رئيس «إيساف» السابق لـ«التغيير»: رفض السودان لتدخل القوة أوقف عمليات التخطيط للانتشار
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
رئيس «إيساف» السابق قال إن الشواهد في الميدان تؤكد حصول قوات الدعم السريع على دعم خارجي، فيما رفض تسمية الأطراف السودانية التي طلبت تدخل القوة في أزمة البلاد الحالية.
التغيير- نيروبي: أمل محمد الحسن
كشف الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة لقوات التدخل السريع لشرق أفريقيا «إيساف» اللواء ركن عثمان عباس، عن عقد الهيئة اجتماعاً في يونيو الماضي بدولة جيبوتي للشروع في وضع خطة للانتشار في السودان.
وقال في حوار لـ«التغيير»، ينشر لاحقاً، إن عملية التخطيط توقفت عقب رفض السودان رسمياً عملية التدخل العسكري، وأضاف أن طلب بحث التدخل جاء عقب اجتماع لـ«إيغاد» في ذات الشهر.
رئيس قوة إيساف السابقوكان رئيس «إيساف» إبان وجوده في منصبه الذي غادره الأربعاء الماضي، كتب تغريدة قال فيها إن السبب في تدخل قوات شرق أفريقيا في السودان وعدم تدخلها في إثيوبيا يعود إلى سعي أطراف سودانية لذلك، عكس إثيوبيا التي لم يطلب أي من طرفي النزاع التدخل فيها.
هنالك أصوات تتساءل:
لماذا لم تتدخل قوات شرق أفريقيا في الصراع في اثيوبيا مثلما حاولت ان تفعل في السودان؟
الجواب ببساطة هو أن هنالك أطراف سودانية سعت من أجل تدخل قواتنا في السودان،
لكن بالنسبة لاثيوبيا لم يطلب اي من طرفي النزاع فيها تدخل قوات ايساف.
— Dr. Osman Abbas (@Osman_Mo_Abbas) August 5, 2023
ورفض اللواء عباس الرد على «التغيير» بشأن تسمية الأطراف التي طالبت بتدخل «إيساف»، معللاً رفضه بأنه يضر المفاوضات الجارية.
وأكد رئيس «إيساف» السابق وقوفه مع الجيش السوداني. وقال: «لازلت أتوقع أن تضع قوات الدعم السريع السلاح وتعود إلى حضن قواتها المسلحة التي هي جزء منها».
وأضاف أن الدعم السريع يتلقى معونات خارجية، وأشار إلى عدم قدرته على توجيه أصابع الاتهام لدولة بعينها. لكنه قال: «الشواهد الميدانية تؤكد حصوله على مساعدات مثل الكورنيد، والمسيرات وبعض مضادات الطائرات».
رئيس إيساف السابقووصف اللواء عباس قوات «إيساف» بـ«المفيدة ميدانياً»، ونوه إلى عملهم في شكل فرق على الأرض لتوفير الممرات الإنسانية وحماية المنشآت، وأكد ضرورة حصولها على موافقة حكومية.
الجدير بالذكر أن اللواء عثمان عباس قام بتسليم مهام منصبه لخلفه الخميس، ونشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صوراً لمراسم الوداع التي تشمل زراعة شجرة في مقر «إيساف» كطقس يقوم به كل رئيس لهيئة القوات المشتركة يغادر منصبه.
الوسومإثيوبيا إقليم شرق أفريقيا إيساف إيغاد الجيش الدعم السريع السودان تويتر عثمان عباسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إثيوبيا إيساف إيغاد الجيش الدعم السريع السودان تويتر الدعم السریع فی السودان تدخل قوات
إقرأ أيضاً:
الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
زهير عثمان
تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.
التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.
وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.
zuhair.osman@aol.com