نظم مستشفى «حروق أهل مصر» احتفالية باليوم العالمي لسلامة المرضى تحت شعار «تحسين التشخيص من أجل سلامة المرضى»، وذلك لزيادة وعي العاملين فى القطاع الصحي بأحدث المعايير الخاصة بسلامة المرضى.

وعلى هامش الاحتفالية، ناقش الحضور بعض الموضوعات الهامة ذات الصلة بقضية سلامة المرضى مثل، التصميم الآمن للمستشفيات وتأثيره على سلامة المرضى، والتشخيص الآمن والسريع لمرضى الحروق وتأثيره على مخرجات الخدمة، وتحسين التشخيص من أجل سلامة المرضى، والتحاليل الطبية وسرعة الانتهاء منها وتأثيرها على المرضى، والاستخدام الآمن للمضادات الحيوية للدم ومشتقاته.

وأقيمت الاحتفالية، التى تنظم سنويًا تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، بمقر مستشفى «حروق أهل مصر» فى القاهرة الجديدة يوم الثلاثاء 17 سبتمبر الجاري، بحضور د. متولي محمد، رئيس لجنة التصميم الآمن بالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والبروفيسور نعيم مؤمن رئيس المجلس الطبي ومجلس البحث العلمي بالمستشفى، والأستاذ حسين عثمان، المدير التنفيذي للمستشفى، والأستاذ رفعت عبد المقصود رئيس قطاع التشغيل بالمستشفى، وكذلك نخبة من أساتذة الجامعات المصرية، وهم أ.د خالد مغاورى، وأ.د منى واصف، وأ.د ريهام حماد، وأ.د نيرمين الدسوقي، بالإضافة إلى جموع العاملين بمستشفى «حروق أهل مصر»، وبعض العاملين بالمستشفيات المصرية.

يطبق مستشفى «حروق أهل مصر» بشكل صارم استراتيجيات رائدة تتماشى مع معايير منظمة الصحة العالمية، لتعزيز سلامة المرضى وتحقيق أعلى مستويات الجودة في الخدمات الصحية المقدمة، كما يسعى إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية سلامة المرضى، لتحقيق رؤيته في الوصول إلى "إنسانية بلا حروق".  بالإضافة إلى تبنيه أعلى معايير الجودة والسلامة، لمكافحة العدوى لأن مريض الحروق أكثر عرضة للتعرض للعدوى ولا يمكنه الانتظار، حيث من الضروري إنقاذ حياته في الست ساعات الأولى من الإصابة.

يستخدم مستشفى «حروق أهل مصر» نظام إدارة المستشفيات HIS، وهو نظام معلومات متكامل للرعاية الصحية يمكن استخدامه عبر الإنترنت، يتميز بسهولته وتعدد استخداماته، حيث يعمل هذا النظام على تنظيم العمل في المستشفى، بما يتيح الوصول إلى بيانات المريض ومتابعته أثناء وجوده في المستشفى، وتنظيم تقديم الخدمة للمريض على الوجه الأمثل وبأسرع وقت.

وتم تجهيز المستشفى بالكامل بنظام آلي مخصص لتنفيذ معظم التدخلات الطبية تلقائيًا لتقليل الجهد البشري ليتمكنوا من تقديم الرعاية الشاملة لضحايا الحروق. كما أن جميع الأسرة مجهزة لتقليل نقاط التلامس مع الجسم بنسبة 10% وتتحكم في درجة الحرارة والرطوبة للجسم، وتم مراعاة أن تضم كل غرفة عناية مركزة غرفة للغسيل والغيار والتعقيم وتنقية الهواء للحفاظ على أقصى قدر من السيطرة على العدوى بين المرضى.

