بوابة الوفد:
2025-01-16@20:12:33 GMT

ملامح برلمان الجمهورية الجديدة

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حل عقدة من لسان القوى الحزبية والسياسية والمدنية عندما دعاها للحوار الوطنى لبحث متطلبات المرحلة الحالية، كما شجعها على البحث والتقصى وابداء الاقتراحات عندما أكد أنه سيوافق على كل مخرجات الحوار الوطنى دون قيد أو شرط فيما يتعلق بسلطته، وسيحل ما يتعلق بالتشريع إلى البرلمان.

فى مسألة الحوار إذا وضعنا المناقشات حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية بأنها تتم حول المائدة المستديرة، فإن مناقشات المحور السياسى تتم من خلال خلية نحل، فيها لدغ وفيها عسل، فيها أسية وفيها حنية، فيها تبارى يكشف عن رغبة كل القوى السياسية فى الدخول إلى الجمهورية الجديدة متسلحين ببرلمان يمثل كافة القوى السياسية ويشرف الجمهورية الجديدة، وإذا كان البرلمانان السابقان أطلق عليهما برلمان الثورة، فإن البرلمان القادم الذى سيأتى بعد الحوار عقب انتهاء مدته الدستورية هو برلمان الجمهورية الجديدة الذى يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا يكون فيه الشعب هو الرقيب من خلال نواب اختارهم الشعب بإرادته الحرة وفق نظام انتخابى يتيح للمقيدين فى كشوف الناخبين الخروج إلى صناديق الناخبين لانتخاب حزب أو انتخاب فرد قادر على التعبير عنهم تحت قبة وممارسة دورى التشريع والرقابة باسم الشعب ينتظر الشعب أن يتم التخلص فى البرلمان القادم من كل الآثار السلبية التى وصمت الحياة النيابية فى السابق وفى مقدمتها استغلال الحصانة البرلمانية إما لحماية المال أو البحث عن المال، وأن يتم تفعيل الرقابة على أعمال الحكومة وتفعيل آلية الاستجواب، وأن تكون التشريعات بحق معبرة عن احتياجات المجتمع وليس سيفا مسلطا على رقبته.

فى تقديرى أن أهم قضية ثم طرحها فى الحوار وشهدت جدلا كبيرا وهو نوع من الجدل الحميد الذى يهدف إلى البناء وليس الهدف هى قضية النظام الانتخابى المطلوب لإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة لمجلسي النواب والشيوخ، ولا يجب أن يتوقف الحوار فى هذه القضية عند جلسات محدودة حتى تأخذ حقها من المناقشات، وتأتى أهمية هذه القضية لأنه لا يمكن معالجة قضية الأحزاب السياسية بمعزل عن قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس النواب، للوصول إلى توافق بين كل القوى السياسية على نظام انتخابى يعبر عن الشعب المصرى، وأن يأتى فى مصلحة التطور الديمقراطى ومصلحة البلد قبل أن يكون فى مصلحة التيارات السياسية.

من حق كل الأحزاب السياسية السعى لاختيار نظام انتخابى يعزز تمثيلها فى البرلمان بغرفتيه، حتى تعزز حضورها تحت القبة على اعتبار أن النظم الانتخابية هى أهم عناصر العملية فمن خلالها يمكن التحكم فى مخرجات العملية الانتخابية، ومن ثم يؤثر اختيار النظام الانتخابى على كل مفردات النظام السياسى، فهو يؤثر على تشكيل وأداء البرلمان، وعلى سلوك وخيارات الناخبين أنفسهم، ومن هنا تهتم القوى والأحزاب السياسية باختيار النظام الانتخابى بعناية بما يحقق مصالحها، ولا ريب أن يكون اختيار النظام الانتخابى مجلس جدل وخلاف كما حدث فى المناقشات الأخيرة فى جلسة الحوار السياسى.

ومن المعلوم أنه لا يوجد نظام انتخابى مثالى، فلكل نظام إيجابياته وسلبياته ولكن كل حزب أو مجموعة أحزاب ترشح نظاما انتخابيا تراه أنه الأمثل لتحقيق أهدافها، ولكن المهم هو أن يكون دستوريا لتمثيل الفئات التى رأى الدستور تمثيلها واجبا مثل المرأة والفئات الأخرى. على طاولة لجنة إعداد التوصيات والمقترحات الخاصة بالنظام الانتخابى حاليا ثلاثة اقتراحات حول نظام الانتخابات التى تبنتها القوى السياسية الأول: هو الابقاء على النظام الحالى بانتخاب 50٪ بالقائمة المطلقة المغلقة على 4 دوائر والثانى: انتخاب كل الأعضاء بالقائمة النسبية غير المنقوصة عبر 15 دائرة، الثالث هو: انتخابات 50٪ بالنظام الفردى، 25٪ بالقائمة المطلقة المتعلقة، 25٪ بالقائمة النسبية الاختلاف حول النظام الانتخابى ليس عيبا فى الأحزاب ولكنه حق ديمقراطى، تسعى الأحزاب من خلاله لتحقيق التعددية الانتخابية تحت قبة البرلمان.

