لجريدة عمان:
2024-09-19@22:27:57 GMT

قراءة في ميثولوجيا الوعل بالنادي الثقافي

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

قراءة في ميثولوجيا الوعل بالنادي الثقافي

أقام النادي الثقافي محاضرة بعنوان «صانع المطر.. قراءة في ميثولوجيا الوعل» للدكتور حمود الدغيشي، قدمها يونس النعماني، بحضور لفيف من المثقفين والمهتمين.

تناولت المحاضرة الأسطورة حيث أوضح الدغيشي بأنها محط جدل علمي مستمر في مفهومها، ووظيفتها، فتعددت المدارس النقدية التي درست الأسطورة للوصول إلى مفهوم شامل ودقيق، وبتعدد المدارس والنظريات اختلفت الرؤى وفق زوايا منهجية، مبينا أن للنظرية الثقافية الأنثروبولوجية التي خاض باحثوها الميدان الثقافي الإنساني توجههم الخاص، ونتائجهم العلمية التي تتعارض مع مدرسة التحليل النفسي، وهناك النظرية الوظيفية والنظرية البنائية، فضلا عن مدرسة الفلسفة الرمزية.

وبيّن الدكتور حمود الدغيشي أن الإنسان القديم في الحياة والكون كان يقلب ناظريه ليرسم إلهه من القمر والشمس أو أحد الكواكب، فالإنسان القديم أورثنا الرسوم على الكهوف في الجبال أو الأكواخ في الحقول أو الجزر في وسط البحار. مضيفا بأن تحول الإنسان إلى ظاهرة تستوجب التحليل، عندما شاهد الأوروبي، إنسانا آخر يعيش بطريقة لا يعيشها بين طقوس وعادات ومعارف، سيطر على الإنسان البحث للمعرفة العميقة. أما الأسطورة فكانت محط جدال عميق، حيث تتبنى النظرية بمنهجك وكل النظريات جميعها مقنعة لبعض الطقوس والمعارف والعادات، فجمعها العلماء من الكتب والعادات والطقوس والمعارف. متسائلا عن عادة الشموع والنار في الأماكن المقدسة من أين جاءت، ومستشهدا بأقوال العلماء حيث أشار إلى رأي فريزر بأن التطور الفكري مر من هناك حتى وصل إلى التطور الحضاري، ونحن نمارس الكثير من العادات ولا نعرف من أين جاءت، وهو لا يفرق بين الإنسان البدائي والرجل المتحضر لأنه يظن باستحالة انفصال الأسطورة والفكر الإنساني، ويرى بأن الفكر الإنساني لا يعترف بهذا الاختلاف. أما تايلور فله مقولة وهي يجب ألا ننسى الأصل وهذه المنهجية تجعلنا نتبع الأصل للعادات والمعتقدات، كما كان ينكر العقلية البدائية مع اعترافه بالحضارة البدائية.

وهناك طقوس مشتركة بين بلدان متعددة، ونسج ثقافي موجود قبل أن تتعدى المضامين والأشكال، ومثال على ذلك لعبة الرمي بالقوس عرفها الإنسان للوصول إلى الطعام، ولكنه حصل على معارضات كثيرة من العلماء.

ويشير الدغيشي إلى أن الأسطورة تتغير رموزها الحديثة عن الرمز لدى الإنسان القديم، ونتحدث عن الرسوم التي وجدناها في الكهوف، ففي عمان كانوا يهرعون حين يتغير شكل القمر إلى المساجد للتعبد خوفا من مرضه لأنهم يعتقدون بأنه لدغ. وهي ظاهرة من بقايا عبادة القمر وكانوا ينذرون لإله القمر، وقضية القمر والأفعى موجودة لدى كل الأمم إله الشر والخير. وفي مشهد آخر للمجتمع العماني حين تضع الأمهات أبناءهن في حجورهن كن يتغنين بالإله «سين» يستجدون به لحمايتهن وهو إله القمر.

