حوادث متنقلة وانقسام عامودي على ضفة سلاح حزب الله ومنطق استخدامه في الداخل

تجاوز لبنان قطوعا أمنيا خطيرا تمثل بحادثة الكحالة في جبل لبنان على خلفية انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله تنقل ذخائر وأسلحة , تطورت الى تلاسن مع الأهالي الذين حاولوا معرفة ما في داخل الشاحنة المغطاة، فما كان من العناصر المواكبة التابعة للحزب إلا أن اعترضتهم ومنعتهم من الإقتراب فكانت المواجهة وإطلاق النار الذي أسفر عن سقوط قتيلين أحدهم فادي بجاني ابن البلدة والثاني أحمد قصاص عنصر من حزب الله .

اقرأ أيضاً : مراسلة "رؤيا": عودة البث الى شاشة تلفزيون لبنان

الإستقرار الهش اهتز بقوة وفي منطقة ذات حساسية عالية أعادت الى ذاكرة من عايش الحرب مشاهد ومحطّات آثمة وقاتمة ودموية حصلت على " كوع الكحالة "، وهو من الأمكنة التي بات لها بُعد في الوجدان الجماعي، تماماً كما عين الرمانة وخط التماس بين الشرقية والغربية وغيرها من المناطق.

وما إن وقعت حادثة الكحالة حتى توالت التحليلات حول أبعادها وتداعياتها، واعتبارها جزءاً من التصعيد بهدف فرض وقائع جديدة او تسوية كما درجت العادة في لبنان بعد كل اهتزاز أمني. وذهب البعض الى اعتبار ما يجري منذ أحداث عين الحلوة الدموية مروراً بحوادث أمنية متفرقة واغتيالات كان أخطرها خطف وقتل المسؤول السابق في حزب القوات اللبنانية إلياس الحصروني في الجنوب، في خانة الترابط ولم يعد ممكناً تسجيلها ضد مجهول.

تقول مصادر متابعة لرؤيا ان "المسألة لم تعد مسألة نقل سلاح، بل احتقان بلغ ذروته خصوصا وأنه ترافق مع ارتفاع أصوات التحريض واستعادة لغة الأمن الذاتي والمواجهة ذات البعد الطائفي"، وتضيف "كأن هناك من يريد عن سابق تصور وتصميم رمي الزيت على النار، وإذكاء الفتن المتنقلة التي تأخذ لبنان الى الفوضى والتقسيم".

واذا كانت حادثة الكحالة وما سبقها من توترات أمنية في أكثر من منطقة لبنانية تزامنت مع تحذيرات دول في مجلس التعاون الخليجي بمغادرة لبنان او منع السفر اليه, ووضعت الأمن كالهشيم تحت الرماد, فإنها كذلك أعادت طرح السؤال الأكبر حول سلاح حزب الله والانقسام الكبير حوله والخوف من استخدامه في الداخل . فاستعيدت سلسلة من الأحداث انغمس فيها سلاح حزب الله علناً في معارك وأحداث داخلية .
ففي السابع من ايار عام 2008 انتشر مسلحو حزب الله في شوارع بيروت "دفاعا عن السلاح" ووقعت اشتباكات على مدى ايام امتدت الى منطقتي الشويفات والشوف في جبل لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من سبعين شخصا واعتبرت ميدانياً الأكثر خطورة وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.

وفي السادس عشر من تشرين الأول عام 2021 تحول حراك لحزب الله وحركة أمل في منطقة الطيونة في بيروت الى اشتباك مسلح بين الشياح وعين الرمانة أدى الى سقوط سبعة قتلى واتهم حزب الله يومها القوات اللبنانية بالمسؤولية عن افتعال الاشتباك.

وما بين الحادثتين اغتيالات وحوادث قتل وجهت فيها اصابع الاتهام الى حزب الله.
اليوم يبدو أن تداعيات حادثة "الكحالة" ستتحول إلى مفاعيل سياسية، إذ سجل استنفار شامل على مستوى القوى السياسية المعارضة التي التقت على ضرورة الانتقال إلى مرحلة النضال الوجودي والكياني بوجه هيمنة سلاح "حزب الله" على القرار في البلاد، وفق تصريحات لرئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل.

