أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، أنه ينفذ هجمات ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، في إطار جهود تستهدف إضعاف القدرات العسكرية للحزب وخلق حالة أمنية مستقرة في الشمال الإسرائيلي، تتيح عودة السكان إلى منازلهم.

 

وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن "جيش الدفاع الإسرائيلي يهاجم حاليا أهدافا لحزب الله في لبنان، سعيا لتجريد الحزب من قدراته العسكرية والبنى التحتية التي يعتمد عليها".

وأضاف أن حزب الله حوّل منطقة جنوب لبنان إلى ساحة معركة، حيث قام بتسليح المنازل بالوسائل القتالية، وحفر الأنفاق تحتها، مما جعل المدنيين دروعا بشرية.

 

وأشار أدرعي إلى أن "الجيش يعمل لتحقيق أهداف الحرب وخلق حالة أمنية تسمح للسكان الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل بالعودة إلى منازلهم"، مؤكدا أن العمليات العسكرية مستمرة لتحقيق جميع الأهداف الأمنية المعلنة.

 

تأتي هذه الهجمات بعد تصاعد التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل في الأيام الأخيرة، حيث شهد يومي الثلاثاء والأربعاء سلسلة من الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) في مناطق تعد معاقل لحزب الله في جنوب لبنان. هذه الهجمات أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والمقاتلين.

 

وفي هذا السياق، أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن حصيلة القتلى جراء تفجيرات أجهزة "البيجر" التي وقعت خلال اليومين الماضيين بلغت 37 قتيلا، بالإضافة إلى مئات الجرحى. هذه التفجيرات شكلت صدمة كبيرة في البلاد وزادت من حدة التوتر الإقليمي.

 

ويأتي التصعيد في ظل استمرار القتال بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة، مما جعل الجبهة اللبنانية إحدى النقاط الساخنة التي تستغلها الأطراف للضغط على بعضها. حزب الله أكد في بيانات سابقة أنه لن يتراجع عن دعمه للمقاومة الفلسطينية، مما جعل التصعيد العسكري على الحدود بين البلدين أمرا متوقعا في الأيام الأخيرة.

تعتبر هذه الهجمات واحدة من أكبر العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله منذ سنوات، وسط مخاوف من أن يمتد الصراع إلى حرب أوسع في المنطقة.

 

نصر الله: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها رغم استهدافها المكثف للمقاومة اللبنانية وتفجيرات البيجر

 

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الخميس ، أن إسرائيل تعيش هزيمة تاريخية على الجبهة الشمالية، مشيرًا إلى أن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق وصف ما يجري بأنه هزيمة لإسرائيل. وأوضح نصر الله أن العدو الإسرائيلي يواجه مشاكل عسكرية كبيرة، وأن الجبهة اللبنانية تعتبر إحدى أهم جبهات الاستنزاف التي تضغط على كيان الاحتلال، لافتًا إلى أن المقاومة الفلسطينية تعتبرها أداة تفاوض رئيسية.

وأضاف نصر الله في كلمة له، أن إسرائيل التزمت بقواعد الاشتباك بسبب توازن الرعب القائم بين الطرفين، لكن العدو حاول الضغط على الحكومة اللبنانية والمقاومة عبر استخدام العنف والقتل والتدمير بهدف إيقاف النشاط المقاوم على الجبهة اللبنانية. ورغم الضربات الشديدة، أكدت المقاومة تمسكها بمواقفها وأهدافها. وأشار إلى أن هذا التصعيد الإجرامي من قبل إسرائيل يأتي في سياق محاولاتها اليائسة لتحقيق أهدافها التي فشلت في الوصول إليها حتى الآن.

وأشار نصر الله إلى أن إسرائيل لجأت إلى توجيه رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية يوم الثلاثاء، توضح أن هدفها من الضربة هو وقف الجبهة اللبنانية، لكن المقاومة الفلسطينية وحزب الله رفضا هذه الرسائل. وقال نصر الله: "نؤكد لحكومة العدو أن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة"، مشيرًا إلى أن المقاومة مستمرة في دعم أهل غزة والضفة الغربية، وأن كل التضحيات والشهداء لم تثنِ المقاومة عن أهدافها، مما يعني أن العدو الإسرائيلي لم ينجح في تحقيق مراده.

وفيما يتعلق بتفجيرات البيجر التي استهدفت عناصر حزب الله والمدنيين، قال نصر الله إن العدو الإسرائيلي عمل على إضعاف بيئة المقاومة من خلال هذه التفجيرات الواسعة. الهدف كان خلق حالة من الفوضى داخل بنية المقاومة عبر ضرب نظام القيادة والسيطرة. ومع ذلك، أكد نصر الله أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وأن التفجيرات لم تؤثر على بنية المقاومة أو على نظام القيادة والسيطرة، بل كانت المقاومة في حالة جهوزية تامة على الأرض لأي عمل عسكري.

وأضاف نصر الله أن المعنويات لدى جرحى المقاومة عالية جدًا، وأن المصابين في المستشفيات مصرون على مواصلة مهمتهم. كما أشار إلى أن تشييع الشهداء شهد رسائل واضحة عن الوحدة والتماسك والتضامن الشعبي مع المقاومة، ما يعكس صمود المجتمع المقاوم في مواجهة محاولات العدو لزعزعة استقراره.

وفي ختام تصريحاته، أكد نصر الله أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، وأن المقاومة اللبنانية لا تزال متماسكة وقوية، وأن النظام القيادي للمقاومة لم يتأثر بالضربات الإسرائيلية، وهو ما يعزز ثبات الموقف اللبناني في هذه المواجهة المستمرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي ينفذ هجمات ضد أهداف حزب الله جنوب لبنان تستهدف إضعاف الشمال الإسرائيلي الجبهة اللبنانیة الجیش الإسرائیلی نصر الله أن أن إسرائیل حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

باحثة: لبنان لن يرضخ لشروط الاحتلال الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الدكتورة تمارا برو باحثة في الشؤون الدولية، إنّ التصعيد بين إسرائيل وحزب الله متبادل، إذ كثف حزب الله من هجماته الصاروخية على شمال فلسطين المحتلة وحيفا وصولا إلى تل أبيب.

وأضافت "برو"، في لقاء عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف الجنوب اللبناني وشرق لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، مشيرةً، إلى أن المقاومة اللبنانية تمنع حتى الآن جيش الاحتلال من التقدم في القرى الحدودية، رغم أنه تقدم بعض المئات من الأمتار، لكنه لم يدخل قلب المدن الحدودية، بسبب المقاومة الشرسة من حزب الله مثلما حدث في مدينة الخيام.

وتابعت: "منذ عدة أيام، يحاول جيش الاحتلال التقدم إلى مدينة الخيام لكن المقاومة تصيبه وتمنعه من التقدم وتلحق به إصابات بين قتلى وجرحى بالإضافة إلى تدمير دبابات الميركافا".

وأوضحت: "بالنسبة إلى المفاوضات، فإن لبنان لم يتوقع أن تسير بشكل جيد خلال الأيام الأخيرة، وبخاصة عندما زار هوكشتين إسرائيل، لأن لبنان يدرك أن نتنياهو متعنت في موقفه، ولن يرضخ لبنان للشروط التي يضعها الاحتلال".

مقالات مشابهة

  • حزب الله اللبناني يستهدف تجمعات للجيش الإسرائيلي في البغدادي ومستوطنة المطلة
  • حزب الله يشن هجمات صاروخية ضد شمال إسرائيل وجيش الاحتلال
  • إسرائيل تحذر العراق وتعلن تحديد أهداف لضربها
  • تقرير عبري عن أهداف إسرائيل من اختطاف مسؤول بحزب الله بعملية “اختراق دقيقة جدا” في البترون اللبنانية
  • الصحة اللبنانية تعلن حصيلة ضحايا "العدوان الإسرائيلي" على لبنان
  • باحثة: لبنان لن يرضخ لشروط الاحتلال الإسرائيلي
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصليات صاروخية تجمعاً لقوّات العدو الإسرائيلي في ‏مستوطنة كدمات تسفي وتجمع آخر في مستوطنة كتسرين
  • المقاومة اللبنانية تستهدف للمرة الثانية تجمعاً لقّوات العدو الإسرائيلي في ‏مستوطنة شلومي بصلية صاروخية كبيرة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصليات صاروخية تجمعات للعدو الإسرائيلي في مستوطنات متسوفا و إيفن مناحم وبرعام وشلومي
  • باحثة: المقاومة اللبنانية تمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من التوغل بريا