تعزيز التعاون ودعم الإبداع.. «الثقافة» تشارك في أعمال الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شاركت وزارة الثقافة المصرية في أعمال مجموعة العمل للحوار الاستراتيجي المصري-الأمريكي المعنية بالتعليم والثقافة، برئاسة مشتركة بين السفير د. سامح أبو العينين، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية، والسفير رفيق منصور، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون السياسات في مكتب الشؤون التعليمية والثقافية.
التعاون الثنائي وحماية التراث
ناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة في مجالات الثقافة والفنون، حيث تم تناول عدة محاور رئيسية تتعلق بدعم حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في التنمية المستدامة، بالإضافة إلى دعم الصناعات الثقافية الإبداعية وتسويقها دوليًا وتعزيز الحضور العالمي للثقافة والفنون المصرية.
وأكدت الدكتورة رانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية وممثل وزارة الثقافة بالاجتماع ،حرص وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو على تعزيز التعاون الثقافي المشترك مع الجانب الأمريكي خاصة فيما يتعلق بالتحول الرقمي، مشيرة إلى أن اللقاء تناول أيضًا سبل التعاون في تدريب شباب السينمائيين ونقل التكنولوجيا الرقمية لحفظ وحماية التراث الموسيقي والسينمائي، والاستثمار في المشاريع التي تمكّن الشباب والنشء كمحور أساسي للنهوض بهذه القطاعات الحيوية. كما تم التطرق إلى أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة تطوير هذه القطاعات.
من جانبه، أكد رفيق منصور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي يوليان اهتمامًا بالغًا بتعزيز التعاون مع الحكومة المصرية للحفاظ على التراث الثقافي والأثري المصري. وأوضح أن الحكومة الأمريكية قدمت دعمًا كبيرًا خلال الأعوام الثلاثين الماضية للحفاظ على التراث المصري.
وأشار منصور إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر سوق في العالم للفنون والصناعات الإبداعية، وأن هناك تعاونًا مثمرًا مع الحكومة المصرية في هذا المجال. كما أكد أن دعم التراث الثقافي في مصر يهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية، التي تعد أحد أهم ركائز الاقتصاد المصري.
وفي ختام الاجتماع، أشار نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى أهمية التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، حيث يوجد حوالي 27 ألف خريج لبرامج التبادل التعليمي والثقافي بين مصر والولايات المتحدة.
وأشار إلى وجود ثلاثة مراكز ثقافية أمريكية في مصر ، تقع في الإسكندرية والمعادي والقاهرة، تقدم برامج تثقيفية متنوعة مع التركيز على تمكين المرأة ومكافحة التضليل وتعليم المهارات الرقمية والتقنية. وفي السنة المالية 2023، بلغ عدد المشاركين في المراكز الثقافية 36,979 مشاركًا من خلال ما يقرب من 839 برنامجًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التراث الثقافي غير المادي التراث الموسيقى التكنولوجيا الرقمية الخارجية الأمريكي الصناعات الابداعية الع الصناعات الثقافية سبل تعزيز التعاون الثنائي سامح أبو العينين مساعد وزیر الخارجیة تعزیز التعاون
إقرأ أيضاً:
رؤى أكاديمية تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الثقافي والفني
فـي مشهد تفاعلي جمع بين الإبداع الثقافـي والتطور التقني، احتضن معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 أمس جلسة حوارية بعنوان: «المنتج الثقافـي الإبداعي ورهان الذكاء الاصطناعي بين التمكين والتحدي»، أدارتها الكاتبة هدى حمد، وشاركت فـيها نخبة من المختصين هم الدكتور ياسر منجي، ومحمد الجابري، وعبدالله البلوشي، وهيثم البوصافـي، حيث تبادلوا الرؤى حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي فـي إثراء العملية الإبداعية وتحفـيز التجديد فـي مختلف الحقول الثقافـية.
واستهل الدكتور ياسر منجي الجلسة بالحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي فـي إثراء العملية الإبداعية. وأشار منجي أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدا للإبداع البشري بل أداة تحفز الخيال وتنمي الإبداع. مبينا كيف يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي فـي تطوير الأعمال الأدبية والفنية من خلال تقديم تقنيات جديدة للمبدعين لاكتشاف أفكار ومفاهيم جديدة، وأوضح أن هذه التكنولوجيا تساعد الفنانين والكتاب فـي تجاوز الحدود التقليدية للأفكار، ما يتيح لهم القدرة على خلق أعمال غير تقليدية.
مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح وسيلة لفتح آفاق جديدة فـي التفكير الإبداعي، حيث يوفر الأدوات اللازمة لاستكشاف عالم مليء بالاحتمالات التي كانت غير متاحة فـي السابق. منوها إلى ضرورة استخدام هذه الأدوات بحذر ليتم الحفاظ على أصالة العمل الفني ومصداقيته. وأوضح أن المبدعين يجب أن يكونوا على وعي تام بما يجري فـي عالم الذكاء الاصطناعي واستخدامه كأداة فـي مجال الإبداع. فبرغم توافر هذه التقنيات بسهولة، إلا أن القدرة على استخدامها بشكل مبتكر وفعال تعود إلى المبدع نفسه. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على كونه أداة تقنية بل يمكن أن يصبح شريكا حقيقيا للمبدعين إذا تم استخدامه بشكل صحيح. وتابع: هذا النوع من الشراكة سيقود إلى أعمال فنية وثقافـية غير مسبوقة، تعتمد على دمج التقنيات الحديثة مع الإبداع البشري. فالمستقبل يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءا أساسيا من الإنتاج الثقافـي والفني، بشرط أن يبقى الإنسان هو المتحكم فـي هذا الاستخدام.