من حق الأحزاب تختلف وتدافع عن مصالحها وعن البرلمان الجديد الذى نتمنى له أن يكون له صوت عال فى المحاسبة والرقابة والتشريع خاصة وأن النظام الانتخابى ليس قضية فنية أو إجرائية بل هو قضية سياسية.

إذا انتهى الأمر فى الحوار على الثلاثة أنظمة للانتخابات سيتم رفع التوصيات إلى الرئيس السيسى الذى سيحيلها إلى البرلمان للتوصل إلى حل توافقى يرضى كل أطراف العملية السياسية أهلا بالحراك الذى تحقق عن طريق تحقيق الأمن والاستقرار والديمقراطية والثقة على أرض الواقع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي الحوار الوطني الجمهوریة الجدیدة القوى السیاسیة أن یکون

إقرأ أيضاً:

العملية السياسية لوقف الحرب في السودان

د. الشفيع خضر سعيد

نختتم اليوم مناقشتنا للأسئلة الصعبة الستة المكونة لمحتوى رؤية القوى المدنية السودانية حول كيفية وقف الحرب الدائرة في البلاد. ونواصل الإجابة التي ابتدرناها في مقالنا السابق على السؤال السادس/الأخير والذي يقرأ: ما هي تفاصيل العملية السياسية من حيث أجندتها وأهدافها وأطرافها، وكيف يتأتى للقوى المدنية والسياسية السودانية العمل على بناء السلام وقيادة البلاد بعد إنهاء الحر، وهل ستنحصر العملية السياسية في قضايا الانتقال من الحرب إلى السلم، أم ستتوسع لتعالج جذور الأزمة الوطنية العامة في البلاد وقضايا إعادة تأسيس الدولة السودانية؟
إن تصميم وقيادة العملية السياسية، كما ظللنا نكرر، يقعان حصريا على عاتق القوى السياسية والمدنية السودانية، دون أن يعني هذا رفض أي تيسير أو تسهيلات من قبل القوى الدولية والإقليمية، وخاصة الاتحاد الأفريقي. فالمجتمع الدولي والإقليمي عبارة عن إطار كبير جدا ومتداخل لا يمكن أن تتعالج مشاكلنا بمعزل عن وجوده. ولكن التعامل معه يتطلب الحكمة والحذر حتى نضمن الحد من تأثيراته السالبة علينا. وبالنسبة لتصميم العملية السياسية، أقترح استنادها على عدد من المرتكزات، منها: مشاركة كل القوى السياسية والمدنية ماعدا حزب المؤتمر الوطني المحلول. * الشفافية والعلانية في كل مراحلها، وبعيدا عن أي تدخلات دولية أو إقليمية في تفاصيلها. العودة إلى مسار ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، والانطلاق من مبدأ إعادة بناء الدولة السودانية وفق أسس التمسك بوحدة البلاد، واحترام التنوع العرقي والديني والثقافي وضمان العدالة الاجتماعية، وتفكيك الميليشيات المسلحة وبناء جيش قومي موحد، والحكم المدني الديمقراطي. التوافق على آلية/جمعية قومية تضم ممثلين عن القوى السياسية والمجتمع المدني والقوى الشبابية وغرف الطوارئ والعسكريين والشخصيات الوطنية، تلغي الوثيقة الدستورية لعام 2019 وتتولى مهام التشريع والرقابة وفق مراسيم بديلة تؤسس لحكم انتقالي مدني لا يشارك فيه العسكر أو الميليشيات.
مباشرة بعد وقف العدائيات وإطلاق النار، أقترح أن تبتدر الآلية/الجمعية القومية الفترة الانتقالية بإصدار مراسيم يتم بموجبها حل المجلس السيادي وهياكل الحكم الأخرى القائمة، تعيين حكومة مدنية، في المركز والولايات، من شخصيات مستقلة وعلى أساس الأهلية والكفاءة والقدرة السياسية والتنفيذية، وبعيدا عن أي ترضيات أو محاصصات سياسية أو جهوية، وتكوين مجلس الدفاع والأمن القومي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية. ونشدد على أهمية ابتعاد قيادات وكوادر الأحزاب والقوى السياسية عن الجهاز التنفيذي الانتقالي وأن تكتفي بمراقبة أدائه وسير تنفيذ الخطط والبرامج من خلال تواجدها في الآلية/الجمعية القومية، أما القيادات العسكرية فمكانها مجلس الدفاع والأمن القومي.
وفور تكوينها، أقترح أن تنظم الحكومة الانتقالية المدنية مؤتمر مائدة مستديرة تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمع المدني والقيادات الأهلية والشعبية والمنظمات القاعدية كغرف الطوارئ والتكنوقراط والعسكريين والشخصيات الوطنية المجمع عليها، بهدف الخروج برؤية موحدة حول المشروع الانتقالي الذي من الممكن أن ينتشل البلاد من واقع الحرب والتأزم. فصياغة المشروع السياسي البديل والبرنامج الانتقالي لما بعد الحرب هي مهمة تاريخية لا يمكن أن تقوم بها مجموعة بعينها من الفصائل، مثلما لا يمكنها أن تقتصر على النخب والقيادات السياسية وحدها. أما أولويات البرنامج الانتقالي والتي ستنفذها الحكومة المدنية، فتشمل:
الشروع فورا في مباشرة تفكيك تمكين نظام الإنقاذ.