يعد مستشفى «حروق أهل مصر» أول مستشفى من نوعه في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، ويوفر الرعاية الطبية اللازمة بالمجان للمصابين. ويضم المستشفى المقسم إلى 6 أدوار قسم للطوارئ مجهز لاستقبال 30 مصابًا في نفس الوقت عند حدوث كوارث كبرى، ووحدات عناية مركزة لمختلف الأعمار والتي يبلغ عددها أكثر 20 وحدة من بينهم 8 وحدات للأطفال - لتصبح الأكبر من نوعها في مصر والشرق الأوسط - بالإضافة إلى عدد من الحاضنات ومركز التأهيل البدني، وقسم للبحث العلمي والبحوث الاجتماعية، وقسم مكافحة العدوى، وقسم التغذية، وقسم إدارة الألم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حروق أهل مصر سلامة المرضى حروق أهل مصر

إقرأ أيضاً:

دمَّره الاحتلال وأغلقه.. جرحى غزة يحتضرون أمام المعمداني

غزة- يجلس الحاج عبد الرحمن أبو الليل داخل عربة مخصصة لأعمال البناء، يجرُّه شاب تمكن من الوصول إليه بعد إصابة مباشرة بقصف من طائرة "كواد كابتر" الإسرائيلية المسيَّرة، بينما كان في طريقه إلى بيته شرق حي الشجاعية في قطاع غزة لجلب الطحين، كما يفعل مواطنون كثيرون عادة.

ويقصد الغزِّيون بيوتهم في المناطق الشرقية، مستغلين الهدوء النسبي في ساعات الصباح الأولى، لجمع الحطب أو لجلب بعض الحاجات أو الأطعمة، فقد نزح معظمهم على عجل حين باغتتهم القذائف الإسرائيلية.

وفي ظل عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المناطق الشرقية من مدينة غزة باعتبارها مناطق حمراء، يصنفها الاحتلال على أنها مناطق قتال خطِرة، يستهدف فيها كل ما يتحرك دون اعتبار أو حصانة للعمل الإنساني في حدودها، فيضطر المواطنون لاستخدام طرق بدائية لنقل المصابين.

 

الحاج عبد الرحمن أبو الليل على أبواب مستشفى المعمداني مصابا ويتعذر استقباله وعلاجه (الجزيرة) موت على الطريق

يقول المواطن أبو محمد قريقع للجزيرة نت: "استشهد أخي جراء استهدافه مباشرة، لكن طفله كان مصابا، فلفّه أحد الجيران بغطاء ونقله بعربة تجُّرُها دابَّة، ومنها إلى سيارة، واستغرق نقله وقتا طويلا، وحين وصلنا إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وجدنا أبوابه مغلقة، فاستشهد ابن أخي لتأخر وصوله، ولعدم تمكن المستشفى من استقبال الجرحى".

إعلان

وكان شقيق أبو محمد قد أصيب، وكان رفقته ابنه الصغير خلال عودته إلى منزله شرق حي الزيتون.

وكانت إدارة مستشفى المعمداني قد أعلنت إغلاق أبوابه وعدم استقبال المصابين، بعد خروجه عن الخدمة قسرا بفعل قصف إسرائيلي مباشر، استهدف أقساما حيوية فيه، أبرزها قسم الاستقبال والإسعاف، الذي يعد العصب الرئيسي لخدمات الطوارئ في غزة، إضافة إلى أقسام الصيدلية والأشعة والمختبر والعيادات الخارجية.

مصابون ينقلون إلى مستشفى المعمداني ولم يعالجوا لخروجه عن الخدمة (الجزيرة)

ويصعُبُ على الغزيين تقبُّل خروج المعمداني عن الخدمة، بعدما اعتادوا ارتياده، فقد كان الملاذ الوحيد المخصص لاستقبال الجرحى لعدة شهور، خاصة سكان المناطق الشرقية، الأكثر قربا منهم والأكثر كثافة في غزة، كحي الزيتون والشجاعية والدرج والتفاح، إضافة إلى تلبيته الخدمات المتكاملة للجرحى بمدينة غزة.

ويوضح الصحفي المقيم في مستشفى المعمداني، عبد الله شهوان للجزيرة نت ذلك، إن المستشفى أصبح أخيرا لتكفين الشهداء، حيث يصل المصابون يوميا دون تمكن المستشفى من استقبالهم، وأن سيارات الإسعاف تنقل الجرحى من بوابة المعمداني إلى أحد المستشفيات المؤهلة، مبينا أنه وثّق استشهاد مصابين خلال نقلهم إلى تلك المستشفيات.

أمام العجز!

ومع إعلان المستشفى المعمداني مضطرا توقف خدماته، يقول مدير المستشفى الدكتور فضل نعيم للجزيرة نت، إنه من الصعب على أي صاحب قرار في مؤسسة صحية أن يقف عاجزًا أمام مريض كان يعالجه طيلة شهور من الإبادة.