وفـي ختام الجلسة، قدم الدكتور ياسر منجي عرضا مرئيا، تناول أبرز التقنيات الفنية فـي القرن العشرين وتطورها، إلى أن وصلنا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتناول عبدالله البلوشي فـي الجلسة الأبعاد الفكرية والثقافـية للذكاء الاصطناعي. حيث اعتبر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية بل أصبح عاملا مؤثرا فـي طرق التفكير والمفاهيم الإبداعية، موضحا العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والوعي الثقافـي وكيف يمكن أن يتأثر الإبداع الفني والفكري بهذه التقنية فـي كافة جوانب الحياة.
وأشار «البلوشي» إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتحسين القدرة على الإبداع، ودعا إلى ضرورة التوازن فـي استخدام هذه التكنولوجيا لضمان عدم فقدان الهوية الثقافـية للفنون والإبداع بشكل عام. مؤكدا على أهمية أن يتعامل المبدع مع الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة له، دون أن يؤثر ذلك على جوهر الإبداع البشري.
وقال «البلوشي»: لا بد للمبدع أن يكون لديه رؤية واضحة ليستطيع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه التقنيات فـي حال استخدامها بطريقة مدروسة يمكن أن تعزز من إبداع الإنسان وتوسع آفاقه، مشيرا أن الأداة موجودة فـي يد الجميع، ولكن قدرة الإنسان على استخدامها بشكل صحيح هي التي تحدد قيمة الإنتاج الإبداعي، وبين أن الذكاء الاصطناعي فـي المجال الإبداعي هو أداة يمكن أن تدفع المبدع للابتكار، بشرط أن يتم استخدامها بوعي ومعرفة، ولفت إلى أن المبدعين يجب أن يظلوا حاكمين على ما يخرج من هذه الأدوات وألا يتوقفوا عن تطوير مهاراتهم لتظل أعمالهم مبتكرة وأصيلة.
موضحا أن سلطنة عمان بدأت جهودا كبيرة فـي مجال الذكاء الاصطناعي، وبرغم التقدم الكبير الذي حققته عمان فـي استخدام هذه التقنيات على مستوى الأفراد، إلا أن هناك حاجة لزيادة الاستثمار فـي الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة والبنية الأساسية، وأشار إلى أن الحكومة أطلقت برنامجا وطنيا للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، الذي يشتمل على أكثر من 32 مشروعا فـي هذا المجال، كما تابع أنه من بين هذه المشاريع هناك خطط لدمج الذكاء الاصطناعي فـي القطاعين الحكومي والخاص، مع ضرورة استخدام هذه التقنيات فـي جمع البيانات وتسهيل الوصول إليها للمواطنين.
وفـي ورقته استعرض محمد الجابري إمكانيات الذكاء الاصطناعي فـي صناعة الفن والأدب وخاصة فـي الكتابة الروائية والقصصية، مبينا أن هذه التكنولوجيا تتيح للمبدعين أدوات جديدة للتعبير، خاصة فـي الكتابة الآلية أو حتى ابتكار أساليب سردية جديدة، موضحا أن «الذكاء الاصطناعي لا يخلق الأدب بنفسه، بل يوفر الأدوات التي تساعد الكتاب على تحسين وتوسيع خيالهم.» وأشار «الجابري» إلى أن تحديات كبيرة قد تطرأ عند دمج الذكاء الاصطناعي فـي العملية الإبداعية، مثل الحفاظ على اللمسة الإنسانية التي تميز الكتابة الأدبية، ورغم هذه التحديات، شدد على أهمية أن يستخدم المبدعون هذه الأدوات بحذر، مع الحفاظ على جودة النصوص وأصالتها.
أما هيثم البوصافـي فقد قدم ورقة عن دور الذكاء الاصطناعي فـي الفنون البصرية وكيفـية استخدامه فـي صناعة الفن التشكيلي والتصميمات الرقمية، وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح له تأثير كبير على صناعة الفنون البصرية، حيث أتاح للفنانين أدوات جديدة للابتكار والإبداع فـي مجال الرسومات والتصميمات المعقدة.
كما أوضح البوصافـي أن هذه التكنولوجيا تقدم العديد من الفرص لإيجاد أعمال فنية لم تكن ممكنة باستخدام الأساليب التقليدية. ولكن، فـي الوقت ذاته، بين أن الذكاء الاصطناعي قد يواجه الفنانين بتحديات كبيرة، منها ضرورة الحفاظ على الطابع الإنساني للفن وعدم السماح للتقنيات أن تحل محل الإبداع الشخصي واللمسة اليدوية التي تميز الفنون البصرية.
وأكد «البوصافـي» أن سلطنة عمان تشهد تطورا كبيرا فـي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة فـي مجال الصور والفـيديوهات، وأضاف أنه وزملاءه فـي الشركة قاموا بتدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام معلومات من عمان، ليتمكنوا من توليد صور ومحتويات بمستوى عال من الجودة. وأشار إلى أن الشركات العمانية أصبحت أكثر تقبلا لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وهناك تطور ملحوظ فـي كيفـية استخدام هذه التقنيات فـي الإعلان وفـي قطاعات أخرى مثل البنوك وشركات الاتصالات.