صحيفة أمريكية تكشف عن عقبات كبيرة تعيق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال نشرته يوم الجمعة للعقبات الحقيقية والكبيرة التي لا تزال تقف حجر عثرة لأي اتفاق تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل.
وتناولت الصحيفة في هذا الشأن تصريحات أدلى بها مؤخرا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، حيث قال إن الولايات المتحدة والسعودية في المراحل الأولى من المفاوضات بهدف تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وذكر تساحي هنغبي لمجموعة من المراسلين الدوليين "نعلم أن الجانبين جادان للغاية بشأن هذه القضية"، مضيفا أن إسرائيل تم تحديثها "عن كثب" بشأن تقدم المحادثات وأن تل أبيب تتوقع الوصول إلى مسودة اتفاق في شهر ديسمبر.
كما شدد على أن تل أبيب ليست مستعدة لتقديم "تنازلات ذات مغزى" بشأن قضية إقامة دولة فلسطينية التي يعتقد أنها أحد الشروط المسبقة التي وضعتها الرياض من أجل ضمان حصول تقارب مع إسرائيل.
وأكد هنغبي أيضا أنه "من أجل التطبيع مع السعودية لن تدفع إسرائيل ثمن أمنها".
هذا، وأفادت الصحيفة بأن الرياض تسعى للحصول على ضمانات أمنية كبيرة من واشنطن الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة احتمالات "تورط" الولايات المتحدة في صراعات الشرق الأوسط.
والأربعاء أعلن البيت الأبيض أنه لا يوجد إطار عمل متفق عليه للتوصل إلى اتفاق تعترف السعودية بموجبه بإسرائيل وإنه يتعين خوض محادثات كثيرة قبل توقيع مثل هذا الاتفاق، وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على الخطوط العريضة لاتفاق التطبيع مع تل أبيب.
إقرأ المزيد لابيد: سأعارض الاتفاق مع السعودية إذا أعطى المملكة إمكانية تخصيب اليورانيوموفي السياق قلل المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي، من شأن ما أورده التقرير، وصرح في إفادة صحفية بأنه "لا يزال هناك الكثير من المناقشات التي ستجرى"، مضيفا أنه ليس هناك اتفاق على مجموعة من المفاوضات ولا يوجد إطار عمل متفق عليه للتوصل إلى تطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لديهم وأصدقائهم في المنطقة.
كما حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي من التقارير الإعلامية التي "تركت لدى بعض الناس انطباعا بأن المناقشات بعيدة مما هي عليه في الواقع".
إلى ذلك، أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يقود محادثات صعبة حيث يسعى للحصول على صفقات سلاح أمريكية واتفاق أمني شامل على غرار حلف الناتو مع واشنطن، وليس مجرد خطوات صغيرة.
وبينت أن "مثل هذا الاتفاق سيلزم الولايات المتحدة بالرد عسكريا في حالة وقوع هجوم على الأراضي السعودية".
وحسب الصحيفة الأمريكية ترغب السعودية في الحصول على مساعدة واشنطن من أجل تطوير برنامج نووي مدني على الرغم من وجود خلافات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في هذا الشأن.
إقرأ المزيد تقرير: "صفقة التبادل" بين واشنطن وطهران تثير مخاوف إسرائيل من "تفاهمات أوسع"وتشير "واشنطن بوست" إلى أن الرياض تريد تخصيب وقود اليورانيوم الخاص بها، بينما تفضل واشنطن عقد صفقة مماثلة لتلك التي أبرمتها مع الإمارات، حيث تستورد أبو ظبي بموجبها (الصفقة) وقود المفاعلات.
على الجانب الآخر، تقول الصحيفة إن إسرائيل هي الأخرى أكدت أنها لن تكون على استعداد لتلبية المتطلبات السعودية لإقامة دولة فلسطينية، كما شددت على أنها لن تتنازل عن الوضع النهائي للقدس حيث يطالب الفلسطينيون بجعل الجزء الشرقي منها عاصمة لهم.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن إنشاء علاقات رسمية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل يمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط وسيكون بمثابة فوز كبير في السياسة الخارجية للرئيس بايدن بينما يستعد لحملة إعادة انتخابه في عام 2024، مشيرة إلى أن السعودية وإسرائيل كانتا تاريخيا عدوين لدودين إلا أنهما تعاونتا في السنوات الأخيرة بهدوء في المسائل الأمنية والتجارية.
