بغداد- عادت مسودة مشروع قانون حرية التعبير عن الرأي وحق الحصول على المعلومة في العراق إلى الواجهة بعد إطلاق ناشطين وإعلاميين حملة توقيعات على منصات التواصل للضغط باتجاه رفض تمريره بعد حديث عن عزم السلطة التشريعية على طرح القانون مرة أخرى داخل أروقة البرلمان.

وكشفت منظمة برج بابل الاثنين الماضي عن تقديمها ألف توقيع لصحفيين ومحامين إلى 4 لجان برلمانية من أجل تعديل مسودة مشروع هذا القانون والمضي في تشريعه.

بالمقابل، أعلنت لجنة الثقافة في البرلمان العراقي أول أمس الثلاثاء أنها عقدت اجتماعا لإنضاج (استكمال) قانون حق الحصول على المعلومة من أجل تشريعه في البرلمان.

نقاط الخلاف

وسبق لمجلس النواب أن أنهى في 14 فبراير/شباط الماضي القراءة الأولى لمشروع القانون، في انتظار عقد جلسة للقراءة الثانية والمناقشة، ثم يُطرح بعدها في جلسة لاحقة للتصويت على مواده تباعا.

وبخصوص نقاط الخلاف، تحدث الخبير القانوني علي التميمي عن تداعيات القانون على حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، موضحا أن مسودته لم تبين تفرعات حق الاجتماع، والتي منها الإضراب والاعتصام كما فعل القانون المصري لعام 2013.

وقال التميمي للجزيرة نت إن أبرز ما تضمنته مسودة القانون هو طلب الإذن المسبق من الجهة المسؤولة، وكان الأولى أن يكون إشعارا وليس إذنا، مشددا على أنه لا يمكن أن تقيد كل الاجتماعات بشكل مطلق مثل المناسبات الاجتماعية، ناهيك عن التقييد بالوقت للتجمع والتظاهر حتى الساعة العاشرة مساء، وهو أمر لا مبرر له، بحسب رأيه.

وأضاف أن القانون منح مفوضية حقوق الإنسان حق تلقي الشكاوى من القرارات الإدارية المتأتية من تطبيق القانون و"هذا يخالف المادة الـ47 من الدستور المتعلقة بالفصل بين السلطات"، كما أنه لم يبين جهة الطعن في القرارات التي تصدر من المفوضية، لافتا إلى أنه لم يوضح الفرق بين النقد والانتقاد ولم يعرّف الآداب والنظام العامين.

وتابع "أجاز القانون للجهات الرسمية تمكين المواطنين من الاطلاع على البيانات، وكان الأولى أن يلزم أيضا الجهات غير الرسمية بالأمر ذاته".

وأوضح التميمي أن القانون لم ينص على وسائل التواصل الاجتماعي ولم يحدد جهة الرقابة عليها، وكان الأجدر أن يحدد هذه المهمة إلى هيئة الإعلام، مشيرا إلى أن مفردة "استخدام القوة" بالتعبير المطلق في القانون تحتاج أن تُحدد وفق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالتظاهر، لأن "ظاهر النص يوحي باستخدام الرصاص الحي، وهذا مخالف لهذه الاتفاقيات".

قمع الحريات

من جهة أخرى، يؤكد الناشط المدني علي حبيب في حديث للجزيرة نت أن تمرير قانون حق الحصول على المعلومة سيضع العراق في عهد "قمع الحريات والدكتاتورية".

ووفقا لحبيب، هناك مخاوف وقلق من هذا القانون لأنه "خرق الدستور بمادته الـ38 لعام 2005″، مبينا أن نصوصه التي تضمنها "تقتل كل الحريات وقد تضع نصف الشعب العراقي خلف قضبان السجون".

وتنص هذه المادة على أن "الدولة تكفل وبما لا يخل بالنظام العام والآداب" حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل، وحرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر، وأخيرا حرية الاجتماع والتظاهر السلمي والتنظيم بالقانون.

وحسب الناشط حبيب، تضمن القانون "عبارات فضفاضة ووضع قدسية لبعض الأشخاص"، مشددا على أن مسودة القانون خرقت جميع المواثيق والاتفاقيات العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وتابع أن هناك توجهات من بعض القوى السياسية الداعمة للمنظمات المدنية لمنع تشريع القانون، مستدركا "لكن لا توجد ضمانات حقيقية لذلك رغم استمرار المظاهرات والضغط رفضا له".

وأشار حبيب إلى تلقيهم رسائل بوجود تعديلات على أصل مسودة القانون وإلغاء بعض فقراته لإقناع المواطنين بقبوله، لكنها دون ضمانات بعدم تمريرها خلال مرحلة التصويت داخل قبة البرلمان.

من جانبه، أكد عضو مجلس النواب العراقي محما خليل أن حرية التعبير هي حق دستوري وقانوني وإنساني، ومن حق المواطن أن يعبر عن رأيه ضمن الآداب العامة دون "تجاوز التقاليد العشائرية أو الدينية أو خصوصيات الآخرين والإساءة لهم دون حق".

