تفعيل “ستارلينك” في اليمن: تساؤلات حول الأبعاد العسكرية والاستخباراتية وراء الخدمة
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
الجديد برس:
لم يكن مفاجئاً إعلان إيلون ماسك تفعيل خدمة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي في اليمن كأول دولة في الشرق الأوسط يمكنها الوصول الكامل إلى الخدمة، فحكومة الشرعية منذ شهور وهي تروج للمسألة وتحكي بطولاتها في الحصول على التراخيص، لكن المفاجئ هو سرعة إعلان تفعيل الخدمة في هذا التوقيت، كما تعد مسارعة السفارة الأمريكية لتقديم التهاني لليمن بالحصول على الخدمة.
بالأمس اشتعلت مواقع التواصل بخبر تفعيل “ستارلينك” في اليمن، وكانت أساساً مشتعلةً بقضية تفجير الأجهزة اللاسلكية في لبنان، وسرعان ما تم الربط بين المسألتين على أساس أن الرصد والتجسس هو الهدف الحقيقي من تفعيل هذه الخدمة في اليمن، خصوصاً بعد ما وصلت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مرحلة العجز الكامل عن وقف عمليات قوات صنعاء البحرية والصاروخية ضد إسرائيل، خصوصاً أن شركة “ستارلينك” تسخِّر خدماتها لأغراض عسكرية واستخباراتية، ولها دور كبير في الحرب الروسية الأوكرانية، والخطورة هنا تكمن في أن التحكم بتقنيات الشركة سيكون بيد أطراف خارجية، وهو ما يعني أن المسألة تنطوي على انتهاك سيادة الدول بحكم أنه هذا الطرف سوف تكون له الصلاحيات نفسها التي تمتلكها البوابات السيادية للدول.
وأشار ناشطون إلى أن وكالة المخابرات الأمريكية وعبر خدمات “ستارلينك” تتمكن من اختراق الهواتف والتقاط الصور من كل الاتجاهات، وتحصل بذلك على نماذج كاملة للأشخاص المراقبين، ومن خلال ما تبثه “ستارلينك” من الموجات الكهرومغناطيسية التي تنعكس على المجسمات في الأماكن المراقبة، ثم تتم مطابقتها مع الصور ليصبح المكان بما فيه على بث مباشر لدى السي آي إيه.
وفيما أطلقت حكومة الشرعية ناشطيها وذبابها الإلكتروني للترويج لشركة “ستارلينك” وتعديد فضائلها ومميزاتها، أكد ناشطون وخبراء أن المسألة ليست فقط الحصول على إنترنت قوي ووصوله إلى المناطق المحرومة وليس لأن إيلون ماسك يحب اليمن، وفق ما قاله الخبير العسكري زكريا الشرعبي، في منشور على منصة “إكس”، والذي ألمح فيه أن الولايات المتحدة وإسرائيل فشلتا عسكرياً في مواجهة اليمن، وتفعيل خدمة ستارلينك قد تكون طريقة لإحراز انتصار في الحرب.
السفارة الأمريكية هنأت اليمن لحصوله على الإنترنت الفضائي معتبرة ذلك تقدماً يعيد تشكيل الدبلوماسية وملامح المستقبل، وهو ما اعتبره مراقبون دليلاً إضافياً على أن الغرض من خدمة “ستارلينك” في هذا التوقيت تحديداً هو عسكري استخباراتي، فالجبهة اليمنية أصبحت الشاغل الأكبر للولايات المتحدة وإسرائيل بعد ما تمكنت من اختراق منظوماتهم الدفاعية ووصلت صواريخها ومسيراتها إلى تل أبيب متجاوزة الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية، كما أنها جبهة متماسكة عجزوا عن اختراقها.
وزارة الاتصالات بحكومة صنعاء، في تعليقها على تفعيل خدمة “ستارلينك” في اليمن، أبدت رفضها لسماح حكومة الشرعية بتفعيل الخدمة في مناطق سيطرتها، واعتبرت ذلك انتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن وتهديداً كبيراً لأمنه القومي وإضراراً بنسيجه الاجتماعي، حسب بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.
وجاء في البيان أن هذا الإجراء يؤكد بوضوح استهتار من أسماهم المرتزقة بسيادة واستقلال اليمن واستعدادهم للإضرار بالأمن والاستقرار لمصلحة قوى خارجية، معتبراً ذلك تفسيراً لترحيب السفارة الأمريكية وتهنئتها لليمن بالحصول على الخدمة، مؤكداً أن تقديم شركة أجنبية خدمات الإنترنت في أي منطقة في الجمهورية يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي اليمني ويقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم، كما حذر المواطنين من التعامل مع هذه الشركة وخدماتها، وأنها ستتخذ التدابير اللازمة لحماية سيادة البلاد وأمنها.