كما تطرقت المحاضرة للحديث عن أسطورة حيوان الوعل، وقداسة هذا الحيوان المرتبط بالهبة العلوية؛ بسبب مسكنه في أعالي الجبال، إذ نظر الإنسان القديم إلى الوعل، وهو يصعد قمم الأعالي بهالة من القداسة حيث تسكن آلهته التي تهبه المطر والخصب والبركة، وتجسدت كثير من الأفكار العقدية عن الوعل عند العرب، سواء كان في معجمهم أم في شعرهم أم في طقوسهم التي ما زال بعضها حاضرا حتى اليوم في الموروث الثقافي. وفي تساؤل يشير الدغيشي إلى أين يسكن الوعل، في قمم الجبل وهو بطبيعته يربط بالسماء، مشيرا إلى المعتقدات الهندية والفارسية والآسيوية وبلاد الرافدين وفي بابل والأساطير السومرية كلها تدعو للجبل لأنهم ينظرون له بقدسية، ويوضح بأن الوعل مسكنه الجبال فنظر إليه الإنسان القديم بإجلال كهالة لأنه على اتصال بالإله، وكان ينظر للجبل الذي تسكنه الوعول بأنه نقطة اتصال بالسماء والآلهة صانعة المطر والخصب، حتى الإله في الأسطورة السومرية كان يشبه بالوعل في نزوله من الجبل. ويضيف بأن الإنسان القديم في شبه الجزيرة العربية اعتقد بأن الدور الذي يقوم به الوعل مقام الآلهة في استنزال المطر وإخصاب الأرض، وعلى الجبال كانت تمارس طقوس الأضاحي للأهالي، وما روي عن عرب الجاهلية إذا ما تتابعت عليهم الأزمات أنهم يصعدون إلى جبل الوعل وأشعلوا النيران وضجوا بالدعاء والتضرع وظنوا أنه من أسباب السقيا، مبينا أن الوعل في تسميته تحمل دلالات العزة والمنعة والخلود والأبدية واشتقوا من اسمه المكان المنيع، واستوعل الوعل إذا لجأ في قلته، كما أطلقوا على الوعل مسميات وصفات، ففي الحديث النبوي من علامات الساعات تطلق الوعول أي الأشراف، واسمه الأعصم والعصم لأنه يعتصم بالجبال، كما جاء في الشعر العربي القديم.

وعن أهم ما ترك أثره ظهور الوعل في الكثير من الرسوم والنقوشات في الكهوف، ولعل قرون الوعل لها الدور الرئيس في ارتباط هذا الحيوان بآلهة القمر عند العرب في الجزيرة العربية؛ بسبب أهمية ضوء القمر في حياتهم، وهو دليلهم في لياليهم الصحراوية المظلمة، وحساب أيامهم ودهورهم... فقد كانت عبادة العرب قديما قمرية أكثر منها شمسية، حتى غلب في لغتهم قولهم «القَمَرَان للقمر والشمس»، بل إن رواسب هذه العبادة استمرت مجرّدة من العقدية حتى وقت قريب في الثقافة العربية بشكل عام، والعُمانية بشكل خاص. فكان الوعل ذا مكانة مهمة ليس بصفته الحيوانية وإنما لقدسيته وكان قربانا للآلهة وكانت له معابد خاصة في الجزيرة العربية، حتى أن قرونه تشكل وحيا لصورة القمر. وكانت عبادة القمر أوسع انتشارا في بلاد العمر، وهو ينصل قرنه كل عام، ويقول القزويني: إن الوعل يفضل أن يرمي نفسه من أعالي الجبال إذا خاف من الصياد حتى لو كان شديد الارتفاع.

ويتابع بأن الوعول تظهر في الرسومات بقرونها، كغيره من الحيوانات المقدسة، وعد الوعل معبودا، واتخذت قرون الوعل نذورا عند أهالي الجنوب.

أما عن السمات والخصائص التي توفرت في حيوان الوعل فيوضح الدغيشي بأنها من جعلت الإنسان العربي يختاره دون سائر الحيوانات خاصة وأنه أثناء لحظات وقوفه في أعالي الجبال، يبدو كأنه ينتظر ظهور القمر، وهو يتميز بقيادة القطيع، وتقدمه إلى أماكن الكلأ والماء، وتنبئه بالبرق قبل حدوثه، ما جعل الإنسان العربي القديم يختاره لإله المطر والخصب في حضارة جنوب الجزيرة العربية، وأخيرا تطرق الدكتور إلى الصيد المقدس الذي كانت ممارسته لنيل رضا المعبود وهي شعيرة سنوية، وكان يقام باسم عدد من الديانات، بتقديم القرابين والهدايا وتعد طقوس الوعول من أقدم الطقوس الدينية في حضارة سبأ ما خلد في النقوش بشكل مكثف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجزیرة العربیة الإنسان القدیم الوعل فی

إقرأ أيضاً:

مصير زيادة قيمة الإيجار القديم سنويًا بنسبة 7%.. المحكمة الدستورية تدرس القرار

يُلزم قانون الإيجار القديم الحالي المستأجرين بسداد زيادة سنوية قدرها 7% من قيمة الأرض والمباني وفقا للقيمة السوقية وقت صدور القانون، حسب ما ورد في نص القانون رقم 136 الخاص بهذا الشأن، وتأتي هذه الزيادة ضمن التعاقد بين المؤجر والمستأجر في حالات معينة، بينما تم الطعن على هذه النسبة أمام المحكمة الدستورية بدعوى تطالب بإلغاء بعض المواد المنظمة لها.

