كتاب جديد عن مأساة جرف الصخر والمغيبين قسرا وعمليات التغيير الديموغرافي
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
سبتمبر 19, 2024آخر تحديث: سبتمبر 19, 2024
المستقلة/- يعد الكتاب الذي أصدره الباحث الإعلامي حامد شهاب هذا العام 2024 بعنوان: جرف الصخر..والمغيبون..قراءة في مخاطر الهيمنة والتغيير الديموغرافي ..ودور الشيخ خميس الخنجر في منح قضيتهم أولوية قصوى” من أحدث وأكثر الكتب التي صدرت مؤخرا و التي اهتمت بعرض مأساة جرف الصخر ومعاناة المئات من أهلها في محن النزوح والتهجير القسري وكذلك قضية المغيبين وممارسات التغيير الديموغرافي التي تشهدها عدد من المحافظات العراقية ومناطق حزام بغداد .
و عرض الباحث في الكتاب الذي جاء بـ(155) صفحة محنة تغييب أهالي جرف الصخر وعدم إعادة أهاليها وهم بالمئات الى ديارهم،كما إستعرض الكاتب الدور الكبير الذي إضطلع به الشيخ خميس الخنجر في نصرة قضية أهله نازحي جرف الصخر والمغيبين وكرس الكثير من وقته لعرض قضيتهم على كبار قيادات البلد والبرلمان ومختلف الأوساط والشخصيات السياسية التي لها دور في صنع القرار داخل العراق.
ويعد الكتاب الأول من نوعه الذي يكشف بالأدلة والوقائع المصورة تأريخ تلك المأساة الإنسانية الرهيبة التي شهدتها منطقة جرف الصخر وقضية المغيبين في العراق مستعرضا مخاطر التغيير الديموغرافي في مناطق كثيرة من محافظات المكون العربي ودور الشيخ خميس الخنجر في إيلاء قضيتهم أهمية قصوى.
ويشير الباحث الإعلامي حامد شهاب في مقدمة كتابه الى: أن الأحداث المأساوية التي تعيشها ناحية جرف الصخر وقضية المغيبين قسرا الذين يتجاوز عددهم الـ ( 13 ) ألفا بين مغيب ومهجر ومعتقل من المحافظات المحررة منذ عام 2014 بينهم مغيبو الصقلاوية وحتى إعداد هذه الدراسة عام 2024 تبقى الحدث الأكثر أهمية الذي يحتل إحدى الأولويات ضمن اهتمامات ساسة المكون السني العربي والرأي العام العراقي والعربي والدولي لما تشكله تلك القضيتين الرئيسيتين من جرح يدمي القلوب ويعد مرتكبيها ممن تخلوا عن أبسط قيم حقوق الإنسان العراقي وخلافا لمواد الدستور العراقي والأعراف والقوانين الدولية وشرائع الأرض والسماء.
وبين الباحث دور الشيخ خميس الخنجر زعيم حزب السيادة ومواقفه الداعمة باستمرار لتلك المعاناة المتفاقمة والمطالبة على الدوام بإيجاد حلول سريعة لتخليص أهلها من تلك المعاناة الرهيبة بأن يسمح لهم بأن يعودوا اليها بعد غياب طويل استمر لعقد من الزمان دونما مبرر مسوغ أخلاقي.
وذكر ان الخنجر هو الصوت الأكثر قوة وحضورا في قضيتي جرف الصخر وتأكيده على ضرورة عودة أهلها الى ديارهم، إضافة الى إهتمامه الكبير بقضية المغيبين قسرا والسجناء الأبرياء والتي نالت هي الأخرى قسطا كبيرا من الاهتمام لدى الشيخ الخنجر في كل حواراته مع الكتل السياسية وضمن برنامج حزب السيادة الذي يرأسه وكان من ضمن برنامجه الإنتخابي للانتخابات الاخيرة في نهاية عام 2023 وخصص له مساحة كبيرة من الاهتمام في المطالبة بحقوقهم وحقوق عوائلهم التي تعاني شظف العيش ومحن التهجير والغربة عن الديار.
وأوضح الباحث الإعلامي في كتابه أنه بهدف إطلاع أجيالنا على حجم المأساة بشأن قضيتي جرف الصخر والمغيبين قسرا ولكي تبقى قضيتهم مثار اهتمام الرأي العام العراقي والعربي والدولي ولأن نساءهم وأعراضهم أمانة في رقاب كل عراقي وطني شريف وغيور فإن الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني والقيمي يتطلب أن تنال معاناتهم الإنسانية كل هذا الاهتمام لكي يعود مهجرو جرف الصخر وهم بالمئات الى ديارهم وتنتهي مأساتهم التي طال انتظارها.
