في تطور مفاجئ، قبل 47 يومًا فقط على انطلاق الانتخابات الأميركية، تصدرت مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، استطلاع جديد للرأي بين الناخبين العرب الأمريكيين والمسلمين، وذلك بالرغم من تغيبها عن الساحة وهيمنة الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السباق الانتخابي، ما يؤثر بشكل واضح على دعم المرشحين الرئيسيين، وفقًا لوكالة «رويترز».

ويأتي تشريح «ستاين» بسبب الغضب العارم بين العرب الأمريكين والمسلمين من دعم الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

من هي جيل ستاين؟

جيل ستاين هي مرشحة حزب الخضر لـلانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، وهي معروفة بمواقفها الجريئة في قضايا البيئة وحقوق الإنسان.

كانت ستاين مرشحة الحزب للرئاسة في انتخابات 2012 و2016.

حصلت ستاين على شهادة في الطب من كلية هارفارد الطبية، وعملت كطبيبة ممارسة قبل دخولها عالم السياسة.

ظهور ستاين في استطلاعات الرأي

أظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كاير» تفوق جيل ستاين على المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس بين الناخبين المسلمين في ولاية ميشيجان، التي تعتبر مجتمع عربي أمريكي كبير، حيث حصلت شتاين على تأييد 40% من الناخبين المسلمين، بينما حصلت هاريس على 12% فقط، كما تصدرت «ستاين» أيضًا في ولايات أريزونا وويسكونسن، وهي ولايات تمثل ساحة معركة هامة في الانتخابات.

وتراجع الدعم الموجه لهاريس بشكل ملحوظ ما يؤثر سلباً على دعم الديمقراطيين بشكل عام، حيث كانت هاريس الاختيار الرئيسي للناخبين المسلمين في ولايتي جورجيا وبنسلفانيا، بينما أظهرت استطلاعات الرأي تفوق ترامب في نيفادا، حيث حصل على 27% من الأصوات متقدماً على هاريس بنسبة 26%.

سبب تقدم ستاين على هاريس

بدأت ستاين في تعزيز حملتها بالتركيز على قضايا قطاع غزة، داعية إلى فرض حظر أمريكي فوري على الأسلحة الأمريكية المتوجهة إلى الاحتلال الاسرائيلي، ووقف إطلاق النار الدائم، ما زاد من شعبيتها في الأوساط المؤيدة للقضية الفلسطينية.

وظهرت شتاين في وسائل الإعلام العربية تحت عنوان «الاختيار 2024»، بعد حديثها في تجمع للأمريكيين العرب في ولاية ميشيجان، حيث أكدت أن كل تصويت لحملتها هو تصويت ضد الإبادة الجماعية الجارية في غزة، بينما واجهت هاريس انتقادات بسبب رفضها لدعوات وقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى دولة الاحتلال، بينما دعت إلى إنهاء النزاع ودعمت حل الدولتين.

تأثير الناخبين من أصول عربية

تعتبر ولاية ميشيجان موطنًا لأكثر من 200 ألف ناخب مسلم و300 ألف من أصول شرق أوسطية، وعلى الرغم من أن هذه الفئة تشكل حوالي 1% من إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون شخص، إلا أن أصواتهم قد تكون حاسمة في الانتخابات المقبلة، حيث شهدت انتخابات 2020 دعمًا كبيرًا من الناخبين العرب والمسلمين لجو بايدن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جيل ستاين هاريس ترامب المسلمين الانتخابات الأمريكية جیل ستاین

إقرأ أيضاً:

العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية

تقوم الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاث ركائز: الالتزام المطلق بدعم إسرائيل في كل الظروف والمواقف، والتحالف مع صناعة النفط في الخليج، والعداء المزمن لإيران. أُضيف لهذه العوامل في وقت لاحق غير بعيد موضوع الجماعات الجهادية وانتشارها في المنطقة وزعمها تهديد الوجود الأمريكي. ورغم الاستثمار الكبير، من حيث الموارد والتجنيد والدعاية، لم يرقَ موضوع الإرهاب والجهاديين إلى أن يصبح ركيزة رابعة ثابتة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط.