ويشير الصحافي طوني بولس لرؤيا إلى " أن اتصالات مكثفة تجري بين الأحزاب المعارضة، إذ يتم نقاش خطوات منسقة للمرحلة المقبلة ضمنها عقد جبهة سياسية واسعة مشابهة لجبهة العام 2005 المناهضة للوجود السوري في لبنان". ويضيف بولس ان "مجموعات عديدة تؤيد هذا التوجه لأن طرح سلاح حزب الله على طاولة البحث بات أولوية لمستقبل هذا السلاح المشرع في البيان الوزاري للحكومة".

وهنا تقول مصادر مواكبة للحراك السياسي لرؤيا ان "المشهد الذي تبلور بعد الحادث والانقسام الحاد الذي ترتب عليه والمشابه للانقسام القائم حول الاستحقاق الرئاسي يسمح بالخشية من وجود قطوعات أمنية اخطر سيكون لبنان أمام اختبار تجاوزها ".

كل ما يجري في لبنان اليوم لا يعبر سوى عن حجم التوتر والإحتقان في الشارع، ويضغط على مجمل الواقع الداخلي ويفرض نفسه بقوة على المشهد السياسي وبالتالي الإستحقاق الرئاسي.
ويبقى السؤال الأهم بالنسبة للجميع هل هذه الاحداث حصلت بنتيجة ظروف موضوعية، أم أن هناك أياد خفية تعمل على تأجيجها أوالاستثمار بها.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: لبنان

إقرأ أيضاً:

الفصائل ستتخذ قرارا خطيرا للغاية.. الحرب الشاملة تلوح بالأُفق والعراق بعين الإعصار

بغداد اليوم -  بغداد

أكد أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، اليوم الخميس( 19 أيلول 2024)، ان الحرب تلوح بالافق القريب بين إسرائيل وحزب الله بعد التطورات الأخيرة، فيما يبدو ان العراق سيتورط بهذه الحرب.

وقال العرداوي في حديث  لـ"بغداد اليوم"، إن "اندلاع الحرب التي تلوح في الأفق القريب بين إسرائيل وحزب الله سيعني حتما تورط فصائل المقاومة في العراق فيها بشكل من الاشكال، وسيكون قرارها هذا خطيرا عليها للغاية".

وبين أن "واشنطن لن تترك في مطلق الأحوال تل أبيب لوحدها، يشاركها في معظم القوى الغربية، وهي تملك سيادة مطلق على الأجواء في الشرق الأوسط، وستتحرك بسرعة لتحييد اي قوة عراقية تتحرك لمساعدة حزب الله، بل انها سوف تستهدف جميع القيادات العراقية الراديكالية المتحمسة لحزب الله".

وأضاف ان "هذا السيناريو ليس ضربا من الخيال بل هو تكرر في حروب سابقة، وأعتقد أنه لا طهران ولا جميع قوى محور المقاومة تتعدى في دعمها مستوى المناوشات عبر المسيرات والصواريخ،  وهي أدوات لن تحدث فارقا كبيرا في ميزان القوى، لذا الأمل الوحيد لبغداد هو أن لا تندلع الحرب، وأن لا تحترق بشرورها في حال اندلاعها، حتى لا تتورط باي شكل من الاشكال بهذه الحرب الكبيرة والخطيرة".

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي، قصفت "المقاومة الإسلامية في العراق"  عدة مرات- أهدافا إسرائيلية وأخرى أمريكية في المنطقة.

كما شاركت المقاومة الإسلامية في العراق الحوثيين بالهجوم على سفن إسرائيلية في ميناء حيفا والبحر المتوسط.

مقالات مشابهة

  • المنسق الأممي في لبنان: نشهد تصعيدا خطيرا للغاية عواقبه مدمرة
  • الحزب سيرد أمنياً .. ويتمسك بعدم الذهاب إلى الحرب الشاملة
  • نتانياهو يعقد اجتماعاً أمنياً في مقر الجيش بعد تهديدات حزب الله
  • نصرالله: تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة
  • نصرالله: حزب الله تعرض لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة
  • الفصائل ستتخذ قرارا خطيرا للغاية.. الحرب الشاملة تلوح بالأُفق والعراق بعين الإعصار
  • حركة الاتصالات الحكوميّة مستمرة ومنحى المواجهات يتخذ مساراً خطيراً
  • تحذير أميركي من أي تصعيد بعد انفجارات لبنان 
  • خبير عن تفجير أجهزة "البيجر": حالة متقدمة من تحويل التكنولوجيا إلى سلاح
  • بعد تهديد حزب الله بالردّ على تفجير البيجر.. مسؤول إسرائيلي: مستعدّون