النهار أونلاين:
2025-03-04@03:52:15 GMT

عشية الدخول المدرسي.. أولياء أمام التحدي

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

عشية الدخول المدرسي.. أولياء أمام التحدي

بعد التحية والسلام قراء وقارئات موقع النهار الكرام، أردنا اليوم أن نتطرق إلى موضوع هام هو انشغال الجميع في هذه الأيام، “الدخول المدرسي”. فما من أسرة إلا وحديثها يصب حول دراسة الأولاد وكيف سيكون الجو العام للدراسة هذا الموسم، لذا ارتأينا اليوم. أن نلم بموضوع الطفل والدراسة، من خلال الأسئلة المتكررة التي وردتنا بكثرة من أمهات وآباء.

همهم الأول والأخير مردود أولادهم ونجاحهم. في مشوارهم التعليمي خاصة الأطفال حديثي العهد مع التعليم. ولإثراء الموضوع اخترنا الإجابة على انشغالات مختلفة تكررت من طرف قرائنا، نأمل أن تستفيدوا منها.

بعد تعلقه الشديد بالألعاب الإلكترونية.. كيف أشجع ابني على القراءة؟

أم آدم من تيبازة، واحدة من السيدات الحريصات جدا على مستقبل أولادهم الدراسي، تقول أن لها ابن في الخامسة من عمره، مقبل على القسم التحضيري، لاحظت في الصائفة الأخيرة أن ابنها صار شديد التعلق بالأجهزة الإلكترونية ومشاهدة الرسوم المتحركة على التلفاز، فانتابها القلق بشأن ابنها، وتريد معرفة طرق لتنمي حب المطالعة لدى ابنها وتشجيعه أكثر على القراءة خاصة وان التعليمي النظامي يحتاج

الرد:

سيدتي الفاضلة قلقك في محله، وحرصك على تنمية حب القراءة في ابنك من الأساسيات التي يجب التركيز عليها، ففي هذا العصر الأطفال كلهم يفضلون مشاهدة التلفزيون، الألعاب الإلكترونية، أو الكومبيوتر على تصفح كتاب، ولكن قليلاً من التشجيع سيعود بمزيد من النفع، وفيما يلي بعض النقاط الصغيرة والتجارب السريعة لكل أم حريصة على تطوير هذا الجانب في ابنها:

قراءة قصة قبل النوم للطفل من عمر قبل المدرسة أي من 3-5 سنوات مهمة جداً، لتعريف الطفل على أهمية القراءة، وبناء ذكريات عن الاستمتاع بقراءة القصص. لابد من تخصيص مكان أو ادراج في المنزل فيه العديد من الكتب، فالطفل الذي يكبر محاطا بالكتب سينظر للكتاب كصديق، هذا لا يعني أن يحرم الطفل من اللعب، بل يجب الموازنة. كوني المثال ودعي طفلك يشاهدك وأنت تقرئين كتاباً أو مجلة، فالصغار هوايتهم التقليد. للأطفال الأكبر سناً اختاري لهم الكتب التي تهمهم، فمثلاً إن كان طفلك يحب كرة القدم مثلا، وكانت طفلتك تحب والحيوانات فابحثي لهم عن قصص أو كتب معلومات تهتم بهذا الموضوع، حب الطفل لما يقرأ مهم جداً لاستمرار القراءة. حافز القراءة يختلف من طفل لآخر، وبعض المكافآت مهمة جداً كالنجمة الذهبية أو فسحة يحبها عندما ينتهي من قراءة كتاب ما، واحذري سيدتي أن تكافئي طفلك على قراءته بالسماح له بمشاهدة برامج تلفزيونية، فأنت بذلك تقولين له: إن التلفزيون أهم من الكتاب. خصصي وقتاً معيناً في اليوم للقراءة، وفي هذا الوقت يقفل جهاز التلفزيون، وتوضع الهواتف المحمولة في زاوية من المنزل، وغير مسموح عمل أي شيء في هذا الوقت سوى القراءة. ابنتي خجولة ولا تندمج مع تريباتها..

