أزمات تعصف بالاقتصاد الصيني.. هل تتجه بكين نحو الإفلاس في 2025؟
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
نشر موقع "كوين تريبون" الفرنسي، تقريرا تحدث فيه موجة الركود التي يمر بها الاقتصاد الصيني بعد انهيار قطاع العقارات، وما تشكله من تهديد للاقتصاد العالمي ككل، مشيرا إلى أن الأرقام الرسمية تحاول إخفاء حقيقة التباطؤ الاقتصادي.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من المؤشرات الظاهرة لموجة التحديث، يمر الاقتصاد الصيني بمرحلة من التقلبات المثيرة للقلق.
وضع مقلق
أوضح الموقع أن الأرقام الرسمية تحاول إخفاء حقيقة التباطؤ الاقتصادي، والذي تجلى في بلوغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من السنة الحالية 3.2 بالمائة فقط، وهو رقم لا يلبي الأهداف الطموحة للحكومة الصينية، بل يخدم مصالح العديد من الاقتصادات الغربية.
وقد تعود الأزمة إلى ركود مبيعات التجزئة، كما لو أن الصينيين قرروا فجأة الدخول في إضراب جماعي عن الاستهلاك. كما أثار ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب بنسبة 21 بالمائة قلق الحكومة الصينية، وفقا للتقرير.
شملت الأزمة أيضا سوق الأوراق المالية الصينية، وتراجع مؤشر ثقة المستهلك بنسبة 7 بالمئة منذ بداية السنة الجارية، مسجلا انخفاضا للسنة الرابعة على التوالي رغم تعافي الأسواق العالمية.
جذور الأزمة
ذكر الموقع، أن انهيار قطاع العقارات سنة 2021 في أعقاب القيود التي فرضتها الحكومة، لعب دورا أساسيا في اندلاع الأزمة الاقتصادية، بعد أن كان يمثل حوالي 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني. وقد سعت الصين من خلال فرض القيود إلى الحد من ديون المطورين الذين كانوا يبنون مدناً بأكملها لسكان غير موجودين أساسا.
وعلق الرئيس الصيني على أزمة العقارات مؤكدا أن بلاده تسعى إلى إعادة توجيه الموارد من القطاع العقاري إلى التصنيع المتقدم، أي إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات والطائرات المسيرة بهدف تحويل الصين إلى بلد التكنولوجيا الفائقة وخلق وظائف عالية الإنتاجية والاكتفاء الذاتي في مواجهة الضغوط الأمريكية.
مؤشرات الركود
وفقا للموقع، فإن جميع علامات الركود الاقتصادي موجودة في الصين، حيث وصل التضخم إلى المنطقة السلبية وبدأت أسعار الفائدة الاسمية في الانخفاض، ما يعكس فقدان الثقة في التعافي السريع.
وأضعفت أزمة العقارات الطلب الصيني الإجمالي، وذلك لعدة أسباب حسب التقرير، من بينها إضعاف النظام المصرفي في البلاد، وبالتالي ضعف البنوك وتقلص فرص منح القروض الجديدة. علاوة على ذلك، دفعت التأثيرات السلبية الأسر الصينية إلى الادخار بعد أن كانت العقارات في مقدمة الأصول التي يمتلكها الصينيون، والتي جعلهم انخفاض قيمتها أكثر حذرا في الإنفاق. كما يؤدي الانكماش إلى تفاقم مشكلة الديون، ومع انخفاض المداخيل والأسعار، يتزايد العبء الحقيقي للتعويضات.
هل من خطط للإنعاش؟
في مواجهة هذا الوضع المثير للقلق، يدعو أغلب خبراء الاقتصاد في الصين إلى وضع خطة إنعاش تركز على الاستهلاك. في المقابل، تقف الحكومة المركزية مترددة في اتخاذ القرار، وفقا للموقع.
أشار التقرير، إلى أن الحل الآخر يتمثل في معالجة الأسباب الجذرية لضعف الطلب عن طريق إنقاذ البنوك وإنعاش الائتمان، ومثل هذه التدابير التي تجمع بين التحفيز وعمليات إنقاذ البنوك هي التي سمحت للولايات المتحدة بتجنب عقد من الركود بعد أزمة سنة 2008. وعلى عكس التوقعات المتشائمة التي تنبأت بحدوث كساد كبير جديد، عاد الاقتصاد الأمريكي إلى النمو بقوة في 2012.
الشيخوخة الديموغرافية المثيرة للقلق
أضاف الموقع، أن الصينيين يلجئون في منتصف العمر إلى الادخار بكثافة من أجل التقاعد، إذ يدركون أنهم لن يتمكنوا من الاعتماد على دعم طفلهم الوحيد. وعلى الرغم من أن سياسة الطفل الواحد ساعدت في السيطرة على النمو السكاني، فإنها أصبحت الآن عبئا على الاقتصاد الصيني.
وختم الموقع تقريره، بالإشارة إلى عدم حدوث تغيير جذري في السياسات الحالية يهدد بفترة طويلة من النمو البطيء للاقتصاد الصيني، وهو ما يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي ككل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الركود الاقتصاد الصيني التضخم اقتصاد الصين التضخم ركود المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاقتصاد الصینی
إقرأ أيضاً:
ديل العالمية: الإمارات الثالثة عالمياً في مساهمة الذكاء الاصطناعي بالاقتصاد بحلول 2030
أكد سامر الجيوسي، المدير الإقليمي للذكاء الاصطناعي التخصصي والذكاء الاصطناعي التوليدي في منطقة وسط وشرق أوروبا، الشرق الأوسط، تركيا وأفريقيا لدى "ديل" التكنولوجية، أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كإحدى الدول الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال نهج إستراتيجي يجمع بين التشريعات المرنة والاستثمارات الطموحة في التقنيات الحديثة.
وأشار الجيوسي في حديثه لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش قمة عالم الذكاء الاصطناعي التي عقدت في أبوظبي اليوم، إلى أن التقديرات ترجح أن يمثل الذكاء الاصطناعي أكثر من 13% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2030، ما يضعها في المرتبة الثالثة عالمياً في هذا الإطار بعد الصين والولايات المتحدة، ويعكس الدور المتنامي لهذه التقنية في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط ستستفيد من الطفرة في الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن يساهم القطاع بنحو 320 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بحلول العام 2030.
أخبار ذات صلةوقال الجيوسي: "إن الإمارات ليست فقط سباقة في المنطقة في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل تعد من أوائل الدول عالمياً التي تبنت سياسات وتشريعات تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي وتدعم الابتكار في هذا المجال".
وأضاف أن الدولة أدركت مبكراً أهمية التوازن بين وضع الأطر التنظيمية للذكاء الاصطناعي ومنح المساحة اللازمة للإبداع، وهو ما جعلها نموذجاً عالمياً في هذا القطاع.
وشدد على أن البيانات تمثل "شريان الحياة" للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الإمارات نجحت في بناء بيئة حاضنة للبيانات تتيح تسخيرها بطرق فعالة لدعم التطوير والابتكار.
ولفت إلى أن الدولة تواصل الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التقنية.
وأكد أهمية المؤتمرات والفعاليات مثل قمة عالم الذكاء الاصطناعي، التي تجمع الخبراء وصناع القرار لمناقشة أحدث الاتجاهات والتحديات في هذا القطاع، مشيراً إلى أن هذه المنصات تساهم في تبادل المعرفة وتعزيز التعاون لتطوير حلول مبتكرة تسهم في تحقيق النمو المستدام.