مخاطبة المأساة الإنسانية المتفاقمة، وخاصة مناطق النزوح واللجوء، بالتعاون مع المنظمات الدولية، وبالتنسيق مع لجان الطوارئ ولجان الخدمات والتغيير والمنظمات القاعدية في المحليات.
استعادة الاستقرار وفرض القانون والنظام العام.
إصلاح القضاء والمنظومة العدلية.
تحقيق العدالة والعدالة الانتقالية.
إصلاح القطاع الأمني، والإشراف على عمليات تنفيذ البنود الخاصة بالجيش الموحد، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بالتنسيق مع القوات المسلحة السودانية.
مراجعة وتقويم اتفاق سلام جوبا، والعمل على عقد اتفاق سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
رتق النسيج الاجتماعي من خلال إطلاق مبادرات لتقليل الاستقطاب الاجتماعي والعرقي وللتصالح والتعايش السلمي، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني في بناء الجسور بين المجتمعات المتضررة، وتفعيل دور القيادات الدينية والمجتمعية والتقليدية في تقليل حدة الاستقطاب المجتمعي وإجراء المصالحات المحلية.
إعادة الإعمار وتنفيذ برنامج اقتصادي إسعافي.
عقد المؤتمر الدستوري على أن ينجز أعماله قبل نهاية الفنرة الانتقالية. والمؤتمر الدستوري في جوهره يعني أن يتوافق السودانيون، بمختلف انتماءاتهم الفكرية والثقافية والإثنية والسياسية، على مشروع وطني لإعادة بناء الدولة السودانية، وعلى ثوابت دستورية تشكل مواد الدستور الدائم للبلاد، وذلك من خلال التوافق على إجابات أسئلة التأسيس التي ظلت، ومنذ فجر الاستقلال، إما بدون إجابات أو بإجابات خاطئة كلفتنا تاريخا وحاضرا مرعبين. وأسئلة التأسيس تشمل: أ- شكل الحكم الملائم والذي يحقق مشاركة عادلة في السلطة بين مختلف المكونات القومية والجهوية، ويشمل ذلك إصلاح النظام السياسي بما يضمن إيقاف متوالية الانقلابات العسكرية والانتفاضات الشعبية.
ب ـ التوزيع العادل للثروة والموارد بين هذه المكونات. ج ـ الهوية وعلاقة الدين بالدولة. وبحكم طبيعة مهامه هذه، سيظل المؤتمر الدستوري، في دلالاته، أقرب لأن يختط السودان بتعدد كياناته العرقية ومعتقداته الدينية المتعددة وجذوره الثقافية الحضارية المتنوعة، منهجا لحل معضلاته المزمنة كيما يستقر دولة حديثة جديرة بأهله، ورقما ينتزع الاعتراف به في هذا العالم.
التوافق على قانون انتخابات جديد يتجاوز سلبيات التجارب الديمقراطية السابقة المرتكزة على صيغة «وستمنستر» والتي أفرزت نظما ديمقراطية هشة يسهل الانقضاض عليها. والمطلوب من القانون الانتخابي الجديد أن يحقق ممارسة سياسية صحية تستند على صيغة سودانية للديمقراطية التعددية، توائم بين القيم العالمية المطلقة للديمقراطية التعددية والسمات الخاصة ببلادنا، وتربط الديمقراطية بتوفير لقمة العيش ومياه الشرب وخدمات العلاج والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى.

نقلا عن القدس العربي  

مقالات مشابهة

  • مدبولي: نظام الثانوية العامة الجديد قيد الحوار المجتمعي لتحقيق التطوير المطلوب
  • باحث: اتصالات خلف الكواليس بين جوزيف عون والقوى السياسية المختلفة
  • نظام "البكالوريا المصرية" يشعل حوارا مجتمعيا وبرلمانيا حول مستقبل التعليم الثانوي
  • المهمة المقبلة.. رسائل ترامب تصل بريد القوى السياسية في العراق
  • التعليم تطلق أولى جلسات الحوار المجتمعي حول نظام البكالوريا
  • ننشر تفاصيل جلسات الحوار المجتمعي لمناقشة مقترح شهادة البكالوريا المصرية بهدف تطوير التعليم
  • تفاصيل أولى جلسات الحوار المجتمعي حول مقترح نظام البكالوريا
  • إلغاء مواد وإعفاء من المصاريف.. خريطة طريق لنظام البكالوريا الجديدة| تفاصيل الحوار المجتمعي
  • العملية السياسية لوقف الحرب في السودان
  • القوى السياسية والتحنيط العقلي