دعوات في مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء معاناة السودانيين
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
وجهت دعوات لأعضاء مجلس الأمن- خلال جلسة بشأن السودان- لاستخدام نفوذهم الجماعي للمساعدة في حماية السكان المحاصرين في مناطق القتال.
التغيير: وكالات
جددت الأمم المتحدة التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في السودان، ودعت الأطراف كافة إلى الالتزام بتعهداتها بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بعد ظهر أمس الأربعاء، بتوقيت نيويورك لبحث الوضع في السودان، استمع خلالها إلى إحاطتين من مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا مارثا بوبي، والقائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا.
وتستمر الحرب في السودان منذ 17 شهرا، مع تفاقم الوضع الإنساني بشكل مقلق، ولا تلوح في الأفق أي بوادر لنهاية قريبة.
وقالت مارثا بوبي إن الأمين العام للأمم المتحدة ظل يدعو الأطراف باستمرار إلى تهدئة الوضع في الفاشر وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة، وحذر من العواقب الوخيمة لهذا التصعيد.
وأشارت إلى القرار رقم 2736 الذي اعتمده مجلس الأمن في يونيو الماضي، والذي دعا قوات الدعم السريع إلى وقف حصار الفاشر ووقف القتال على الفور. “ومع ذلك، فشلت جهود منع المزيد من التصعيد العسكري في الفاشر. ولا يزال مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في المدينة ويواجهون خطر العنف الجماعي”.
وأضافت أن المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان، السيد رمطان لعمامرة ظل على تواصل مباشر مع الأطراف المتحاربة، بما في ذلك من خلال المحادثات التي جرت في جنيف في يوليو، ودعم جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا في أغسطس. كما انخرط السيد لعمامرة مؤخرا مع السلطات السودانية خلال زيارة إلى بورتسودان في أواخر أغسطس برفقة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد.
مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا مارثا بوبي تقدم إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان التزام أممي بالعمل على إنهاء الصراعوقالت مارثا بوبي إن رمطان لعمامرة سيواصل تنسيق جهود الوساطة الدولية في السودان لتعزيز الحوار بهدف إنهاء الحرب، مع إحراز تقدم تدريجي في القضايا الرئيسية مثل وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والوصول إلى المساعدات الإنسانية.
وأكدت مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين للمساعدة في إنهاء الصراع.
وحثت أعضاء مجلس الأمن على استخدام نفوذهم الجماعي للمساعدة في حماية السكان المحاصرين في مناطق القتال، وقالت إن اجتماعات الجمعية العامة المقبلة تمثل فرصة إضافية للدول الأعضاء والأمم المتحدة على حد سواء لمضاعفة الجهود من أجل حل هذه المأساة.
مواطنو الفاشر تحت القصف والحصارالقائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا أفادت بتصاعد حدة القتال على نطاق واسع في الفاشر ومحيطها منذ نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن المنطقة شهدت قصفا مدفعيا وجويا عنيفا ومستمرا مما عرض المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، للخطر. كما تعرضت المواقع المدنية والبنية الأساسية بما فيها المستشفيات ومخيمات النازحين داخليا للقصف.
وأشارت إلى ما وصفتها بـ “التهديدات المتعددة” التي تشكلها المعارك الدائرة في الفاشر على حياة مئات الآلاف من الناس، بمن فيهم أكثر من 700 ألف نازح داخلي في الفاشر والمناطق المجاورة.
وقالت جويس مسويا إن أطراف النزاع لا تبذل أي جهود لحماية المرافق الصحية أو المدنيين الذين تستضيفهم هذه المرافق. كما تتعرض المستشفيات والمرافق الصحية للقصف المتكرر، مما يجعلها غير صالحة للعمل. ومن بين المستشفيات الثلاثة الرئيسية في الفاشر، لا يعمل سوى مستشفى واحد، بصورة جزئية.
وأشارت مسويا إلى إعلان المجاعة في مخيم زمزم، في أغسطس، إضافة إلى 13 منطقة أخرى تم تصنيفها على أنها معرضة لخطر المجاعة. وذكّرت بما أفادت به منظمة أطباء بلا حدود، في فبراير الماضي، بأن طفلا واحدا يموت في مخيم زمزم كل ساعتين.
وقالت إن أحدث عمليات الفحص التي أجرتها منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة، خلال الفترة بين 1 و5 سبتمبر، تشير إلى أن الوضع يزداد سوءا. حيث “يعاني حوالي 34 في المائة من الأطفال من سوء التغذية، 10 في المائة منهم يعانون من سوء التغذية الشديد”.
جويس ميسويا وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة بالإنابة تقدم إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان عقبات أمام توصيل الإغاثةوقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن الوضع يزداد تعقيدا بسبب العقبات التي تجعل توصيل الإغاثة الإنسانية أمرا مستحيلا. فمنذ شهر مايو، أصبحت الطرق المؤدية إلى معسكر زمزم والفاشر غير سالكة بسبب القتال الدائر حول المدينة، ومؤخرا بسبب الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة والفيضانات، مشيرة إلى أن محاولات الأمم المتحدة المتكررة للوصول إلى المنطقة لم تكلل بالنجاح.
ومضت قائلة: “لكننا لم نستسلم بعد. نأمل أنه مع انحسار مياه الفيضانات في الأسابيع المقبلة، سنكون قادرين على البدء في نقل الإمدادات إلى الفاشر والمناطق الأخرى المعرضة لخطر المجاعة”.
وقالت إن الوضع في الفاشر ينطبق على الوضع في مختلف أنحاء السودان، مشيرة إلى أن مناطق الخرطوم وسنار والجزيرة لا تزال تعاني من الدمار بسبب العنف المستمر. وقد نزح أكثر من ثمانية ملايين شخص من ديارهم الآن، وفر أكثر من مليوني شخص عبر الحدود.
وأعربت المسؤولة الأممية عن قلق عميق إزاء حالة الوصول الإنساني في مختلف أنحاء البلاد. ووصفت إعادة فتح معبر أدري من تشاد بأنها “خطوة مهمة”. حتى الآن عبرت أكثر من مائة شاحنة الحدود محملة بالإمدادات لنحو 300 ألف شخص في غرب ووسط وجنوب دارفور.
ثلاثة أمور مطلوبة بشدةوقالت جويس مسويا إن الكثير من الناس فقدوا حياتهم بالفعل في هذا “الصراع العبثي”. وحذرت من أن الكثير من الناس سيموتون ما لم يتخذ مجلس الأمن والمجتمع الدولي ككل إجراءات حاسمة:
أولا، المطالبة بأن تمتثل الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن. يتعين على الأطراف الامتناع عن استهداف المدنيين والأصول المدنية والمرافق الأساسية مثل المستشفيات.
ثانيا، لا ينبغي للعالم أن يتسامح مع الفظائع التي شهدناها في غرب دارفور أو أن تتكرر في الفاشر.
ثالثا، دعوة المانحين إلى توفير الموارد الضرورية لمعالجة هذه الأزمة غير المسبوقة. فحتى 17 سبتمبر، بلغ تمويل النداء الإنساني 1.3 مليار دولار – أي أقل من 50 في المائة من المبلغ المطلوب وهو 2.7 مليار دولار.
واختتمت جويس مسويا حديثها بدعوة مجلس الأمن إلى التحرك من أجل معالجة الوضع في السودان، مشيرة إلى أن الاجتماعات المتعددة رفيعة المستوى بشأن السودان، والمزمع عقدها خلال اجتماعات الجمعية العامة ستوفر فرصة لا يمكن تفويتها لإنهاء هذا الصراع، وإظهار تضامننا مع شعب السودان.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومأفريقيا الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة السودان الفاشر جويس مسويا دارفور رمطان لعمامرة مارثا بوبي مجلس الأمن الدوليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة السودان الفاشر دارفور رمطان لعمامرة مارثا بوبي مجلس الأمن الدولي الأمین العام للشؤون الإنسانیة الوضع فی السودان الأمم المتحدة مشیرة إلى أن مجلس الأمن فی الفاشر أکثر من
إقرأ أيضاً:
دعوات عربية للهند وباكستان لتجنب التصعيد وأي إجراءات انتقامية
دعت عدد من الدول العربية، كلا من الهند وباكستان إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وأي إجراءات انتقامية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي وقع بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع لإدارة الهند، وما تبعه من تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.
السعودية
وقالت وزارة الخارجية السعودية، إنها "تعرب عن قلقها بشأن التوتر المتصاعد بين كل من جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، واستمرار تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية".
ودعت البلدين "إلى خفض التوتر وتجنب التصعيد، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، واحترام مبادئ حسن الجوار، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام لما فيه خير شعبيهما وشعوب المنطقة".
الكويت
فيما قالت الخارجية الكويتية، إنها "تتابع بقلق واهتمام بالغين التوتر الحاصل بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية الصديقتين".
وأكدت "على موقف دولة الكويت الثابت والراسخ في دعم المسار الدبلوماسي وتغليب لغة العقل والحوار في حل كافة القضايا الإقليمية والدولية".
ودعت كافة الأطراف "إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد والالتزام بأحكام وقواعد القوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار، وصولاً إلى حوار بنّاء يحقق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
الأردن
على النحو ذاته، أعربت خارجية الأردن، عن قلقها إزاء توتّر الأوضاع والتصعيد بين الهند وباكستان.
وأكّد الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة، "دعوة المملكة كلا البلدين لخفض التصعيد بينهما، وتغليب لغة الحوار وحل الأزمات عبر الطرق الدبلوماسية، واحترام مبادئ حسن الجوار".
وأشار إلى "دعم المملكة لجميع الجهود الدبلوماسية المُستهدِفة تعزيز الأمن والاستقرار، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".
العراق
كما أكدت الخارجية العراقية، "على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي إجراءات انتقامية (من جانب الهند وباكستان) قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة".
وشددت "على أن الحل الدائم للخلافات بين البلدين يكمن في الحوار المباشر واللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية، كما تدعم في هذا الإطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تهدئة التوتر والحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
ليبيا
بدورها، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، عن "قلقها من التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، وما يرافقه من أعمال عسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين".
وأكدت على "أهمية تهدئة الأوضاع، وتغليب لغة الحوار والوسائل الدبلوماسية بما يعزز الأمن والاستقرار، ويجنب المنطقة مزيداً من التصعيد".
سلطنة عُمان
فيما شددت وزارة خارجية سلطنة عمان، على "أهمية تخفيض التصعيد والدعوة لحل الخلافات بين الأطراف المتنازعة عبر الحلول الدبلوماسية، واستمرار الحوار".
وأكد وزير الخارجية بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، خلال اتصال مع وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، على دعم بلاده التام لجميع المبادرات التي تصب في تحقيق التفاهم والوفاق، وفق بيان صادر عن الخارجية العُمانية.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان، في 22 نيسان/ أبريل الجاري، عقب إطلاق مسلحين النار على سياح في منطقة باهالغام بإقليم جامو وكشمير، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة آخرين.
وقال مسؤولون هنود إن منفذي الهجوم "جاؤوا من باكستان"، فيما اتهمت إسلام آباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها.
وعقب الهجوم قررت الهند تعليق العمل بـ"معاهدة مياه نهر السند" لتقسيم المياه، وطلبت من دبلوماسيين باكستانيين في نيودلهي بالمغادرة خلال أسبوع.
كما أوقفت الهند منح تأشيرات للمواطنين الباكستانيين وألغت جميع التأشيرات الصادرة سابقا.
من جانبها، نفت باكستان اتهامات الهند وقيدت عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام آباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند "عملا حربيا"، وعلقت التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.