تناولت وسائل إعلام إسرائيلية رد حزب الله اللبناني المحتمل على التفجيرات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها مقاتلوه خلال اليومين الماضيين، كما أشارت إلى نية الجيش بدء عملية واسعة جديدة شمالي قطاع غزة بعد معلومات عن إعادة المقاومة ترميم قواتها في المنطقة.

ونوه المتحدثون إلى إشارات تبدو مقصودة على أن إسرائيل هي من يقف وراء الهجمات التي طالت أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله، حيث قال مراسل الشؤون الخارجية في القناة الـ13 يوسيف يسرائيل إن الشركة التي باعت أجهزة "آي كوم في 82" التي انفجرت يوم الأربعاء شركة وهمية بالأساس.

ونقل يسرائيل عن تقارير إعلامية أن هذه الأجهزة تم شراؤها في فترة قريبة من شراء أجهزة "البيجر" التي انفجرت يوم الثلاثاء. وقال إن تقارير تتحدث عن أن الشركة التي باعت هذه الأجهزة "هي شركة وهمية مقرها العاصمة الهنغارية بودابست وهو ما يعطي مؤشرا على طبيعة العملية".

وأضاف "اليوم ذهب أحدهم إلى مقر شركة غولد أبولو التي يفترض أنها وكيل الشركة التايوانية المصنعة للأجهزة فلم يجد أحدا واكتشف أن الشركة وهمية".

مبرر جيد للحرب

وفيما يتعلق بالمردود العسكري على هذه العملية، قال رئيس شعبة العمليات السابق يسرائيل زيف للقناة الـ12 إن حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله اللبناني) "كان قبل هذه العملية يضع المواجهات في خانة مساندة قطاع غزة وقد ترك الباب مفتوحا أمام عملية سياسية ربما تتعلق بتبادل الأسرى أو ما شابه".

ويرى زيف أن ما جرى مؤخرا "يمنح الحزب مبررا جيدا وكافيا لتغيير موقفه والقول إن الحرب أصبحت مباشرة بيننا وبينكم"، مؤكدا أن هذه التفجيرات "لن تساعد كثيرا في استعادة الأسرى ولا حتى في تحريك المفاوضات وإن كانت الأمور تتجه نحو التصعيد فإن الرابح الوحيد من هذا الأمر هو يحيى السنوار (زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس)".

وفي السياق نفسه، قال تامير هايمان -رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب– إن رد حزب الله على هذا الهجوم "قادم لا محالة، لأن هذه أقوى ضربة يتلقاها من إسرائيل"، مؤكدا أن هذا الرد "قد يصل إلى مرحلة الحرب".

وانتقد أفرايم سنيه نائب وزير الدفاع السابق حكومة بنيامين نتنياهو التي قال إنها "منشغلة بالسياسة الحزبية الضيقة ولا تمتلك إستراتيجية حقيقة للتعامل مع الملفين الفلسطيني والإيراني".

وقال سنيه إن الحكومة الحالية "تدفع إسرائيل إلى وضع لن تكون مستعدة له سياسيا في نهاية المطاف حتى إن كانت مستعدة له عسكريا"، مضيفا "لا توجد أهداف ولا شركاء لخطوة إستراتيجية كبرى في أي جبهة من الجهات التي نواجهها".

أما قائد الدفاعات الجوية الإسرائيلية السابق تسفيكا حاييموفيتش، فقال إن عمليات الحرب النفسية وتعزيز الردع التي رأيناها مؤخرا "أفقدت حزب الله توازنه"، لكنه أكد أن "ما بين الردع والحسم لا بد من وجود خطوة تكميلية وإلا فأنت تضرب وتنتظر الرد وهكذا وهذه عملية لا نهاية لها".

وفي السياق نفسه، قال عاموس يدلين -رئيس شعبة الاستخبارات السابق- إن "إسرائيل تقاتل على 7 جهات وربما 8 لو أضفنا ما يأتي من الأردن، ومع ذلك فإن الأهداف الرئيسية للحرب المتمثل في إعادة الأسرى لم تتحقق".

وقال يدلين إن إسرائيل ليس أمامها في غزة سوى خيارين اثنين "إما التوصل لصفقة أو تغيير تكتيكات العملية العسكرية لأن ما يجري حاليا هو جهد ضائع لن يدفع السنوار نحو التنازل".