وحسب موقع الشركة، تعمل “ستارلينك” بمساعدة مجموعة أجهزة الشبكة التي تشمل طبقاً للأقمار الصناعية، وجهاز توجيه WiFi ومصدر طاقة، وكابلات وقاعدة، وصُممت قاعدتها للتثبيت على مستوى سطح الأرض، وطبق “ستارلينك” ذاتي التوجيه، الذي يتصل بسرعة بمجرد تمتعه برؤية واضحة للسماء، وفور إعداد الجهاز يصبح الاتصال بالشبكة متاحاً واستخدام تطبيق الشركة لإدارة الخدمة.
*YNP / إبراهيم القانص
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
“الشارقة لإدارة الأصول” تعلن عن إطلاق تجريبي لأول خدمة رقمية لحجز مركبات أجرة لإمارة الشارقة عبر تطبيق يانغو
أعلنت شركة الشارقة لإدارة الأصول، الذراع الاستثماري لحكومة الشارقة، عن إطلاق تجريبي لأول خدمة رقمية لحجز مركبات أجرة لإمارة الشارقة، عبر تطبيق يانغو Yango، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا العالمية “مجموعة يانغو” بهدف تطوير قطاع النقل في إمارة الشارقة، وتقديم خدمات آمنة وسريعة ومريحة للمستخدمين.
وقال سعادة وليد الصايغ، الرئيس التنفيذي للمجموعة: يأتي إطلاق التطبيق في مرحلته التجريبية ترجمة لرؤية الشارقة لإدارة الأصول واستراتيجياتها طويلة الأمد، وجميع مشاريعها وخدماتها الساعية لتحقيق قيمة مضافة للمجتمع، بما يضمن مواكبة المستجدات واستشراف المستقبل برؤية واضحة وطموحة، والتي تضع الإنسان أولاً، مستلهمة هذا النهج من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأضاف الصايغ: نسعى دائما إلى تحقيق شراكات مثمرة تدفع بعجلة التنمية المستدامة في الإمارة من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والمشاريع المبتكرة التي تدعم التنوع والنمو الاقتصادي، وإطلاق هذا التطبيق يعكس حرص الشارقة لإدارة الأصول على تبني الحلول والابتكارات الإبداعية القائمة على التكنولوجيا، بما يسهم في تأسيس منظومة نقل مستدامة ومتصلة تتميز بالكفاءة والجاهزية للمستقبل”.
وقال خالد الكندي، المدير العام لأجرة الشارقة: ” يسعدنا أن نعلن عن إطلاق تجريبي لأول خدمة رقمية لحجز مركبات لإمارة الشارقة، عبر تطبيق يانغو Yango، وهذه الخطوة ستساهم في دعم الاقتصاد المحلي لإمارة الشارقة، وتوفير تجربة مريحة للمواطنين والمقيمين في الإمارة”.
وأضاف الكندي: سيبدأ التطبيق التجريبي عمله من خلال مركبات أجرة الشارقة، عبر إطلاق 500 مركبة سيتم تشغيلها في مرحلة الاختبار، في جميع أنحاء الإمارة اعتباراً من 25 فبراير 2025 ، وأن هذه الخطوة ستعود بالنفع على جميع الأطراف، إذ سيتمكن العملاء من معرفة تفاصيل رحلتهم بدقة من خلال التطبيق، كما يمكنهم إبداء ملاحظاتهم وتقييم المركبة والسائق في الوقت نفسه، أما بالنسبة لمشغل سيارات الأجرة، فإن التطبيق سيمكن المركبات من التحرك بناءً على طلبات مباشرة من العملاء، مما يقلل من التجول العشوائي في الشوارع المزدحمة، ويخفض من معدلات التلوث، ويقلل من أعطال المركبات، مما يساهم في إطالة عمرها التشغيلي”..
ومن جهته، علّق إسلام عبدالكريم، الرئيس الإقليمي لشركة يانغو الشرق الأوسط: “نعتز بشدة للتعاون مع شركة الشارقة لإدارة الأصول في إطلاق هذه المبادرة التحويلية. تؤكد هذه الخطوة التزامنا بالارتقاء بمشهد النقل ودفع عجلة التغيير الهادف للارتقاء بالحياة اليومية للسكان. كلنا أمل أن تتطور هذه الخدمة لتصبح حجر الأساس لمشهد النقل في الشارقة في المستقبل، مما يمهد الطريق لإنشاء مدينة مرتبطة يسهل الوصول إليها.”
يأتي تطبيق يانغو ، المتوفر مجاناً على أنظمة أندرويد و “iOS”، بلغات متعددة بما في ذلك العربية والإنجليزية، مما يرتقي بتجربة المستخدمين عند حجز سيارات الأجرة وتحديد وجهاتهم. عند تحديد الموقع الجغرافي، يربط التطبيق الركاب بصورة لحظية وبكفاءة بأقرب سيارة أجرة متاحة، مما يضمن تجربة سريعة ومريحة.