وعدّ خليل هذا القانون من "القوانين المهمة بعد حالة النضوج التي وصلت إليها العملية الديمقراطية في العراق والحاجة إلى تقبل الرأي والرأي الآخر"، قائلا إنه بعد مرور كل هذه الفترة "ما زال هناك تخوف لدى بعض المسؤولين من حرية التعبير".

وفي تصريحه للجزيرة نت، أكد أنه "للأسف نرى استهدافا لمن يدلي برأيه الحقيقي تجاه من يتطاول على المال العام أو حقوق المواطنين".

ضبابية

بدوره، أشار الإعلامي العراقي سجاد الموسوي إلى وجود "ضبابية وجمود في بعض مواد القانون"، لافتا إلى أن هناك "عقوبات قاسية في بعض الأحيان تُفرض على الصحفي تصل إلى السجن 7 سنوات أو غرامات مالية وربما حجب بعض البرامج أو المؤسسة الإعلامية".

وقال الموسوي للجزيرة نت إن لديهم تخوفا من تشريع أي قانون دون استضافة الجهات المعنية، سواء كانت شخصيات إعلامية أو مؤسسات معنية بهذا الجانب، موضحا أن القانون من أهم التشريعات، لكن عليهم عدم تقييد حرية الصحفي في الحصول على المعلومة.

وبرأيه، قيّد القانون السابق الصحفيين بشكل كبير، سواء من حيث الحصول على المعلومة أو نقلها إلى الشارع، لافتا إلى أنهم يتواصلون مع أعضاء البرلمان للخروج بقانون "رصين لا يتضمن نصوصا جامدة تحتمل الاجتهاد في تطبيق مواده، كما أن هناك ضبابية في تعريف الجهات المسؤولة عن محاسبة ومراقبة الصحفي".

وأكد الموسوي أنه يقع على عاتق هيئة الإعلام والاتصالات ووزارة الاتصالات ولجنة الثقافة في البرلمان مراقبة تنفيذ مواد القانون وحرية الصحفي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحصول على المعلومة حریة التعبیر للجزیرة نت إلى أن

إقرأ أيضاً:

قانون جديد لتنظيم الحشد الشعبي.. دون أعباء مالية ومع توقعات بتمريره بسلاسة

أبريل 9, 2025آخر تحديث: أبريل 9, 2025

المستقلة/- أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي يُعد من القوانين التنظيمية المهمة، إذ يهدف إلى إعادة هيكلة الهيئة وتحديث بنيتها الإدارية، من دون أن يتضمن أية أعباء مالية إضافية، ما يعزز فرص تمريره بسهولة تحت قبة البرلمان.

وقال عضو اللجنة النائب علي البنداوي في تصريح لصحيفة “الصباح” تابعته المستقلة، إن “القانون الجديد، الذي سيحل محل القانون رقم 40 لسنة 2016، يتضمن 17 فقرة تنظم هيكلية الهيئة، وتستحدث مديريات وأكاديمية عسكرية وهيئة للطبابة، كما يحدد آلية ارتباط كل معاونية ومديرية داخل المنظومة العامة للحشد”.

وأشار البنداوي إلى أن القانون يؤكد على ارتباط الحشد الشعبي بالقائد العام للقوات المسلحة، كونه مؤسسة أمنية رسمية ضمن هيكل الدولة، ويؤكد كذلك ضرورة اعتماد ميزانية ممولة من الحكومة بما يتناسب مع أدواره وواجباته المتنامية.

وأوضح أن مشروع القانون، الذي أنهى مجلس النواب قراءته الأولى، قد خضع للمناقشة داخل اللجنة، وسيرفع للقراءة الثانية قريباً. كما شدد على أن القانون يتميز بطابعه الإداري والتنظيمي، ولا يمنح امتيازات شخصية أو مناصب معينة، ما يجعله من “القوانين السهلة في التمرير” بحسب وصفه.

وختم البنداوي بالتأكيد على أن اللجنة لا تتوقع وجود اعتراضات جوهرية على مشروع القانون، نظراً لكونه يهدف فقط إلى ترتيب أوضاع هيئة الحشد بشكل مهني، بعيداً عن التجاذبات السياسية أو الأبعاد المالية.

مقالات مشابهة

  • ندوة موسعة عن أهمية التوازن بين حرية التعبير وتنظيم المحتوى وحماية الملكية الفكرية
  • مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني مع فرق خيرية
  • قبل مناقشتها في البرلمان.. تعرف على خطوات مناقشة الموازنة العامة الجديدة
  • واشنطن تعرب عن قلقها من اعتقال أمريكى فى تايلاند وتدعو لاحترام حرية التعبير
  • قانون جديد لتنظيم الحشد الشعبي.. دون أعباء مالية ومع توقعات بتمريره بسلاسة
  • لن يكون هناك مُتضرّر | تفاصيل جديدة حول القانون الجديد للإيجار القديم.. إيه الحكاية؟
  • بعد تصديق الرئيس.. مخالفات تمنع الأسر من الحصول على مساعدات الضمان الاجتماعي
  • تواصل مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني بـالشورى
  • مواصلة مناقشة "مشروع قانون المؤسسات المدنية" بـ"الشورى"
  • اجتماعية الشورى تناقش مع مختصين مشروع قانون المؤسسات المدنية