البوابة نيوز:
2025-04-29@04:15:05 GMT

السيادة الرقمية

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا أقلل من امتلاك السلاح البري والجوي والبحري لكن حروب الجيل الخامس تحمل في طياتها تحديات كبيرة وخطرًا مستقبليًا على الدول العربية، تفجير أجهزة النداء (البيجر) عن بُعد والتي كان يحملها عناصر حزب الله في لبنان والذي لم يعطل فقط عنصرًا رئيسيًا من اتصالات المجموعة المسلحة، بل كشف عن هوية الأعضاء، وقتل وجرح العديد منهم، يعتبر خرقًا أمنيا غير مسبوق.

مع توسع انتشار هذه التقنيات، يصبح من الضروري أن نفهم التهديدات المرتبطة بها، خاصة فيما يتعلق بالأمن السيبراني والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في كافة مجالات الحياة.

تقنية الجيل الخامس ليست مجرد قفزة نوعية في عالم الاتصالات، بل هي بوابة نحو مستقبل تصبح فيه السيادة لمن يمتلك التكنولوجيا. والإجابة ليست فقط حول سرعة الإنترنت، بل حول من يتحكم في تدفق المعلومات وامتلاك أدوات القوة الرقمية.

الخطر الحقيقي يكمن في أن تكون الدول العربية مجرد مستهلكة لهذه التقنية دون أن تساهم في صناعتها أو تحصن نفسها ضد الهجمات الإلكترونية، فالاعتماد الكامل على التكنولوجيا المستوردة قد يجعل البنية التحتية المدنية والعسكرية عرضة للاستغلال أو الاختراق.

ففي عصرٍ تتحول فيه الحروب من ميادين القتال إلى الفضاءات الرقمية، يبرز الأمن السيبراني العسكري كخط الدفاع الأول في مواجهة تهديدات غير مرئية ولكنها قاتلة، فلم تعد المعارك تقتصر على الدبابات والطائرات، بل أصبحت الشيفرات والأكواد أدوات حرب جديدة تقودها العقول قبل الآلات، في هذا العالم الافتراضي، يمكن لضغط زر واحد أن يشل نظام دفاعي، أو أن يفتح بوابات التجسس على أسرار عسكرية بالغة الحساسية.

الأمن السيبراني العسكري هو درع الأمان الذي يحمي الدول من هذا النوع الجديد من الحروب. فهو لا يقتصر على حماية البيانات والمعلومات، بل يمتد إلى الدفاع عن الأنظمة الحيوية التي تتحكم في القوات والأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة، مثل أنظمة القيادة والتحكم، الأقمار الصناعية، وحتى الطائرات بدون طيار، كل هذه الأنظمة أصبحت هدفًا محتملًا للهجمات السيبرانية التي قد تكون قادرة على تغيير مجرى المعارك قبل أن تبدأ على الأرض.

الهجوم السيبراني العسكري لا يشبه الضربات التقليدية، فهو صامت، خفي، ويضرب في العمق دون أن يُحدث دمارًا مرئيًا، لكنه قادر على إحداث فوضى شاملة، يمكنه تعطيل أنظمة الاتصالات أو إيقاف تشغيل الأسلحة أو حتى قلب الطاولة لصالح العدو من خلال تحكمه عن بعد في أنظمة القيادة.

لذا، أصبح بناء قدرات سيبرانية عسكرية قوية ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية للبقاء في هذه اللعبة الجديدة، والدول التي تستثمر في عقولها قبل أجهزتها هي من ستمتلك التفوق في معارك المستقبل، حيث تكون القدرة على حماية المعلومة والتحكم في البيانات هي المفتاح إلى النصر.

وفي ظل هذه التحولات، يصبح الاستثمار في العقول والابتكار التكنولوجي ضرورة، وليس رفاهية. فإذا أرادت الدول العربية البقاء في قلب 
هذه الثورة الرقمية، فعليها أن تُعد نفسها لاستخدام الجيل الخامس كأداة للنهضة، لا أن تكون ضحية له.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأمن السيبرانى تقنية الجيل الخامس الفضاءات الرقمية الهجوم السيبراني قدرات سيبرانية

إقرأ أيضاً:

تعرف على لائحة أنظمة الفوترة

مسقط- الرؤية

أقرت هيئة تنظيم الاتصالات بإصدار لائحة أنظمة الفوترة؛ حيث يعمل بأحكام اللائحة المرفقة ويلغى كل من يخالف أو يتعارض مع أحكامها.


 


 


 


 


 

 

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الإسباني: أنظمة الدفع والخدمات المصرفية الرقمية تعمل بشكل طبيعي
  • أكذوبة الرقمنة…إدارات عمومية مشلولة بسبب التهديد السيبراني رغم إلتهام صفقات الصيانة للمليارات
  • تعاون بين "عُمان داتا بارك" و"مكافآت صائد الثغرات" لتعزيز الأمن السيبراني الوطني
  • أورنچ مصر شريك الاتصالات الرسمي لقمة الدول الرقمية FDC Summit 2025
  • الشؤون تدشن غرفة تحكم مركزية تعزيزاً للأمن السيبراني ومراقبة البنية التحتية الرقمية
  • «وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
  • "العمل": تطوير أنظمة إلكترونية مشتركة لحوكمة العمل الإداري الحكومي.. و76% إجمالي الخدمات الرقمية بالوزارة
  • الفرص المتاحة: كيف يمكن للحرب التجارية بين أمريكا والصين أن تكون نعمة للدول النامية؟
  • تعرف على لائحة أنظمة الفوترة
  • موعد إطلاق خدمات الجيل الخامس للهواتف المحمولة 5G في مصر