وأشار ايضا الى أن الدراسة تهتم بمعرفة مصير “مغيبينا” وهم بالآلاف وأين نزلت بهم مصائب الدهر وفي أي معتقل أو زنزانة يرقدون أو كم منهم قد قتلوا وقد قتل منهم المئآت فعليا بإعتراف ساستهم أنفسهم ورموز جماعات مسلحة في تصريحات مختلفة ليوجهوا لهم مختلف الاتهامات الرخيصة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وهذه الدراسة كما يشير الكاتب والباحث الإعلامي حامد شهاب هي فرصة أخرى لطلبة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) ومراكز البحوث لأن يكون لديهم اهتمام كبير بإبراز دور وأهمية جرف الصخر وعودة أهاليها المهجرون وهم بالمئات الى ديارهم.
ويؤكد إن ملايين المواطنين من أبناء “المكون العربي السني” يحدوهم الأمل بأن تسفر جهود الشيخ خميس الخنجر مع كل الأطراف المحلية والأقليمية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عن إيجاد مخرج سريع لتلك المعاناة الإنسانية الرهيبة التي فاقت ممارسات النازيين والعنصريين والفاشيين في بشاعتها وظلمها ويتطلب الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني إيلاء قضيتهم أقصى اهتمام.
ومن التوصيات التي خرجت بها الدراسة أن هناك جهات خارجية من المحيط الإقليمي هي من تهيمن على هذا الملف الإنساني وتمنع كل المحاولات الهادفة الى إنهاء متعلقات تلك المأساة المروعة ولا تسمح بعودة مهجري جرف الصخر الى ديارهم أو النظر بموضوعة المغيبين قسرا تحت مبررات وذرائع مختلفة ، تتعارض والدستور العراقي وحقوق الإنسان وشرائع الأرض والسماء.
ومن بين نتائج الدراسة إن عوائل جرف الصخر المهجرة الى مناطق ومحافظات أخرى وعوائل المغيبين والمختطفين ما تزال تعلق الآمال على الشيخ خميس الخنجر وقادة المكون السني العربي لعقد مؤتمرات خاصة عنهم في أقرب وقت ممكن فهم بحاجة الى من يلتفت مجددا الى محنتهم الكارثية بجدية وهم يرفضون استخدامهم كورقة مساومة في أيام الانتخابات.
ودعا الباحث في ختام توصياته الى ضرورة تخصيص جوائز ومكافئات ثمينة لمن يقدم بحثا متكاملا عن مأساة جرف الصخر ومحنة المغيبين والمختطفين وتشجيع الباحثين وطلبة الدراسات العليا وبخاصة من أبناء المكون السني لأن تكون موضوع بحوثهم المستقبلية تتعلق بجرف الصخر ومحنة المغيبين والمختطفين قسرا من أجل أن نغطي الساحة العراقية ومكتباتها العلمية بتلك البحوث القيمة وربما تعد تلك الدراسة البحثية الأولى في تاريخ العراق من تناولت تلك المحن بالتفصيل ووفق ترتيب علمي يتفق مع مناهج البحث العلمي الأكاديمي العملياتي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الى دیارهم الخنجر فی جرف الصخر
إقرأ أيضاً:
الحشد الشعبي في مهب رياح التغيير
آخر تحديث: 11 مارس 2025 - 10:38 صبقلم: فاروق يوسف إذا كان الحشد الشعبي قد لعب دورا ما في تحرير الموصل عام 2017 وهو أمر غير متفق عليه ويشكك به الكثيرون فإن استمراره كونه مجموعة ميليشيات تحمل سلاحا غير منضبط هو محاولة لإبقاء الدولة العراقية سجينة في دائرة فشل، كان ولا يزال وسيبقى ملهما لمنظومة الحكم في فسادها.