس ذائقة الموت.. أمر الله مطاع.

الأرواح العزيزة التي نفقدها كل يوم بسبب أو بغير سبب، تؤثر في نفوسنا، فالفراق أمره صعب لا يُطاق، نؤمن إيمانا راسخا بأن الموت والحياة بيد الله تعالى، ونحن عاجزون عن فعل أي شيء يمنع قدرته أو يرد أمره، لكن الله رحيم بعباده، فيمنحنا من عنده الفرج بعد الضيق، فهذه الأحداث المؤلمة هي التي تثبت لنا بأن إيماننا يجب أن يكون راسخا في قلوبنا لا كلمات تملأ أفواهنا.

يقول سبحانه وتعالى: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون»، إذن البشرى من عنده سبحانه والثواب يأتي من الصبر واحتساب الأجر، ولكن علينا ألا نتجاهل أو نستهين بأمر «الصبر»، فهو قطعة من العذاب ومذاقها مرّ وصعب للغاية، خاصة في أوقات الشدة، حينما تهاجم الإنسان كل الكوابيس المخيفة والأفكار السوداء القاتمة، ففي هذه اللحظة يشعر الإنسان بالضعف البشري، حيث تتسلل الهواجس إلى نفسه الضعيفة من خلال سراديب ضيقة وأنفاق مظلمة، تجعله أحيانا عاجزا عن مقاومة الألم وشدته، ويشعر بالضعف إلى أبعد مدى، ولكن ما إن يستفيق من هذه الكبوة حتى يعود إلى الله سبحانه، فالله قد أودع فينا أمانة الحياة ثم يسترجعها إليه: «لله ما أعطى ولله ما أخذ».

عند الفقد نصبح في انهيار تام، سواء في عدم القدرة على الكلام أو تجاوز نقطة التفكير الصائب فيما حدث من أحداث موجعة، ونبوح للغير بما نعانيه من شدة وحمل ثقيل وهزيمة نفسية تهز أركان الروح والجسد، ففي تلك اللحظة العصيبة، تصغر الدنيا وما فيها من متاع في عيوننا، وفي كل الأشياء التي من حولنا تتهاوى قوانا، ولا يبقى لنا من مخرج إلا الله، ندعوه أن يلهمنا الصبر والسلوان ويخفف عما في صدورنا من شدة وألم.

ومما ذكر في السيرة النبوية الشريفة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون». كلمات قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لحظة موت ابنه إبراهيم، وجعلت عيني الرسول صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف: «وأنت يا رسول الله؟!» فيه معنى التعجب، أي الناس لا يصبرون على المصيبة، وأنت تفعل كفعلهم، كأنه تعجب لذلك منه مع عهده منه صلى الله عليه وسلم أنه يحث على الصبر وينهى عن الجزع. فقال: «يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى»، أي الحالة التي شاهدتها مني هي رقة القلب على الولد، لا ما توهمت من جزع وعدم رضا بقضاء الله.

الفراق يجلب الحزن والألم، ويحدث انفصالا تاما بين القوة والضعف، لكن الله تعالى يرحمنا برحمته فيخفف عنا ما نعانيه من شدة وحرقة فؤاد على من فقدناهم مع مرور الوقت، ولكن ليس لنا سوى الدعاء لمن فقدناهم بالثبات والمغفرة، فإنه الطريق الصحيح الذي يزيد من حسناتهم ويخفف من ذنوبهم عند ربهم.

مقالات مشابهة

  • نشرة الفن| نانسي عجرم تكشف حقيقة انفصالها عن فادى الهاشم .. أحمد حلمي يكشف سبب عدم ظهوره في مقالب رامز جلال
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • عادل حمودة يكتب: لوحة «الحقيقة العارية» لجان ليون جيروم ١٨٩٦
  • نشرة الفن| داليا مصطفى تكشف حقيقة انفصالها عن شريف سلامة .. حورية فرغلي تكشف المستور عن أزمة السحر
  • حقيقة تقديم مسلسل يتناول قصة سقوط صدام حسين في رمضان 2025
  • معتقلون يمنيون في سجون الأسد: الحقيقة المفقودة خلف الجدران المظلمة
  • شهوة القتل والبشر الضاحك أو هشُّ الزنَّانة
  • عدنان الروسان يكتب … الأردن في مواجهة الحقيقة … مالعمل..!!
  • سفيرة إسرائيل في روسيا تكشف الحقيقة حول رحيل مواطنيها
  • رئيس «روتاري»: حريصون على الاستثمار في بناة السلام.. وشعارنا «سحر الحياة» (حوار)