أبهرتني عبارة كُتِبت بيد خطاط مُبدع تقول : ” لو لم يخترع البشر الفن كانوا من الممكن أن يموتوا من الحقيقة “..
فعلاً (الفن) يُجمّل الحقيقة ويخفف من وطأت جورها ويغطي عيوبها ويُلطّف قسوتها ويعيننا على تقبل مرارتها ويدفعنا لمواجهتها ويُلبسنا حُلل الصبر والحِكمة للوقوف بكل صرامة أمام قوتها ..
نحن في معركة هذه الحياة وحقيقتها الصعبة ، بين مُناضلٍ مُكافحٍ مُحاربٍ يرجوا النجاة منها بأقل الخسائر ، وبين مزعوج ومكتئب وحزين يبحث عن السلام الداخلي ، ناهيك عن المتبلّد الذي طحنته حقيقة الحياة وبرمجته على الروتين اليومي وحولته كمحركٍ يعمل منذُ ظهور الضوء لعتمة الليل.
.
ثم يأتي (الفن) على هيئة سُلّم موسيقي ونغمة شادية ، جابراً للخواطر ، أو ريشة فنان تلوّن المُعتم من الحياة ، أو قصبة خطاط سطّرت حروفاً من ذهب لتنير فكر مخنوق ، أو شاعر مُلهِم ينظمُ عقوداً من دُرر لتطوق روح متعبة ، أو كتاب يحوي رواية خيالية تُحلّق بقارئها بعيداً عن الحقيقة الموحشة ، أو خاطرة تُفرّج قلب مهموم ، أو نُكتة تُروّح النفس وترسم البسمة على الشفاه الحزينة أو مسرحيّة تسخر من الواقع وتجعلهُ صغير في عين الخائف..
(الفن) بكل صنوفه وأنواعه يُهذّب الروح ويروّض السلوك ويفتح ما أُغلق من مدارك العقل ويحارب طغيان النفس ويغتال العدوانية والتسلُّط في البشر وينشر الحب والسلام..
.
السلام وكل التحايا والحب والامتنان والعرفان ، على من أخترع الفن وأعاننا على تحمُّل حقيقة هذه الحياة..
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
حقوقي تونسي: المشكلة الحقيقة بمعبر رأس أجدير مع ليبيا تكمن في إدارته من الجانبين
انتقد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبدالكبير، ينتقد عمل اللجان المشتركة بين ليبيا وتونس المُشَكلة لتنظيم الوضع بالمعبر الحدودي راس أجدير، منوهًا بأنهم لا يقومون بدورهم كما يجب.
وأضاف في تصريحات لشبكة لام، أن المشكلة الحقيقة بالمعبر تكمن في إدارته من الجانبين الليبي والتونسي، مبينًا أن الوضع السياسي غير المستقر بالبلدين زاد من الصعوبات التي تواجه مواطني البلدين المعتمدين على المعبر.
وشدد على أنه بعد عقود من الإهمال أصبح من الصعب على البلدين تنفيذ مشاريع تنموية بالمناطق الحدودية.
وتابع: “أصبح الوضع يتطلب الحفاظ على الاستقرار والأمن بالمعبر الحيوي والمهم للدولتين والتجارة بين القارات وجعله شريان اقتصادي للبلدين.
الوسوممعبر رأس إجدير