تتداخل هذه الركائز فتعزز إحداهما الأخرى لتُبقي الولايات المتحدة حبيسة مأزق عسكري واستراتيجي دائم في المنطقة بشكل يجعل الوجود الأمريكي فيها عامل توتر وتأزم أكثر منه عامل أمن وطمأنة.

في وقت من الأوقات قد يتراجع حضور إحدى الركائز الثلاث مقارنة بالاثنتين الأخريين، لكن لا يمكن أن يأفل حضور كل الركائز في وقت واحد بحيث يعطي الانطباع بأن الفراغ غالب وبأن الولايات المتحدة باتت غائبة أو بلا تأثير.

حتى مع الانسحاب من العراق في عهد الرئيس باراك أوباما ومن أفغانستان في عهد بايدن، وبينهما سعي ترامب لسحب بلاده من التزاماتها الدولية، القانونية والسياسية، عجزت الولايات المتحدة عن التواري كليا. كل ما حدث كان مجرد إعادة انتشار تكتيكي وظرفي.

تدفع مجمعات الصناعة الحربية الأمريكية السياسيين والمشرِّعين في واشنطن إلى إبقاء جذوة الحضور مشتعلة، ونُذر التوتر قائمة بشكل يجعل الولايات المتحدة ضرورة لا غنى عنها.

هناك طرف آخر لا يقل حرصه على الوجود الأمريكي، ومن ورائه إبقاء جذوة التوتر مشتعلة ونُذر الحرب قائمة، عن حرص مجمعات التصنيع الحربي: إسرائيل واللوبيات الداعمة لها.
تدفع إسرائيل في كثير من الأحيان نحو صراع أمريكي مع إيران بأي شكل من الأشكال
تدفع إسرائيل في كثير من الأحيان نحو صراع أمريكي مع إيران بأي شكل من الأشكال.. سياسي، دبلوماسي، عسكري، استراتيجي، ولو اجتمعت كل هذه الأشكال في وقت واحد سيكون ذلك بمثابة الجائزة الكبرى. أكثر ما تخشاه إسرائيل أنه في غياب عداوة تقترب من المواجهة المسلحة بين الولايات المتحدة وإيران، قد يبدأ الأمريكيون في التساؤل عما إذا كانت بلادهم في حاجة فعلا إلى تحالف مع إسرائيل.

حضر الشرق الأوسط في المناظرة الرئاسية بين المرشحين دونالد ترامب وكمالا هاريس الأسبوع الماضي. لكنه حضور بريكزتين فقط، إسرائيل وإيران وتغييب واضح لركيزة الصناعة النفطية الخليجية. بينما اختفى موضوع الإرهاب والجهاديين تماما، كما كان منتظرا.

لا يعني هذا «التغييب» أيّ تغيير استراتيجي في المقاربة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والخليج بعد الانتخابات المقبلة، أيًّا كان الفائز فيها.

بالعكس، ستكون الاستمرارية هي المحرّك الأساسي. لقد حاول الرئيس بايدن البناء على «الاتفاقيات الإبراهيمية» التي ورثها عن سلفه ترامب بجر السعودية إليها، لكنه فشل لأسباب أقوى منه.

وستواصل هاريس المحاولة بكل قواها على الرغم من أن ترامب هو صاحب الاتفاقيات المذكورة. ومن نافلة القول إن ترامب نفسه سيجعل منها ورقته الأساسية في التعاطي مع الشرق الأوسط وأزماته.

طبيعة السياسة الأمريكية، التي منحت بموجبها واشنطن لنفسها صفة شرطي العالم، وتداخل مصالحها في كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية، ثم بروز المنافسة الصينية والإزعاج الروسي، كلها عوامل تجعل واشنطن في حاجة للجميع وتستعمل الجميع لخدمة مصالحها.