ويرى أن إدخال المريض إلى منشأة غير مؤهلة للتعامل معه قد يُضاعف تدهور حالته الصحية، ويفقده ما وصفه بالفرصة الذهبية للنجاة، معتبرا أن نقله مباشرة إلى مركز قادر على تقديم الرعاية اللازمة هو "الخيار الأكثر إنسانية وعقلانية"، خاصة بعد توزيع المستشفى المعمداني كوادره الطبية على أقسام الطوارئ في مستشفيات غزة.

إعلان

وأكد نعيم أن الواقع الجديد للمنظومة الصحية جعل المريض "مشتّتًا ومضطرًا للانتقال من مركز لآخر بحثًا عن علاج طارئ أو اعتيادي"، ولفت إلى أن "المعمداني" كان آخر ما تبقى من مرافق صحية متكاملة في شمال القطاع، وكان يستقبل يوميًا قبل استهدافه أكثر من 500 حالة في قسم الطوارئ، ونحو 1000 أخرى في العيادات الخارجية.

ونتيجة لذلك، أوعزت وزارة الصحة في غزة للمواطنين التوجه إلى ثلاثة مستشفيات موزعة في أنحاء المدينة، وهي مجمع الشفاء ومستشفى القدس والمستشفى الميداني الكويتي، وكلها تقدم خدمات جزئية، وقد تم استصلاح أجزاء منها بعدما دمَّرها وأحرقها الاحتلال في هجماته البرية المتكررة.

مدير مستشفى المعمداني د. فضل نعيم يحذَّر من خطر تشتت الخدمات بين المستشفيات لأنه يودي بحياة الجرحى (الجزيرة) في انتظار الموت

وحذَّر نعيم من أن تشتت الخدمات بين مستشفيات غزة قد يودي بحياة العشرات من المصابين يوميا.

وقال إن نقل جريح في حالة الخطر من أحد مستشفيات غزة على بعد عدة كيلومترات إلى مستشفى المعمداني، حيث جهاز تصوير الأشعة المقطعية الوحيد في غزة، أمر يودي بحياة عدد من المصابين بشكل مستمر، رغم أن الأصل وجود الخدمات الطبية المتكاملة في مكان واحد، خاصة مع انعدام وسائل المواصلات وتردِّي حال الشوارع.

من جهته، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، للجزيرة نت: إن لخروج مستشفى المعمداني عن الخدمة "أثرا خطِرا جدا" على المنظومة الصحية، في ظل تهالك خدمات الطوارئ المقدمة.

وأضاف أنه بسبب إغلاق المعابر منذ بداية مارس/آذار، وعدم دخول حبة دواء واحدة أو أي من المستلزمات الطبية، لا يبقى أمام الجريح من خيار سوى انتظار الموت في أي لحظة.

وأكد أبو سلمية، أن مستشفيات غزة تعمل حاليا كوحدة واحدة، في محاولة دائمة للنهوض من بين الركام، باعتبار أن ما تحياه هو صراع من أجل البقاء رغم كل محاولات الإبادة.

إعلان

 

 

مقالات مشابهة

  • دمَّره الاحتلال وأغلقه.. جرحى غزة يحتضرون أمام المعمداني
  • اليوم العالمي للطبيب البيطري.. أزمات تواجه العاملين بالمهنة
  • أيمن رخا: جنوب سيناء عانت من عدم الاهتمام بالقطاع الصحي
  • في زيارة مفاجئة.. مدير التأمين الصحي بالغربية يتفقد المجمع الطبي والمبرة بطنطا ويؤكد: رضا المرضى أولويتنا
  • مستشفى النعيرية يشارك في فعاليات اليوم الخليجي للمدن الصحية
  • برلماني: التأمين الصحي الشامل في سيناء يعزز التنمية الاقتصادية ويحفز الاستثمار
  • تقرير أممي: مياه الصرف الصحي والقمامة والأمراض تُثقل كاهل النازحين بالقطاع
  • برلمانية تتقدم بطلب إحاطة بشأن "عدم الإتزان الإداري" بمستشفى الخانكة
  • وزير الصحة يتفقد مستشفى البنك الأهلي ويوجه بصرف مكافأة لجميع العاملين
  • لجنة من صحة البحر الأحمر تتابع جودة الخدمات بمستشفى حميات الغردقة