عودة العمليات لشمال غزة

وعن الأوضاع في قطاع غزة، قال ألموغ بوكير -مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12- إن الجيش يستعد لعملية واسعة جديدة في الجزء الشمالي من القطاع وذلك بعد 6 أشهر على انسحابه منه، مشيرا إلى أن الجيش رصد خلال الأسابيع الأخيرة محاولات حركة حماس ترميم قوتها.

وقد تحدث لواء الاحتياط غيورا آيلاند -رئيس مجلس الأمن القومي السابق- عن ضرورة احتلال شمال القطاع بقوله "الحرب لم تتوقف لأنه لا توجد صفقة لسبب ما، فكيف سيكون الوضع بعد سنة من الآن.. أنا أفضل احتلال شمال غزة".

وقال آيلاند "وليس ضروريا إرسال الجيش إلى عمق القطاع، وإذا استمرت الحرب 3 أو 4 سنوات فإنك ستخلق وضعا أبديا يكون فيه القطاع دون مدينة غزة التي كانت رمزا له ذات يوم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟

على الرغم من ارتفاع نبرة الإعلام المحسوب على الحكومة المعترف بها دوليًا في الآونة الأخيرة باتجاه التصعيد العسكري؛ فما زال المجتمعان الدولي والإقليمي يتحدثان ويعطيان أولوية للتسوية السياسية، من خلال التزام تنفيذ خريطة الطريق.

 

السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، التقى في الثالث من آذار/مارس السفير العراقي لدى اليمن، قيس العامري، وقال السفير السعودي في «تدوينة» على منصة «إكس»، إنه جرى «مناقشة مستجدات الأزمة اليمنية، واستعراض جهود المملكة السياسية والإنسانية والاقتصادية والتنموية في اليمن، ودورها في دعم جهود السلام في اليمن، ودعمها لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن وخريطة الطريق بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية».

 

وفي ذات السياق، أكدَّ المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة عن تطورات جهود السلام في اليمن، أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، أهمية الالتزام بخريطة الطريق «باعتبارها مسارًا قابلا للتطبيق». لكن المبعوث الأممي في إحاطته عينها حذر أيضًا من عودة اليمن إلى حرب واسعة النطاق في حال لم تلتزم الأطراف بالتهدئة.

 

كيف نقرأ التصعيد العسكري الراهن على الأرض وإن كان محدودا، بينما المجتمعان الدولي والإقليمي يؤكدان على الحل السياسي والتزام خريطة الطريق، التي أعلنت الأمم المتحدة توافق الأطراف اليمنية عليها في كانون الأول/ديسمبر 2023؟ هل الإقليم والمجتمع الدولي ما زالا مع الخريطة باعتبارها السبيل الوحيد للحل والتسوية السياسية في اليمن؟

 

العودة للحرب

 

يقول أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني، وزير الثقافة الأسبق، عبد الله عوبل، لـ«القدس العربي»: «لا يوحي الوضع على الأرض بعودة الحرب في اليمن بين أطراف الحرب: الشرعية والحوثي، على الرغم من تصاعد التصريحات الإعلامية لإعلام الشرعية. أما المملكة السعودية فلن تعود للحرب، للتفرغ للتنمية ولعب دور أكبر في السياسة الدولية، وتفضل العودة إلى خريطة الطريق بينها وبين الحوثيين».

 

وأضاف: «خريطة الطريق كان مقررًا أن يتم توقيعها في كانون الثاني/يناير 2024، ولكن لأن الحوثيين ساندوا الفلسطينيين في غزة أثناء حرب الإبادة، التي يشنها الصهاينة على غزة والضفة الغربية، فقد جمد الأمريكان خريطة الطريق، ويبدو أنها الآن لن ترى النور بعد التصنيف الأمريكي للحوثي منظمة إرهابية أجنبية.

 

والسؤال هو لماذا يصرح المسؤولون السعوديون بأنهم متمسكون بخريطة الطريق حتى بعد قرار ترامب الأخير؟ تقديري إن المملكة تعير اهتماما لاتفاقها مع إيران برعاية الصين، وهي فعلا لا تريد العودة إلى الحرب في اليمن، وهي تتمسك بخريطة الطريق، لكن إذا الإمريكان سيعطلون تنفيذ خريطة الطريق لا بأس، (جاءت منك يا جامع) المثل لشخص لا يصلي، ويوم قرر أن يذهب للجامع وجده مغلقًا، فقال هذا المثل».

 

واستطرد عوبل: «الغريب هو كلام المبعوث الأممي عن خريطة الطريق، وهو يعلم إن قرار ترامب بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية قد قطع الطريق على أي عملية سلام، وبالفعل ليس في جعبة المبعوث أي شيء حول السلام غير خريطة الطريق.

 

أما الشرعية فلم تكن شريكا في مفاوضات خريطة الطريق، وهي الطرف الخاسر في خريطة الطريق هذه، ولا شك أن الرئاسي تنفس الصعداء بعد قرار الرئيس ترامب بتصنيف الحوثي إرهابيا، لكن الشرعية عاجزة أن تخوض حربا مع الحوثي بدون مساندة من المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن تصريحات الإعلام الشرعي ما هي إلا فقاعات في الهواء».

 

الملفات الإقليمية

 

عادل دشيلة، وهو باحث في مركز الشرق أوسطي للأبحاث في جامعة كولومبيا، يرى أن اللقاء السعودي في واشنطن نتج عنه بعد أيام قرار التصنيف الأمريكي لجماعة «أنصار الله» (الحوثيون) جماعة إرهابية أجنبية، كما تم إضافة قيادات في الجماعة إلى قائمة العقوبات الأمريكية.

 

وقال لـ«القدس العربي»: «هناك عدة مسارات؛ منها أن السعودية ستقول أنا قدمت خريطة الطريق وجماعة الحوثي رفضت الخريطة. هذا التصنيف لا علاقة لي به. السعوديون بكل تأكيد لا يريدون التصعيد العسكري مع جماعة الحوثي في الوقت الراهن، مع أنهم يدركون أن هناك رغبة دولية.

 

لكن السعودية لها الاستراتيجية الخاصة تجاه اليمن. لأنها لن تتعامل مع اليمن بمنظور اللحظة. ولهذا هي منذ اليوم الأول عارضت أي اندفاع عسكري في البحر الأحمر».

 

وأشار إلى أن «الملف اليمني مرتبط بالأزمات الإقليمية من غزة إلى سوريا إلى لبنان إلى العراق إلى إيران. في حال وجدت رؤية استراتيجية لكيفية التعامل مع هذه الملفات بطريقة عسكرية أو دبلوماسية، حينها يمكن الحديث عن إنهاء الأزمة في اليمن. لكن بدون معالجة كل الملفات في المنطقة لا أعتقد أننا سنصل إلى سلام في اليمن».

 

ثم ماذا؟

 

مما سبق نفهم إن استئناف الحرب في اليمن ما زال خيارًا غير وارد إقليميًا ودوليًا؛ لأن تداعياته ستكون كارثية على مستوى المنطقة ككل؛ وبالتالي فإن خيار التسوية ما زال خيارا مطروحا؛ وإن تراجعت حظوظه، لكن المجتمعين الدولي والإقليمي لا ينظران إلى مصالح تجار الحرب في الداخل، وبالتالي مهما كانت نبرة التصعيد إعلاميًا فإن قرار الحرب ليس بيد الداخل. كما لا يمكن تجاهل مدى التشابك الحاصل بين الملف اليمنيّ والملفات الإقليمية.


مقالات مشابهة

  • لبيد : إذا عادت إسرائيل للحرب في غزة سيموت الرهائن
  • إعلام إسرائيلي: عائلات المحتجزين تطالب بإلغاء قرار قطع الكهرباء عن غزة
  • مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام لـ سانا: ننفي الشائعات التي تنشرها وسائل إعلام إيرانية حول هروب أبناء الطائفة العلوية في دمشق إلى السويداء، ونؤكد أن الخبر ضمن سياق الحرب الإعلامية التي تستهدف سوريا الجديدة ووحدتها
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: العودة للحرب في غزة تعني موت المختطفين
  • بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟
  • إعلام إسرائيلي: الأغلبية الساحقة من الجمهور تؤيد إنهاء الحرب والأميركيون يتجاوزوننا
  • إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
  • إعلام إسرائيلي: إحراز تقدم في محادثات الولايات المتحدة مع حماس
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب تستعد للعودة للحرب علي غزة خلال أسابيع
  • إعلام إسرائيلي يوضح خطط الاحتلال للضغط علي حماس إذا فشلت محادثات الهدنة