التحول الرقمي .. انعكاسات إيجابية متزايدة على كفاءة الخدمات وسهولة الوصول إليها
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
مع تواصل تنفيذ الاستراتيجيات القطاعية وبرامج التحول الوطني التي تستهدف تسريع تحقيق مستهدفات رؤية "عمان 2040" حققت سلطنة عمان خلال الفترة الماضية تحسنا كبيرا في مكانتها في عدد من المؤشرات الدولية المرتبطة بالابتكار والتحول الرقمي، حيث تقدمت خلال الأسبوع الماضي 9 مراكز في التصنيف العالمي لمؤشر الحكومة الإلكترونية لتحل في المرتبة 41 عالميا من بين 193 دولة، وذلك في مسح الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية لعام 2024، كما سبق ذلك ارتفاع تصنيف سلطنة عمان في مؤشر الابتكار العالمي حيث تقدمت 10 مراتب في تقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023 الذي تصدره المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لتحصد المرتبة 69 عالميًّا من بين 132 دولة، وحلت سلطنة عمان أيضا في القائمة الأولى عالميًا للدول الأكثر جاهزية في الأمن السيبراني ضمن نسخة عام 2024 للمؤشر العالمي للأمن السيبراني الذي أعلنه الاتحاد الدولي للاتصالات، وحصلت سلطنة عمان على 97.
ويعكس هذا التحسن في المؤشرات الدولية التقدم المتواصل في التحول الرقمي في سلطنة عمان التي تعزز خطواتها نحو الحكومة الذكية المتكاملة والمجتمع الرقمي الشامل وإيجاد البيئة الداعمة للابتكار، للوصول إلى جهاز حكومي يتمتع بالكفاءة والمرونة في التعامل مع متطلبات التنمية في الحاضر والمستقبل.
ويحقق التحول الرقمي انعكاسات إيجابية عديدة على كفاءة الخدمات الحكومية ورفع تنافسية الاقتصاد الوطني، حيث توسعت سلطنة عمان بشكل كبير في تبسيط الإجراءات الحكومية ودمج التكنولوجيا المتقدمة في الخدمات الحكومية من خلال المنصات الإلكترونية التي يتم من خلالها إنجاز التراخيص والخدمات الإسكانية والبيئية واللوجستية والمالية وغيرها من الخدمات التي يستفيد منها المواطن والمستثمر، كما يمتد التوسع في المنصات الإلكترونية إلى قطاعات ذات أهمية كبيرة في تحقيق المستهدفات الاجتماعية والتنموية مثل سوق العمل حيث تم مؤخرا تدشين منصة توطين ونظام طلبات التوظيف بهدف التنفيذ الفعال للاستراتيجية الوطنية للتشغيل في مختلف القطاعات الاقتصادية، وإيجاد بيئة عمل رقمية متقدمة ومحفزة لجميع الجهات ذات العلاقة بالتشغيل.
ومهدت سلطنة عمان الطريق للتحول الرقمي الشامل بتنفيذ برنامج التحول الرقمي الحكومي 2021- 2025 "تحول" وما صاحبه من مبادرات تعزز تسهيل وتبسيط كافة الخدمات للمستفيدين وإجراءات الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية والمناطق الاقتصادية الخاصة والحرة والمدن الصناعية والحرة مما ينعكس إيجابا على تنافسية سلطنة عمان وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية.
ويعد برنامج "تحول" من أهم البرامج الوطنية الداعمة لتحقيق مستهدفات رؤية "عمان 2040" حيث يدعم مستهدفات برنامج الاقتصاد الرقمي، ويسهم في بناء مجتمع رقمي شامل ومستدام وتعزيز الابتكار في تقديم الخدمات الرقمية، وترويج الخدمات الرقمية الحكومية ليتم تداولها على نطاق واسع، وبنهاية سبتمبر من العام الماضي بلغ معدل الأداء العام لبرنامج "تحول" 53 بالمائة، ويعزز البرنامج تقدمه نحو تحقيق مستهدفاته بحلول نهاية العام المقبل من خلال التوسع في رقمنة الخدمات وتسهيل الوصول إليها، وتسريع التحول الرقمي في القطاعات الحكومية وفق المخطط، ومن خلال تنفيذ "تحول" تم تبسيط إجراءات 2199 خدمة ورقمنة 61 بالمائة من الخدمات الأساسية خلال الفترة من 2021 - 2023.
وفي الوقت ذاته شهدت المعاملات عبر المنصات الإلكترونية الحكومية زيادة ضخمة في عدد المعاملات وتوسعا في نطاق الخدمات المقدمة، حيث تم إنجاز 487 ألف معاملة عبر منصة "عُمان للأعمال" التابعة لوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار خلال النصف الأول من عام 2024، ومنذ تدشينها في عام 2020 تم إنجاز أكثر من 429 ألف معاملة عبر منصة "نقل" وأسهمت المنصة في إيجاد 14 تطبيقا إلكترونيا لتسهيل الخدمات اللوجستية في مجالات النقل بالحافلات وسيارات الأجرة ونقل البضائع، كما شهدت منصة التراخيص البيئية توسعا في رقمنة خدماتها، حيث أعلنت هيئة البيئة مؤخرا أن 100 بالمائة من خدماتها في التراخيص والتصاريح البيئية إلكترونية، بعد أن انتهت من أتمتة 7 خدمات ورقية جديدة وتحولت إلى خدمات إلكترونية يتم تقديمها عبر منصة "سهل"، كما يأتي إطلاق بوابة الخدمات الإلكترونية من قبل بلدية مسقط كتقدم جديد في التحول الرقمي وتنفيذ التوجه نحو اللامركزية وتمكين المستفيدين من إنجاز معاملاتهم دون الحاجة إلى زيارة مكاتب البلدية.
ولتعزيز البيئة المواتية للابتكار في سلطنة عمان، تنطلق يوم الأحد المقبل عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" والتي تستهدف تعزيز التكامل بين القطاع الحكومي والمؤسسات المنتجة للمعرفة والقطاعات الإنتاجية، وإقامة الشراكات الفاعلة والمحفزة لدعم تنفيذ المبادرات الاستراتيجية لدعم منظومة الابتكار الوطنية، كما تتوسع سلطنة عمان في إتاحة المعلومات والبيانات وتعزيز شفافية الأداء الحكومي، حيث تم إصدار سياسة البيانات المفتوحة في عام 2020 والتي تحدد المعايير الأساسية للبيانات المفتوحة وقد قام عدد متزايد من الجهات الحكومية بنشر البيانات المفتوحة عبر المواقع الالكترونية خلال السنوات الماضية، وتعمل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حاليا على مشروع إنشاء منصة البيانات المفتوحة، ومن المتوقع إطلاقها تجريبيا نهاية هذا العام، وتوفر هذه المنصة كما هائلا من البيانات المفتوحة في مختلف المجالات والقطاعات وستكون منصة موحدة لإتاحة ونشر البيانات المفتوحة التي يتم إنتاجها وجمعها في وحدات الجهاز الإداري للدولة، حيث أصبحت جميعها ملزمة بإتاحة بياناتها للاستخدام العام للأغراض البحثية والتجارية. وتعد البيانات المفتوحة من الأدوات الرقمية المهمة التي تدعم اتخاذ القرار وتظهر قدرة الجهاز الحكومي على مواكبة التطور التقني، كما تعد مصدرا غنيا لرفد الدراسات والبحوث بالإحصائيات والبيانات والمعلومات المحدثة والموثوقة فضلا عما تقدمه من دعم لشركات القطاع الخاص من خلال تمكينها من الاطلاع على مختلف التطورات الاقتصادية وتحديد توجهاتها الاستثمارية واتخاذ قرارات مناسبة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البیانات المفتوحة التحول الرقمی سلطنة عمان من خلال
إقرأ أيضاً:
ندوة عن "التحول الرقمي وجودة الخدمة الاجتماعية " بجامعة الفيوم
شهد الدكتور أحمد حسني عميد كلية الخدمة الاجتماعية فى جامعة الفيوم ندوة "التحول الرقمي وجودة الخدمة الاجتماعية- مستقبل مهني واعد لخريجي الكلية"، والتي حاضر خلالها الدكتور أحمد سلامة بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي.
بحضور الدكتورة نادية عبد العزيز حجازي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة مروة جمعة مدير وحدة الخريجين بالكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وذلك اليوم الاثنين بالكلية.
أكد الدكتور أحمد حسني، حرص كلية الخدمة الاجتماعية بأن يكون خريجوها على أعلى مستوى من الوعي فيما يتعلق بكيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأهمية تقنيات التحول الرقمي في مجالات الخدمة الاجتماعية سواء في الوقت الحاضر أو مستقبلا، وذلك من أجل تقديم الخدمات المجتمعية بشكل اكثر تميزا وفاعلية.
وأوضح أن جميع وحدات الكلية تعمل في المقام الأول من أجل الطالب والارتقاء بقدرات ومؤهلات الخريجين، ليقوموا بواجباتهم المنوطة بهم تجاه وطنهم ومجتمعهم، موجهًا الطلاب بأهمية الوعي بالمتغيرات التكنولوجية المتلاحقة والتعرف علي البرامج التقنية المختلفة واستخدام أساليب التحليلات البيانية الرقمية للاستفادة منها بالشكل الصحيح، مما يسهم في القيام بدور محوري في تطوير مهنة ورسالة الخدمة الاجتماعية.
كما اشارت الدكتورة نادية حجازي إلى أن العالم يشهد تحولات سريعة نحو الرقمنة في جميع المجالات وفي مقدمتها القطاع الاجتماعي، وأن التحول الرقمي لم يعد خيارًا او ترفًا بل أصبح ضرورة ملحة لتحسين جودة الخدمات الاجتماعية وضمان تقديمها بشكل بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
وأوضح حجازي، أن دمج التكنولوجيا في العمل الاجتماعي يساعد في الوصول إلى الفئات المستهدفة ويسهل عمليات الدراسة والتشخيص وتقديم الدعم والمشورة وتحليل الاحتياجات الاجتماعية.
مواكبة التطورات التكنولوجية
وخلال الندوة أكد الدكتور أحمد سلامة، أن الدولة المصرية تبذل الكثير من المجهودات من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية العالمية ، مع الاهتمام بتطوير البنية التحتية اللازمة وتناول تعريف مفهوم التحول الرقمي وهدفه في تطوير وتحسين وزيادة رفاهية المجتمع.
ولفت إلى أن مجالات الخدمة الاجتماعية من أكثر المجالات التي يمكنها الاستفادة من تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال القيام بتخزين وتغذية التطبيقات بالمعلومات والبيانات اللازمة، مما يسهل اتخاذ القرارات السليمة مع توفير الوقت والجهد، من خلال القيام بعمليات تحليل وفحص تلك البيانات.
واوضح أن الإنسان هو المتحكم الأول في تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستحداث والتطوير والاستخدام، كما أن الأدوات التقنية المستخدمة تعمل بشكل مساند وداعم في المجالات المختلفة للخدمة الاجتماعية للوصول إلى الفئات المستهدفة باستخدام التطبيقات المتنوعة لرفع كفاءة وتحسين الخدمات المقدمة من أجلهم وذلك من خلال مجالات الصحة النفسية وذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين وغيرهم.
5 6 44