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اتفاق السلام مع إسرائيل الرياض تل أبيب واشنطن السعودیة وإسرائیل الولایات المتحدة واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
“واشنطن بوست” تسلط الضوء على مقابر جماعية قرب دمشق
سوريا – نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا عن المقابر الجماعية في سوريا، مبينة أنه بحسب اللجنة الدولية لشؤون المفقودين فإنه يوجد 66 موقعا للمقابر الجماعية في أنحاء سوريا.
وأجرت الصحيفة الأمريكية مقابلة مع رجل يدعى فياض الحسن (55 عاما) وهو عامل نظافة في القطيفة، على بعد 25 ميلا شمال دمشق، مشيرة إلى أن كان يفرغ الجثث ويلقيها في خنادق عميقة محفورة في حقل قاحل على أطراف العاصمة السورية.
وقال الحسن للصحيفة إنه في يومه الأول بكى، مضيفا: “لا أستطيع النوم ليلا دون أن أرى المشهد مرة أخرى”.
فياض الحسن عامل نظافة سابق، أجبر على تفريغ الجثث من الشاحنات العسكرية إلى مقبرة جماعية في قطيفة، إحدى ضواحي شمال دمشق.وذكرت الصحيفة أن الموقع الذي عمل فيه الحسن لمدة ثلاث سنوات بدءا من عام 2014 هو واحد من 10 مقابر جماعية حددها عمال الدفاع المدني ومنظمات حقوقية في منطقة دمشق وحدها منذ سقوط بشار الأسد.
وتقدر اللجنة الدولية لشؤون المفقودين أن هناك ما يصل إلى 66 موقعا مشابها في أنحاء سوريا، حيث سعى نظام الأسد إلى إخفاء القتل الجماعي لمعارضيه عن العالم خلال حرب أهلية استمرت نحو 14 عاما. وعندما تنقب هذه المقابر، قد تبدأ في كشف مصير أكثر من 150,000 شخص اختفوا أثناء النزاع.
وقال المدعي الدولي ستيفن راب إن هذه المواقع كانت جزءا من نظام “إرهاب الدولة” الذي سيقدم أدلة لمحاكمات جرائم الحرب المستقبلية. وخلال الأسبوع الماضي، زار راب عدة مقابر جماعية في سوريا، بما في ذلك تلك الموجودة في القطيفة.
راب، وهو سفير أمريكي سابق متجول لشؤون جرائم الحرب، كان يعمل على التحقيق في هذه المواقع بالتعاون مع لجنة العدالة والمساءلة الدولية المستقلة وغير الربحية، ومع فريق الطوارئ السوري، وهي مجموعة مقرها واشنطن تدافع عن المعارضة السورية.
وقاد الحسن الصحفيين إلى موقع آخر قريب، هذه المرة إلى قطعة أرض غير مميزة في مقبرة عادية. وقال إنه نقل الجثث إلى هنا مرة واحدة فقط، كاشفا أن العمال تلقوا أوامر بإطلاق النار على الكلاب أو تسميمها لمنعها من نبش الجثث.
وقال الحسن إنه لم يتحدث عن عمله قط، حتى لعائلته، وأضاف متذكرا كلمات أحد الضباط له: “من الأفضل أن تلقي بهم، وإلا سنلقيك معهم”.
وأوضح أن جنودا من الجيش السوري كانوا يتمركزون حول محيط موقع الدفن ويوجهون أسلحتهم نحوه بينما كان يفرغ الجثث.
وأفادت الصحيفة بأنه في سجن صيدنايا، وهو الأكثر شهرة بين سجون الأسد، تشير السجلات المبعثرة في أرجاء المكان إلى حجم الموت الذي وقع داخل أسواره.
وأظهر دفتر سجلات اطلعت عليه “واشنطن بوست” أنه في يوم واحد من عام 2015، تم تمييز أسماء 25 سجينا على أنهم أرسلوا إلى مستشفى عسكري. وكانت كلمة “جثة” مكتوبة بجانب كل اسم. وفي اليوم التالي، تم إدراج 18 اسما لنقلهم، حيث تم تصنيف أربعة منهم كجرحى، والباقون كجثث.
وحسب الخبراء فإن عملية التنقيب عن القبور وتحديد هوية الضحايا ستستغرق سنوات، إن لم يكن عقودا.
وقد استعاد عمال الدفاع المدني بالفعل مئات الجثث من المستشفيات العسكرية ومواقع أخرى في دمشق كانت لا تزال تنتظر الدفن. في الأسبوع الماضي، تم تسليم 35 جثة إلى المشرحة في مستشفى المجتهد بالعاصمة، حيث تفحص أفراد العائلات الوجوه الهزيلة والمشوهة للضحايا.
المصدر: “واشنطن بوست”