وليس صحيحا ما يقال إن دور الحشد ضروري من أجل حماية الدولة التي تدير شؤون الشعب. العكس هو الصحيح. ذلك لأن الحفاظ على الدولة في هيكلها الفارغ ضروري من أجل أن تضع ثرواتها بين أيدي زعماء الميليشيات الذين صاروا يلعبون دورا مهما في توجيه سياساتها. قبل سنوات كان الحديث عن دولة الحشد الشعبي مجرد تكهنات غير مؤكدة. لكن دخول زعماء الميليشيات إلى مبنى مجلس النواب باعتبارهم أعضاء منتخبين من قبل الشعب وهب تلك الدولة شكلا مختلفا ليس صادما، ولكن المحتوى هو نفسه. ذلك لأن الوجه السياسي للحشد صار مكرسا بقوة القانون. وهو ما يعني أن أي مطالبة بنزع سلاح الميليشيات ستصدم بإرادة مجلس النواب. لا يعني ذلك شيئا إذا ما اصطدم بإرادة دولية تدعو إلى تجريد إيران من أذرعها تشبها بما حدث في لبنان وسوريا. ذلك ما هو متوقع حدوثه في أي لحظة وبالأخص أن إسرائيل قد سبق لها وأن أحاطت مجلس الأمن بما تعرضت له من عمليات قصف، قامت بها ميليشيات عراقية وهو ما يعني أنها ستكون دائما مستعدة لتصفية حساباتها مع مصادر النيران. أما وقد عاد عدو إيران كما يُفترض دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فإن الولايات المتحدة ستتكفل بالمسألة التي لا يحتاج حسمها إلى إجراء مفاوضات مع أي جهة، عراقية كانت أم إيرانية. فالعراق وهو ما يتم إخفاؤه دائما لا يزال خاضعا للولايات المتحدة فهي الخزانة التي تودع فيها أمواله. وما لم توافق الإدارة الأميركية على صرف تلك الأموال فإنها ستظل مـحجوزة هناك. بالنسبة للطبقة السياسية العراقية فإن أشد ما يخيفها أن تقوم الولايات المتحدة برقابة الأسلوب الذي يتم من خلاله التصرف بالأموال التي تقوم بتحويلها. ذلك لأن جزءا منها يتم تحويله إلى إيران بطرق غير قانونية مختلفة. إضافة إلى تلك الطرق القانونية التي يتم الإعلان عنها وهي الأخرى لا تعبر إلا عن مناورات صارت مكشوفة عبر العشرين سنة الماضية. المال قبل الحشد الذي جرى إضفاء طابع القدسية عليه لأسباب تعبوية ودعائية لا علاقة لها بحقيقة الموقف منه. فالطبقة السياسية على استعداد للتخلي عن الحشد لو جرى تهديدها بإيقاف السيولة النقدية القادمة من الولايات المتحدة. تلك معادلة يدركها زعماء الميليشيات وتخشى إيران من تبعاتها التي يمكن أن تُضر باقتصادها. وعلى الرغم من أن هناك أطرافا سياسية داخل منظومة الحكم في العراق صارت تدعو إلى ضبط الحشد الشعبي انسجاما مع قانونه الذي يعتبره جزءا من القوات المسلحة فإن هناك في المقابل فئة لا تزال تتمسك بالحشد الشعبي وتربط مصيرها به. وهي فئة تعتبر ارتباطها بإيران ملهم وجودها في الحكم بالعراق. تلك فئة لا يمكن اعتبارها ممثلة لصقور الحكم بقدر ما هي تجسيد للرثاثة الطائفية التي وصل إليها نظام الحكم في العراق. ربما تكون الولايات المتحدة هي الأكثر تفهما لوجود تلك الفئة التي يقودها نوري المالكي الذي سبق وأن اعتبرته إدارة الرئيس بوش رجلها في العراق. غير أن الثابت أن الرهان على مستقبل عراقي بالحشد الشعبي هو رهان خاسر. لا شيء يدعو إلى الاطمئنان إلى مستقبل العراق إذا ما استمر الحشد في الوجود. فالحشد هو شؤم إيران الذي حل في العراق. وهو استمرار للحرب الأهلية التي شهدها العراق بين عامي 2006 و2008. وما حماسة نوري المالكي للحشد إلا جزء من مشروع تلك الحرب التي أشرف على جزء عظيم منها المالكي بنفسه يوم كان رئيسا للحكومة. فالحشد هو ما تبقى من تلك الحرب.ولكن رياح التغيير التي ضربت المنطقة بعد ما جرى في السابع من أكتوبر 2023 لن تبقي على قواعد اللعبة السياسية القديمة. لقد تم إخراج إيران من الملعب بعد أن كان يُمهد لها أن تكون قوة فاعلة في المنطقة. لقد جرى كنسها بطريقة لم تتوقعها. وهو ما سيقود إلى كنس كل الأطراف التابعة لها. ولن يكون الحشد الشعبي استثناء.