سيدة من عيد الدفلى تقول في رسالتها: لي ابنة تبلغ من العمر 12 سنة، منذ أن كانت صغير وهي تحب اللعب بمفردها، خجولة جدا، ولا تندمج تريباتها، ولا تتكلم إلا مع أخ لها في الخامسة من عمره، حتى في المدرسة لا تخالط زملائها، بالرغم من أنها تشعر بالراحة معهم وتعيد لي ما يحدث لهم، لكنها لا تشاركهم في شيء، ودوما تطلب مني مرافقتها إلى هناك، بالرغم من أن هناك من الجيران من يدرسون معها في نفس القسم ونفس المدرسة،  أنا لست منزعجة من مرافقتي لها، بل خائفة جدا على مستقبلها، فكيف يمكنني مساعدتها لأخلصها من عقدتها وأجعلها تندمج أكثر مع أترابها وتصبح شخصيتها اجتماعية.

الرد:

سيدتي كل التوفيق أتمناه لك ولابنتك، أعلم حجم قلقك، فما تقدمت به حقا إن تفاقم ولم يتم علاجه قد يؤثر في البناء السوي لشخصية ابنتك.

في البداية سيدتي أتمنى منك أنت اختيار الألفاظ المناسبة التي تستعملينها مع ابنتك، تجنب وصفها بالخجولة فتكرار هذه الكلمة أمامها يغذي شعورها بالخجل، لهذا يجب استبدال ذلك بعبارات إيجابية تعزز ثقتها بنفسها وتحررها من أي عاداتها تلك، واعلمي أن الأطفال يحبون جدا أسلوب المكافئة، لهذا في كل مرة تلاحظين تصرف جميل منها كافئيها بما يليق، لتتحفز وتنجح فيها بالاندماج مع أصدقائها، أيضا من الضروري أن تجعلينها تواجه مواقف الخجل وتعلمينها كيف تصحح أخطائها دون أن تعيبي تصرفها، وهكذا رويدا رويدا سوف تتخلص ابنتك من الخجل بإذن الله، وتصبح فاعلة وسط تريباتها، والله المستعان.

لأن خبرتي قليلة أريد النصيحة.. فما هي أسس التربية الصحيحة؟

في سؤال طرحته كذلك متصلة من الشرق، تقول أنها أم لتوأم، وخائفة جدا على مستقبلها، وتتمنى لهما النجاح، لكن خبرتها القليلة في الحياة جعلتها محتارة في الأسس الأولى التي يجب أن تركز عليها لتبني فيهما شخصية قادرة على التفوق والنجاح في مشوار حياتهما خاصة الدراسي، فطرحت سؤالها وقالت: كيف أبدأ؟ وماذا يمكن أن أفعل؟

الرد:   

موفقة سيدتي، وصدقيني أن حرصك هذا هو ما سوف يجعل منك أما ناجحة بإذن الله، وفخورة بأولادك إن شاء الله، فليست كل الأمهات خبيرات بتربية أطفالهن، خصوصاً الجديدات منهن، فتلجأ الكثيرات للتعلم من خلال الإنترنت، أو من نصائح الأمهات الأخريات، لكن أنا شخصيا أرى أن نجاح فلذات أكبادنا مقرون بأسمى معاني الحب الذي نكنه لهم، ونزعه في قلوبهم بلمسات بسيطة لكن مفعولها سحري مستقبلا.

1 علميه كيف يحافظ على المناطق الحساسة في جسمه.

2 شجعيه على الصلاة، ولا تنسى تعليمه الحسن مع الآخرين.

3 تواصلي معه ليخبرك بكل ما يحدث في حياته، وكوني مصدر أمان واستمعي له.

4 دربيه على التعامل مع الآخرين بشكل لائق ولبق.

5 قبليه أو احضنيه عندما يفعل خيرًا.

6  كوني أنت القدوة ولا تلقي عليه الأوامر وتفعلين عكسها.

وسوف ترين كيف يصبح أولادك أرضية خصبة تزرعين فيهم القيم المثلى وسوف تحصدين ثمارا طيبة بإذن الله.

بسبب إعادتها للسنة الدراسية ابنتي لا تتجاوب معي..

