تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مر على الحرب الروسية الأوكرانية عامان ونصف العام، ما أدى إلى تكثيف الدعوات الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية. لكن لا يزال هناك تعنت من قبل كييف وموسكو بشأن الشروط للتوصل للسلام.

ويريد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة جميع الأراضى التى استولت عليها روسيا، ليس فقط منذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، بل أيضا فى عام ٢٠١٤.

ويريد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أربع مناطق أوكرانية، بما فى ذلك دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخرسون، بالإضافة إلى عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى "ناتو"، وفرض قيود على أوكرانيا فيما يتعلق بأعداد القوات والأسلحة، والتى طالبت بها موسكو فى المفاوضات التى عقدت مع كييف فى أبريل ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وصرح الزعيمان علنا أنهما منفتحان على المفاوضات، لكن لم يتخل أى منهما عن أهدافه طويلة الأمد أو عن النصر. نتيجة لذلك، يتقدم الجيش الروسى إلى الأمام فى دونيتسك، التى تعد المسرح الرئيسى للحرب، وإن كان ذلك بتكلفة باهظة فى القوات والمعدات، كما أنه يهدد المدن الرئيسية.

وفى الشهر الماضي، صدمت القوات الأوكرانية موسكو بالتقدم فى منطقة كورسك الروسية دون أن يتم اكتشافها، واحتلت حوالى ٥٠٠ ميل مربع، أكثر مما احتله الجيش الروسى فى دونيتسك طوال العام.

فى غضون ذلك، تفكر الولايات المتحدة وبريطانيا فى مناشدات أوكرانيا للحصول على إذن باستخدام الأسلحة الغربية، خاصة الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. وتستخدم أوكرانيا بالفعل تلك الصواريخ لصد الهجمات الروسية.
وحذر بوتين من أن الموافقة البريطانية والأمريكية سترقى إلى مستوى قرار شن حرب ضد روسيا وألمح إلى عواقب وخيمة. ودعا خبير عسكرى روسى بارز إلى إلقاء رأس نووى تكتيكى على دولة أوروبية عضوة فى الناتو، مضيفًا أن الولايات المتحدة لن تجرؤ على الرد.
لذلك هناك شكوك حول أن مزيجا من الإرهاق من القتال والخوف من التصعيد قد يمهدان الطريق لمفاوضات لإنهاء الحرب، وفقا للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوكرانيين عانوا بالتأكيد معاناة هائلة، حيث دمرت أجزاء من وطنهم، ولجأ ١٠ ملايين منهم إلى الخارج أو فى أجزاء أكثر أمانا من أوكرانيا.

كما يعانى الجيش الأوكرانى من عجز فى الرصيد البشرى والعتاد، ويكافح الآن لتدريب قوات جديدة بسرعة وبشكل فعال لمواجهة آلة الحرب الروسية التى لا هوادة فيها.

علاوة على ذلك، أدى تأخر الدعم الأمريكى بسبب الخلافات فى الكونجرس إلى تقدم الجيش الروسى بشكل كبير فى الأجزاء التى تسيطر عليها أوكرانيا فى دونيتسك، بعد سقوط أفدييفكا فى منتصف فبراير.
وبالرغم من أن الأوكرانيين مرهقون من الحرب، لكن الروح المعنوية فى الجبهة لم تتآكل إلى درجة لا تترك لزيلينسكى خيارا سوى التوقف عن القتال والسعى إلى السلام وفقا لشروط روسيا.

ويؤكد المتشككون أن سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لن يحل مشكلة أوكرانيا الرئيسية، وهى عدم القدرة على شن مناورات واسعة النطاق فى الحرب. لكن زيلينسكى لا يزال محبطا مما يعتبره خجلا بريطانيا وأمريكيا. وهو قلق بشأن الهزيمة أكثر من التصعيد.

ولا تريد لندن وواشنطن أن تفشل أوكرانيا، لكنهما مصممتان على تجنب التصعيد، خوفا من تحول الصراع إلى حرب نووية. وبالرغم من ذلك ستستمر أوكرانيا فى استخدام طائراتها بدون طيار "مسيرات" المنتجة محليا فى شن ضربات فى العمق الروسي، بحسب الصحيفة.

لا يزال نجاح الهجوم الأوكرانى على كورسك غير مؤكد، وكذلك قرار لندن وواشنطن بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى فى شن هجمات على روسيا، ولكن بغض النظر عن ذلك، لن يتسرع زيلينسكى فى الذهاب إلى طاولة المفاوضات، كما لن يفعل بوتين ذلك، حيث إنه لا يزال مقتنعا بأن روسيا ستنتصر، وفقا للصحيفة.

والنتيجة لذلك هى أنه على الرغم من النداءات المتزايدة للمفاوضات وخطر التصعيد المستمر، فإن منطق الخصمين يشير إلى استمرار الحرب لأشهر، وربما لفترة أطول.

ومع ذلك، قد يتغير الوضع فى حالة عودة الرئيس الأمريكى السابق والمرشح عن الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو احتمال تخشاه كييف وترحب به موسكو، بحسب الصحيفة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كييف موسكو زيلينسكي بوتين لا یزال

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: روسيا استخدمت أكثر من 640 صاروخًا باليستيا ضد أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الإثنين، أنه خلال النصف الأول من شهر سبتمبر الجاري، استخدم الجيش الروسي أكثر من 640 صاروخا باليستيا ضد المدن والقرى الأوكرانية.

وقال زيلينسكي، إنه لحسن الحظ أسقط الجيش الأوكراني معظم الصواريخ، مؤكدًا أنهم يعملون باستمرار على جعل الدرع الجوي الأوكراني أكثر فاعلية وتعزيز قواته الجوية.

وأشار إلى أن الجيش الروسي أطلق يوم الأحد الماضي فقط 56 صاروخًا باليستيًا، حيث أسقطت قوات الدفاع الجوي 53 منها.

ولفت الرئيس الأوكراني إلى أن إدارة الشرطة الإقليمية في مدينة خاركيف قد أفادت بأن الجيش الروسي قصف قرية بتروبافليفكا في منطقة كوبيانسك، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين.

مقالات مشابهة

  • روسيا غاضبة من وصول ذخيرة هندية إلى أوكرانيا
  • أوكرانيا تعلن استهداف مستودع كبير للصواريخ في عمق روسيا
  • روسيا تدعو إلى حرمان الغرب من إمكانية "التلاعب" بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • بلينكن عن جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: أصبحت مسألة إرادة سياسية
  • الدين في خدمة الحرب.. الكنائس على خط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا
  • ترامب: كان من الممكن أن نصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • أستاذ علوم سياسية: مشروع قرار إنهاء الاحتلال مبادرة للتفاوض على حل القضية الفلسطينية.. ودخوله حيز التنفيذ الانتصار الحقيقي (حوار)
  • زيلينسكي: روسيا استخدمت أكثر من 640 صاروخًا باليستيا ضد أوكرانيا
  • الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا