نصر الله: العدو استهدف آلاف أجهزة البيجر وتجاوز كل القوانين والخطوط الحمراء
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، السيد حسن نصر الله، اليوم الخميس ، عن شكره العميق للحكومة اللبنانية ووزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني على جهودهم الكبيرة في مواجهة الكارثة الناتجة عن التفجيرات التي استهدفت أجهزة البيجر في لبنان ، وأشاد نصر الله بالدور الفعال الذي قامت به المستشفيات، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تواجهها بسبب الأعداد الكبيرة من المصابين، وخاصة الإصابات الخطيرة في العيون.
وقال نصر الله في كلمة له: "حجم الإصابات كبير جدًا، وهناك ضغط هائل على المستشفيات، إلا أنها تبذل جهودًا كبيرة للتعامل مع الموقف"، مشيرًا إلى أن المجتمع اللبناني شهد "ملحمة إنسانية وأخلاقية كبرى"، حيث تضامن الجميع بشكل غير مسبوق، بمعزل عن أي اعتبارات طائفية أو سياسية.
وأكد نصر الله أن الدعم الدولي لم يتأخر، مشيدًا بالمساعدات الطبية التي تدفقت على لبنان من عدة دول، وعلى رأسها إيران والعراق، لمساعدة الشعب اللبناني في مواجهة هذه الأزمة.
وفي حديثه عن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت آلاف أجهزة البيجر في لبنان، وصف نصر الله هذه الهجمات بأنها "تجاوز لكل القوانين والضوابط والخطوط الحمراء"، مضيفًا أن العدو الإسرائيلي لم يكتف باستهداف مقاتلي "حزب الله" فقط، بل طالت التفجيرات مستشفيات، أسواقًا، وطرقات عامة، وبيوتًا يسكنها المدنيون. وأكد أن بين الضحايا عشرات الشهداء، وبينهم أطفال، كما أصيب الآلاف بجراح خطيرة، وستظهر الأعداد النهائية لاحقًا.
وتأتي تصريحات نصر الله في وقت تتواصل فيه تداعيات التفجيرات التي وقعت في لبنان، واستهدفت بشكل خاص عناصر من “حزب الله” ، وأثارت هذه التفجيرات موجة من الغضب والتضامن داخل لبنان وخارجه، حيث نددت العديد من الدول والمؤسسات الدولية بهذا التصعيد الخطير الذي يهدد الأمن والاستقرار في البلاد.
ترامب يكشف تفاصيل جديدة عن محاولة اغتياله الثانية ويؤكد عزيمته على الفوز بنيويورك
كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الخميس، عن تفاصيل جديدة بشأن محاولات اغتياله، مؤكدًا أن هذه المحاولات "عززت عزيمته". جاء ذلك خلال حفل انتخابي في لونغ أيلاند حضره نحو 16 ألف من أنصاره، بعد 3 أيام من العثور على مسلح مختبئ قرب ملعب الغولف الخاص به في فلوريدا.
وقال ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا: "هذه اللقاءات مع الموت لم تكسر إرادتي"، مضيفًا أن محاولات اغتياله منحته "مهمة أكبر وأقوى" لتعزيز رؤيته بجعل أمريكا "في المقام الأول".
وأكد ترامب أن الله أنقذه مرتين، مشيرًا إلى أن محاولة الاغتيال الأخيرة كانت الثانية خلال 8 أسابيع، حيث اكتشف عميل في الخدمة السرية وجود قاتل مسلح مختبئًا على بعد بضع مئات من الأمتار منه.
تعد هذه المحاولة الثانية لاستهداف ترامب، حيث كان قد تعرض لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا في يونيو الماضي، ما أدى إلى إصابته بجروح سطحية في أذنه.
وفي سياق آخر، دعا ترامب سكان نيويورك إلى التصويت له، متعهدًا بخفض الضرائب والحد من الجريمة، قائلاً: "مع ارتفاع معدلات الجريمة وتدفق المجرمين والإرهابيين، صوتوا لدونالد ترامب! ما الذي لديكم لتخسروه؟". وأعرب عن ثقته بالفوز في نيويورك، واصفًا ذلك بأنه "أعظم فوز في التاريخ".
كما وعد بتحقيق الأمن في الولاية خلال 3 أشهر، مؤكدًا ضرورة التخلص من المهاجرين غير الشرعيين. على الرغم من ملاحقته قضائيًا في نيويورك بتهم تتعلق بتزوير سجلات تجارية، شدد ترامب على محبته لشعب الولاية، وتعهد بخفض الضرائب وتقليل معدلات الجريمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أعرب الأمين العام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله للحكومة اللبنانية التفجيرات التي استهدفت أجهزة البيجر نصر الله
إقرأ أيضاً:
إنا على العهد.. معادلة لا مجرد شعار
اكتسبت المقاومة الإسلامية في لبنان قوتها وخصوصيتها وتميزها التاريخي من دعائم رئيسية استندت إليها، ولعل أهمها وفي صدارتها تأتي دعامتان لا تقتصران على القيم الأخلاقية والإنسانية فقط، ولكن تتمتعان بانعكاسات إستراتيجية وترجمة عملية في ميادين الجهاد والسياسة، أولهما المصداقية، والتي تترجم عمليًا لجدية وجهوزية وصرامة لا يستهين بها العدو، وثانيهما البلاغة في اختيار العناوين والشعارات المعبرة عن المرحلة واللحظة الإستراتيجية بدقة، وترجمتها العملية هو إعلان الموقف والتوجه، وتضافر الدعامتين بإعلان الموقف المستند إلى المصداقية هو ما يوصل الرسائل للعدو والصديق وبيئة المقاومة، ويكسب المقاومة شرفها وهيبتها وإنجازاتها الكبرى.
ولعل اختيار شعار “إنا على العهد” عنوانًا للتشييع التاريخي المهيب للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وأخيه ورفيقه الشهيد هاشم صفي الدين، يشكل مصداقًا لهذه الدعائم، وهذا التوفيق في اختيار الشعارات، بما يتخطى نطاق الشعار الرمزي إلى نطاق تشكيل المعادلات، وهي مدرسة الشهيد نصر الله التي تعتمد على البصيرة والقراءة وتشكيل المسارات التصاعدية وعدم السماح بالتراجع وعودة المعادلات إلى الوراء.
وعندما أطلقت المقاومة شعار “إنا على العهد”، كانت تبدو واثقة تمام الثقة في جمهور المقاومة الوفي وفي تشكيله لمشهد تاريخي غير مسبوق في لبنان، بل وفي العالم بلحاظ الفوارق الديموغرافية المتعلقة بتعداد السكان، وقد رسمت المقاومة مسبقًا لوحات للتشييع قبل حدوثه تصور مشهدًا جماهيريًا مهيبًا، وهو ما تحقق بالفعل، وكانت الجماهير عند ظن وثقة القادة والكوادر والمجاهدين في الحزب، وهو ما يعكس وعيًا جماهيريًا بأهمية هذا المشهد وبكونه ليس مجرد وفاء لقائد تاريخي استثنائي، بل هو مشهد إستراتيجي مفصلي لا يقل عن مشاهد الجهاد بميادين وجبهات القتال، وهو ما أتاح للجماهير أن تشارك في ميدانه كتفًا إلى كتف مع جحافل المجاهدين والمرابطين على الثغور.
وهنا لا بد من التوقف قليلاً للتأمل في دلالات الشعار، ولماذا نقول إنه يشكل معادلة ولا يقتصر على كونه شعارًا للوفاء، وذلك عبر الإيضاحات تاليًا:
1- أول ما يجب أن يتبادر للأذهان في شعار “إنا على العهد” هو السؤال عن أمرين، الأول من نحن؟ والثاني ما هو هذا العهد؟ والإجابتان تحملان أبعاداً إستراتيجية مهمة.
والسؤال الأول أجابت عليه الحشود الغفيرة من بيئة المقاومة من كل الطوائف المنحازة للمقاومة، بل ورفع الشعار بالتزامن مع التشييع حشود خارج لبنان وعبروا عن تضامنهم وأمانيهم في الوفادة والحضور، وهو ما يعني تماسك بيئة المقاومة وفشل العدو في إرهابها وتفكيكها وثَنيها عن خيار المقاومة وتحول تهديد العدو إلى فرصة لإعلان التماسك والوحدة والاستنفار والجهوزية.