في سؤال آخر طرحته السيدة أم أروى، تقول أنها محتارة جدا، لا بل حزينة لأمر ابنتها المتخلفة في دراستها، حيث أعادت السنة الدراسية مرتين، بالرغم من جهودها المبذولة رفع مستوى ابنتها، علما أنها في المرحلة الابتدائية، فكيف تتصرف حتى ترفع من مستوى ابتها وتؤهلها للنجاح..؟

الرد:

لا يختلف اثنان أنه من دواعي الحزن والأسف لدى أي أم أو أب، أن يرى أولاده يعيدون السنة مر أو مرتين، لهذا ومن الضروري الانتباه لنقاط جد مهمة في هذه المسألة، لأن الإجابة عن هذا السؤال تستدعي الكثير من التفاصيل، وكخطوة أولى وضرورية ننصح بها في هذه الحالة هو معرفة ما إذا كان للطفل أي مشاكل خاصة لم تنتبه له الأسرة، وإلا لماذا لم تُثمر كل المجهودات المبذولة لتعليمها؟

اعرضي ابنتك على طبيبة نفسانية، وهي ستشخص حالة ابنتك، وتوجهك لبعض الطرق لتعليمها وتلقينها دروسها.

حاولي سيدتي أن تستعيني بالأدوات المدرسية الجذابة التي تجعلها تحب وقت الدراسة أكثر.

تحدثي مع معلمتها لتعطيك معلومات عن سلوكها في القسم سواء مع أقرانها من التلاميذ، ومعها هي أيضا، وأن تعطيك تقويم عام لمستوى ابنتك حتى تتضح أماك الأمور أكثر، والله ولي التوفيق.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا

عدن (الجمهورية اليمنية) - دعا الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ابناء الشعب اليمني، وقواه الوطنية الى وحدة الصف، ونبذ الفرقة، واعلاء قيم التكافل، والتراحم، كما دعا القطاع الخاص ومجتمع المال والاعمال، والمبادرات المجتمعية الى مضاعفة برامجهم الخيرية، ومساعدة المحتاجين، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، حيث تشتد الحاجة الى حشد كافة الامكانيات الحكومية، والاهلية للتخفيف من وطأة الازمة الانسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني، وفقا لـ(سبأ).

وهنأ رئيس القيادة الرئاسي اليمني باسمه وإخوانه اعضاء المجلس، والحكومة، في خطاب بمناسبة شهر رمضان المبارك، كافة ابناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بحلول الشهر الكريم الذي جعله الله رحمةً لعباده، وفرصةً للتقوى، والتكاتف، والتآزر، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجعله شهر خير وبركة، وأن يعيده وقد تحقق للشعب اليمني كل ما يصبوا إليه من تطلعات في النصر، واستعادة مؤسسات دولته، وامنه، واستقراره.

كما وجه الرئيس العليمي في الخطاب الذي القاه نيابة عنه وزير الاوقاف والارشاد الدكتور محمد شبيبة، تهنئة خاصة لأبطال القوات المسلحة والامن، والمقاومة الشعبية، وكافة التشكيلات العسكرية المرابطين في الجبهات، وميادين العزة والكرامة، والى أولئك المناوبين في مختلف مرافق الخدمة العامة خلال الشهر الفضيل، مجددا الشكر لكافة المكونات الوطنية، والاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومنابر الوعي في الداخل والخارج الذين كان لهم جميعا ابلغ الأثر في تعزيز الصمود الاسطوري.

وقال فخامة الرئيس اليمني:" في هذه الأيام والليالي المباركة، ندعو الجميع وفي المقدمة فاعلي الخير من رجال الاعمال والقطاع الخاص إلى اعلاء قيم التراحم، وإغاثة الملهوفين، ومضاعفة تدخلاتهم الانسانية للأسر المتضررة، فالأمة التي تجتمع على الخير، والتكافل لا تُهزم أبدًا".

اضاف:" يحل علينا هذا الشهر الفضيل، وما يزال شعبنا يعاني تداعيات حربٍ ظالمة، فرضتها مليشيات إرهابية انقلابية بدعم من النظام الإيراني، مسخرة في ذلك كل وسائل الترهيب، والتخريب لتجريف سبل العيش، واعاقة أي فرصة من جانب الحكومة، والمجتمع الإقليمي والدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية المؤلمة".

واكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأنه واخوانه أعضاء المجلس، على إدراك تام بهول آثار الازمة الاقتصادية، والخدمية، والوجع المتفاقم المعبر عنه في الفعاليات السلمية، والاصوات الحرة، وأنات الأمهات والأطفال في كل شبر من ربوع وطننا الحبيب، مجددا العهد بعدم ادخار أي جهد في سبيل التخفيف من المعاناة التي صنعتها المليشيات الارهابية الحوثية التي كانت تراهن بتدمير المنشآت النفطية وايقافها عن التصدير، على انهيار كامل للأوضاع في غضون أيام.

ونوه العليمي بقوة، وصلابة ابناء الشعب اليمني وصمودهم في وجه ذلك المخطط الإرهابي الذي باء بالفشل رغم ما خلفه من ازمة تمويلية، جراء فقدان الدولة أكثر من 60 بالمائة من مواردها العامة، ومصدرها الرئيسي لتغذية إحتياطياتها من النقد الأجنبي.

وقال:" ها نحن اليوم أكثر صمودا بعد نحو عامين ونصف من تلك الهجمات الاجرامية، وباقون على العهد والوعد بتحويل الازمات الى فرص للنصر الناجز بعونه تعالى".

وجدد  الرئيس اليمني في هذا الشهر الكريم تذكير المواطنين في المناطق التي ترزح غصبا تحت سلطة المليشيات الارهابية، بأن الحكومة بذلت كل جهد، وقدمت كل التنازلات الممكنة، من أجل تحسين أوضاعهم، واستئناف دفع مرتباتهم.

استدرك قائلا:" لكن هذه الجماعة لا تريد للشعب اليمني إلا الفقر، والقهر، والهوان"، مجددا التأكيد على الوقوف الى جانب المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الارهابية، ودعم ارادتهم، واحلامهم بأن هذا القيد آن له ان ينكسر.
وقال" إننا نؤمن أن الليل مهما طال، فإن الفجر قادم، وأن اليمن سينهض رغم كل المحن".

على الصعيد القومي، اشار فخامة الرئيس الى تلبيته دعوة اخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة لحضور القمة العربية غير العادية المرتقبة بالقاهرة في 4 مارس المقبل، وذلك تأكيدا لموقف اليمن الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني، ورفض كافة المشاريع الرامية الى تهجيره، وتصفية قضيته العادلة.

كما شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على توجيهاته بهذه المناسبة الدينية العظيمة، الى الجهات المعنية بالإفراج الفوري عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين.

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. والصلاة والسلام على اصدق انبيائه المرسلين.

أيها الإخوة المواطنون، أيتها الأخوات المواطنات، في الداخل والخارج،،

أهنئكم جميعًا، باسمي، وإخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة، والغفران، والعتق من النار.. الشهر الذي جعله الله رحمةً لعباده، وفرصةً للتقوى، والتكاتف، والتآزر.

وهي تهنئة خاصة لأبطال القوات المسلحة والامن، والمقاومة الشعبية، وكافة التشكيلات العسكرية المرابطين في الجبهات، وميادين العزة والكرامة، والى أولئك المناوبين في مختلف مرافق الخدمة العامة خلال الشهر الفضيل الذي نسأله سبحانه وتعالى أن يجعله شهر خير وبركة، وأن يعيده علينا وقد تحقق لشعبنا كل ما يصبو إليه من تطلعات في النصر، واستعادة مؤسسات دولته، وامنه، واستقراره.

وأنها فرصة أيضا ان نجدد في كل مناسبة الشكر لكافة المكونات الوطنية، واشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومنابر الوعي في الداخل والخارج الذين كان لهم جميعا ابلغ الأثر في تعزيز هذا الصمود الاسطوري.

أيها الإخوة والأخوات المواطنون،،
هذا الشهر العظيم اختصه الله بفضائل جليلة، وجعله ميدانًا للطاعات، والتقرب اليه سبحانه وتعالى، وسبيلاً لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، فطوبى لمن استغله في مرضاته تعالى بالخيرات، والأعمال الصالحات.
"شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍۢ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون".

إن شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب والملذات، بل هو مدرسة إيمانية يتربى فيها المسلم على الصبر، والتقوى، ويزداد فيها التقرب من الله عز وجل بالصيام والقيام، وقراءة القرآن، والإحسان إلى الفقراء، والمحتاجين.

وهو فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، ولإحياء قيمنا الإسلامية النبيلة التي تدعو إلى التكافل والتراحم والتآخي بين أبناء المجتمع.

أيتها الأخوات أيها الإخوة الاحرار في كل مكان،،
يحل علينا هذا الشهر الفضيل، ومايزال شعبنا يعاني تداعيات حربٍ ظالمة، فرضتها مليشيات إرهابية انقلابية بدعم من النظام الإيراني، مسخرة في ذلك كل وسائل الترهيب، والتخريب لتجريف سبل العيش، واعاقة أي فرصة من جانب الحكومة، والمجتمع الإقليمي والدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية المؤلمة.
انني واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، على إدراك تام بهول آثار الازمة الاقتصادية، والخدمية، والوجع المتفاقم المعبر عنه في فعالياتكم السلمية، واصواتكم الحرة، وأنات الأمهات والأطفال في كل شبر من ربوع وطننا الحبيب.

لقد كانت المليشيات الارهابية تراهن بتدمير المنشآت النفطية وايقافها عن التصدير، على انهيار كامل للأوضاع في غضون بضعة أيام، بعدما فقدت الدولة أكثر من 60 بالمائة من مواردها العامة، ومصدرها الرئيسي لتغذية احتياطياتها من النقد الأجنبي.

لكن ذلك المخطط الإرهابي رغم ما خلفه من ازمة تمويلية، باء بالفشل بفضل صبركم، ووعيكم، ودعم الاشقاء والأصدقاء.. وها نحن اليوم أكثر صمود بعد نحو عامين ونصف من تلك الهجمات الاجرامية، وباقون على العهد والوعد بتحويل الازمات الى فرص للنصر الناجز بعونه تعالى.

اعلم ان هذا هو ليس الوقت المناسب للحديث عن المزيد من الوعود، لان الأولوية هي الان للخبز والماء، والدواء، والخدمات الحيوية، وهو ما نعمل عليه اليوم، ولن ندخر أي جهد في سبيل التخفيف من المعاناة، دون النكوص عن التزامات المعركة الوطنية لاستعادة مؤسسات الدولة، واسقاط الانقلاب باعتباره جذر الازمة، وصانعها.

ونحن اليوم أكثر يقينًا بأن النصر قادم، وأن هذا المشروع العنصري الى زوال، الامر الذي يتطلب منا جميعا الاستعداد لما قد يكون أصعب، واشد في مواجهة الارتدادات المحتملة لأزمة المليشيات الإرهابية، وداعميها في النظام الإيراني.

ايتها المواطنات أيها المواطنون،،
اننا على ثقة ان سنوات الحرب العجاف، كشفت لكم مخططات المليشيات الإرهابية لجعل بلدنا بعيدا عن ركب التطور الهائل الذي يشهده العالم من حولنا.

إن التحديات التي تواجه بلدنا لم تقتصر على تداعيات الانقلاب الغاشم في الداخل فقط، وانما امتدت إلى محاولات جعل اليمن ساحة ابتزاز للمجتمع الدولي، عبر تهديد الممرات المائية في البحر الأحمر، وخليج عدن، ضمن الاجندة الإيرانية المكشوفة لزعزعة امن واستقرار المنطقة، وتصفية قضاياها العادلة.

ولذلك، فقد كانت الازمة الاقتصادية، والتهديدات المتزايدة للأمن البحري في قلب مشاوراتنا مع الحلفاء والأصدقاء، وكافة الفاعلين الإقليميين والدوليين.

اننا في ذلك لا نستجدي الدعم العسكري كما يعتقد البعض، بل كف الأذى الإيراني عن بلدنا، لإن ايماننا بقضيتنا، وثقتنا بعزيمة شعبنا، وشجاعة جيشنا لا حدود لها في صناعة الغد المشرق الذي تستحقون.

ان هذه الاتصالات الدبلوماسية المثمرة، الذي نقودها، واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، هي جزء اصيل من سياسة الدفاع المشترك، في مواجهة عدو إقليمي مشترك، وحماية مصالح مشتركة.

وبالتالي فقد أكدنا ان هذه الشراكة، يجب ان تبدأ وفقا للالتزامات الدولية، بدعم قدرات الحكومة، العضو في الأمم المتحدة في حماية أراضيها، ومنع تحويلها الى منصة تهديد للسلم، والامن الدوليين.

وعلى الصعيد القومي فقد لبينا دعوة اخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية لحضور القمة العربية غير العادية المرتقبة خلال أيام في القاهرة، تأكيدا لموقف شعبنا الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني، ورفض كافة المشاريع الرامية الى تهجيره، وتصفية قضيته العادلة، التي سنواصل بكل اخلاص الدفاع عنها، وحق شعبها المناضل في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.

أيها اليمنيون الأحرار في كل مكان،،
نجدد في هذا الشهر الكريم تذكير أهلنا في المناطق التي ترزح غصبا تحت سلطة المليشيات الارهابية، اننا بذلنا كل جهد، وقدمنا كل التنازلات الممكنة، من أجل تحسين أوضاعكم، واستئناف دفع مرتباتكم، لكن هذه الجماعة لا تريد للشعب اليمني إلا الفقر، والقهر، والهوان.

إن هذه الحرب التي فرضتها المليشيات عليكم، وهذه الجبايات التي تستنزفكم، والجرائم، والاعتقالات التي ترتكبها بحقكم، ليست إلا جزءًا صغيرا من مشروعها الاوسع، القائم على العبودية، والعنصرية، والاستبداد، وإعادة اليمن قرون الى الوراء.

لذلك فإن أحد المداخل الحاسمة لأنهاء هذا العبث، الذي يصادر أحلامكم، ومستقبل ابنائكم، يرتكز على وقف تغذية المجهود الحربي للمليشيات بالمال، والرجال، والسلاح، والتمسك بمبادئ الحق، والعدل، والحرية، والمواطنة المتساوية.

ولعلكم تشاهدون الحراك الاجتماعي الواسع في المحافظات المحررة، كمؤشر للحياة والحريات المكفولة بموجب الدستور والقانون، وليس تعبيرا عن الفوضى كما تحاول ان تصورها منابر المليشيات.. وأننا هنا لا نحملكم فوق طاقتكم تحت ضغط القوة الغاشمة، وانما لتأكيد الوقوف الى جانبكم، ودعم ارادتكم، واحلامكم بأن هذا القيد آن له ان ينكسر.

أيتها الإخوات.. ايها الاخوة المواطنون،،
يعلمنا هذا الشهر الفضيل الصبر في المحن، والانصاف، وقول الحق، وصون اللسان، والأقلام عن الخوض في الاشاعات، والتضليل، وعدم استخدام نعمة التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي في التحريض، وتكريس الفرقة والشقاق، بل توظيفها فيما ينفع الناس، وتجديد الأمل بمستقبل أفضل تتحقق فيه تطلعاتهم في إنهاء كابوس الإمامة، واستعادة الأمن والاستقرار، والسلام بمشيئته تعالى.

وفي هذه الأيام والليالي المباركة، ندعو الجميع وفي المقدمة فاعلي الخير من رجال الاعمال والقطاع الخاص إلى اعلاء قيم التراحم، وإغاثة الملهوفين، ومضاعفة تدخلاتهم الانسانية للأسر المتضررة، فالأمة التي تجتمع على الخير، والتكافل لا تُهزم أبدًا.

وقد وجهنا بهذه المناسبة الدينية العظيمة، الجهات المعنية بالإفراج الفوري عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين.

أيها الشعب اليمني العظيم،،
إننا نؤمن أن الليل مهما طال، فإن الفجر قادم، وأن اليمن سينهض رغم كل المحن.

وأننا نسأل الله عزّ وجل في هذه الليلة المباركة أن يوفقنا لاغتنام أيام رمضان ولياليه بحسن طاعته، وأن يديم علينا التوفيق والسداد، كما نسأله تعالى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وان يحفظ بلدنا وشعبنا، وسائر الشعوب والبلدان من كل مكروه وسوء، تقبل الله منا جميعا صيامنا وقيامنا.. إنه سميع مجيب.

رمضان كريم.. وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
  • مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر توجه نصائح للطلاب استعدادا لامتحانات مارس
  • ميتروفيتش يصل إلى الرياض بعد الفحوصات التي أجراها في صربيا
  • حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه
  • «دبي للثقافة» تواكب شهر القراءة بفعاليات متنوعة
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا