يمانيون:
2025-02-02@21:13:47 GMT

ثورةُ الإمامِ زيد.. مدرسةٌ مليئةٌ بالدروسِ

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

ثورةُ الإمامِ زيد.. مدرسةٌ مليئةٌ بالدروسِ

إلـهام الأبـيض

عندما نستذكر هذه الأحداث المريرة والمؤلمة والمؤسفة والموجعة في تاريخنا لا نستذكرها فقط لنتسربل بالأحزان، ولنعيش مأساة الحزن من جديد فقط، إنما نعود إليها باعتبارها مدرسة كبرى نأخذ منها الدروس والعبر التي نحن في أمس الحاجة إليها في عصرنا هذا في مواجهة كل التحديات والأخطار التي تعيشها أمتنا.


لقد كانت ثورة الإمام زيد «عليه السلام» امتداد لثورة الحسين وامتداد لحمل المشروع الرسالي الإلهي الذي بلّغه خاتم الأنبياء محمد» صلى الله عليه وآله»
لقد واصل الإمام زيد ذلك المشروع بروحه ومبادئه، ومواقفه وأخلاقه، وحمل لواءه في الأمة مناديا ليبقى للحق صوته وليبقى للحق امتداده، وليبقى للعدل حملته والعدالة على طريق ونهج إصلاح واقع الأمة وتصحيح مسارها قائماً وممتداً عبر الأجيال، لا يوقفه زمن ولا تقف بوجهه تحديات أو أخطار؛ لأن له عظماء حملوا روحيته، حملوا مبادئه وحملوا نوراً في أرواحهم وإيماناً راسخاً في قلوبهم.
الإمام زيد «عليه السلام» لقد واجه التحديات والأخطار والنكبات الكبيرة ومصائب مؤلمة وجارحة، بثباته وصلابته بوهجه وقوته.
نحن في هذا العصر الذي عمّ فيه الطغيان على أمتنا وبما شملها من بلاء التحديات وأكبر الأخطار، والأمم الأخرى تتكالب عليها مستهدفة لها في دينها ومبادئها ومستهدفة في أرضها وعرضها وعزتها وفي كل مقوماتها.
من خلال ثورة الإمام زيد «عليه السلام» نعود إلى مدرسة عاشوراء، ومنها نعود إلى المدرسة المحمدية الكبرى، نعود إلى تاريخ أهل البيت «عليهم السلام» نعود إلى تاريخ من حملوا راية الحق والعدل وضحوا بأنفسهم من أجل إنقاذ الأمة ومن أجل إصلاح واقعها وإنقاذها من هيمنة الطغاة والمجرمين .
نعود إلى تلك المدرسة ونستعيد التاريخ من جديد تاريخ أهل البيت «عليهم السلام» لنكسب من مجدهم وعزهم ونتعلم الثبات في مواجهة التحديات والعزم واليقين والبصيرة، والوعي والإخلاص، نتعلم منهم التضحية من أجل المبادئ العظيمة، وكيف نستمر في حمل راية الحق والعدل ولا نبالي بطغيان الطغاة ولا بجبروت الظالمين.
نعود إلى الإمام زيد» عليه السلام» من عصرنا وواقعنا من ظروفنا، ونحن نعيش كل التحديات ونرى كل المساوى كل الظلم كل الطغيان ونحن نعيش أبشع عدوان عرفه التاريخ، يستهدف ديننا وعزتنا وكرامتنا وحريتنا وثقافتنا وهويتنا الإيمانية .
نستلهم من ثورة وحركة الإمام زيد بن علي «عليه السلام» كيف يكون التحرك الجاد ضد الطغاة والمستكبرين، وكسر حالة الجمود والإذعان، كسر حالة الصمت والاستسلام ونتحرك في الأمة لنستنهض الأمة من جديد مذكرين لها بكتاب الله والمبادئ العظيمة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: علیه السلام الإمام زید

إقرأ أيضاً:

معنى الظلم في (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس عليه السلام، محمول على معان تليق بمقام النبوة العظيم، منها أنه حمَّل نفسه أكثر مما تطيق، أو أنه تصرف بغير إذن ربه، أو أنه تَرَكَ الأولى والأفضل، أو أنه من جملة تسبيح الله سبحانه وتعالى وذكره له، وهذا الذكر من جملة الدعاء المستجاب الذي له فضلٌ عظيمٌ؛ فمن دعا به طالبًا النجاة من شيءٍ نجاه الله تعالى.

معنى دعاء سيدنا يونس: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

وقالت الإفتاء إنه لا يصح أن يُفهم الدعاء أنه من معاني الظلم المذمومة، فالأنبياء معصومون عن الذنوب كبائرها وصغائرها.


وأضافت الإفتاء أن ما ورد من نسبة سيدنا يونس عليه السلام الظلم إلى نفسه فيما حكاه على لسانه القرآنُ الكريم: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87] فليس المراد منه أي معنى من المعاني المذمومة، بل هذا محمول على معان تليق بمقام نبوته العظيمة.

قال الشيخ أحمد ابن عجيبة في "البحر المديد" (3/ 493، ط. الدكتور حسن عباس زكي) في قوله: ﴿إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أي: [لنفسي بخروجي عن قومي قبل أن تأذن لي، أو من الظالمين لأنفسهم بتعريضها للهلكة] اهـ.

وقال الإمام ابن جزي في "التسهيل" (2/ 28، ط. دار الأرقم): [والظلم الذي اعترف به كونه لم يصبر على قومه وخرج عنهم] اهـ.

وقال الإمام الماوردي في "تفسيره" (3/ 467، ط. دار الكتب العلمية): [يعني لنفسي في الخروج من غير أن تأذن لي، ولم يكن ذلك عقوبة من الله؛ لأن الأنبياء لا يجوز أن يعاقبوا، وإنما كان تأديبًا، وقد يُؤَدَّبُ من لا يستحق العقاب] اهـ.


قال الإمام البغوي في "معالم التنزيل في تفسير القرآن" (4/ 47، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقيل: فلولا أنه كان من المسبحين في بطن الحوت؛ قال سعيد بن جبير: يعني قوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87]] اهـ.

قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (22/ 179-181، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: ﴿إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، والظلم من أسماء الذم؛ لقوله تعالى: ﴿أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 18]... لا شك أنه كان تاركًا للأفضل مع القدرة على تحصيل الأفضل فكان ذلك ظلمًا] اهـ.

وجاء في "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" للنيسابوري (1/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [الظلم فيه محمول على ترك الأولى؛ كما في حق آدم: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا﴾ [الأعراف: 23] لا على الكفر والفسق] اهـ.

وأكدت الإفتاء قائلة:  معنى الظلم الذي نسبه سيدنا يونس عليه السلام إلى نفسه كما في الآية المذكورة أنه شق على نفسه ولم يرفق بها في سبيل طاعة الله، وأهل الكمال يعاملون أنفسهم كما يعاملون نفوس الخلق، فهم مطالبون بالرفق عليها، كرفقهم على سائر نفوس الخلق، أو هو فعل خلاف الأولى مطلقًا، أو هو خروجه عن قومه بغير إذن ربه.

وتابعت: ولا يصح أن يُفهم على نحوٍ فيه انتقاص من مقامه الرفيع؛ إذ المقرر عند علماء المسلمين أنه يجب تأويل مثل هذه الألفاظ التي يوهم ظاهرها خلاف الواجب عقلًا فتُحمل على معنًى لائق بمقام النبوة العظيم؛ كما قال الإمام الشاطبي في "الموافقات" (4/ 13، ط. دار ابن عفان): [ولك في التأويل السعة بكل ما يليق بأهل النبوة ولا ينبو عنه ظاهر الآيات] اهـ.

واوضحت الإفتاء أنه ورد في السنة النبوية الحثُّ على هذا الدعاء والتضرع به إلى الله تعالى، وبيان فضله العظيم؛ فمن دعا الله تعالى به نال الإجابة كما نالها يونس عليه السلام.

فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ:لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ» رواه الترمذي في "سننه"، وأحمد في "مسنده"، والحاكم في "مستدركه على الصحيحين".

قال الإمام المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (2/ 6، ط. مكتبة الإمام الشافعي): [(إلا استجاب الله له) لما كانت مسبوقة بالعجز والانكسار ملحوقة بهما صارت مقبولة] اهـ.

وقال الإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (2/ 520، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب): [ثم قال: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ﴾؛ يعني: كلُّ من قال من المؤمنين -إذا أصابه غمٌّ، أو استقبله أمر مهم- مثلما قال ذو النون نجيناه كما نجينا ذا النون] اهـ.

مقالات مشابهة

  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: مصر والقضية الفلسطينية .. موقف ثابت في مواجهة التحديات
  • معارضون: دمشق على موعد مع ثورة جديدة
  • الذكاء الاصطناعي.. ثورة تكنولوجية تفتح آفاقًا جديدة للفرص
  • ثورة تصحيح في الزمالك بعد ثلاثية بيراميدز.. ومطالب برحيل جروس
  • مصرع شاب إثر اعتداء آخرين عليه فى بورسعيد
  • ندوة بمعرض الكتاب تناقش “التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقودان ثورة جديدة في علاج الأورام
  • مدرسة النبوة وتلميذها القائد الشهيد
  • معنى الظلم في (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • فؤاد: ثورة سوريا ستنجح لأنهم يتبعون نصائح تركيا