الطرق الصوفية ومدح النبي.. هل هي بدعة؟
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
الطرق الصوفية تهدف فقط إلى التقرب إلى الله عز وجل، عن طريق بعض الطقوس والممارسات، التي تعلم العبد الزهد في الدنيا والتجرد من كل شيء والتركيز فقط مع الله سبحانه وتعالى، وتعزيز حب العبد لربه وحب العبد للنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت، ويقوم متبعو تلك الطرق بالذكر والتأمل حتى يتمكنوا من بلوغ هذه الدرجة.
البعض يشكك في الطرق الصوفية ويتهمها بأنها بدعة وما يتم فيها من ممارسات لا علاقة له بالدين الإسلامي الصحيح، ولكن دار الإفتاء تطرقت للأمر في العديد من فتواها، وأكدت أن الطرق الصوفية صحيحة وليست بدعة، وما هي إلا ظاهرة سُنية مبنية على أسس الإسلام ومبادئه.
وقالت الإفتاء إن البعض يظن أن المديح من بدع الطرق الصوفية، وهذا الكلام غير حقيقي ولا يجب أن يؤخذ به وما هو إلا تضليل للعباد، حيث إن مدح النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المستحبة بل وتُعد من أصول الإيمان.
ما جاء في الكتاب والسنة عن مدح النبيوأكدت دار الإفتاء أن مدح النبي لا يقتصر فقط على الطرق الصوفية، فهو من الأمور المشتركة بين المسلمين والمستحبة في الإسلام، مشيرة إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» رواه البخاري. وقال أيضًا: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه مسلم.
وفي فتواها، شددت الإفتاء على أن الطرق الصوفية ليست بدعة، وأن مدح النبي ليس بدعة أيضا، ومن يقول ذلك فلا يؤخذ بكلامه، موضحة أن المدح عبارة عن شعر يذكر كل الصفات الحميدة فيه صلى الله عليه وسلم، بكلمات صادقة بعيدة كل البعد عن التزييف.
المديح لا يقتصر على الطرق الصوفيةوأكدت أن مدح النبي لا يقتصر على الطرق الصوفية، وورد في أبيات للعديد من الشعراء على مر التاريخ، ولكنه ازدهر بشكل كبير مع وجود الصوفية، وتحديدا في أواخر القرن السابع وبداية القرن الثامن هجريا.
وفي فتواها عن مسألة المديح والطرق الصوفية، أكدت دار الإفتاء أن الإمام البوصيري من رواد فن المديح، وقد حذا حذوه الكثير من الشعراء من بعده في مسألة المديح، واقتبسه من شعره، ومن أبرز ما كتب هو «الكواكب الدرية في مدح خير البرية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطرق الصوفية الصوفية التصوف دار الإفتاء الطرق الصوفیة صلى الله علیه مدح النبی
إقرأ أيضاً:
المفتي يشرح حديث النبي "لا إيمان لمن لا أمانة له".. فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن العلم من أخطر أنواع الأمانة، لأنه مسؤولية عظيمة تتعلق بنقل المعرفة الصحيحة، وبيان الأحكام الشرعية، والتوجيه إلى الصلاح، وهو ما أشار إليه الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد وصف العلماء بأنهم أهل الخشية الذين يدركون حدود الله، ويعلمون حقوقه وصفاته، ومن هنا جاءت خطورة خيانة العلم، لأنها تؤدي إلى تشويه الدين، وتخريب العقول، ونشر الفوضى الفكرية، وقد يصل أثرها إلى إفقاد الناس الثقة في الدين نفسه.
وبشأن الفتيا، تابع مفتي الديار المصرية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»: "إنها أمانة عظيمة، لأن المفتي عندما يصدر حكمًا شرعيًا، فإنه يوقع عن الله تعالى، وهو ما يقتضي أن يكون أمينًا، ملتزمًا بالدقة والورع، وإلا فإنه يكون قد خان الأمانة، وابتعد عن الحق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، فالمفتي مسؤول أمام الله عن كل كلمة يقولها، لأن الفتوى قد تؤدي إلى صلاح المجتمعات أو فسادها".
وتابع المفتي: "الداعي ينبغي أن يتحلى بالحكمة، والصبر على المدعوين، ومراعاة أحوالهم، والتدرج معهم، كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، محذرًا من أن بعض الدعاة يسيئون إلى الدين بسبب سوء فهمهم لمضامينه، أو عدم استخدامهم للأساليب الصحيحة في الدعوة".
وأضاف نظير عياد: كل فرد مسؤول عن وطنه، وأن حب الوطن لا يكون بالشعارات، بل بالعمل والاجتهاد والحرص على مصلحته، مشيرًا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن الغش في الامتحانات أو العمل أو التجارة نوع من الذكاء، ولكن الحقيقة أن هذه الأمور تندرج تحت خيانة الأمانة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، مؤكدًا أن الخيانة في الأمانة من أخطر الصفات، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}، كما وصف المنافقين بأنهم في الدرك الأسفل من النار، بسبب خيانتهم للأمانة.