القيمة السوقية للأرض والمباني 

وتخضع مادة زيادة الإيجار القديم في القانون إلى مراجعة المحكمة الدستورية، بسبب أن قيمة الـ7% المحددة المطلوبة في الزيادة تحدد وفقا للقيم السوقية لسنة 1981، ليرى الملاك الآن أن تلك النسبة غير عادلة وتحتاج لإعادة تقييم بما يتناسب مع القيم السوقية الحالية للعقارات، حيث تنص اللوائح على أن عدم الالتزام بهذه الزيادة يعد مخالفة قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المستأجر، بما في ذلك إصدار حكم بالطرد واسترداد الوحدة لصالح المالك.

ضرورة التوصل لحل فعال لإنهاء الأزمة

وأكد كريم السادات، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، في تصريحات لـ«الوطن»، على ضرورة التوصل لحل فعال وقوي قادر على إنهاء الأزمة، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حوارًا مجتمعيًا يجمع كافة الأطراف المعنية بتعديلات قانون الإيجار القديم، لضمان مشاركة كافة الجهات المعنية للنقاش البناء وإبداء الآراء لإنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات، مؤكدًا أن التوصل لحل للأزمة سيسهم بشكل كبير في حل أزمة الشقق المغلق ويتيح المزيد من الوحدات السكنية لإنعاش السوق العقارية.   

وحددت المحكمة الدستورية يوم 9 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم في القضية المتعلقة بزيادة القيمة الإيجارية للعقارات الخاضعة لقانون الإيجار القديم بنسبة 7% سنويًا وفقًا للقيم السوقية.

وترصد «الوطن» في التقرير التالي الحالات التي تسري عليها نسبة الزيادة 7%، وأيضًا الحالات التي لا تنطبق عليها الزيادة، وذلك وفقًا للقانون رقم 136 الخاص بهذا الشأن. 

حالات زيادة الإيجار القديم بنسبة 7%

و نص القانون رقم 136  لسنة 1981 لشأن العلاقة بين المالك والمستأجر في الماده رقم «1»، على  بعض الحالات التي تنطبق عليها زيادة قيمة الإيجار القديم ولكن بشروط هي :

1- أن تكون الزيادة بما لا يتجاوز 7 % من مساحة الأرض والمباني.

2- ألا تقل المساحة المؤجرة بغرض السكن عن ثلثي المساحة الكاملة لمباني العقار. 

الحالات التي لا تسري عليها زيادة الإيجار القديم 7%

وحددت مواد القانون رقم 136 بعض الحالات التي لا تسري عليها زيادة نسبة الـ7% وفقا لقانون الإيجار القديم ومنها «الإسكان الفاخر، والعقارات التي لا تصل فيه نسبة الوحدات السكنية لنسبة ثلثي العقار التي نصت عليها  المادة رقم 13 من القانون في الفقرة الأولى، بشرط ألا تقل حصة كل مالك عن وحدة واحدة، وبالتالي إن كانت الوحدات لغير غرض السكن أكثر من الثلث لا تنطبق عليها نسبة  الـ7% زيادة».

 ومن المنتظر أن تتضمن الأجندة التشريعية قانون الإيجار القديم خاصة أن دور الانعقاد المقبل يعد الدور الأخير في الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب.

مقالات مشابهة

  • تشكيل لجنة فنية بالنادي الاسماعيلي لاختيار المدرب الجديد
  • خبراء: دمج شقق الإيجار القديم المغلقة في السوق العقارية يحل مشكلة العرض والطلب
  • لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تندد "بالانتهاكات الجسيمة" التي ترتكبها إسرائيل في غزة للمعاهدة العالمية لحماية الأطفال
  • «سكان النواب»: الإيجار القديم «معقد» والحكومة لم تتقدم بقانون لمناقشته حتى الآن
  • سماء الكويت تتزين بالقمر الدموي العملاق بعد حدوث ظاهرة الخسوف الجزئي للقمر التي شهدتها البلاد
  • خسوف القمر 2024:تأثير خسوف القمر على حياة الإنسان والعلم
  • الزملوط يعلن تنفيذ مشروع تحويل المبنى الإداري القديم للمحافظة لبيوت طلبة
  • خسوف القمر: بين الظاهرة الفلكية والتأمل في عظمة الخالق
  • مصير زيادة قيمة الإيجار القديم سنويًا بنسبة 7%.. المحكمة الدستورية تدرس القرار