وعلى الرغم من أن المنطقة مقسَّمة تلقائيا إلى مجموعات أو فضاءات متجانسة إلى حد كبير، إلا أن المخططين في واشنطن متمسكون بالتعامل معها فرادى ووحدات.

ضمن هذا المنطق تعمل واشنطن على الحفاظ على علاقات طيبة مع السعودية بحكم التحالف الاستراتيجي الذي عمره أكثر من سبعة عقود، وبحكم أن المملكة منبع النفط العالمي.

وإذا أُضيف لهذين العاملين موضوع التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل، يصبح من ضروب المستحيل تقريبا أن تتخلى واشنطن عن الرياض.

وتحتاج الولايات المتحدة لدولة الإمارات كقوة إقليمية مؤثرة استراتيجيا واقتصاديا تُحقق لها بطرقها الخاصة ما لا تستطيع تحقيقه بالطرق التقليدية. إضافة إلى أن أبوظبي أحد أكبر زبائن السلاح بطموح كبير وموارد هائلة تتفوق بكثير على بقية الزبائن.

وتحتاج الولايات المتحدة للحفاظ على علاقات مع قطر بسبب قاعدة «العديد» العسكرية والحاجة إليها في موضوع الوساطات إقليميا ودوليا.

والحال نفسه يتكرر تقريبا في العلاقة مع عُمان التي تلعب أدوارا دبلوماسية فعَّالة بقدر ما هي هادئة، وتروق لصانع القرار في واشنطن. كما تحتاج الولايات المتحدة لعلاقات قوية مع الأردن رغم صغر حجمه وتأثيره في المنطقة الذي يبدو للبعيد ثانويا، مع مصر هناك حاجة لواشنطن لتأمين علاقات طبيعية في حدها الأدنى لأن العلاقات المصرية الأمريكية تعجز عن أن ترتقي إلى درجة التميّز، وفي الوقت نفسه لا يجب أن تتدهور أو تنقطع.

رغم أن انتخابات 2024 ستجري في سياق شرق أوسطي مختلف تماما عنوانه حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على سكان غزة، واحتمالات اشتعال المنطقة برمتها، كانت المناظرة بين ترامب وهاريس فرصة للمرشحَين لتأكيد تشابه سياساتهما (وسياسات جميع المرشحين، سابقا ولاحقا) بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وإسرائيل والحاجة الملحة للحفاظ على الوضع القائم.

كرَّست المناظرة الأخيرة المعروف في المقاربة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. كل ما يستطيعه بعض المرشحين، وفي حالات محددة، طرح سردية تعطي الانطباع بالتمرد عن المألوف، ثم تتوقف عند سقف معيّن. النموذج عن ذلك في انتخابات 2024 المرشحة كمالا هاريس وحديثها عن معاناة المدنيين في غزة وضرورة أن تتوقف الحرب فورا.

هذا أقصى ما تستطيعه. وقبلها باراك أوباما وبدرجة أقل بيل كلينتون. لكن بعد الكلام نصف المعسول تتواصل شحنات السلاح لإسرائيل من قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ موجهة وغير ذلك. وتتواصل المساعدة الاستخبارية التي تجعل الولايات المتحدة شريكة رئيسية في حرب الإبادة على غزة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • مسلمو أميركا يعاقبون هاريس ويدعمون مرشحة مستقلة للرئاسة
  • استطلاعات رأي تظهر تعادل هاريس وترامب على المستوى الوطني
  • تطور مفاجئ في حالة اللاعب فهد المولد بعد سقوطه من شرفة منزله بدبي
  • استطلاعات.. تعادل هاريس وترامب على المستوى الوطني
  • استطلاعات: تعادل هاريس وترامب
  • استطلاع: هكذا يعاقب العرب والمسلمون هاريس في الانتخابات
  • مرشحة داعمة لغزة تفاجئ الجميع وتتفوق على هاريس وترامب.. من هي جيل ستاين؟
  • ألمانيا.. اليمين المتطرف يتصدر استطلاعات الرأي في الانتخابات الإقليمية
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية