الأمم المتحدة «أ.ف.ب»: حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من أنّ أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهدّدة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات الدعم السريع، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور.

وفي مطلع الأسبوع الحالي، تجدّدت المعارك العنيفة في الفاشر حيث تشنّت قوات الدعم السريع هجومًا للسيطرة على المدينة الواقعة جنوب غرب السودان.

والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور اليوم الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.

ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

والأربعاء، قالت أمام مجلس الأمن الدولي مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا: إنّ «مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي».

وأضافت: إنّ «المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرّض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر».

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنّه في الفاشر «تمّ استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدًا وشيكًا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها».

وأضافت أنّ المعارك الدائرة حصدت عددًا كبيرًا من النساء والأطفال.

وقالت: «قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية».

وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف وشرّدت الملايين مما تسبّب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا في مطلع سبتمبر إلى «نشر فوري» لقوة «مستقلة ومحايدة» لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة السودان.

وقبل ثلاثة أيام مضت، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023 التي خلّفت عشرات آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

من جهة أخرى، قال ضامنون دوليون لعملية السلام في جنوب السودان: إن تأجيل الحكومة الانتقالية للانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر أمر مخيب للآمال ويظهر إخفاقها في تنفيذ خطة السلام لعام 2018. وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير يوم الجمعة الماضي تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين وأرجأ الانتخابات للمرة الثانية بعد تأجيلها عام 2022. ويعيش جنوب السودان رسميا في سلام منذ أن أنهى اتفاق عام 2018 صراعًا استمر خمس سنوات لاقى خلاله مئات الآلاف حتفهم، غير أن العنف بين العرقيات المتنافسة يندلع بشكل متكرر.

وقالت بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج والاتحاد الأوروبي وكندا وفرنسا وألمانيا ونيذرلاند، وهي دول ضامنة لعملية السلام منذ استقلال جنوب السودان عن السودان في 2011، إن تمديد الفترة الانتقالية أمر مخيب للآمال.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة جنوب السودان فی الفاشر

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور

القاهرة (رويترز) – قالت قوات الدعم السريع السودانية يوم الأحد إنها سيطرت على مخيم كبير للنازحين في شمال دارفور، بعد هجوم استمر أربعة أيام قالت الحكومة ومنظمات الإغاثة إنه أدى إلى سقوط مئات من القتلى والجرحى، تركز القتال حول مخيم زمزم الذي يؤوي إلى جانب مخيم أبو شوك المجاور نحو 700 ألف نازح جراء الحرب في السودان. وأفادت منظمات إغاثة بأن الهجوم دمّر ملاجئ وأسواقا ومرافق للرعاية الصحية.

قالت قوات الدعم السريع إن المخيم استخدم قاعدة لما وصفته بأنها “حركات الارتزاق”. لكن منظمات إنسانية نددت بما حدث بوصفه هجوما استهدف المدنيين الضعفاء، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، الذين يواجهون بالفعل مجاعة.

وتخوض حركة جيش تحرير السودان، وهي جماعة مسلحة من دارفور متحالفة مع الجيش الوطني، معارك ضد قوات الدعم السريع في محيط مدينة الفاشر على بعد نحو 15 كيلومترا من زمزم، بمساعدة جماعات مسلحة محلية أخرى.

وقال الصادق علي النور المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان يوم الأحد إن عشرات الآلاف من سكان المخيم فروا إلى الفاشر سيرا على الأقدام لتتكدس الملاجئ، وهم الآن ينامون في العراء دون طعام أو ماء أو دواء.

وذكرت حركة جيش تحرير السودان أن المدينة، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، تعرضت لقصف عنيف وهجمات برية شنتها قوات الدعم السريع يوم الأحد، وطالبت بدعم عسكري من القوات المسلحة السودانية والجماعات المتحالفة معها.

ولدى الجيش السوداني قاعدة عسكرية تضم عدة آلاف من الجنود في الفاشر.

وقالت الحركة في بيان لها “على قيادة القوات المسلحة التحرك بسرعة لإنقاذ حياة حوالي مليون ونصف المليون شخص في الفاشر عن طريق دعم الجيش والقوة المشتركة والمساندين، وأن يحدث ذلك بأعجل ما يمكن حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه، كما حدث في الجنينة بولاية غرب دارفور”.

وأضافت “دارفور يتحتم أن لا تقاتل وحدها ويجب على كل السودانيين أن يساهموا في هذه المعركة الوجودية”.

من جهتها، نفت قوات الدعم السريع استهداف المدنيين واتهمت يوم السبت الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية باستخدام ممثلين واختلاق مشاهد داخل المخيم لتشويه سمعتها.

وقالت يوم الأحد إنها تنظم عمليات إجلاء طوعية للعائلات النازحة من الفاشر والمخيمات المحيطة بها، وترحب بالوكالات الإنسانية للتعامل مع الأوضاع المتدهورة.

اندلعت الحرب في السودان في أبريل نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع مما بدد آمال الانتقال إلى حكم مدني.

ومنذ ذلك الحين، شرد الصراع الملايين ودمر مناطق مثل دارفور، حيث تخوض قوات الدعم السريع الآن قتالا للحفاظ على معقلها وسط تقدم الجيش في الخرطوم.

   

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحقق في مقتل 400 على يد قوات الدعم السريع بدارفور
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل
  • السودان: نزوح عشرات الآلاف من مخيم “زمزم” بعد اقتحامه من قوات الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: 400 قتيل على يد قوات الدعم السريع في دارفور
  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
  • الأمم المتحدة تعرب عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص في هجمات للدعم السريع في دارفور  
  • مجزرة مخيم زمزم بالسودان.. مئات القتلى والجرحى وتصفية كوادر طبية
  • قتلوا حفظة القرآن.. مئات القتلى والجرحى في هجوم الدعم السريع على زمزم