والسؤال الثاني ربما هو الأهم، لأنه يوضح المعادلة التي التفت حولها الجماهير وأعلنت صمودها وتجديدها للبيعة للوفاء به، وهو باختصار عهد التحرر الوطني ورفض الذلة وبذل التضحيات للحفاظ على السيادة والكرامة وإسناد المستضعفين وعدم التخلي عن الثوابت ورفض العودة بالزمن إلى الوراء.
2- يجب مراجعة التاريخ للوقوف عند اللحظة التي تشكل بها حزب الله وريثًا لحركة الجهاد اللبنانية التي اذاقت العدو وراعيه الأمريكي الويلات، هما ومن تحالف معهما من الغرب ومن عملاء الداخل، فقد كانت لحظة مفصلية، أراد العدو بها تفريغ لبنان من المقاومة بطرد منظمة التحرير الفلسطينية، واحتلال الجنوب وتقاسمه مع ميليشيات عميلة تنتسب زورًا للجيش اللبناني، وكان لبنان على وشك التطبيع والاعتراف بالعدو تحت مسميات مثل معاهدة عدم الحرب وتشكيل هيئات دبلوماسية في بيروت وفي داخل الكيان، وهو ما أفسدته المقاومة عبر ملئها لفراغ المنظمات الفلسطينية وتصديها للدفاع عن الجنوب والحفاظ على الوجه العربي للبنان، وصولاً إلى تحرير الجنوب، ثم وصولاً لإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد في العام 2006 عقب محاولة العدو إعادة الكرة وتصفية المقاومة.
واليوم، نحن أمام مشهد شبيه، يقوم العدو بالعودة لكرته محاولًا تصفية المقاومة وخلق مناطق عازلة وتشكيل حلفاء من العملاء بالداخل، وهو ما أعلنت المقاومة وجمهورها عبر شعار “إنا على العهد” عن تصديها له وعدم السماح بتحقيق هذه الأوهام مهما كانت التضحيات.
3- يجب أيضاً تأمل أساليب العدو وراعيه الأمريكي عند الفشل في هزيمة المقاومة بالقوة المسلحة، والاحتيال على ذلك بخلق الفتن وانتزاع المكاسب بالسياسة والمؤامرات، عبر الوقيعة بين المقاومة والجيش والدفع نحو الحرب الأهلية، وهو ما أفشلته المقاومة وجمهورها عبر بصيرتها وصبرها على التجاوزات وأعلنت عبر تجديدها للعهد بالتزامها بمدرسة الشهيد القائد بأن غضبها وسلاحها موجه للعدو الصهيوني حصرًا وليس موجهًا للداخل.
4- هناك رسالة كبرى أيضاً لا بد أن يعيها العدو وكذلك أعداء المقاومة في الداخل والخارج، وهي قدسية سلاح المقاومة وهو عهد السيد القائد الشهيد الذي أكد مرارًا في أحاديثه أن سلاح المقاومة جزء من عقيدة وثقافة بيئة المقاومة وله أبعاد أكبر بكثير مما يظنه بعض الواهمين، وأن من سيجبرنا على نزعه بالتخويف أو الحصار، فإننا سنقتله ويبقى سلاحنا معنا.
وهذا العهد قد جددته المقاومة وجمهورها بأنه لا مساس بالسلاح ولا الكرامة ولا الثوابت وأن هذا السلاح هو درع للبنان كله وليس موجهًا إلا للعدو ورعاته.
لا شك أن شعار “إنا على العهد” هو معادلة تثبتها المقاومة وجمهورها، مفادها الثبات على الخيار المقاوم للاحتلال والحصار والمناصر لقضايا الأمة والمحافظ على قدسية السلاح وامتلاك القوة والجهوزية والحرص على السلم الأهلي وعدم إهدار الجهود والدماء في غير مواضعها والاحتفاظ بها لمقارعة العدو والاستكبار، وهو تأكيد للنصر الإستراتيجي للمقاومة التي أفشلت أهداف العدو بحصارها وانزوائها وعودة الوضع لما قبل تشكيل المقاومة وتصديها لتدجين لبنان في حظائر التطبيع والمهادنة.